كعك العيد.. رسائل الأمهات لأبطال الجيش واللجان الشعبية

> حرائر اليمن .. ارتباط دائم بالجهاد ورفد مستمر بالعطاء
> تزيين اقراص الكعك بكلمات وعبارات حماسية لتعزيز الصمود والثبات
> أمهات يحرصن على تجهيز الكعك في الاعياد ويحرمن انفسهن من كماليات الحياة استشعارا بواجبهن الديني والوطني

الثورة/ أمل عبده الجندي
أروع أمثلة الكرم والعطاء تسطرها المرأة اليمنية من خلال تفننها وإتقانها لأفضل أنواع الكعك وإرساله لأبطال الجيش واللجان الشعبية والمرابطين في ميادين القتال، خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
اقراص الكعك تحتوي على كلمات وعبارات حماسية تمثل رسائل الامهات لأبنائهن المجاهدين في جبهات العزة والشرف.
هكذا هي المرأة اليمنية لم يقتصر دورها على رفد الجبهات بالمال والرجال ولكنها تضيف الى ذلك من خلال استشعارها بالمسؤولية الدينية والوطنية بتجهيز القوافل العينية والمادية، وفي هذه الأيام المباركة رفدت حرائر اليمن كل جبهات القتال بحلوى وكعك العيد شعورا بمدى التلاحم فيما بين اليمنيين وإحساسا بالمسؤولية التي تكمن في داخلهن تجاه حماة الأرض والعرض.
سهام محمد علي منطقة المطار تقول: إعداد الكعك لإخواننا المجاهدين والمرابطين في جبهات القتال وإسنادهم ولو بجزء بسيط في الجانب الغذائي حيث نقوم بحلقات جماعية وبتفاعل الكثير من الثائرات الحرائر بصنع أفضل أنواع الكعك كنوع من الشعور والإحساس بالواجب المقدس الديني والوطني تجاه ما يبذله رجال الرجال في ميادين العزة والكرامة لأجل أن نحيا حياة كريمة، فضلا عن تزيين اقراص الكعك بالأدعية المختلفة والعبارات الحماسية كرسائل مقدمة من المرأة اليمنية لإخوانها الأبطال المرابطين في جبهات القتال والذين يقدمون ارواحهم فداءً من اجل حماية أعراضنا وأرضنا.
ومن تلك الأدعية التي اطلعنا عليها خلال التقائنا بعدد من حرائر اليمن وهن يجهزن كعك العيد للمجاهدين( الله ينصركم، ربنا يثبت اقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين، يا الله كن معهم … إلخ)، الى جانب العبارات الحماسية ( اقدامكم تاج على رؤوسنا، انتم فخرنا، أرواحنا فداءا لكم، … إلخ).
مجاهدات من المنازل
أما فاطمة الجرموزي، من منطقة شعوب تؤكد أن المرأة اليمنية اليوم أصبحت أكثر وعيا وإدراكا وحرصا ومسؤوليةً على هذا الوطن، فهي لم تكتف بأن قدمت أبناءها وزوجها وذويها للدفاع عن الوطن بل أيضا ساهمت في دعم الجبهات بمالها وذهبها وصنع أفضل الطعام للمجاهدين المناضلين والمرابطين في ساحات القتال.
ومن نفس المنطقة ترى أمل الريمي أنه وأثناء انشغالنا في تحضير الكعك للمجاهدين الأبطال في ميادين القتال نشعر أننا قدمنا ولو الشيء اليسير الذي نستشعر من خلاله حجم المسؤولية تجاه الوطن وتجاه هؤلاء الابطال في ميادين الكرامة انطلاقا من الواجب الديني والوطني ونوعاً من أنواع الجهاد المقدس بالمال والنفس والولد وكل ذلك يرخص أمام عزة وشموخ وإباء وطننا والنصر لليمن على الطغاة المستكبرين.
عطاء مستمر
