تراث يمني يمتد إلى 1200 عام

 

*انطلقت فعالياتها على مسرح الهواء الطلق:

تغطية/ خليل المعلمي

برعاية وزارة الثقافة وعلى مسرح الهواء الطلق في صنعاء القديمة دشنت مؤسسة عرش بلقيس للتنمية والسياحة والتراث وبيت التراث الصنعاني بالتعاون مع الائتلاف الوطني لمنظمات المجتمع المدني أمس مهرجان “المدرهة” الثاني تحت شعار “المدرهة رمز تراثي لتاريخ شعب ونغم وطن بحضور العديد من المثقفين والمهتمين.
وفي الفعالية أكدت رئيسة مؤسسة عرش بلقيس للتنمية والسياحة والتراث ومسؤول بيت التراث الصنعاني دعاء الواسعي أهمية الحفاظ على التراث اليمني بكافة أنواعه وأشكاله لما لذلك من أهمية في صيانة هوية الإنسان اليمني والحفاظ عليها.
وقالت: إن الحفاظ على الهوية الوطنية اليمنية والتراث اليمني هي مسؤولية جماعية ووطنية تقع على عاتق جميع اليمنيين بدون استثناء واعتبرتها أولوية ملحة من أبرز أولويات المرحلة الراهنة باعتبارها التزاماً أخلاقياً أمام أنفسنا والأجيال اليمنية المتعاقبة.
وتابعت: إننا نواجه اختباراً صعباً وتحدياً أكبر يتعين علينا اتخاذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة للحفاظ على هويتنا من خلال قوة القانون في أعلى سلمه السيادي نزولاً إلى اللوائح التنفيذية والإجراءات الإدارية التي تتحول إلى ممارسات يومية تؤكد أهمية هذا البعد الوطني في التمسك بالهوية حفاظاً على الوطن ومكتسباته ومقدراته.
من جانبه أوضح رئيس الائتلاف الوطني لمنظمات المجتمع الوطني مطهر تقي أن تراثنا اليمني غني بمكوناته وأدبياته وفعالياته المتنوعة والمختلفة والمرتبطة بالفعاليات الشعبية والمواسم المختلفة ومنها فعالية “المدرهة” التي يمتد عمرها إلى 1200 عام كما ذكر ذلك الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب.
وأشار إلى أن “المدرهة” هي تراث وعادة صنعانية يتجمع لها الناس في جميع الحارات في أوقات مختلفة والقيام بممارستها مع ترديد الأناشيد والأهازيج والتسابيح والدعوات لحجاج بيت الله الحرام بأن يعودوا إلى أهاليهم وذويهم سالمين وغانمين، مثمناً جهود مؤسسة عرش بلقيس للتنمية والسياحة والتراث في إحياء الفعاليات الشعبية والتراثية والتعريف بها، والحفاظ على الهوية الوطنية اليمنية.
واستعرض الأستاذ مطهر تقي وحشية العدوان لتراثنا وثقافتنا ومنها استهداف مدينة صنعاء والقلاع والمواقع الأثرية في صرواح وتعز ومارب وعدد من المدن التاريخية اليمنية، داعياً الجميع إلى العمل من أجل الحفاظ على مدينة صنعاء التاريخية ودعم جهود الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في الكشف على المخالفات التي تطال بعض أحياء المدينة والقضاء عليها.
من جهته بين الأديب عبدالرحمن مراد وكيل وزارة الثقافة لقطاع التراث اللامادي أن “المدرهة” هي عبارة عن تراث شعبي يرتبط بالبعد العقائدي، ولظروف اجتماعية وسياسية كانت تحدث في فترات التاريخ الماضية فإن لهذا التراث رمزية لدى اليمنيين لما فرضته تلك الظروف عليهم من شروط وأحداث ليبدع وينتج مثل هذا التراث وهذا الفن.
وقال: لقد ارتبط هذا التراث بالحجيج والدعوة لهم بالذهاب والإياب إلى بلادهم بسلامة وأمن، فقد كانت تستغرق رحلة الحجيج إلى الأماكن المقدسة في مكة و المدينة المنورة ستة أشهر ذهاباً وإياباً، وكانوا يتعرضون لحالات السطو وفي أوقات لحالات القتل من قبل قطاع الطرق واللصوص المنتشرين على دروب الطريق من اليمن إلى الحجاز، ولهذا تم إنشاء هذه المدرهة كرمزية تفاعلية أو متفاعلة لذهاب الحاج لأداء المناسك ومن ثم العودة وهي ترمز لهذا البعد الوجداني المرتبط بالبعد العقائدي.
بدوره استعرض الدكتور محمد عبد العزيز يسر تاريخ المدرهة ورمزيتها كتراث شعبي منذ مئات السنين للاحتفال بموسم الحجيج وتوديعهم بالأهازيج والتسابيح وانتظار رحلة عودتهم التي تستمر قرابة خمسة أشهر ذهابا وإيابا.
بعد ذلك بدأت فعاليات المدرهة ممزوجة بالأناشيد والأهازيج الفلكلورية والابتهالات الشعرية المعبرة عن روحانية هذه المناسبة العظيمة رحلة الحج وزيارة بيت الله الحرام حتى عودتهم سالمين غانمين إل? منازلهم ووطنهم، قدمها كوكبة من رموز الإنشاد الفني بقيادة المنشد يحي? المحفدي وعمار الحبري وصالح السياني.
إل? ذلك استنكرت مؤسسة عرش بلقيس وبيت التراث الصنعاني الجريمة المروعة التي ارتكبها طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي بحق الأطفال في ضحيان بمحافظة صعدة والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وندد بيان صادر عن المؤسسة بالصمت الدولي إزاء هذه الجريمة التي اغتالت براءة الطفولة والتي يندى لها جبين الإنسانية .. لافتا إلى أن هذه الجريمة تندرج ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوان بحق أبناء اليمن.
تخلل المهرجان معرض للمنتجات الحرفية وصور فوتوغرافية للآثار اليمنية التي استهدفها تحالف العدوان.

قد يعجبك ايضا