مجلس الوزراء يقف أمام تراجع العملة الوطنية وانعكاساتها الكارثية على الأوضاع المعيشية

الثورة نت../

وقف مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري الذي عقد اليوم بصنعاء برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أمام التراجع المتسارع الذي تشهده العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية وانعكاساته المباشرة على الجانب الإقتصادي ومعيشة المواطنيين وتأجيجه الكبير للمأساة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني بفعل العدوان والحصار.

حيث اطلع المجلس على تقرير نائب رئيس الوزراء وزير المالية عن نتائج اجتماعات اللجنة الإقتصادية ولجنة المدفوعات والنقد الأجنبي والبيان الصادر عن الأخير بشأن الزيادات الناشئة في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني والأسباب المفتعلة من قبل العدوان السعودي ومرتزقته التي تندرج ضمن حربهم الاقتصادية المعلنة على الشعب الشعب اليمني ، والتدخلات اللازمة لوقف تدهور الريال.

وأشار التقرير إلى أن الطبعات الجديدة من العملة الوطنية والتي قدرت بثمانمائة مليار ريال، التي قام بطباعتها مرتزقة العدوان دونما أي غطاء من العملة الصعبة أو الذهب، تقف بصورة مباشرة وراء التدهور والتضخم الكبير الذي تشهده العملة الوطنية، علاوة على الدور السلبي والخطير الذي تقوم به مجموعة من محلات الصرافة التي تم تفريخها من قبل مرتزقة العدوان في المناطق المحتلة والتي تعمل على المضاربة في العملة وسحبها من السوق المحلية بشكل ممنهج.

وأوضح التقرير في ذات الوقت أن عدم ترشيد فاتورة الواردات والتأخر في إعداد قائمة السلع المستوردة الأساسية والضرورية التي ينبغي الالتزام بها في الظرف الاستثنائي الراهن الذي يمر به الوطن يعتبر من العوامل التي تؤدي إلى زيادة الضغط على طلب العملات الأجنبية وبالتالي زيادة قيمتها مقابل الريال.

واستنكر المجلس على ضوء مناقشته للتقرير ، لجوء العدوان ومرتزقته إلى التلاعب بالعملة الوطنية واستخدامها ورقة لتحقيق ما لم ولن يستطيعوا تحقيقه عبر عدوانهم وتصعيدهم المستمر عسكريا وأمنيا واعلاميا .. مطالبا الأمم المتحدة القيام بواجباتها في مواجهة عبث المعتدين بقوت وحياة المواطن اليمني الذي يحدث على مرأى ومسمع الجميع وبتواطؤ دولي.

وأشار التقرير إلى مبيعات النفط والغاز في مأرب وحضرموت الخاضعتين للاحتلال التي تزيد عن 120 مليون دولار شهريا وتذهب إلى أحد البنوك التجارية بمدينة جدة السعودية.

وبين أن هذه المبالغ المتراكمة من نفط وغاز اليمن في البنك السعودي كان الأحرى تسخيرها لصرف مرتبات موظفي الدولة في عموم اليمن وبالتالي إنها الذريعة التي عمد المرتزقة لتسويقها لطباعة العملة الوطنية على المكشوف وبشكل غير قانوني.

وصدق المجلس على مشروع القرار المرفوع من اللجنة الاقتصادية بشأن وقف التعامل مع كل الفائت الورقية المتغير شكلها وحجمها المطبوعة من قبل المرتزقة، واعتبارها باطلة وغير شرعية وتجريم كل من يتعامل بها باعتبارها من الأدوات المباشرة التي أعتمدها المعتدين عبر مرتزقتهم لإحداث التضخم الكبير وغير المسبوق لقيمة العملة الوطنية وتراجعها على ذلك النحو الخطير الذي ألقى بظلاله القاتمة على أسعار مختلف السلع الأساسية والاستهلاكية وارتفاعها بشكل جنوني في جميع الأسواق المحلية.

ووجه المجلس بإحالة المشروع إلى مجلس النواب للمناقشة والمصادقة عليه .

كما وجه المجلس بوقف جميع محلات الصرافة التي ثبت مشاركتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مؤامرة العدوان لضرب العملة الوطنية عبر تعمدها المضاربة ببيع العملات الأجنبية بالمخالفة لاقتصاد السوق والسياسة النقدية للبنك المركزي اليمني، وكذلك تلك التي تعمل حتى الآن بدون تصاريح.

وحث الغرف التجارية والبنوك والشركات التجارية على التعامل التام مع لجنة المدفوعات والنقد الأجنبي .

وحمل المجلس العدوان السعودي الاماراتي والرئيس المنتهية ولايته وحكومته كامل المسؤلية عن التراجع الكبير الذي شهدته العملة الوطنية، بطبعهم أكثر من ترليون ونصف تريليون ريال على المكشوف منذ نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن.

