كمين الدريهمي ..الانتصار الأخلاقي كان الأكثر دوياً

 

تقرير/إبراهيم الوادعي

انعكست واقعة الاستدراج الذكية والكمين المحكم الذي نصبه الجيش واللجان الشعبية لكتيبة في لواء المحضار العميل للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن في الساحل الغربي نكسة نفسية ومعنوية للمرتزقة في جبهات الساحل الغربي .
كتب أحد المرتزقة ويدعى جلال العدني ” مجزرة مروعة بحق أبناء اللواء 103 لم يسبق لها مثيل، الخسائر البشرية هي الأكبر تجاوز عددها 140 ما بين قتيل وجريح وأسير جميعهم من أبناء الجنوب، والمؤلم أن قوات طارق عفاش والتي من المفترض أنها معركتهم لم يخسروا جنديا واحدا ولم يصب أحدهم بأذى”.
وأضاف “يجب أن يتوقف هذا العبث وترتفع أصوات المطالبة بالكشف عن مصير 1800 مفقود في الساحل الغربي وإخراج الأسرى بأي طريقة وبشكل عاجل وإعادتهم فورا إلى أهاليهم وإعادة مقاتلي الجنوب من جميع الجبهات الواقعة خارج الحدود للدفاع عن وطنهم وضبط الأمن بدلا من القتال نيابة عن الآخرين “.
وكتب آخر.. لكم الله يا لواء المحضار.. الجنود أطلقوا نداء استغاثة ولم يستجب لهم، والمشاهد التي بثها إعلام المليشيات الحوثية كشف حجم استهتار القيادات بأبناء الجنوب وحجم الخداع والتضليل الهائل “.
فيما غرد آخر: “المؤامرة على أبناء الجنوب اتضحت بشكل كبير.. يتم الدفع بأبناء الجنوب إلى محارق الموت في الحديدة، وإفراغ الجنوب، فيما يتم ملؤه بتابعين لطارق عفاش يجري استقدامهم من محافظات الشمال إلى عدن “.
مع توارد الأنباء عن الخسارة الثقيلة جدا في الكمين ، وتعالي الأصوات تبحث عن الأسباب في داخل معسكر المرتزقة ، وفي مواجهة الصدمة الجنوبية التي تعالت تطالب بعودة أبنائهم من الساحل الغربي ، عمدت الإمارات إلى تحريك ذبابها الإلكتروني في محاولة مواجهة تنامي السخط وسحب تأثير الخسارة الفادحة بكمين الدريهمي على سير عملية تجنيد شباب الجنوب والدفع بهم للقتال خاصة في الحديدة، وانكشاف عجزها في القيادة العسكرية وعقم خططها العسكرية التي يجعلها ومرتزقتها فريسة سهلة للجيش واللجان، بالإضافة إلى إيقاف لهجة التخوين التي تعالت بين قيادات وأطراف المرتزقة.
بحسب المشاهد المقتضبة لنحو 17 دقيقة بثها الإعلام الحربي، فقد أظهر الكمين المنصوب للكتيبة في لواء المحضار براعة وذكاء القيادة العسكرية للجيش واللجان الشعبية، وثقة وثبات وعزيمة المجاهد على الأرض النابع من وقوفه على أرضية صلبة وهي الدفاع عن الأرض بوجه معتدى غاز.
وفي المشاهد بدا طيران الاباتشي تائها في السماء وخارج المعادلة بشكل كلي بعد أن تم الاستدراج إلى بين المنازل والأزقة، وغير قادر على تغيير مجريات الأمور على الأرض، فغادر تاركا الكتيبة تواجه مصيرها المحتوم، حيث انتهى الأمر بأفرادها بين قتيل وجريح وأسير وهائم على وجهه في الصحراء لا يؤمل نجاة.
