موسكو: بدء أعمال تصوير مسرحية الكيميائي في ادلب

 

مرّة أخرى تم نقل العالم إلى حافة الحرب العالمية الثالثة، والوضع لا يزال في غاية الخطورة، حيث حدث هجوم واسع النطاق على عدة محافظات سورية، بما في ذلك مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين، مساء الاثنين، بحسب ما ورد من قبل “إسرائيل” وربما بمساعدة فرنسا أو أمريكا، رغم أن البنتاغون أنكر أي مساعدة أمريكية خلال الهجوم.
حيث قال موقع انتي ميديا الأمريكي في مقال له: مع استجابة الدفاعات الجوية السورية والروسية خلال الهجوم الذي استمر أكثر من ساعة والذي استهدف مركز أبحاث الأسلحة الكيماوية المزعوم، وبسبب اختلاط الصواريخ عبر السماء، أسقطت طائرة دورية بحرية روسية على متنها 14 فرداً، ويدّعي البنتاغون أن الدفاع السوري هو الذي أسقط الطائرة “بطريق الخطأ” في حين تشير روسيا إلى أن رادارها لاحظ وجود فرقاطة فرنسية تطلق النار في المنطقة قبل سقوط الطائرة.
وتابع الموقع: إن الذي حصل هو وضع خطير بشكل لا يصدق الأمر الذي يضع القوى العالمية أقرب إلى الحرب الكبرى، وبشكل حاسم، حيث جاء الحدث بأكمله فور إعلان روسيا وتركيا عن موافقتهما على إنشاء “منطقة منزوعة السلاح” حول إدلب.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل ساعات قليلة من بدء الهجوم الإسرائيلي المبلغ عنه بأن روسيا وتركيا اتفقتا على إنشاء منطقة منزوعة السلاح مساحتها 15-20 كم على طول مواقع الحكومة السورية.
وقال الموقع: إن هذا يثير الأسئلة التالية في ضوء توقيت تصعيد ليلة الاثنين: مع تفاوض بوتين من أجل “تفكيك السلطة العالمية” على إدلب بعد تهديد أمريكا لهجوم واسع على الحكومة السورية، هل كان هجوم الاثنين جزءاً من استراتيجية إسرائيلية (وحلفاء غربيين) لإبقاء تغيير النظام في دمشق على الطاولة؟ لماذا تصاعد هذا الأمر بشكل حاد الآن؟
هذا على أقل تقدير يبدو جهداً غربياً لإبقاء الأزمة في سوريا، ولمنع بوتين من أن يكون في دفة القيادة، والاستمرار في إثارة العداوات مع محور طهران – دمشق، ومواصلة الحفاظ على إمكانية حدوث ذلك في نهاية المطاف، والإطاحة العسكرية بالأسد.
واستطرد الموقع الأمريكي بالقول: وبعد اجتماع الاثنين مع الرئيس أردوغان في سوتشي، بيّن بوتين تفاصيل صفقة نزع السلاح بين روسيا وتركيا وسوريا حيث قال: “في الاجتماع، ناقشنا بالتفصيل هذه الحالة (في محافظة إدلب) وقررنا إنشاء 15-20 كم وتابع: “إن المنطقة منزوعة السلاح تشمل جميع أنحاء المنطقة على طول خط الاتصال بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بحلول 15 أكتوبر 2018 وإخلاء المتشددين المتطرفين، بما في ذلك جبهة النصرة”.
وأوضح بوتين أنه بناء على مبادرة الرئيس التركي، سيكون هناك “انسحاب من هذه المنطقة من الأسلحة الثقيلة والدبابات وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة وأنظمة المدفعية وقذائف الهاون من جميع جماعات المعارضة” بحلول 10 أكتوبر، وقال بوتين “سيجري ممارسة المراقبة في المنطقة المنزوعة السلاح من قبل مجموعات دورية متنقلة من الوحدات التركية ووحدات من الشرطة العسكرية الروسية”.
وأضاف: إن الجانبين اتفقا على “استئناف المرور على طول الطرق السريعة بين حلب اللاذقية وحلب – حماة بنهاية عام 2018 بمبادرة من الجانب التركي”.
وقال بوتين “تعمل روسيا وتركيا بشكل وثيق لحل الأزمة السورية ولتعزيز وقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني”، وقال بوتين أيضاً: إن الاتفاق ينطوي على موافقة سوريا على “حلول منسقة”، لكن التفاصيل المتعلقة بالاتفاق ما زالت مستمرة مع دمشق، وقال: “بشكل عام، تدعم القيادة السورية هذا النهج”، و”سنجري مشاورات إضافية مع السلطات السورية قريباً”.
وشدد بوتين على أن “روسيا وتركيا أكدتا التزامهما بمواصلة جهود مكافحة الإرهاب في سوريا بأي شكل من أشكاله أو مظاهره”، كما “اتفقنا على أن التنفيذ العملي للخطوات التي نخطط لها سيعطي دفعة جديدة لعملية التسوية السياسية للنزاع السوري وسيجعل من الممكن تنشيط الجهود في شكل جنيف وسيساعد على استعادة السلام في سوريا”، كما أكد بوتين على أن الجانبين سيعملان سوية للقضاء على الإرهابيين في جميع أنحاء سوريا.
ولكن نظراً للتصعيد الهائل الذي حدث ليلة الاثنين، لا يبدو أن إسرائيل أو حلفاءها الغربيين يرغبون في أن تصبح هذه الاتفاقية سارية المفعول.

قد يعجبك ايضا