وداع الطفولة المذبوحة .. وتكريس معادلة الردع

 

إبراهيم الحمادي

بالأمن شهدت صعدة واليمن والإنسانيةُ أكبر موكب وداع للطفولة المذبوحة بالسلاح الأمريكي المتملق بحقوق الإنسان ،يرى العالم مجددا فداحةَ صمته إزاء رعونة خائن الحرمين، الطفولةٌ لم يرعها ،والدماءٌ المحرمةٌ لم يصُنها، يرى العالم طفولتَه الدامية تسير في موكب الأحزان اليوم ،وفي موكب التشييعُ المهيب لأطفال اليمن في ضحيان صعدة اليوم يتخلل خلاله فظاعة عدو ينحدر في إجرامه نحو مزيد من العدوانية، منكشفا على حقيقته كنظام دموي يشكل وجودُه خطرا جسيما على اليمن حاضرا ومستقبلا، ولا أمن ولا استقرار للشعب اليمني طالما بقي نظام آل سعود دون عقاب يطاله على كل جريمة ارتكبها بحق اليمن ،يومٌ أعظمُ مهابةً من أي يوم، وأبعدُ أثرا من أي يوم، وحق على العالم أن يقف وقفةَ إجلال وإكبار لبراعم الطفولة البريئة يُحملون على الأكف شهداء، وكانوا في حافلتهم يتضاحكون سعداء ،حيثُ نُكبت البشريةُ بمذبحتهم كما لم تُنكبْ من قبل ،وقد غابت الشمس اليوم خجلاً من تلك الشموس ،وعلى مسافات بعيدة الشعب اليمني في ميدان التشييع آتياً إليه من كل عزلة وسيان ،وبعد صولة وجولة ،متحديا كل الامبراطوريات بطيرانها حتى وصل إلى رفعة وساحة البراعم شُهداء ضحيان ،فقد تحرك قروناً على أطول مبارزة يخوضها بإيمان وصبر ومصابرة في مواجهة امبراطورية تدميرية هي الأعتى على وجه الأرض ،فكيف لايكون حاضراً في توديع طيور الجنة من استهدفهم الشيطان من قرنه في نجد والحجاز .
أهالي شُهداء الإنسانية والضمير العظماء تحدثوا بحرقة عن مصير مفقودين لم يجدوا لهم أثرا جراء نوعية السلاح الأمريكي الذي استُهدِفت به الحافلة من قبل تحالف سعودي صهيوأمريكي يطمع لأن يكون اليمنُ كله بلدا مفقودا.
علينا أن لا ننسى بأن الجلادين الذين قتلوهم لم يكن هدفهم سوى أن يمحوا أثرهم من هذه الدنيا ،وبسكوتنا نحن سنحقق أهدافهم ،ولكن الشعب سيبقى دائماً وفياً لهؤلاء البراعم وسيبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير ،وقد خاب السفاح المستعمر المجرم ،وبقي اليمنُ بتضحيات شعبه وصمود جيشه ولجانه حاضرا في الواجهة، تتعاظم قدراته يوما بعد يوم ،فعدوان يبيت أمراً ..خاب وخسر أن يصل إليه ،وسترتد عليه جرائمُه عيشةً ضنكاء ،وسيزيدها عليهم اليمنَ هزيمةً نكراء ،فما للسعودية ومن استهدف الحوافل والبراعم ،ستُستهدف لهم ممالكُ وجماجم امتلأت نفطا وشرا ،وأينما ذهبوا في الحرب واجههم وهلم جرا ،فيما الهزائم النكراء واللوائح السوداء تلاحقهم وستظل تلاحقهم إلى أن يكون مصيرهم كداعش فانيةً وتتبدد .

قد يعجبك ايضا