رؤية وطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان والبيض

 

¶ رفع معدلات الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية لليمن رهين بتحسين إنتاجية الماشية المحلية

¶ أهمية تفعيل القوانين الخاصة بحماية وتنظيم الثروة الحيوانية وخفض ذبح إناث وصغار الماشية

أهمية إدخال الماشية المحلية في نظام الإنتاج الاستثماري المكثف
إمكانية زيادة الاكتفاء الذاتي إلى 43.04% من اللحوم الحمراء والألبان واللحوم البيضاء

ارتفاع أسعار الكيلو اللحم إلى ما بين 3-4 آلاف ريال في الأسواق المحلية

أحمد المالكي

في الآونة الأخيرة نلاحظ سباقاً ملفتاً ومحموماً في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية والتي منها أسعار اللحوم بأنواعها والألبان والبيض، وبرغم أن بلادنا تتميز بالإنتاج الحيواني المحلي من الأبقار والأغنام والماعز إلاَّ أن الاكتفاء الذاتي من مخرجات الثروة الحيوانية ليس بالقدر الكافي والمسؤول لا سيما وأن اليمن بحاجة إلى تواجد رسمي وشعبي لتشجيع المزارعين على اقتناء وتربية الثروة الحيوانية وتبني مشاريع استثمارية نوعية لتحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي في جانب يعد من أهم جوانب الغذاء المتعددة كاللحوم والألبان والبيض “الثورة”حصلت على دراسة حصرية حول متطلبات رفع الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية الرئيسة “اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان والبيض” نلخصها في السياق التالي:

