سلام الله

 

سلامُ اللهِ، يا صَمَّادُ، يَتلُو
عَلَيكَ صلاةَ خِيرَتِهِ وُرُودَا
على ذِكراكَ حَيثُ تَرِنُّ فِينا
سَمَاعَاً يَملَأُ الرُّؤيَا جُنُودَا
وَرَحمَتُهُ تُغِيثُ بِكَ الليالي
وَتَشتَمِلُ التَّهَائِمَ والنُّجُودَا
عَلَى اسمِكَ وَهوَ يَسمُو كُلَّ يَومٍ
وَيَحفُرُ فِي المَدَى فَتحَاً جَدِيدَا
وَرِضوَانَاً تَنَزَّلَ فِيهِ عَنهَا
وَعَنكَ، وَقَد غَدَوتَ بِهِنَّ عِيدَا
وآيَاتٍ لَهُنَّ بَيَانُ سِحرٍ
يَحُوطُ بِوَجهِكَ الوَطَنَ الفَرِيدَا..
أَغِبتَ لِتَملَأَ الدُّنيَا حُضُورَاً
وَزُلتَ لِكَي تَزِيدَ بِهَا وُجُودَا
وَجُدتَّ عَلَى حِمَاكَ بِكُلِّ رَبعٍ
فَفَقدُكَ وَحدَهُ أَضحَى فَقِيدَا
كَأَنَّكَ إِنَّمَا استُشهِدتَّ قَصدَاً
لِتُلهِمَ كُلَّ نَقصٍ أن يَّزِيدَا
وَتَرفَعَ كُلَّ مُنخَفِضٍ، فَيَعلُو
بِحَيثُ يَرَاكَ -فِي المَعنَى- عَمِيدَا
وَمَا قَرَّبتَ تِلكَ النَّفسَ، إِلَّا
وَقَد أَمسَى مَدَاكَ بِهَا بَعِيدَا
طَوَيتَ بِهِ الجَزِيرَةَ طَيَّ نَشرٍ
وَطِرتَ جَنَاحَ ذَاكِرَةٍ عَدِيدَا
أَيَا عَنقَاءَهَا المَحكِيَّ فَردَاً
تَعَدَّدَ فِي مَسَارِدِهَا خُلُودَا
قَضَضتَ مَضَاجِعَ العُدوَانِ، حَيَّاً
وَعُدتَّ تَقُضُّها، حَيَّاً شَهِيدَا..
مَسَستَ حِمَى الرِّيَاضِ بِصَبرِ صَبٍّ
أَصَابَ بِمَسِّ طَائِرِهِ سُعُودَا
وَمَا بَعدَ الرِّيَاضِ، بَلَغتَ وَعدَاً
يُبَلِّغُ عَهدَ زَائِدِهَا وَعِيدَا
فَمَا مَكتُومُهَا يَخفَى كَتِيماً
وَلَا مَنظُومُهَا يَبقَى نَضِيدَا
كَذَلِكَ تُحكِمُ الأقدَارُ أَمرَاً
وَتَنسَخُ مَا تَشَابَهَ مِنهُ بِيدَا
وُتُقرِئُكَ السَّلَامَ بِغَيرِ حَدٍّ
فَقَد جَاوَزتَ فِي المَجدِ الحُدُودَا.
27 تموز، يوليو، 2018.

قد يعجبك ايضا