وجهة نظر.. صورة لم تكتمل

حسن الوريث

ينفذ فرع اتحاد كرة القدم بأمانة العاصمة دوري تنشيطي للفئات العمرية لأندية الأمانة وهي بالتأكيد بادرة طيبة ويستحق الشكر عليها على اعتبار أن هذه الفئات هي النواة للمستقبل أولا كما أنها أكثر الفئات حرمانا وتهميشا في أغلب الأوقات والأنشطة فنحن دوما نهتم بتنظيم بطولات وأنشطة للكبار ونهمل هؤلاء الذين يفترض أن يكونوا في قمة سلم أولوياتنا واهتماماتنا.
عندما أتحدث عن هذه البادرة بأنها جيدة فهذا لأنها جاءت في هذا الوقت الصعب والظروف التي تعيشها بلادنا جراء العدوان والحصار وتوقف غالبية الأنشطة الرسمية الرياضية وبالتالي فلابد أن نشيد بها لكن بالمقابل أيضا لابد من الحديث عنها من مختلف الجوانب التنظيمية التي تعتبر مربط الفرس وهي التي أما سبب النجاح أو سبب الفشل ونحن نتمنى أن يكون النجاح حليف هذه الأنشطة والبرامج والمبادرات حتى تكتمل الفائدة والغرض من إقامتها وأيضا انطلاقا من مهمتنا كإعلام رياضي يساعد في كشف أي خلل لمعالجته وبالتأكيد وكما نعرف جميعا أننا لدينا قصور كبير في عملية التنظيم ليس هنا ولكن في معظم أنشطتنا وبرامجنا لأننا بالمختصر المفيد لا نتعلم من أخطائنا أولاً ولاً من تجارب الآخرين وما قد وصلوا إليه.
وهنا سأتحدث عن أهم نقطة في العملية التنظيمية ربما قد تجاوزها الناس بمراحل لكننا مازلنا نصر عليها وهي الكشف على أعمار اللاعبين فقد اخترع فرع الاتحاد طريقة ربما كانت تستخدم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حيث يتم اختيار لجنة تحكيم تقوم بمعاينة اللاعبين نظريا بحسب الطول والعرض والشوارب ومن كان عمره كبير لكن جسمه صغير يحظى بالقبول والعكس صحيح وهذا ما حصل في هذه البطولة وسبب إشكاليات تنظيمية وتهديدات بالانسحاب لأن لجنة الكشف لم تكن محايدة وفي الأخير أجبرت اللجنة المنظمة على قبولهم وأيا كان اللاعبون الذين لم تقبلهم اللجنة صغار أو كبار إلا أن الموضوع ليس هنا فالذي كان يفترض هو تحديد مستشفى والاتفاق معه لفحص أعمار اللاعبين سواء على نفقة الاتحاد أو الأندية المشاركة المهم في الأخير الكل سيقبل بهذه النتائج لأنها استندت على أسس علمية وطبية وليس تخمين في تخمين وأشياء أخرى.
مما لا شك فيه أننا لم نتعلم وربما لن نتعلم طالماً أمورنا تدار بهذا الشكل وربما أيضاً من قبل أشخاص عفى عليهم الزمن بل تجاوزهم كثيراً وكثيراً كما تثبت طريقة تعاملهم مع موضوع الكشف عن الأعمار في هذه البطولة والأمور التنظيمية الأخرى التي تجعل هذه الأنشطة تفقد بريقها وأهميتها والأكيد أنها تفقد الفائدة المرجوة منها في التأسيس لقاعدة رياضية حقيقية للمستقبل أساسها البراعم والأشبال والناشئين والشباب والمفترض أن يكون هذا النشاط وهذه البطولات لهذه الفئات ضمن الرؤية الصحيحة لمسئولي الرياضة في بلادنا لكنها رؤية ناقصة كثيراً جداً بسبب القصور التنظيمي وأشياء أخرى ما يجعل الصورة ناقصة لم تكتمل.

قد يعجبك ايضا