كيلو 16

أشواق مهدي دومان
حكايا انتصار تضع توقيعاتها الدّامية بصمات جديدة للصّمود الأسطوري لشعب يأبى الذّلّة ، رجال اللّه ومنهم رجال الإعلام الحربيّ يوثقون تلك السّيَر التي يستمر صاحب البقرات السّمان ترامب و بقراته ( السعو إمارات ) و ذيول البقرات (المرتزقة و الخونة ) بإعلامه أن يضلّل الحقائق لغرض بثّ الوهن في نفوس و عزائم رجال اللّه ، غير مدركٍ ذلك البقريّ أنّه أمام شعب وجيش ولجان عزيمتهم حَديديّة فما كان قتال رجال اللّه صراع لعبة بلاستيشن يلعبها ابن سلمان وابن زايد في مصايف هاواي، و لا كانت انتصارات و اقتحامات رجال اللّه من سيناريو أفلام الأكشن في هوليوود ، و ما كان إسقاط رجال اللّه لطائراتهم كصيد العصافير ، و ما كان قنص رجال اللّه لعلوجهم كصيد جيوش المسوخ للسّحالي.
و ما كانت حكايا جنون البقر و راعيها، و حالبها (ترامب) إلّا وقع ثارات متأجّجة كالبراكين في دماء رجال اللّه التي تغلي غليا و تشتاق بلهفة لشيّء و نسف أولئك الدّمى الكرتونيّة من جيوش المسوخ ،و مدرّعاتهم التي أرادوا بها استعراض غبيّ غير مدركين أنّ اليمن هي العنوان الخطأ لإقامة مسرحياتهم و عرض دياثتهم فليستعرضوها في شاليهات شرم الشّيخ ، أو في مقاهي تحت البحر في دبي ،أو فوق برج خليفة ، أو شقق الرّياض و أسطمبول و عمّان و…إلخ من أوطان بقراتهم ، و ليستدعوا فريق التّصفيق لهم من مرتزقة و عملاء و دواعش و بعد كلّ عَرض ليقبّل المرتزقة أقدام بقراتهم و راعيها و لكن ليكن ذلك هناك بعيدا عن وطني الأغر ،
فوطني شعلة نار وفتيل مشبّع بروح الحسين في شهر الحسين في دم الحسين في كربلاء الحسين ،
وطني هو حكاية الحسين في كربلاء اليمن ،
نعم اليمن هي حسين العصر ، ولأنّها كذلك فلن تستسلم إلّا كما استسلم سبط رسول اللّه يوم واجه عرابيد بني أميّة و جيوشهم الجرّارة، و انتصر حين وقّع حكاية انتصار الدّم على السّيف ، وانتصر حين ضجّت الأرض و السّماء لمظلوميته ،
انتصر ابن حيدرة يوم واجه البغي والظلم بشجاعة لا تعرف ثقافة الانهزام وليس في معجمها مفهوم التّقهقر ،
وهنا الحسين ( عليه السّلام) يحيا في روح كلّ مقاتل من رجال اللّه وهم يثلجون ويشفون صدورنا حين نراهم بتلك العزيمة الحسينيّة ، يتحدّون يزيد العصر، ويعدون بالنّصر ذاكرين شبل و سبط وابن بضعة محمّد بن عبداللّه بأنّ هذا شهره وهذه كربلاؤه فلن يضعوا سلاحهم و لن يستسلموا ليزيد و ابن أبيه و غيرهما ممن اختلطت بهم الأنساب كبني سعود الذين لا يعرف منهم إلا الهجين أبناء الجواري ، ،
ولنعد لحكايا النّصر ، ففي كيلو 16 تعجبت من اسمها حين زرنا الحديدة لأول مرّة فقيل هذا شارع كيلو 16 ، فقلتُ : ما هذا العكس للكلام فالمفروض تسميتها بـ: 16 كيلو ، و منهج النحو يسري في دمي أنّ العدد يسبق التّمييز ، ولم أكن أدري أنّ ملاحم أسطوريّة يوما ما في هذه المنطقة و الشّارع فيه التّمييز يسبق العدد، وفيه سترتدّ آمال العدوان السعوأمريكي عليه خيبة و صغارا ،،
