أطفال ضحيان وجع و مظلومية يتلوها انتصار

 

نوال أحمد

المجزرة الأخيرة التي قام بارتكابها العدوان السعودي الأمريكي، لم تكن الأولى بحق الطفولة في اليمن ، فقد سبقها الكثير من الجرائم والمجازر بحق أبناء هذا الشعب المظلوم ، إلا أن هذه الجريمة هي الأكبر والأفظع والأشنع مما سبقها من الجرائم بحق الطفولة في اليمن كونها جريمة متكاملة الأركان ، من ناحية الاستهداف والقتل المتعمد للطفولة ..
في كل مجزرة ومذبحة يقوم بها العدوان ، وبعد كل جريمة يرتكبها بحق هذا الشعب، والتي ترقى لجرائم حرب في حق الإنسانية، كان يخرج ناطق العدوان السعودي مططأ رأسه ليتكلم عن خطأ في الإحداثيات ، أو ينفي ارتكابه لمثل تلك الجرائم ، التي لو كانت هناك عدالة على هذه الأرض ، لتحركت كل القوانين ولأخذ جزاءه الرادع على ما اقترفته يداه الآثمة ، بحق هذا الشعب المؤمن ..
الجريمة التي ارتكبها العدوان السعوأمريكي ، والمذبحة الشنيعة التي ارتكبها بحق الطفولة في ضحيان صعدة ، والتي كان ضحاياها العشرات ما بين شهيد وجريح ومفقود ، والتي لو كان هناك ضمير إنساني في هذا العالم لتحرك العالم كله في تجريم القاتل والسفاك السعودي ، ولو كانت هناك عدالة ، لوقف العالم كله ولو من باب الإنسانية وقفة حق إلى جانب مظلومية الشعب اليمني وإلى جانب الطفولة المذبوحة في ضحيان صعده ، وخصوصا بعد اعتراف المجرم بارتكاب الجريمة مع سبق الإصرار والترصد .
في الحرب على سوريا عندما تم تهجير المواطنين السوريين ، وأثناء مرورهم على البحر غرق طفلا سوري وطفا جسده على الشاطئ ، فرأينا كيف قامت الدنيا ولم تقعد، وتحركت المنظمات الحقوقية للأخذ بحق طفلا سوريا واحد كان قد مات غريقا في البحر ، أثناء هروبه ونزوحه من الحرب ، أما في اليمن ، وفي حربها المنسية أطفالا بالعشرات وبالمئات ، يقتلون بالقصف المباشر للطيران السعوأمريكي ، وبقنابل محرمة دوليا ، ولكنا نرى العالم يغض الطرف عن هذه الجرائم ، ولم نرى أي تحرك إنساني إزاء هذه الوحشية والرعونة السعودية الداعشية بحق الطفولة في اليمن في الحرب والعدوان الظالم على اليمن ، نرى الكل قد صمت آذانه وعمي بصره عن ما يحدث لأطفال اليمن ، فأمام كل هذه الدماء ، وتناثر الأشلاء للصغار والكبار في اليمن لن يتم السكوت عليها، فالدم اليمني غال ، ومهما أمعن العدوان في إجرامه ، فلن يفك ذلك من عزيمة اليمنيين ، وهذه الجرائم مهما زادت بحق اليمنيين ، فإنها لا تزيدهم إلا إيمانا وثباتا ويقينا ، بأنهم على الحق ، وسيواصلون السير على طريق الحق ، بالتوكل على الله في مواجهة كفر ورعونة ووحشية النظام السعودي الكهنوتي المجرم ، الذي فاقت وحشيته كل الوحوش على هذه الأرض ، ومثل هذه الجرائم لا تزيد المؤمنين إلا إيماناً وعزماً على قلع واجتثاث هذه العقلية الداعشية ، المتواجدة في نظام بني سعود وغيره من مجرمي هذه الأرض.
دماء أطفال ضحيان ، وتلاميذ القرآن ، الذين غادروا هذه الحياة مظلومين مقطعي ومحروقي الأجساد من وحشية وقصف آلة القتل السعوأمريكية ، لن تكون إلا وقودا ومحركا للجبهات أكثر ، وقد اشعلت ثورة غضب وثأر وانتقام في قلوب كل اليمنيين مظلومية أطفال صعدة ، ستكون هي المسمار الأخير الذي دقه العدو السعودي في نعشه ، ونحن نعلم أنه وبعد كل جريمة يرتكبها العدوان بحق اليمنيين ، يكون بعده نصر كبير ، يحققه الله على أيادي رجاله المؤمنين ، فما بالنا بدماء طاهرة لأطفال بعمر الزهور ، أزهقت أرواحهم وملؤها آيات من كتاب الله الكريم ، وكانت دماءهم الممزوجة بالقرآن قد سالت لتتروي الأرض نورا ، فتصبح نارا تحرق كل الظالمين .
بمظلومية الطفولة المذبوحة في اليمن ، ستنتصر اليمن ، ومثلما كانت الجريمة مكتملة الأركان ، فبإذن الله سيكون الرد قويا ومزلزلا ومتكامل الأركان على بني سعود وبني زايد وأسيادهم فمن المظلومية يصنع النصر الكبير لهذه الأمة ، فرجال اليمن وشعب اليمن بالله أقوى ، وبعزمهم وإيمانهم هم أشد من كل قوات العالم ، والعدالة الإلهية ستتحقق في الأرض على أيادي المؤمنين ، وسننتصر مع المظلومية ، هكذا تقول لنا دماء الشهداء ، بقوة الله وجبروته وعدله وإنصافه ووقوفه إلى جانب المظلومين من المؤمنين وثقتنا بالله عالية وقوية ؛ بأن النصر قريب ، وزوال الظالمين بات أقرب .

قد يعجبك ايضا