وأكد أن نقل وظائف البنك إلى محافظة عدن بدعم من الأمم المتحدة والمؤسسات النقدية الدولية من الأسباب الرئيسة التي تقف خلف التدهور المستمر للعملة الوطنية وتوقف صرف مرتبات أغلبية موظفي الجهاز الإداري للدولة.

ووجه المجلس اللجنة الإقتصادية ولجنة المدفوعات والنقد الأجنبي مواصلة اجتماعاتها وبحثها للوسائل المتاحة التي يمكن من خلالها الحد من الآثار الكارثية التي تسبب بها تراجع قيمة العملة الوطنية على معيشة المواطنين، مع العمل على تحديد المعالجات الطارئة لكبح ارتفاع العملات الأجنبية في السوق المحلية وتحقيق الاستقرار النسبي في هذا الجانب .. مثمنا الجهود التي تقوم بها اللجنتين في مواجهة التدهور الاقتصادي والبحث المسئول عن المعالجات الكفيلة بالحد منه وآثاره على المجتمع .

واستمع المجلس في اجتماعه اليوم إلى إيضاح من رئيس الوزراء عن أبرز المحددات التي سيحملها الوفد الوطني المشارك في مشاورات جنيف المقرر التئامها الخميس المقبل، و الذي روعي في تشكيله البعد الوطني والسياسي وباتفاق مسؤل بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان وفي المقدمة مكوني أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام.
وأعرب المجلس عن أمله في أن تسود الروح الايجابية المشاورات المقبلة وأن تفضي إلى بنتائج وإجراءات بناء الثقة المطلوبة للتمهيد للعملية السلمية الشاملة والكاملة.

وجدد المجلس تأكيده على أن الشعب اليمني وقواه السياسية المناهضة للعدوان والحصار مع السلام وليس مع الاستسلام ومع البناء وليس الهدم .. مشيرا إلى أن الوفد الوطني سيشارك في هذه المشاورات انطلاقا من وحي المسئولية التاريخية الوطنية والحرص على الخروج بنتائج إيجابية وتطمينة للشعب اليمني أن البلاد في طريقها إلى تحقيق السلام وإنهاء العدوان ورفع الحصار.

كما أكد أن تصعيد العدوان العسكري والاقتصادي لا يمكنه بأي حال من الأحوال النيل من عزيمة الشعب اليمني والروح المعنوية العالية لمقاتليه الأشداء الذين يخوضون الملاحم بإيمان مطلق بقضيتهم الوطنية وعدالتها.

ووافق المجلس في اجتماعه اليوم على المشروع المقدم من قبل وزير النفط والمعادن بشأن إنشاء الشركة اليمنية للتعدين، وكلف كل من وزراء النفط والمعادن والدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى والشؤون القانونية العمل على متابعة استكمال الإجراءات الدستورية اللازمة لإنشاء الشركة.

ويأتي إنشاء الشركة لإفساح المجال أمام عملية التنقيب عن المعادن الفلزية واللافلزية التي تزخر به مناطق اليمن وجبالها وفي مقدمتها الذهب والفضة والزنك والألمنيوم والحديد وغيرها وفق أسس استثمارية وقانونية شفافة تساعد على استخراجها في هذا القطاع الاقتصادي الواعد بالخير الكبير للوطن وأبنائه.

واستمع المجلس إلى تقرير نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع عن الأوضاع في جبهات مواجهة العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقته الداخلية وفيما وراء الحدود، و النجاح الكبير للطائرات المسيرة التي تمكنت من استهداف مواقع إستراتيجية في عمق دولتي العدوان السعودية والإمارات.

واستعرض التقرير الإنتصارات المتواصلة والنوعية التي يحرزها أبطال الجيش والامن واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل في عموم الجبهات ومواجهة التصعيد العسكري للمعتدين والغزاة ومرتزقتهم بكل قوة وحزم ودحرهم من عدد من المواقع الإسترتيجية .. منوها بالمعنويات الكبيرة لفرسان اليمن الذين يذودون عن حياض وطنهم وسلامة وعزة شعبهم للسنة الرابعة على التوالي واستعدادهم العالي الذهاب بعيدا في معركة الوطن المصيرية حتى النصر

وأشاد المجلس بمستوى التطور المتنامي الذي تشهده القدرات الدفاعية للمؤسسة الوطن الدفاعية وسلاح الجو المسير .. مثمنا عالياً البطولات الأسطورية لفرسان الجيش والأمن واللجان الشعبية والمتطوعين وهم يواجهون المعتدين البغاة وأذنابهم بإمكانيات بسيطة وبمعنويات تكاد تلامس عنان السماء.

ولفت إلى التلاحم الوطني الرسمي والشعبي في مواجهة العدوان ودعم جبهات الشرف والكرامة والذي يزداد قوة وعنفوانا سنة إثر أخرى .. مؤكداً أن حكومة الانقاذ ستظل على عهدها في دعم وإسناد الأبطال في الجبهات وتوفير المتطلبات التي تعزز من ثباتهم وصمودهم والسير بخطى واثقة صوب النصر الكامل والناجز.

سبـأ

قد يعجبك ايضا