مشروع بيئتنا حياتنا.. يتحدى الظروف ويجسد معاني المسؤولية الوطنية

 

*المبادرات المجتمعية .. تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي ومساندة الجهود الرسمية لإفشال مؤامرات العدوان
الثورة/ محمد الفائق
تعمل المبادرات المجتمعية على تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي وبث روح المشاركة كخطوات ثابتة لمساعدة جهود الحكومة والتخفيف من أعبائها في ظل ما تشهده اليمن من عدوان غاشم وحصار جائر، أثر على كل شيء من مظاهر الحياة والعمل.
النظافة ، تعد أحد قطاعات العمل وهب بيت القصيد في موضوعنا اليوم، فرغم الجهود الحثيثة في العاصمة صنعاء التي يقوم بها هذا القطاع إلا ان هناك الكثير من القصور، ولعل ذلك القصور يتمثل في غياب مشاركة المجتمع في جعل النظافة سلوكاً شخصياً دائماً لكل فرد من أفراد المجتمع:
مديرية بني الحارث بأمانة العاصمة كانت سباقة في إحياء العمل الطوعي المجتمعي حيث نفذت برامج توعوية تزامنا مع استقبال العام الدراسي الجديد 2018- 2019م والتي أقامها المعهد الكندي الاكاديمي ومشروع “بيئتي حياتي” برعاية المجلس المحلي لمديرية بني الحارث.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز روح المشاركة المجتمعية لدى أبناء أمانة العاصمة في مجال النظافة العامة للشوارع والاحياء كسلوك شخصي بما يظهر العاصمة بالمظهر اللائق لها، إلى جانب الحد من انتشار الأمراض والأوبئة .
سلوك دائم
حفل افتتاح المشروع أكد فيه أمين عام المجلس المحلي بمديرية بني الحارث عبداللطيف العلفي ان المديرية تضم نحو 53 جمعية ومنظمة تعمل في مختلف المجالات.
مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالجوانب المتعلقة بحياة الناس كالنظافة والتعليم والصحة والبيئة، لافتا إلى أن العمل يتم وفق برامج وخطط صحيحة يزيد من عوامل النجاح ويلمسه الجميع على الواقع المعاش.
داعيا المنظمات والمبادرات المجتمعية إلى المزيد من برامج النظافة والتعليم والاهتمام بأبنائنا الطلاب وحثهم على الاهتمام بالنظافة كسلوك شخصي دائم في حياتهم.
وأكد في ختام كلمته ان المجلس المحلي في المديرية يحرص كل الحرص على دعم مثل هذه المشاريع والبرامج والحملات التوعوية التي من شأنها مساعدة الجهود الحكومية والتخفيف من الأعباء التي تواجهها نتيجة العدوان السعودي الغاشم الذي استهدف البنية التحتية بشكل أساسي ودمر المدارس والمستشفيات والمصالح الحكومية والطرقات والمساجد وأتى على كل شيء، ولم يستثن شيئاً.
موضحا ان أي خطوات لن يكتب لها النجاح ما لم يكن هناك تكاتف اجتماعي ومشاركة كل أفراد المجتمع.
شحة الإيرادات
من جانبه أشاد نائب مدير مكتب النظافة والتحسين بأمانة العاصمة عبدالحليم السكري بإقامة مثل هذه الفعاليات الوطنية والمبادرات الذاتية التي تساند الجهود الحكومية رغم الظروف الصعبة جراء العدوان والحصار.
مؤكدا ان قطاع النظافة والتحسين في أمانة العاصمة يعاني الكثير من شحة الإيرادات وإقفال بعض الإيرادات التي كانت تدعم مشاريع النظافة.
لافتا إلى انه ورغم الوحشية والعداء الذي يبديه تحالف العدوان السعودي تجاه اليمني وفرض حصار جائر ومنع دخول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية وتسبب بالكثير من الاشكاليات الاقتصادية، استطاع قطاع النظافة ان يواصل خدماته وان يستمر في عمله وفق الإمكانيات المتاحة والوسائل المتوفرة.
داعيا إلى بذل المزيد من الجهود في مجالات التوعية والتعميم لخطباء المساجد والمرشدين بتوعية المجتمع بأهمية النظافة.
خلق رأي عام
مدير مكتب الأوقاف في مديرية بني الحارث عبدالرحمن الجديري بدوره أكد ان وزارة الأوقاف والإرشاد تسعى إلى خلق رأي عام في أوساط المجتمع من خلال المساجد بأهمية النظافة العامة، مؤكدا على تعميم خطط واستراتيجية النظافة إلى خطباء المساجد والمرشدين والدعاة لتكون رسالتنا واضحة في إفشال مخططات العدوان الرامية إلى شل الحياة العامة ونشر الأمراض والأوبئة في أوساط المجتمع.
مشيرا إلى ان دور المسجد في التوعية والتثقيف مهم جدا بحيث نكون يداً واحدة وكل فرد من أفراد المجتمع يتحمل مسؤولياته تجاه الوطن.
