السعودية تعهد إلى شركة ” بن لادن ” بناء ميناء نفطي في المهرة

 

*تعزيزات عسكرية سعودية تصل إلى الغيظة
*قيادي في الحراك الجنوبي يكشف تفاصيل سيطرة الإمارات على منابع نفطية في حضرموت

الثورة / عباس السيد

أفادت مصادر محلية في المهرة إن أكثر من 30 شاحنة عسكرية سعودية وصلت الأحد إلى مطار الغيظة عاصمة محافظة المهرة شرقي اليمن .
ونقلت قناة الجزيرة عن المصادر قولها إن الشاحنات التابعة للقوات السعودية تحمل عشرات السيارات من نوع فورد ، وذلك بعد يومين من دفع السعودية بتعزيزات عسكرية إلى المهرة.
ووفقاً لمصادر محلية فقد شهدت المناطق الغربية بمديرية المسيلة توترا بين قوات عسكرية جندتها السعودية وبين أبناء القبائل إثر إرسال السعودية قوة عسكرية لفرض بناء معسكر للقوات التابعة لها في المنطقة.
وفي ديسمبر 2017 ويناير 2018 دفعت السعودية بقوات وتعزيزات عسكرية إلى المهرة تحت شعار محاربة التهريب.
ميناء نفطي في المهرة
قالت مجلة إنتليجنس الفرنسية الاستخباراتية إن السلطات السعودية أبرمت عقدا مع مجموعة “هوتا ـ إحدى شركات بن لادن ” لبناء محطة نفط جديدة في محافظة المهرة شرقي اليمن ، وقالت أن هذا العقد يمثل عودة الشركة إلى الواجهة والشهرة في أعقاب حملة التطهير الأخيرة التي قام بها محمد بن سلمان في السعودية قبل أشهر بزعم مكافحة الفساد.
وذكرت المجلة ، أن مشروع بناء ميناء النفط في اليمن مهم للغاية بالنسبة للرياض، ويتضمن المشروع بناء ميناء نفطي كامل النطاق في محافظة المهرة، على الحدود مع عُمان، وسيمكن الميناء الناقلات من تجنب مضيقي باب المندب وهرمز، ومنح النفط السعودي إمكانية الوصول إلى المحيط الهندي، وأكدت أن المسؤولين المحليين والاجتماعيين في المهرة القريبة من عمان، إضافة لسلطنة عمان يعارضون المشروع.
وكانت رسائل مسربة أظهرت توجه السعودية لبناء ميناء نفطي في محافظة المهرة، وكشفت مصادر صحافية عن اعتزام السعودية إنشاء ميناء نفطي في محافظة المهرة جنوب شرقي اليمن التي تتواجد فيها قوات سعودية تمنع حركة الملاحة والصيد.
وأظهرت رسالة نشرتها قناة الجزيرة من شركة هوتا للأعمال البحرية إلى السفير السعودي باليمن، تشكره فيها على ثقته بالشركة وطلبه التقدم بعرض فني ومالي لتصميم وتنفيذ ميناء تصدير النفط.
وقالت الشركة في الرسالة إنها ستقوم بالترتيب لزيارة الموقع والقيام بالمسوحات اللازمة، واستيفاء البيانات الضرورية لإدراجها بالعرض الفني والمالي.
وتتبع الشركة مجموعة بن لادن التجارية السعودية، وقامت في وقت سابق ببناء ميناء الملك عبدالله الذي يعد أكبر محطة خاصة في المملكة العربية السعودية.
وتقول دورية إنتلجنس : إن رئيس المجموعة صالح بن لادن يحاول من خلال “مجموعة هوتا” (شركة الأعمال البحرية) التابعة له، استعادة مكانة عائلته عند محمد بن سلمان، بعد تلك الحملة التي شنها بن سلمان على عدة شخصيات في السعودية بدعوى الفساد.
واعتبرت الدورية مشاركة شركة “هوتا مارين”، وهي شركة تابعة لمجموعة “هوتا” في هذا المشروع يحكي ما يمثله من تغيير في الثروة بالنسبة للشركة التي كانت في البداية مهملة، وتضيف: عندما أمسك الملك سلمان بن عبد العزيز بالسلطة، كانت ملكية شركة “هوتا” بيد صالح بن محمد بن لادن وهو شقيق بكر بن لادن، رئيس مجموعة بن لادن السعودية “أس بي جي”.
وتشير الدورية إلى أن هذه الأسرة كانت هدفا خاصاً لولي العهد محمد بن سلمان في حملته التي أطلقها في نوفمبر من العام الماضي لمكافحة الفساد، وجرى اعتقال العديد من أعضائها لأسابيع، مع عشرات من رجال الأعمال والمسؤولين الآخرين في فندق ريتز كارلتون في الرياض.
وأضافت إنتلجنس : النظام السعودي الذي تدين له مجموعة “إس بي جي” بمليارات، تولى السيطرة الإدارية على المجموعة، وفي لمحة أصبحت “إس بي جي” الآن إلى جانب النظام، وقد يتغير اسمها قريباً، كما فعلت شركة “سعودي أوجيه” التي أصبحت الآن باسم شركة المقاولات المعمارية الحديثة، وتردف: “يبدو أن هوتا، التي تربطها علاقات وثيقة مع “إس بي جي”، قد تم السيطرة عليها من قبل النظام السعودي”.
وقالت إن صالح بن محمد بن لادن رئيس مجموعة “هوتا” هو شقيق رئيس مجموعة بن لادن السعودية”إس بي جي”، بكر بن محمد بن لادن، ولدى “هوتا” العديد من الوحدات، أكبرها “هوتا مارين”، بينما يعد صالح بن لادن هو أيضا مشارك بشكل وثيق في مجموعة “إس بي جي”.