رهينة
حيث تؤكد الدراسة الصادرة عن وزارة الزراعة والري- قطاع تنمية الإنتاج الزراعي الإدارة العامة للثروة الحيوانية، أن السعي لرفع معدلات الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية لليمن بهدف رفع الحصة الغذائية للفرد اليمني يومياً وسنوياً بغرض الاقتراب من المعدلات العالمية تبقى رهينة تحسين الإنتاج والإنتاجية للماشية المحلية وزيادة الإنتاج في صناعة الدواجن خاصة في منتجات اللحوم الحمراء والألبان وبيض المائدة وذلك يتطلب بذل جهود كبيرة في تحسين إنتاجية المراعي التي يعتمد عليها القطيع الوطني في توفير معدل جيد من الاحتياجات الغذائية والتوسع في زراعة الأعلاف في أراضي المناطق المروية مع الاستفادة من مخلفات الحاصلات الزراعية وإدخال الماشية المحلية في نظام الإنتاج الاستثماري المكثف “إنتاج ألبان تسمين العجول والضأن والماعز” وزيادة التوسع الأفقي في صناعة إنتاج الدواجن وبيض المائدة وإدخال التقانات الحديثة في التحسين الوراثي والرعاية والتغذية ونظم الإنتاج الحديثة وإعادة الاعتبار للتربية المنزلية للدجاج البلدي وتحسينها.
رؤية
وأوردت الدراسة رؤية لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية وخفض المستورد من السوق الخارجية تقول أنه بهدف وضع حلول أولية لزيادة نسب الاكتفاء الذاتي لا بد من إيجاد الحلول للمشكلات الثانوية في مجال الإنتاج الحيواني وتحسين الإنتاج والإنتاجية في إطار تنمية الثروة الحيوانية في اليمن والتي من أبرزها خفض معدلات الاعتلاف والنفوق السنوي في أوساط المجموعات الرئيسية للثروة الحيوانية من معدل 25% إلى 5% سنوياً وفقاً للاستراتيجية الوطنية لوزارة الزراعة والري 2012 – 2016م وليكون الكسب 20% من المعدل الكلي المشار إليه وعلى اعتبار أن النسبة المتبقية هي معدل الوفيات السنوية في الأوضاع الطبيعية للتربية التقليدية نسبة للماشية في صناعة دواجن اللحم.
تحسين الجودة
وتظهر الدراسة إمكانية زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 43.04% من اللحوم الحمراء والألبان واللحوم البيضاء في حال تحسين جودة التغذية والعناية والرعاية وكذا الإجراءات الصحية الشاملة للقطيع الوطني وصناعة الدواجن مع اتخاذ إجراءات فاعلة في الحماية من الأمراض الوافدة عبر الحدود حيث يمكن رفع الإنتاج من 215.162 ألف طن منتجة عام 2014م إلى نحو 266.267 ألف طن بزيادة مقدرة بحوالي 51.1 ألف طن خلال الوقت الراهن مما سيؤدي إلى التوقف عن المستورد من اللحوم الحمراء وهي كمية بسيطة مقارنة، قدرت بما يزيد عن الطن الواحد لتكون كمية الزيادة 50 ألف طن سنوياً.
زيادة إنتاج
وتقول الدراسة أنه على نفس المسار في الإجراءات المتخذة حيال رفع معدل إنتاج اللحوم الحمراء يكون الإجراء نفسه حيال زيادة المنتج السنوي من الحليب من خلال تطبيق الإجراءات الحمائية للقطيع الوطني من الأوبئة الوافدة وخفض معدلات الإصابة بالأمراض المستوطنة وتحسين الرعاية والتربية والتغذية حيث يمكن تحقيق زيادة متوقعة بنحو 90.146 ألف طن من الحليب ليصل إجمالي الإنتاج السنوي إلى 469.71 ألف طن سنوياً.
أما على مستوى إنتاج اللحوم البيضاء فتشير الدراسة إلى أنه من المتوقع زيادة كمياتها في ظل إنتاج إجراءات الخدمات الفنية والرعاية الصحية إلى نحو 225.51 ألف طن بفارق زيادة في الإنتاج 43.28 ألف طن وكميات إنتاج بيض المائدة إلى 91.782 ألف طن سنوياً بزيادة 17.615طناً، وكذلك زيادة إنتاج الدواجن اللاحم”زيادة عنابر الدواجن” بنسبة 15 % من إجمالي عدد العنابر القائمة بما يعادل زيادة الإنتاج السنوي 6.5% حيث يمكن أن يصل إجمالي الإنتاج السنوي من لحوم الدواجن إلى 200.47 طن للسنوات التالية يعادل 58.634 طن بروتين حيواني كما يمكن زيادة إنتاج الدواجن البيّاضة وبنفس المقدار وعلى أساس الإنتاج السنوي من بيض المائدة حيث يقدر حجم الإنتاج السنوي في العمر الإنتاجي للدجاج المرباة بنحو 129.623.040 بيضة ما يعادل 7.201طن وبنسبة 9.71% من إجمالي إنتاج العام 2014م على أساس المؤشرات العلمية المتبعة بتحويل الإنتاج السنوي إلى أصول إنتاجية والعكس.
تفعيل