إحدى القائمات على إعداد الكعك تقول: إنه مشهد عظيم تجسده حرائر اليمن وقوفهن بجانب المجاهدين ورفدهم بحلوى وكعك العيد لإدخال البهجة بمعنويات التضحيات التي لو أمكنهن من القتال الى جانب الثوار الشرفاء في ساحات الجهاد لما تأخرن دقيقة واحدة في الدفاع عن الوطن وحمايته.
وتؤكد أن المرأة اليمنية في العديد من الفعاليات والمناسبات المختلفة تساهم في رفد الجبهات بالمال والرجال وإن لزم الأمر سيكونين حاضرات في مقدمة الصفوف لمواجهة العدوان الفاشل على اليمن.
ثقافة الجهاد
تقول إيمان أحمد: لقد أصبحن النساء على ارتباط دائم بالجهاد فهن من قبل العيد يقمن على تجهيز الكعك والزبيب واللوز والشوكولاتة وكل احتياجات العيد ودفعها الى أشقائهن كي يوصلوها الى المجاهدين المثابرين وهذا يعتبر جهاداً يقمن به كنوع من المسؤولية تجاه الوطن. وتقول: لو سُمح لنا بالجهاد في الميادين والله ثم والله لما تأخرنا دقيقة واحدة.
تلاشي المراتب الاجتماعية
وأخيرا ترى إكرام محمد منطقة السبعين أن إعداد الكعك يعتبر من أساسيات عمل المرأة ، وتعتبر المرأة بهذا العمل كأنها في الصفوف الأولى في جبهات القتال كما أنها تشعر براحة نفسية كبيرة عندما تقوم بتجهيز وإعداد الكعك خلافا عن إعداده لمنزلها رغم الوقت والكميات الكثيرة التي تعدَها للمجاهدين والمرابطين الأشاوس في ميادين العزة والكرامة.
وتحدثت عن المعرفة الكبيرة التي يقضينها مع بعضهن وشعورهن بالطمأنينة والألفة فيما بينهن خلافا عن المراتب الاجتماعية لكل منهن التي تتلاشى أثنا عملهن في تجهيز الكعك والهدايا العيدية، كما يتخلل وقت عملهن بذكر الله والتسبيح والاستغفار الذي يبارك وقتهن وسرعتهن في إعداد الكعك.
كل المجاهدين أبنائي
أم محمد العزي، و خلال زيارتنا لها وهي أيضا أم الشهيد البطل محمد قالت لنا أنها اعدت كعك العيد للجبهات قبل ان تعمل كعك العيد لأهلها وأسرتها، وضعف الكمية المخصصة للمنزل، كجزء بسيط لما يستحقه ابنائنا واخواننا المرابطين في مختلف الجبهات حسب قولها، والتي أكدت أيضا أن فكرة تجهيز كعك العيد للمقاتلين جاءت اثناء إحدى زيارات المعاودة لابنها محمد قبل عامين وقبل ان يستشهد وكان يحدثها عن لذة طعم الكعك في الجبهات والمتارس، وقررت حينها تجهيز كميات كبيرة من الكعك في كل مناسبة دينية وارسالها للجبهات، وأشارت أم محمد الى انها لم تقطع هذه العادة حتى بعد استشهاد نجلها محمد ، مضيفة ” كل المجاهدين أبنائي”.
والأجمل من ذلك هو ما أكدت عليه أم محمد أنها تقوم بتوفير تكاليف إعداد الكعك وتجميع المبلغ من ما تحصله من بناتها واخوانها حتى يكتمل المبلغ فتقوم بتجهيز الكعك وارساله الى الجبهات.
موضحة أن الوقت ليس وقت شراء الملابس والكماليات ، بل هو وقت الجهاد ودعم ومساندة الأبطال في جبهات القتال كواجب ديني ووطني وعلى كل امرأة تقديم الدعم بما تستطيع لنؤكد للعالم ان الكبير والصغير والمرأة والطفل يد واحدة وسيواجهون الغزاة وتحالف العدوان بكل شيء حتى يكتب الله النصر.
صور جميلة
صور جميلة وتضحيات عظيمة عجز العدوان وجحافله ان يثنيها أو يفشلها على مدى لأربعة أعوام، لتستمر الحياة وتستمر قوافل العطاء وهدايا الأمهات وتتوالى الانتصارات العظيمة التي يسطرها ابطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات القتال.

قد يعجبك ايضا