واقعا، فقد جرت ملاحم في كيلو 16 رأى المحتلّ فيها عكس ما تأمّل ، فقد رأى ما لم يكن يتوقّعه ، فكيلو 16 ليست 16 كيلو بل هي هكتارات المساحة، والمسافة فيها بين حكايا النّصر يرويها رجال اللّه و بين طلاسم هزائم تلاحق المحتل ومدرّعاته حافية القدمين و تحرق فخر صناعاته بولّاعات ،
ملاحم تقع في حارات و منازل و شوارع تلك المنطقة ككلّ الحديدة ، والتي طالما عاش أهلها فقراء مهمّشين منذ 37 عاما هي حكم عفّاش و من بعده أمينة عفّاش ( عبد ربّه)،
نعم : همّش الإخوانجعفّاشيّون أرض امحديدة و امساحل ووطن أمعلم و ظنّوا أنّ أهل امزبيد و امحديدة لا يستحقّون إلّا أن يحيوا فقراء ؛ فسماحتهم و مرونتهم ، وحبّهم للجميع طمّعت الأحمرييّن وأمينتهم في اكتساب المزارع و الشّواطئ ، وقد اختلط الأمر بالنسبة للمرتزقة والعملاء وهم كالباعة المتجولين فما فرّقوا بين مفهوم قناعة أهل امحديدة ورضاهم بالقليل في معيشتهم البسيطة التي لا يتطاولون بها ولا يتفاخرون ببناء القصور الفارهة ، وبين أنفتهم و إبائهم وضيمهم ورفضهم للمحتل (جملة وتفصيلا)، كذا فإنّ خلوّ أهل الحديدة من عقد العظمة والتّضخّم الذي رأيناه في غيرهم ممّن ادعوا أنّهم مثقفو اليمن، وشيوخ اليمن ، وعتاولة اليمن ووجاهاتها ، و الذين أخذوا مكانا عليّا في عهد عفّاش وأنكروه وعضّوه بعد أن سمّنهم وملّكهم ممّا لا يملك مالا يستحقونه ، وبعد ذلك خرجوا عليه بغيظ وحقد في 2011 يبغون دولة مدنية ، سرعان ما شاركوا في إرساء دعائمها بشخصيّات نالت وأخذت صكّ الغفران من أمريكا فهذه توكّل كرمان وجائزة نوبل و ذاك صعتر وتلك ريحانة وذلك بقدونس ، وذاك وذاك …إلخ ممّن زاد في تضخّم أناهم تلاقح عقدهم المناطقيّة و القبليّة ( المشيخة ) مع العقد المذهبيّة الأشد وطئا على الأمّة المحمديّة فكانوا :” مجنون على مصطرع هيا معي نبترع “، و فعلا كانت دولتهم بعد 2011 إلى ما قبل 21/ سبتمبر/ 2014 – التي رأينا من برعاتهم ما لم نرَه وشاهدنا ما تضع به كلّ ذات حمل حملها ، و ما تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت ، وما يجعل النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّه بداية مخاض ما حذّر منه الشّهيد القائد / حسين بن البدر الحوثي ، فمعهم رأينا التّفجير و التّفخيخ و تطايرت حور العين بهم إلى معظم البيوت تصفّي أرواح المثقفين الأجلّاء ، وتزهق الأحرار ؛ فحورياتهم مثلهم تكفيريّات ، وأوصافهن كما يصفهن محمّد العريفي ، وعدنان العرعور ، ومفتي المملكة ، حوريّاتهم رافقن مفجّري العرضي، و رافقن مفجري عساكر السّبعين ، و غيرهن استقبلن مفخخي مسجد بدر و الحشحوش كتمهيد لإسقاط الأمن و الجيش الذي استُهدف فيه كلّ ضابط أمن حرّ و كل ضابط في الجيش أيضا حرّ،،
