مسؤول دولي: الأوضاع في الحديدة مؤلمة وحذرنا الأمم المتحدة من التداعيات الإنسانية لهذه الحرب

الثورة نت../

ناقش القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم اليوم مع رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند والممثل المقيم للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي الأوضاع الإنسانية في المحافظة.

واستعرض اللقاء الذي عقد بمدينة باجل بحضور وكلاء المحافظة مجدي الحسني وعلي قشر وعبد الجبار أحمد محمد، الوضع الإنساني جراء التصعيد الأخير لدول تحالف العدوان على المحافظة من خلال تكثيف الأعمال العسكرية وتضييق الحصار البحري لمنع وصول الأدوية والمشتقات النفطية.

وأكد القائم بالأعمال ووكيلا المحافظة قشر وعبد الجبار، أهمية دور المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في منع كارثة إنسانية حقيقية سيقدم عليها تحالف العدوان في المحافظة.

ولفتوا إلى أن ما يقوم به تحالف العدوان من منع وصول المشتقات النفطية والأدوية عبر ميناء الحديدة يمثل إلى جانب الأعمال العسكرية المرافقة للحصار إبادة جماعية لأبناء المحافظة والشعب اليمني.

وأعربوا عن الأمل في أن تعمل لجنة الإنقاذ الدولية ومنسقية الشؤون الإنسانية على حث المنظمات الدولية العاملة في المحافظة على الاستمرار في أعمالها .. مشيرين إلى أن هناك عدد من المنظمات أوقفت أعمالها الإنسانية في الحديدة وهو ما ينذر بكارثة إنسانية حقيقية.

وأوضحوا أن توقف أعمال المنظمات العاملة في المجال الصحي ينذر كذلك بكارثة صحية خاصة مع انتشار وباء الكوليرا والأمراض الأخرى.. معربين عن الأمل في تعاون الضمائر الحية في العالم من أجل إنقاذ حياة البشر وعدم الإنجرار لإغراءات دول العدوان وفي مقدمتها السعودية.

فيما أوضح رئيس لجنة الإنقاذ الدولية أن الهدف من زيارته للمحافظة هو الاستماع إلى القصص الحقيقية التي يعيشها الناس سواء السياسيين أوالمواطنين لإعداد ملف حول ما سمعناه وشاهدناه في اليمن لاطلاع العالم على مأساة سكان اليمن الذي يشهد أكبر أزمة في العالم.

وأكد أن الأوضاع في مدينة الحديدة مؤلمة وأن المأساة اليوم هي معاناة اليمنيين الذين يعيشون في هذه الظروف الصعبة.. مشيراً إلى المعاناة الكبيرة في الوضع الصحي وسوء التغذية وتبعات ارتفاع الأسعار.

وأعرب ديفيد ميليباند عن مخاوفه من أن تسوء الأوضاع دون أن يكون هناك تحمس لوضع الحلول المناسبة لمعالجتها.. وقال” حذرنا الأمم المتحدة من التداعيات الإنسانية لهذه الحرب”.

وأكد أن لجنة الإنقاذ الدولية ستستمر في عملها في تقديم الخدمات الإنسانية وإيصال الصوت بما يحدث في اليمن الذي يمر بأصعب مراحله إلى العالم.

و في اللقاء تحدث مدير هيئة مصائد البحر الأحمر عبد القادر الوادعي عن آثار العدوان على القطاع السمكي والصيادين ..حيث أشار إلى أن العدوان نفذ 73 استهدافا ضد الصيادين ومراكز الإنزال والمنشآت السمكية نتج عنها 234 شهيداً و 207 جرحى وتدمير 210 قوارب صيد إضافة إلى تدمير مزرعة لإنتاج الجمبري وعدد من المنشآت.

ولفت إلى أن إصرار دول تحالف العدوان على منع الصيادين من الإصطياد في المياه الإقليمية وانعدام المشتقات النفطية ضاعف من معاناة الصيادين وأسرهم .. مجدداً المطالبة بتحييد الصيادين ومراكز الإنزال والقطاع السمكي من أي استهداف .

فيما أكد مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور عبد الرحمن جار الله أن 420 مرفقاً صحياً في المحافظة تكاد أن تتوقف بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدات وانقطاع المرتبات إضافة إلى القصف الذي استهدف عدد من المرافق الصحية.

وأشار جار الله إلى ما تعانيه مراكز الغسيل الكلوي في المحافظة من نقص في المحاليل والأدوية المرافقة وأجور العاملين فيها، إضافة إلى وضع أجهزة الغسيل التي أصبحت بحالة سيئة ولا تفي بالغرض خاصة مع تزايد حالات الإصابة بمرض الفشل الكلوي.

وتطرق إلى ما يعانيه أكثر من سبعة آلاف مريض بالسرطان الذين لا يستطيعون الحصول على الأدوية باهظة الثمن غير المتوفرة بفعل الحصار مما أدى إلى وفاة العديد منهم .

ونبه جار الله من خطر انتشار الأوبئة التي تجتاح مساحة واسعة من المحافظة مثل الدفتيريا والملاريا والكوليرا .. مشيرا إلى أن القطاع الصحي يواجه الهجمة الثالثة من وباء الكوليرا خلال أقل من ستة أشهر ووفاة 25 شخصاً بفعل الوباء إضافة إلى ارتفاع نسبة سوء التغذية.

وأكد على أهمية دعم القطاع الصحي والتدخل السريع لتخفيف معاناة المرضى وسد العجز في التجهيزات الطبية والغرف الجراحية والعمل من أجل وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى وانتشال جثث الشهداء المدنيين .. مشيراً إلى صعوبة الوصول اليهم في الوقت المثالي نتيجة استمرار القصف على المواقع المدنية وهو ما يؤدي إلى وفاة الكثير منهم.

إلى ذلك أشار المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين عبد الإله الأهدل إلى تأثر أعمال النظافة في المدينة وتراكم القمامة بسبب توقف دعم المنظمات إضافة إلى انعدام المشتقات النفطية وهو ما سيؤدي إلى حدوث كارثة بيئية في المدينة قد تؤدي إلى وفيات جماعية بفعل انتشار الأوبئة الناتج عن تراكم القمامة.

وأكد الأهدل أهمية التدخل لتوفير الحد الأدنى من الإمكانيات لضمان رفع مستوى النظافة في المدينة والحد من انتشار الأوبئة.

بدوره أكد مدير الهيئة الوطنية للشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث بالمحافظة جابر حسين الرازحي، أهمية وقف استهداف المدنيين سواء من خلال الاستهداف المباشر أو غير المباشر.. مشيراً إلى استهداف العدوان لمخازن برنامج الغذاء العالمي بالمحافظة التابع للأمم المتحدة.

وأكد أن سكان الحديدة أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر، وأن الحديدة محافظة منكوبة ومن الواجب أن يكون للأمم المتحدة كلمة للتخفيف من معاناة السكان.

حضر اللقاء مدير مديرية الحوك علي هندي ومدير مديرية باجل عبد اللطيف المؤيد ومدير مديرية المنيرة إبراهيم العقيلي .

سبـأ

قد يعجبك ايضا