حملة التحصين ضد شلل الأطفال ..تفاعل مجتمعي توج بنجاح كبير

> استهدفت أكثر من خمسة ملايين طفل وطفلة بعموم المحافظات

فيروس شلل الأطفال مرض فيروسي حاد شديد العدوى يصيب عادة الأطفال دون سن الخامسة من العمر وتبدأ أعراض هذا المرض بحمى وألم في الحلق واحمرارة والشعور بالتعب والقيء ثم تزداد هذه الأعراض قوة وحّدة بمعية أعراض أخرى تتمثل في الشعور بألم في العنق والظهر والذراعين والقدمين وتشنج العضلات وينتقل فيروس الشلل من شخص مصاب إلى آخر سليم عن طريق الالتماس المباشر بالإفرازات الأنفية والفموية للمصاب أثناء العطس أو السعال كما ينتقل عن طريق الطعام والماء الملوث ببراز الشخص المصاب.
ونفذت وزارة الصحة العامة والسكان حملة تحصين ضد شلل الأطفال من 6-8 أغسطس ممثلة بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف وحلف اللقاحات العالمي واستهدفت خمسة ملايين و527 ألفاً و770 طفلا وطفلة دون سن الخامسة ممن سبق تحصينهم وكذلك المواليد حديثاً للحد من عودة فيروس الشلل إلى اليمن.
وقال وزير الصحة والسكان الدكتور طه المتوكل إن حملة شلل الأطفال التي نفذت الأسبوع المنصرم أتت نتيجة استمرار ظهور حالات الإصابة بالفيروس في نيجيريا وبعض بلدان العالم مما يعزز المخاوف من إمكانية عودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن سيما في الظروف الراهنة جراء تصعيد العدوان على مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية.
وأشار الوزير المتوكل إلى أن تلك الظروف انعكست سلبا ونتج عنها تدن في نسبة الإقبال على استكمال الأطفال دون العام والنصف من العمر لقاحات التحصين الروتيني ضد أمراض الطفولة القاتلة ومن ضمنها لقاح شلل الأطفال.
وأوضح وزير الصحة أن حملة التحصين التي انطلقت من السادس إلى الثامن من أغسطس وتم التمديد لها يوماً إضافياً كانت من منزل إلى منزل ومن خيمة إلى خيمة في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية وقد لقيت تفاعلاً كبيراً من قبل الآباء والأمهات وجميع المواطنين.
وفي هذا الصدد تقول بشرى محمد إحدى المشرفات في عملية التحصين إن عملية التحصين سارت بشكل جيد وحظيت باهتمام كبير من قبل الآباء والأمهات كما أن معظم الآباء اصطحبوا أطفالهم إلى مراكز التحصين القريبة منهم الأمر الذي يدل على الوعي الكبير الذي وصل إليه الآباء بضرورة حصول أطفالهم على اللقاحات التي تقيهم من الأمراض، موجهة الشكر للجميع على التفاعل الايجابي مع الحملة بما يكفل عدم عودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن.
من جانبها تقول أم نوال من منطقة سعوان انه من الضرورة القصوى للأمهات متابعة أطفالهن بالتلقيح من المراكز المختلفة وحصولهم على اللقاحات الكاملة قبل السنة والنصف حفاظا على سلامتهم وخاصة في ظل انتشار الأوبئة في هذه الفترة التي تسبب بها العدوان.
وأضافت أم نوال إنها أعطت لأطفالها لقاح الشلل عبر فرق التحصين والتي جاءت إلى منزلهم وأنها تشكر جهود كل من ساهم في إيصال اللقاحات لأطفالها وللأطفال الآخرين في مثل هذه الأوضاع التي تمر بها البلاد.
آثار العدوان
الآثار والتداعيات الخطيرة للعدوان على الأطفال لم تقف عند حرمانهم من تلقي جرعات التحصين الضرورية بل وصل حد القتل الجماعي لهم ولأمهاتهم وعائلاتهم وحرمان الملايين منهم من التعليم وتلقي الأدوية والرعاية الصحية اللازمة والتي انعدمت وأصبحت في أدنى مستوياتها بسبب العدوان والحصار الجائر.
ناهيك عن أضرار نفسية خطيرة قد تلازم أطفال اليمن منذ الولادة إلى مراحل متقدمة من حياتهم جراء الممارسات الإجرامية التي اقترفها العدوان بنفس الوحشية التي فتكت بالمدنيين ومقومات حياتهم ومن ذلك حالات ولادة لأطفال مشوهين والتي حدثت في أكثر من محافظة يمنية بسبب استنشاقهن الغازات المنبعثة من صواريخ وقنابل العدوان السعودي ومختلف المتفجرات والأسلحة المحرمة دوليا التي أثبتت منظمات دولية استخدامها من قبل الطيران السعودي في قصف المدن والمناطق السكنية في اليمن .
ومع تواصل العدوان السعودي الذي أصبح يتعمد استهداف المناطق المدنية والمنازل السكنية ملحقا المزيد من أطفال اليمن إلى سجل الضحايا فإن مستقبل الطفولة بات محفوفا بالمخاطر كما تقول منظمة رعاية الطفولة الأممية “يونيسف”.
وتقول “اليونيسف” كلما استمرت الحرب فإن “آمال وأحلام” أطفال اليمن في المستقبل تتبدد وهناك أعداد مخيفة من الضحايا الصغار جراء العدوان المستمر .

قد يعجبك ايضا