ولفتت الدارسة إلى أن هناك أهمية لتفعيل القوانين والقرارات الرسمية الخاصة بحماية وتنظيم الثروة الحيوانية “خفض ذبح إناث ومواليد الماشية” وضرورة تفعيل المادة “5” من الباب الثالث والفصل الأول الخاص بتنظيم الإنتاج الحيواني وتشجيع الاستثمار من القانون رقم 17 لسنة 2004م حيث تنص المادة على أن يحظر ذبح إناث وذكور الأبقار والضأن والماعز والجمال “غير المستوردة” ما لم يصل وزنها وعمرها للحد الذي يصدر به قرار من الوزير، وعلى الرغم من أن صغار المربين يجدون جدوى مالية عند بيع مواليد وصغار الماشية إلى الجلابين المتنقلين بين القرى والأرياف إلا أن ذلك يكلف الاقتصاد الوطني خسائر باهظة نتيجة ذبح تلك المواليد وصغار الماشية لتعويض النقص في المنتجات الحيوانية في السوق المحلية وتزايد الطلب عليها، يضاف إلى ذلك بيع تلك الحيوانات الحديثة الولادة بما فيها الكبيرة إلى السوق الخارجية بطرق غير رسمية بما يفقد الاقتصاد عائد التصدير أمام الواردات وتعويضها عند تقدير حجم المتاح من الاستهلاك، من السلع الحيوانية وعلى الرغم من صعوبة تحديد حجم المسحوبات من صغار الماشية ومواليدها وكذلك الإناث للذبح إلا أنها تقدر بنحو 30-35 % من إجمالي الإنتاج السنوي على تقدير أن 30 % من القطيع الوطني حديثة الولادة وصغار الماشية ونحو 25 % من إجمالي القطيع الوطني من الإناث، وعلى ضوء آخر الإحصائيات الزراعية فقد قدر الإنتاج بنحو 15.162 ألف طن من اللحوم الحمراء كما تقدر كمية اللحوم الناتجة من المواليد الحديثة الولادة والصغيرة وكذا الإناث بنحو 30 % من إجمالي المنتج وتشير الدراسات إلى أن هناك إمكانية أن تصل كمية المنتج إلى 226.81 ألف طن خلال الأعوام التالية زيادة قدرت بـ 80.6% عن إنتاج عام 2014م.
معدلات نسبية
وأوضحت الدراسة التي أعدها المهندس عبدالناصر خالد الهويدي مدير عام الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة إلى إمكانية رفع معدل الاكتفاء الذاتي بمعدلات نسبية وفقاً لمقترحات الإجراءات الخاصة بحل مشكلات المجموعات الرئيسية للثروة الحيوانية ” أبقار، أغنام، ماعز، جمال” والدواجن حيث يمكن الوصول إلى مستوى 19.9 كغم للفرد للسنة من اللحوم الحمراء مقارنة بالعام 2014م ليرتفع مؤشره النسبي إلى 117.1 % كما يمكن رفع حصة الفرد من اللحوم البيضاء إلى نحو 16.14 كيلوجرام في السنة عوضاً عن 78.0 % العام 2014م بينما بقية المؤشرات النسبة دون مستوى الاكتفاء الذاتي وكانت 14٫6و70٫9 % لكل من الألبان والبيض على التوالي بزيادة 2.4 % للألبان ونسبة زيادة 40.2 % للبيض.
وتنوه الدراسة بأنه على الرغم من تلك المؤشرات في الزيادة من نصيب الفرد السنوي من المنتجات والبروتين الحيواني فإنه لم تصل بعد إلى المعدلات السنوية العالمية لحصة الفرد المطلوبة من المنتجات الحيوانية سواء كانت قديمة أو أية مؤشرات حديثة مما يتطلب بذل جهود كبيرة حتى يمكن الوصول إلى المعدلات المعقولة والمطلوبة.
ارتفاعات
يشار إلى أن أسعار اللحوم سواء البيضاء أو الحمراء البقري أو الغنمي أو لحوم الدجاج ارتفعت في الآونة الأخيرة لتصل قيمة الكيلو اللحم العجل إلى 4آلاف ريال والبقري إلى 3500 ريال وكذلك الغنمي، بينما وصل سعر الدجاج الكبير إلى 4 آلاف للدجاجة و2000 و1500للدجاجة المتوسطة وألف ريال للدجاج الكتاكت الصغيرة بيمنا وصل سعر الطبق البيض من 1250-1300 ريال للطبق الواحد، بينما هناك ارتفاع في أسعار الحليب اليماني والزبادي وحليب الأبقار والمنتج محلياً وبنسبة متفاوتة وغير معتدلة مما يتطلب بذل مزيد من الجهود لتوجيه الاستثمار والاهتمام الرسمي والشعبي وإشراك القطاع الخاص في هذا الجانب حتى يتم تحقيق النسب المعقولة من الاكتفاء الذاتي خاصة وأننا نواجه حرباً عدوانية تستهدف غذاءنا وكل ما يتعلق بحياتنا المعيشية والغذائية.
يذكر أن أهمية الإنتاج الحيواني تعتمد على مقدار مساهمته وحجم ومقدار ما يحققه التوازن البيولوجي في نظم الزراعة الحديثة الخليطة وعلى مقدار ما يقدمه من البروتين الحيواني لغذاء الإنسان حيث يقدر الإنتاج الحيواني بحوالي 33.4 % من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي لحجم الثروة الحيوانية التي يقدر عددها بما يزيد عن 21 مليون رأس من أنواع الماشية، فيما تمثل الفجوة الغذائية بين الكميات المنتجة والمستوردة من اللحوم ما يزيد عن 50 %.

قد يعجبك ايضا