وقال الجديري : ” لا ننتظر من العالم المادي ان يعيننا أو ان ينقذنا، علينا ان نتوكل على الله وان نعتصم بحبل الله جميعا وان نستشعر مسؤوليتنا الدينية والوطنية وان نواجه العدوان ومؤامراته بكل ما نستطيع من قوة.
واضاف: ” العدوان يريد ان يركع الشعب اليمني، يريد ان يكون اليمن خاضعا خانعا له ، ولكن ذلك من سابع المستحيلات مادام الله معنا ونحن متوكلون عليه.
مشيدا في ختام كلمته بمثل هذه المبادرات والمشاريع الحيوية التي تجسد معاني المسؤولية وحب الولاء والانتماء للوطن، مؤكداً على بذل المزيد من الجهود وتعميم الخطب على المساجد في التوعية المجتمعة وخصوصا فيما يتعلق بالنظافة والتعليم والصحة والبيئة، مثمنا دور المعلمين والمعلمات وجهودهم العظيمة في تقديم أعظم رسالات الأرض.
غياب الوعي
بدوره أكد الاستاذ عبدالكريم المتوكل ان النظافة جزء من الحياة وتعد مسؤولية الجميع، داعيا الى ضرورة إعطائها الكثير من الاهتمام.
وعاتب الاستاذ المتوكل قلة الوعي لدى البعض من أفراد المجتمع من خلال رميهم بمخلفات الطعام في الشوارع الرئيسية والجزر الوسطى للشوارع والأرصفة، مؤكدا ان ذلك ناجم عن قصور في العمل لدى الجهات المختصة وغياب برامج التوعية والتثقيف.
وشدد على أهمية وضع رؤية مستقبلية توعوية تستهدف المرأة والطفل والطالب والطالبة وكل أفراد المجتمع حتى نجسد سلوكاً مجتمعياً عاماً في النظافة وحماية أنفسنا جميعا من الأوبئة والأمراض.
دور المرأة
مديرة إدارة تنمية المرأة في مديرية بني الحارث أروى السنيدار اكدت بدورها على إقامة الكثير من الفعاليات والبرامج التوعوية الشاملة في المدارس ، مشيرة إلى أهمية معالجة القصور والاشكاليات الموجودة وان كانت اغلبها ناجمة عن قلة الموارد ونقص الإيرادات جراء الوضع الاقتصادي المتدني الذي عمل على احداثه العدوان والحصار.
ثنائية مشتركة
إلى ذلك أكد مدير مشروع بيئتنا حياتنا يحيى القديمي ان المشروع لا يقتصر فقط على النظافة بل يتضمن الكثير من الأفكار والبرامج التي من شأنها رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع ككل، مؤكدا ان برامج النظافة تعد انطلاقة لعمل المشروع باعتبارها الأهم في حياتنا اليومية وتتعلق بحياتنا جميعا دون استثناء، لافتا إلى ان الحرص على النظافة الشخصية هو جزء من الوعي المجتمعي الذي يجسد معاني المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه الوطن والتي من خلالها ينعكس ذلك على نظافة الحي والمدينة والمنازل.
مشيرا إلى دور المدرسة وأولياء الأمور كثنائية مشتركة في التوعية باعتبارهما نواة لبناء الوطن وخلق جيل متعلم ومثقف، منوها بضرورة القيام بمسؤوليتهما تجاه أبنائنا الطلاب والطالبات وانه في حال غياب هذه الثنائية لا يمكن بناء وطننا ولا يمكن ان نساهم في تقدم وازدهار بلدنا اليمن خصوصا ونحن نواجه اعتى عدوان على وجه الأرض، وهو ما يحتم علينا ان نكون عند مستوى هذا التحدي وان نواجه العدوان ونعمل على إفشال كل مخططاته ومؤامراته الدنيئة.
واعلن القديمي انطلاق مبادرة النظافة في مديرية بني الحارث بمشاركة مختلف شرائح المجتمع وبرعاية المجلس المحلي بمديرية بني الحارث.
وأشاد في ختام كلمته بالمعهد الكندي الاكاديمي ودعمه ومساندته لمثل هذه البرامج المجتمعية والبيئية، داعيا مختلف المعاهد الخاصة والجامعات إلى تبني مشاريع البيئة والصحة والتعليم والتوعية المجتمعية.
برامج توعوية متنوعة
من جانبه قال مدير المعهد الكندي الاكاديمي عبدالله الحجري ان المعهد يحرص كل الحرص على وضع مشاريع وبرامج التوعية المجتمعية التي تلامس احتياجات الناس كالصحة والبيئة والنظافة والتعليم وغيرها من برامج التوعية المجانية.
وأضاف: ان المسؤولية الوطنية تقع على عاتق الجميع من دون استثناء ، وعلينا ان نساهم بقدر المستطاع لإنجاح جهود الدولة في تخفيف الأعباء والأخذ بعين الاعتبار الظروف التي نواجهها في ظل العدوان على بلادنا.
وثمن الحجري في ختام تصريحه جهود أمانة العاصمة والمجلس المحلي بمديرية بني الحارث ومشروع بيئتنا حياتنا في احياء مثل هذه البرامج والمشاريع المجتمعية.

قد يعجبك ايضا