الخسارة الأخلاقية في كمين الدريهمي فاقت بمراحل الخسائر البشرية بما ظهر عليه المجاهد اليمني من التزام بمبادئ الدين الإسلامي تجاه الأسير والجريح، بل تجاوز تلك المبادئ الأساسية وجسد القيم والشهامة اليمنية الأصيلة، والمعركة لا تزال محتدمة وأزيز الرصاص لايزال يدوي، في مقابل معسكر غاز ومرتزقة لا يحفظ لامرأة حرمة إن اقتحم المدن او القرى او تلقفها في طريق كما حدث في الحديدة وتعز والجوف ومأرب، ويقتل الأسرى كما حدث مع الأسير سمنان من مديرية القفر اب أو يدفنهم احياء كما فعلوا مع الأسير عبد القوي الجبري ، او يتركهم ينزفون كما نقل مشهد في جبهة نهم ، ومثل هؤلاء كثير ليس هنا متسع لذكرهم ، وموثق بعض من ذلك السقوط الأخلاقي المريع على وسائط التواصل واليوتيوب.
في المشاهد التي عرضها الإعلام الحربي من كمين الدريهمي يظهر أسير جريح يخاطب مجاهدا اقتحم عليه منزلا كان تحصن فيه وزملاء له، وهو يقول أنا في وجهك فيرد عليه المجاهد: أنت في وجه الله عز وجل وفي وجه مسيرة قرآنية لن يصيبك شيء.
ومجاهد آخر حريص على أبناء وطنه من أين ما كانوا وينادي بمرتزقة محاصرين ويخاطب أحدهم: سلم نفسك وعيش في حياة وفي كرامة..
وقيادي في المجاهدين يخاطب المجاهدين ومجموعة من المرتزقة يسلمون أنفسهم بالقول أكرموهم واحفظوا كرامتهم، هولا هم إخوتنا.
ويتوجه بحديثه للأسرى في اللحظات الأولى لتسليم أنفسهم ودخولهم تحت رحمة المجاهدين: لا قلق ولا خوف أنتم مع أنصار الله في أمان الله وفي حفظ الله.
كمين الدريهمي القاتل ليس الأول الذي تتعرض له كتائب الغزاة منذ بدء معركة الساحل الغربي، لكنه الأول من نوعه تقاتل فيه الكاميرا لنقل الانتصار الأخلاقي إلى العالم وليس لتوثيق مجريات عمل عسكري وتنكيل بالغزاة والمرتزقة، انتصار أخلاقي لم يفارق الانتصار العسكري منذ الطلقة الأولى للعدوان في مارس 2015م رغم كل الآلام والجراحات التي حاول الغزاة صنعها مسا بالعرض أو انتهاكا وقتلا للأسرى.
عدسة كمين الدريهمي وثقت للعالم مجموع الانتصار اليمني، إن صح التعبير ،انتصار على الأرض والانتصار في الأخلاق والانتصار في ميدان إكرام الإنسان ولو كان عدوا.
عدسة كمين الدريهمي نقلت إلى العالم الإسلام المحمدي وشخصية المسلم الحقيقي، وعرفت العالم الى هوية اليمني الأصيل وشخصيته الحقيقية النابعة من مبادئ الإسلام، وقيم وشهامة وإسلاف وأعراف القبائل اليمنية الأصيلة، لا ما يراه في مرتزقة انسلخوا عن يمنيتهم وإسلامهم.
و استخلاص أخير .. قطعاً ما أعد في مدينة الحديدة مقارنة بأطراف مديرية بالدريهمي أضعاف من المفاجآت العسكرية تنتظر الغزاة إن أقدموا على حماقة اقتحام المدينة والميناء ، وأضعاف أضعاف من العزيمة والثبات والإصرار على المواجهة والقتال ستكون في استقبالهم..
معركة الساحل الغربي تتجاوز التوقعات وتعصف باقتصاديات دول العدوان لصالح المدافعين عن الأرض ..هذا ما يمكن للمتابعين للشأن اليمني تأكيده الآن ولا شيء غير ذلك في المستقبل المنظور..

قد يعجبك ايضا