عندما تصبح الغيرة دافعاً للقتل

عادل بشر

كثيراً ما نسمع عبارة (ومن الحب ما قتل)، وفي قضيتنا هذه لم يكن انتحار المحب بسبب رفض أهل الحبيبة له أو بسبب خيانة الفتاة أو تركها له بعد قصة حب طويلة وإنما بسبب الغيرة القاتلة ومجرد الشك في سلوك الفتاة فقرر الخطيب الانتحار بعد الانتقام منها ..
حيث تفيد تفاصيل الواقعة التي شهدتها العاصمة صنعاء أن الشاب احمد تعلق قلبه بفتاة تعمل معه في إحدى المؤسسات الأهلية، فعمل على التقرب منها بشكل ودي، حتى انه لا يكاد يمر يوم إلا ويسترق فيه الشاب لحظات استراحة لُيعرج على مكتب الفتاة ويلقي التحية مصحوبة بابتسامة عريضة تملأ وجهه.
أحست الفتاة باهتمام هذا الشاب بها ورأت في عينيه نظرات الحب والإعجاب فسعدت هي أيضا وظلت منتظرة اللحظة التي سيأتي فيها ويبوح لها بما يكنه في نفسه من حب وإعجاب.
لم تنتظر كثيراً، فبعد فترة بسيطة من الزمن جاء إليها ذات يوم وهو مرتبك وخجل من أمره وأخبرها انه معجب بها منذ أول نظرة وانه يريد التقدم لخطبتها ولم تمضِ سوى أيام قليلة حتى أعلن الشاب والفتاة خطبتهما رسميا وأصبح يلتقيها دون خوف من احد وعاش الاثنان فترة خطوبة جميلة رائعة .. إلا أن احمد شعر مع الأيام ونتيجة لطول فترة الخطوبة بالخوف من ان تتركه الفتاة وترتبط بشاب آخر وضعه المادي أفضل منه، فاشتعلت نيران الغيرة في صدره ولم يعد يستحمل حديثها مع أي من الزملاء وخصوصا من يشعر بأنهم أفضل منه خاصة عندما كان يراها تبتسم وتضحك مع زميلها دون أي خجل أو استحياء من خطيبها الذي ينظر إليها .
كانت الفتاة أيضا تشعر بمدى انزعاج خطيبها من حديثها او ابتسامتها للآخرين في العمل وكانت تؤكد له كل مرة أن تعاملها معهم لا يخرج عن نطاق تعامل زميل مع زميله ،إلا انه لم يستطع تقبل هذا الأمر، ومن هنا بدأت المشاكل.
قبيل الحادثة بيوم واحد ذهب احمد إلى العمل متأخرا وحين وصل وجد خطيبته تتحدث مع احد الزملاء في العمل كان يجلس على كرسي بجوار الفتاة، فتوجه الشاب إليهما وعنف خطيبته بشدة وأسمعها كلاماً غير لائق أمام جميع الزملاء وبصوت مرتفع فما كان منها إلا أن خلعت دبلة الخطوبة من إصبع يدها وألقتها في وجهه وقالت له :” لا يشرفني الارتباط بشخص شكاك مريض”.
شعر أحمد بإهانة كبيرة وقرر الانتقام من الفتاة فانتظرها في الصباح الباكر لليوم التالي عند بوابة العمارة التي يوجد فيها المكتب الذي يعملان فيه وبمجرد أن اقتربت من البوابة تهم بالدخول إلى المبنى امسك بها احمد وشدها نحوه بيده اليسرى فيما كانت يده اليمنى تحمل سلاح نوع مسدس في وضع الاستعداد لإطلاق النار، فصوبه نحو رأسها وضغط الزناد لتخترق الطلقة رأسها، ثم أعاد الكرة مع نفسه ليسقط الاثنان مضرجين بدمائهم في لحظة واحدة.

قد يعجبك ايضا