عيد أضحى ممزوج بالمعاناة والصمود وابتسامة الفرح

 

*تدني النفقات العيدية إلى المستويات الصفرية
*معظم العادات العيدية التي يتميز بها المجتمع اليمني مكلفة وتمثل عبئاً اقتصادياً على معظم الأسر
*مع المعاناة يبرز الصمود والتحدي داخل المجتمع وتتوالى بشائر النصر في الجبهات
الثورة/ احمد المالكي
مع كل المصاعب والمتاعب المعيشية والاقتصادية التي يعيشها شعبنا اليمني الصامد المجاهد في ظل العدوان والحصار البربري الغاشم والذي تسبب في كثير من المعاناة لغالبية المواطنين نتيجة استهداف كل مقدرات اليمن الحيوية المتصلة بحياة الناس ولقمة عيشهم، وقطع مرتباتهم إلا أن هناك الكثير من صور التحدي والصمود والثبات التي يمكن استخلاصها من خلال المشاهد العيدية الاجتماعية الفرائحية الجهادية خلال أيام عيد الأضحى المبارك.. نستعرضها في السياق التالي :
في مشاهد العيد صور كثيرة لعل أبرزها ما يتعلق بالجانب الاجتماعي وتبادل الزيارات والتهاني بين الأهل وذوي القربى بحكم طبيعة المناسبة وان كانت دينية إلا أنها تصبغ بالطابع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعود عليه اليمنيون وأغلب الشعوب العربية والإسلامية حيث يحرص الناس على زيارة الأقارب وصلة الأرحام وفقا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي أكد على أهمية تعزيز مبدأ الترابط والتواصل والتراحم الاسري والاجتماعي والمجتمعي.
أعباء
في هذه الجزئية يتميز اليمنيون عن غيرهم بعادات اجتماعية متميزة رغم أنها تمثل طابعا وعبئا اقتصاديا وماليا على معظم الأسر وأولياء الأمور خصوصا في ظل العدوان والحصار ، حيث جرت العادة تقديم ما يسمى بالعسب للأرحام وكذلك الأطفال بمقدار 500 ريال إلى 1000 ريال وتصل احيانا إلى 5 آلاف ريال، كل حسب قدرته وإمكانياته المادية، بينما تجهز ربات البيوت مبالغ مالية للأطفال المعايدين من الجيران والأقارب وغيرهم وتتراوح ما بين 100 إلى 200 ريال للطفل الواحد إضافة إلى تقديم جعالة العيد في كلتا الحالتين وفي حالة العسب ربما اغلب الناس قلل من فاتورة العسب أو اكتفى بالتواصل تلفونيا نظرا للظروف المالية الصعبة التي يعاني منها غالبية المواطنين.
اضحيات
ومن الصور والمشاهد التي تبرز دائما في عيد الأضحى المبارك الاضحيات وتوفير قيمة لحمة العيد، ومن خلال ملاحظاتنا وتعايشنا مع الغالبية من شريحة الموظفين بالذات وكذلك الفقراء فإن معظمهم لم يستطع ان يوفر أو يشتري اضحية واكتفى بشراء كيلو واحد من اللحم وذلك نظرا لارتفاع أسعار الأضاحي وضعف القدرة الشرائية والمالية لدى غالبية الناس والظروف المعيشية الصعبة التي فرضها وضاعفها العدوان والحصار الغاشم منذ قرابة أربعة أعوام على التوالي.
ترفيه
في الجانب الترفيهي الذي يسود دائما في مثل هكذا مناسبات فمن الملاحظ ان الكثير من الناس عزف عن السياحة الداخلية أو الذهاب إلى القرى والأرياف واكتفى بالتنقل إلى بيوت الأقارب والبعض اتجه بعائلته إلى التنزه في الحدائق العامة التي تمتلئ بآلاف الأسر القاطنة في أمانة العاصمة والحال ينطبق على المحافظات الأخرى والمعطيات السابقة في هذا الجانب تشير إلى تدني الانفاق على الترفيه والسياحة إلى المستويات الصفرية.
أثر رجعي
فواتير الكسوة أيضا في اغلبها كانت ذات اثر رجعي بالاعتماد على كسوة عيد الفطر بالنسبة لغالبية الأسر، كذلك الانفاق على جعالة العيد كان ضئيلا في عيد هذا الموسم لدى الغالبية العظمى من الناس نظرا لارتفاع الأسعار إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية لدى المواطنين.
ابتسامة ودموع
على مدى نحو أربعة أعوام على التوالي يختلط الدم والمآسي، جراء المجازر الدموية التي يرتكبها طيران العدوان، بابتسامة العيد على محيا طفل أو طفله بريئة في المنزل والشارع والحديقة مع دموع الحزن التي تنزل على وجنتي طفل أو طفلة فقدا ابويهما أو احدهما أو شقيقاً أو شقيقة استهدفهم العدوان وخلال عيد الأضحى لم تخل مشاهد الحزن والاسى التي اخرجها اجرام القتلة المجرمين الذين يتعمدون استهداف الطفولة في اليمن من خلال ارتكاب المجازر تلو المجازر التي كان آخرها مجزرة الدريهمي التي راح ضحيتها أكثر من 30 شهيداً اغلبهم من الأطفال والنساء وكان قتلة الأطفال قد ارتكبوا جريمة ضحيان الفظيعة بحق الطفولة البريئة في سوق بصعدة والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شهيداً غالبيتهم من الأطفال وكان جرمهم انهم يحملون المصاحف وحقائب الدراسة.
صمود وانتصارات
العيد أيضا مع مشاهد الفرح المصبوغ بالمعاناة والأحزان لا يخلو من مشاهد الصمود والثبات والانتصارات التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطون في مواقع ومتارس العزة والشرف في جبهات الدفاع عن الوطن المختلفة في الداخل وفي العمق السعودي حيث لم تتوقف مشاهد النصر الذي يسطرها أبطالنا والتي تعرض كل يوم على وسائل الإعلام الوطني ، كما ان بشائر النصر تتوالى في كل ساعة ومن كل الجبهات ولعل العملية النوعية التي نفذتها وحدة من القوات البحرية مؤخراً داخل العمق السعودي كانت الأبرز والأقوى.
أعيادنا جبهاتنا
من مشاهد العيد الصمودية والبارزة شعار “أعيادنا جبهاتنا” حيث يتشارك المجتمع والدولة والوجاهات والقيادة السياسية في تجسيد هذه الشعار مع المقاتلين من خلال الزيارات الميدانية للمرابطين في جبهات القتال وزيارة الجرحى في المستشفيات وتفقد احوال اسر الشهداء والأسرى.
ملامح النصر
ومع الجهاد والصمود والتحدي والثبات الشعب اليمني يواجه عدواناً عالمياً لم تشهده التواريخ والأزمنة تبرز لوحة الانتصار العظيم التي يرسم ملامحها أولئك المقاتلون الحفاة وهذا الشعب الجائع الفقير الذي يواجه أقوى وأعتى القوى العسكرية والاقتصادية العالمية والاقليمية والتي على رأسها أمريكا الشيطان الأكبر ومملكة آل سعود قرن الشيطان التي ابتلانا الله بجوارها.
… وفي عيد الأضحى اختفت بعض الأجواء العيدية الممزوجة بتقاليد ثقافية وشعرية كأشعار الهجاء والبرع وغيرها نظرا لانشغال الجميع بمواجهة العدوان الغاشم ومع كل تلك المعاناة يبرز الصمود ويستمر الثبات ويقترب النصر الذي نراه قريبا بلا شك يلوح في الأفق.

قد يعجبك ايضا