ليخلو لهم الجوّ إلّا من الخدم و الغلمان الذين حذّر منهم و فطن إليهم وربط مجريات و محدثات وسياساتهم الشّهيد القائد قبل أكثر من عشر سنوات ، فحذّر الشّهيد القائد أولئك الغلمان وخدّام أمريكا الذين تهاوت حكوماتهم العميلة بقرارات أسيادهم، بينما لم يستبعد الشّهيد القائد أن تدخل أمريكا محتلة لليمن فحاضر وقدم حجّته للحكومة الهالكة آنذاك بعنوان : خطر دخول أمريكا اليمن ، فقامت أمريكا بذراعيها الإخوانجي والعفّاشي بمحاولة اجتثاث هذا الفكر المناهض للاحتلال الأمريكي فكانت ست حروب كان السّيّد حسين بن البدر القائد والقدوة وكان حسين القرن العشرين في تآمر يزيد ومعاوية ليعيد التّاريخ نفسه بشخوص تتفق معاييرها بتغيرات الزّمن فقط ،
حوربت صعدة و قدّمت إلى اليوم خيرة رجالها و لازالت في سبيل إخراج أمريكا التي عزّ عليها وهي بحجم وغطرسة و نفخة إبليس أو كما تسمّى : الشّيطان الأكبر ، عزّ عليها أن يطردها أنصار اللّه في ثورة 21/ سبتمبر /2014، فما كانت إلّا أن لملمت ذيول خيبتها وجمعتهم إلى الرّياض لتعلن باسمهم عدوانا أكبر على اليمن ، و كان معظم ذيولها هم رموز الـ2011 ممّن ابتدعوا و بدؤوا بكشف النّقاب عن مشروعهم الانبطاحي لأمريكا و بريطانيا حيث نادوا للأقلمة و توزيع اليمن لستة أقاليم تشرف عليها أمريكا و بريطانيا، في تحصيص وتخصيص النّفط والغاز بين الإمبراطوريتين المولودتين من رحم الصهيونية الكبرى ، وقد حاربت أمينة عفّاش من أجل هذه الأقلمة التي سقطت تحت أقدام رجال اللّه و إلى اليوم لازال أولئك الانبطاحيّون يحاربون و طنهم في صفّ المحتل من أجل توزيع اليمن لبؤر متعددة تضعف اليمني و تجعله كالهنديّ الأحمر و يأتي الأمريكي الأبيض ويبني ولايات في اليمن تشبه بنائه لنيورك وواشنطن و…إلخ و التي لم يعد بها ذكر للهندي الأحمر ذي اللون الأسود و هو صاحب أمريكا الحقيقي و لكن المحتل الأمريكي البريطاني لم يرَه إلا عبدا عند الصهيو أمريكيّة ، التي زعمت وحسبت اليمن وأهلها كلّهم كذلك العبد الذي من فصيلته أيضا ( أمينة عفّاش ) وبناتها المبرقعات وهي ذات شوارب كشوارب الصّراصير العاشقة للمستنقعات وأماكن الفضلات ،،،
نعم ظنّ الشّيطان الأكبر أنّ اليمن هي ذيول الإخوانجعفّاشيّة ، فخانتهم ظنونهم فهم لم يفقهوا قول اللّه ( عزّ و جلّ): ” إنّ بعض الظن إثم”.
فهذه امحدية السّهلة التّضاريس عصيّة النّفوس ، صعبة مراس أهلها ، و هذا امساحل حوتا يلتهم المحتلّين و ذيولهم المرتزقة و الخونة الذين كلّما أرادوا الثّبات في ساحلها ابتلعتهم رمال البحر و أحرقتهم ذرّات الهواء ، فللّه درّكِ يا مدينة الجمال الحديدة ! ،
و للّه درّ رجالك الأعزّة الذين لم يبيعوا و طنا لهم.
و للّه دركِ يا مطار امحديدة ، و لله درك يا دريهمي ، وللّه درك يا كيلو 16 ، و يا كلّ موطن لأصحاب ام التعريفية التي كرّمها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله و سلّم) حين تكلّم بلهجتهم متحبّبا إليهم تواضعا منه ، و سموّا ، قائلا لهم حين سُئِل عن الصّيام في السّفر : ” ليس من امبر امصيام في أمسفر “، و بمقولته تلك أضاف مجدا لأهل القوّة و البأس الشّديد ، لم يضِفه لغيرهم من شعوب المعمورة ،،

قد يعجبك ايضا