المواطنون في الساحل الغربي وقود للغارات الإجرامية

 

*استهداف المزارع وقوارب الصيادين زاد من معاناتهم

الاستهداف الممنهج من قبل طائرات السعودية للمزارع وقوارب الصيادين في أماكن وتجمعات الصيادين التقليديين على طول الساحل الغربي وفي القرى المتناثرة في الريف التهامي تدل على حرب الإبادة التي تشنها دول العدوان على الشعب اليمني حيث فقد الناس هناك أعمالهم ومصادر أرزاقهم وأصبحوا في انتظار الموت جوعا على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يفعل شيئا لتلافي هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة وآخرها جريمة استهداف قوارب الصيادين قرب جزيرة السوابع من قبل تحالف العدوان، ما أدى إلى استشهاد 12 صيادا وإصابة أربعة وفقدان أربعة آخرين وما سبقها من جرائم وحشية بحق الصيادين منذ بدء العدوان .
ملامح القلق والرعب تلاحظها بوضوح مرتسمة على وجوه النساء وأطفال الصيادين، فمع كل رحلة بحرية يخوضها الرجال يكون الرعب والخوف من المجهول قد بلغ ذروته في نفوس ذوي الصيادين..
وعلى الرغم من الدعوات ونداءات الاستغاثة التي توجهها ولا تزال المنظمات الإنسانية المحلية والدولية عن خطورة الوضع الإنساني المتفاقم في اليمن بسبب الحرب والحصار إلا أن التجاهل لا يزال سمة المجتمع الدولي ومؤسساته الكبرى ولعل آخر تلك التحذيرات ما أكد عليه منسقو الشؤون الإنسانية بأن ما بين اليمن وحدوث المجاعة خطوة واحدة وأن الطبقة الوسطى في اليمن أصبحت في عداد أولئك الأشخاص غير القادرين على وضع الأكل على موائد أطفالهم.
ويضيف المسؤولون في برنامج الغذاء العالمي أن الكثير من اليمنيين أصبحوا غير قادرين على شراء الطعام لأطفالهم لأنهم لم يحصلوا على رواتبهم مؤكدين أن الجوع في اليمن تحول إلى وباء.
المسببات
أكد وكيل وزارة الثروة السمكية لقطاع الصيد التقليدي بشير الخيواني أن هذه الجريمة وما سبقها من انتهاكات بحق الصيادين، جرائم حرب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
ولفت إلى أن المنشآت والموانئ السمكية تعد مواقع مدنية وفقا للقوانين والأعراف الدولية يمارس فيها الصيادون مهنة الصيد لتوفير سبل العيش لأسرهم ..مستنكرا الموقف الدولي والأممي إزاء ما يتعرض له القطاع السمكي والعاملون فيه من استهداف وجرائم وحشية.
وبين الوكيل الخيواني أن إجمالي خسائر القطاع السمكي في البحر الأحمر نتيجة العدوان بلغ خمسة مليارات و 643 ألف دولار .. لافتا إلى أن خسائر البنية التحتية الناتجة عن تدمير ميناءي ميدي والحيمة وتدمير11 مركز إنزال سمكي إضافة إلى مركز الصادرات ومختبر الجودة بمنفذ حرض بلغ 13 مليوناً و32 ألف دولار فيما بلغ عدد القوارب المدمرة في سواحل محافظتي الحديدة وحجة 204 قوارب بتكلفة خمسة ملايين و249 ألف دولار.
خسائر جمة
الخسائر المترتبة على توقف تنفيذ المشاريع السمكية في البحر الأحمر بلغت ملياراً و36 مليوناً و385 ألف دولار والخسائر بسبب الاصطياد الجائر غير المرخص تحت حماية سفن العدوان بلغت ملياراً و750 مليون دولار .
وأكد الخيواني أن إجمالي تقييم الأثر البيئي الناتج عن العدوان بلغ ملياراً و400 مليون دولار إضافة إلى خسائر الرسوم والعائدات التي بلغت 54 مليوناً و875 ألف دولار.
من جانبه أشار رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر عبدالقادر الوادعي إلى أن عدد ضحايا العدوان من الصيادين ارتفع إلى 213 شهيدا و204 جرحى وأربعة مفقودين .
