باذيب…رحلة نضال وذاكرة تجدد قيم الثورة ضد الاحتلال

نايف حيدان

الفقيد/عبدالله عبدالرزاق باذيب الصحف والسياسي..الكاتب والثائر الحر يعجز القلم أن يعطيه حقه،وتقف الحروف والكلمات منبهرة أمام ما قدمه من خدمة عظيمة لأجل الثورة والوحدة والتقدم لليمن.. باذيب ابن حضرموت ذاك الإنسان البسيط استطاع منذ صغره أن يلفت الأنظار إليه وهو طالب،ولتنوع قراءاته الأدبية والسياسية والفلسفية والتاريخية جعلته شخصية محبوبة وذات اهتمام في الوسط الثقافي والاجتماعي.. *باذيب من عام 1931 م وحتى 1976 م ذاكرة تتجدد ومجد يخلد : 45 عاما كانت كلها نضالاً ومعاناة وإبداعاً..كانت كلها ثورة.. وها نحن اليوم بذكرى رحيله نستلهم منه دروس النضال والتضحية ونجدد نضالنا وثورتنا من هذه الذاكرة التي تتجدد بتجدد الأحداث،وتشعرنا هذه الذاكرة ذات الروح الثورية وكأن الفقيد معنا ويسايرنا ويناضل معنا في مقدمة الصفوف.. وكيف لا ! وهو من أصدر مجلة المستقبل الشهرية وهو آنذاك بسن 18 ، فهذه الروح الثورية التي لم تغب عن ثورة 26 سبتمبر ولا عن ثورة 14 أكتوبر ولا عن حقل التعليم والذي يعتبر النواة الأساسية لبناء جيل حر ثائر، فبتوليه وزارة التربية والتعليم عام 1969 م كان الأب البسيط وسط البسطاء فأعفى الطلبة من الرسوم التي كانت تدفع للتعليم الأهلي بعد إلحاق التعليم الأهلي بالوزارة،وبجهوده تأسست أول كلية للتعليم العالي وهي كلية التربية والتي أصبحت فيما بعد نواة جامعة عدن..وفي عهد هذا المناضل اليساري أنشئ ولأول مرة المسرح الوطني وشيد أول معهد للموسيقى والفنون الشعبية بعد تعيينه وزيرا للثقافة والسياحة عام 1972 م.. الفقيد / عبدالله باذيب لم يكن حضرميا بل كان تعزيا وعدنيا ويمثل كل منطقة ومحافظة يمنية،كان يمنياً يمثل اليمن بنضاله وأخلاقه وإبداعاته .. ولد في حضرموت وعاش في عدن وناضل من تعز ، فعندما شعر بأن سلطات المستعمر البريطاني تدبر نفيه من عدن إلى مسقط رأسه حضرموت اتخذ قراره بالانتقال خفية إلى تعز أواخر 1958 م ومن محافظة تعز واصل نشاطه السياسي وفعله الثوري،،أصدر صحيفة الطليعة وقارع التسلل الاقتصادي والسياسي الأمريكي في شمال الوطن وبعد إصدار 13 عدداً من صحيفته استطاعت سلطات الشمال إغلاقها بتحريض من الدوائر المرتبطة بالمصالح الأمريكية،وبعدها عاد المناضل باذيب إلى عدن عام 1962 م بعد 4 سنوات قضاها في تعز لم يضع أو يمر يوم من أيام هذه السنين إلا وهو يحقق فيها شيئاً مما يسعى ويناضل لأجله.. كان – رحمة الله عليه – همه اليمن،كل اليمن، سعى لتحرير اليمن من الاستعمار الخارجي ومن الفكر الرجعي المتخلف وناضل لأجل أن يعم السلم والتقدم اليمن .. توفي باذيب في 16 أغسطس 1976 م بنوبة قلبية ، بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء والمعاناة.. وها نحن اليوم نقتفي أثره ونسير بخطوات ثابتة في طريقه لنواصل مشواره النضالي في تحرير اليمن من مستعمر قديم- جديد ومشروع إمبريالي أمريكي خبيث..

قد يعجبك ايضا