باعوم يتهم الإمارات
من جانبه ، اتهم قيادي في مجلس الحراك الثوري الجنوبي دولة الإمارات العربية المتحدة بالسيطرة العسكرية على مواقع نفطية في محافظة حضرموت شرقي اليمن، كاشفاً أسماء ضباط إماراتيين وأسماء المواقع التي تسيطر عليها.
وقال رئيس المكتب السياسي في مجلس الحراك الثوري الجنوبي فادي حسن باعوم مساء أمس الاثنين، إن نفط المسيلة بحضرموت “يقع تحت حماية لواء كامل من القوات الخاصة الإماراتية بقيادة ضابط إماراتي يُدعى أبوراشد الإماراتي، وتلك القوة مزودة بأربع طائرات أباتشي إماراتية موجودة داخل مطار شركة بترومسيلا كنديان نكسن سابقاً في قطاع 14 النفطي في المسيلة”.
وأكد باعوم في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن “ميناء الضبة النفطي والمخصص لتصدير النفط الحضرمي يخضع لكتيبة إماراتية بقيادة ضابط استخبارات إماراتي يدعى أبوسلطان الشحي, واتخذت القوات الإماراتية من الميناء مقراً لاستخباراتها العسكرية في حضرموت”.
وصباح أمس الإثنين تظاهر العشرات في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوب شرقي اليمن تأييداً لرئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي حسن باعوم ومناهضة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والحكومة المعترف بها دولياً.
وأضاف: “هذه القوات الإماراتية المسيطرة هناك تريدها حكومة أبوظبي الضامن للشركات الغربية المنتجة للنفط هناك وتريد منها دولة ضامنة لبقاء وديمومة العمل بعقودها واتفاقياتها النفطية الموقعة في السنوات الماضية وكذلك تحت الحماية والسيطرة الإماراتية على نفط المسيلة تجعل للإمارات قيمة سياسية وأمنية أمام الدول المستهلكة من سوق الأوبك, ومن بينها أميركا والصين ألمانيا والهند والبرازيل”.
وتابع فادي باعوم: “يأخذ الإماراتي نسبة 10% من حجم الإنتاج اليومي من تلك الشركات مقابل الحماية, ويصرف منها الإماراتي على التشكيلات العسكرية التي أنشأها تحت إمرته نسبة 3% من تلك النسبة المأخوذة من 3 شركات إنتاجية للنفط الخام في المسيلة بحضرموت (بترومسيلا الحكومية) و(توتال الفرنسية) و(دي.إن.أوه النرويجية), في كل من (قطاع 14، قطاع 10، وقطاع 32)، بالإضافة إلى (11 شركة أجنبية تعمل في الباطن), أي في مجالات الخدمات النفطية, من بينها شركة (هيريبيرتون الأميريكية)، وشركة (راذر فورد الأميريكية)، و(شلمبرجر الدينماركية)، و(كالفالي).. وغيرها”.
وكانت مصادر محلية قالت لوكالة “ديبريفر” للأنباء إن المتظاهرين حملوا لافتات أشادت بالدور النضالي لباعوم ضد الحكومة اليمنية الذي استمر لسنوات، ورددوا هتافات “مناهضة للتحالف العربي والشرعية”. كما قام المتظاهرون بكتابة عبارات في شوارع المدينة تطالب برحيل دولة الإمارات, الشريك الرئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.
ويوم الجمعة الماضي تظاهر المئات من أنصار حسن باعوم في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وتصدت لهم مجموعة من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي وقامت بإحراق صور القيادي باعوم.
والأسبوع الماضي شهدت عدة مدن جنوبية احتجاجات واسعة طالبت برحيل التحالف العربي الذي تقوده السعودية وشريكتها الإمارات من جنوب اليمن بسبب التدهور المخيف للأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية أمام الدولار الأمريكي في ظل تجاهل من قبل الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي الداعمة لها.
وقام محتجون غاضبون بتمزيق لوحات إعلانية كبيرة فيها صور لقادة دولة الإمارات في مدينة المكلا شرقي البلاد.
فيما شهدت محافظة المهرة خلال الشهور الماضية اعتصامات سلمية للمطالبة بخروج القوات السعودية والإماراتية ، وتسليم منفذي شحن وصيرفت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي للقوات المحلية، والحفاظ على السيادة الوطنية.
وبعد أسابيع على الاعتصام أعلنت السعودية في منتصف يوليو الماضي ، موافقتها على مطالب المعتصمين الرافضين لإجراءاتها العسكرية الأخيرة بالمحافظة، وبدأت بسحب قواتها من مطار الغيطة، لكنها التفت على الاتفاق بمجموعة من القرارات والإجراءات على الأرض .

قد يعجبك ايضا