مالك الحزين

 

عباس الديلمي

بأي حالٍ أطلَّ عيدُ
وكأسُه فُرْقة وبَيْنُ
فلا حبيبُ، ولا صديقُ
ولا نديمُ ولا قَرِينُ
أغدو كما بِتُ فوق بحرٍ
كأنَّما مَسَّهُ جنونُ
أرنو إلى موجةٍ تحاكى
أخرى، وتنتابني شجونُ
وقد تواريتُ خلْف صَمتي
وَبِيْ إلى صُحبتي حنينُ
قالت لأترابها (سعادُ)
من ذلك الصب..؟ من يكونُ؟
عجبتُ لم يلتفت لِحُسْنٍ
أو حركت ما بِه الغُصونُ
قالت لها (هندُ) ما رأينا
عليهِ ما تفعلِ العيونُ
وفي دلالٍ تقول أخْرى
لعلَّه (مالكَ الحزينُ)
وأرسلت ضحكةً وقالت:
لله في خلْقِهِ شئونُ
أحبتي لاعَدمتُ حباً
أنا لَهُ الصادقُ الأمينُ
فكل شيء مَحطُّ شكٍ
وحبنا وحدهُ اليقينُ
لا تبرحوا مهجتي فإني
بِمكرُماتٍ لكم مَدِينُ
وشاهدُ الحال أن قلبي
وما بِه للهوى رهينُ
إذا اشتكى قال: يا (عليُّ)
وإن بكى قال: يا (حسينُ)

قد يعجبك ايضا