وذكر أن عدد الاعتداءات المباشرة على الصيادين والقوارب ومراكز الإنزال السمكي بلغ 70 استهدافاً منذ بداية العدوان .. مؤكدا حق الصيادين في ممارسة أعمالهم والاصطياد في المياه الإقليمية اليمنية.
وحمل الوادعي أمريكا والسعودية والإمارات ومن تحالف معها المسؤولية القانونية الكاملة إزاء ما يتعرض له الصيادون من جرائم وحرب إبادة وكذا ما يتعرض له القطاع السمكي من خسائر.
اعتداءات مستمرة
وكشف عن سعي وزارة الثروة السمكية والهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية خلال الفترة القادمة لتشكيل لجنة قانونية تعمل على إعداد ملفات خاصة بالاعتداءات التي تعرض لها الصيادون لتكون عونا لأهالي وأسر الشهداء والجرحى في رفع قضايا أمام المحاكم الدولية والمحلية.
وتسبب العدوان على اليمن بقيادة السعودية إلى توقف النشاط الاقتصادي في البلاد، إضافة إلى توقف كامل لعائدات النفط التي كانت تغطي نحو 70 % من ميزانية الدولة؛ ما أدى إلى ضعف توليد الكهرباء وشحة الوقود وإغلاق العديد من المصانع الكبيرة والصغيرة، ما تسبب في خسارة مئات الآلاف من العمال لأعمالهم وخروج الشركات الأجنبية والمنظمات الدولية من اليمن وسحب أموالها أو تعليق أعمالها لأجل غير محدد.
حيث أن أوضاع الناس في المناطق المتضررة أصبحت كارثية للغاية فلم يعد لديهم قيمة الغذاء أو شراء مستلزمات أطفالهم الضرورية وان المساعدات التي تقوم بها بعض المنظمات والجمعيات لا تستطيع ان تستهدف كل المتضررين لان القصف يحول بينها وبين الدخول إلى بعض المناطق حيث يتم قصف المارة والسيارات التابعة للجمعيات وأن الهجمات المتعمدة على الأسواق والمنازل والتجمعات انتهاك واضح وصريح لقواعد القانون الإنساني الدولي وأن السعودية وحلفاءها قد ارتكبوا جرائم حرب وإبادة بحق المدنيين في اليمن وتعمل منظمة الصحة العالمية في كل سنة على مسح الوضع الصحي والغذائي في المحافظات اليمنية لمعرفة حجم الأزمة وطرق علاجها، إلا أن الأرقام الصادرة مؤخرًا تشير إلى أن إعلان المجاعة في البلاد بات وشيكًا.
مجاعة وشيكة
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن مستوى الطوارئ المحدد للوضع الغذائي في العالم 15 % بينما وصلت المعدلات في بعض محافظات اليمن كما في محافظتي تعز والحديدة إلى 25 % و31 % على التوالي، أي أكثر بـ 16 نقطة مئوية عن الوضع المحدد لسوء التغذية الحاد، يموت السكان من شدة الجوع والأمراض، كما تفيد الأرقام الواردة من المنظمات الدولية أن أربعة من كل خمسة يمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي أي يعتمدون على وجبة واحدة في اليوم ولا يؤمنون طعامهم في اليوم التالي.
هذه الآثار الكارثية للعدوان المتواصل على اليمن باتت كما يقول المختصون والمراقبون ومسؤولو المنظمات الإنسانية بمثابة العقاب الجماعي وجرائم الإبادة الجماعية ويشيرون في هذا الجانب إلى أن المجاعة التي ضربت مناطق في تهامة و الحديدة ماهي إلا مؤشر خطير للوضع الكارثي الذي سيحل باليمن وشعبه خلال فترة وجيزة إذا مااستمر العدوان ومايفرضه من حصار خانق على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية..ناهيك عن حالات سوء التغذية التي انتشرت في الفترات الأخيرة بشكل واسع في أوساط الأطفال وأصبحت تهدد أكثر من أربعة ملايين طفل يمني كما توضح ذلك احدث التقارير لمنظمات دولية متخصصة وفي مقدمتها منظمة رعاية الطفولة والأمومة العالمية “يونيسف”

قد يعجبك ايضا