تسليم اللجنة الثورية “السلطة” للمجلس السياسي الأعلى دليل على نزاهة أهدافها الثورية

 

*مراقبون وسياسيون لــ”الثورة”:

استطلاع / أسماء البزاز

أوضح سياسيون ومراقبون ان ثورة الـ21 من سبتمبر ثورة ضد العمالة والخيانة ضد أصحاب المشاريع الضيقة، ثورة تميزت بالقيم والمبادئ الوطنية لا يبحث أبطالها عن سلطة أو منصب.
وهذا يظهر من قراءة مسار مواقف واستراتيجية الثورة بكونها تبنت مبدأ ثابتا لضمان مسار الثورة حتى تحقيق أهدافها المشروعة, فلم تقدم نفسها يوما انها البديل لتولي الدولة وسلطاتها , بعد تحريرها واسقاط منظومة الوصاية والهيمنة على القرار اليمني وأدواته من نخب الفساد والعمالة والظلم:
وكيل أمانة العاصمة حسين السراجي أوضح أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م أعادت الأمل لليمنيين باستعادة الدولة وإسقاط المشاريع الخاصة وكان المخاض العسير لوثيقة الشراكة والسلام اللبنة الأساس لبناء الدولة وتجاوز الماضي بكل تداعياته لو كُتب له النجاح بينما الذي حصل كان انتكاساً من بعض الشركاء لما تم التوافق والتوقيع عليه يومها للأسف, وأكمل العدوان مسلسل إفشاله !
قوى العمالة
وأضاف : فثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ورغم جميع التداعيات التي أعقبتها وأعقبت اتفاق الشراكة الموقع عليه يومها إلا أنها أفضت في المحصلة لتسليم السلطة للمجلس السياسي باعتباره هيئة التوافق التي تمت بين شركاء مواجهة العدوان وقيادة الدولة وأن المجلس السياسي يقود البلاد اليوم بحنكة رغم جميع الظروف العصيبة وتشهد المناطق أمناً وسكينة مشهوداً بهما من العدوان نفسه بخلاف التي يسمونها محررة والتي تعيش حالة انفلات وميليشيات متصارعة وممارسات احتلالية ممسوخة كما تهدف بذلك الفقرة (71) من تقرير الأمم المتحدة الأخير حول الانتهاكات في سجني بئر أحمد والبريقة .
وقال السراجي : إن نعمة الأمن والسكينة هي من ثمرات تسليم السلطة والقيادة الحكيمة ونسأل الله تعجيل الفرج بجوده وكرمه .
نزاهة المطالب
فيما اعتبرت الناشطة الحقوقية سماح الكبسي أن ثورة 21سبتمبر أقدس وأشرف ثورة عرفها التاريخ الحديث و تجلى ذلك حين تم تسليم السلطة إلى المجلس السياسي الأعلى وهذا دليل على نزاهة مطالب وأهداف ثورة21 سبتمبر المجيدة التي طالبت بقيام دولة مدنية وطنية تمثل جميع الأحزاب الوطنية ولا مكان فيها للإقصاء او التهميش لبعض الكوادر الوطنية باختلاف مناطقهم الجغرافية أو توجهاتهم الدينية او المذهبية و يكون الحاكم فيها كتاب الله الكريم وعلى نهج الله و شرع الله الذي يقضي بالعدل والرحمة و المساواة بين الجميع في الحقوق و الواجبات، و يأمر فيه عباده بمواجهة أعداء الله ليتسنى لهم العيش بكرامة و بسلام عادل و مشرف إذا أردت السلام فاحمل السلاح .
وتابعت القول : كما ان تسليم السلطة إلى المجلس السياسي الأعلى دليل على قيام دولة واحدة وتحت قيادة واحدة حكيمة وهذا من أهم نتائج الثورة المجيدة التي أجهضت مشروع تفتيت و تمزيق اليمن الغالي إلى أقاليم الذي كان تحت رغبة ورعاية و دعم مالي و إعلامي لنظام الاستكبار والهيمنة العالمي الذي يعمل تحت شعار( فرق تسد )، كما ان تسليم السلطة أفضى إلى نتائج طيبة أولها إسقاط رموز العمالة والتبعية العمياء لنظام الهيمنة والاستكبار العالمي الذي كان( لا يرقب في مؤمن إلاً و لا ذمة )و كان( يسعى في الأرض فساداً).
تحديات
وأضافت: إن ثورة21 سبتمبر خاضت الكثير من التحديات و الصعوبات مكنتها من مواجهة اعتى و أشرس عدوان وحرب عالمية ثالثة بكل إيمان بالله و ثقة مطلقة ويقين و صبر و صمود وتحت شعار (معركة النفس الطويل) استنزفت و ستستنزف فيه كل طاقات وإمكانات أعداء الله و أعداء الوطن وأعداء الحرية والسيادة والاستقلال و الاستقرار وسيستمر ثوار 21 سبتمبر في مواجهة الطاغوت و أدواته ( جيلا بعد جيل كما قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله) ، وكما أسقطت ثورة21 سبتمبر رموز العمالة والخيانة في اليمن ستسقط بإذن الله و عونه و توفيقه هيلمان و جبروت قوى الاستكبار والهيمنة العالمي حتى يجر خيبة أمله و يعود أدراجه مهزوما ذليلا خاضعا صاغرا أمام بأس و قوة الله وقوة( أولياء الله ثوار 21سبتمبر).
التغيير والتحرر
من جانبه بين المحلل السياسي زيد البعوة أنه ‏في شهر الثورة والتغيير والتحرر والاستقلال شهر سبتمبر الذي يطل علينا كل عام حاملاً معه ذكرى ثورتين الأولى ضد الإمامة والاستبداد في السادس والعشرين من سبتمبر والثانية ثورة ضد الوصاية الخارجية والفساد والعمالة في الواحد والعشرين من سبتمبر وفي هذه الظروف التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة العدوان الأمريكي السعودي والحصار الاقتصادي الا ان روح الثورة لا تزال تسكن قلوب اليمنيين وتدفعهم إلى المضي قدماً حتى تحقيق أهدافهم غير مكترثين بحجم المعاناة وحجم الأخطار.
أولاً نبارك لأنفسنا وللقيادة السياسية والثورية وللشعب اليمني اجمع بهذه المناسبتين العظيمتين مدركين في نفس الوقت خطورة المرحلة وضرورة الاستمرار في الثورة وأخذ الدروس والعبر مما حصل في الماضي لنتجاوز الأخطار التي تعصف بنا في الحاضر حتى نصنع المستقبل الذي نطمح إليه وننشده ونضحي من اجله مستقبل العزة والكرامة والحرية والاستقلال ومحاربة الفساد ورفع يد الوصاية الأجنبية عن وطننا وشعبنا.
المحافظات المحررة!!
وأضاف انه ومن خلال الوضع السياسي الحالي الذي يسيطر على اليمن وخصوصاً المناطق والمحافظات اليمنية المحررة التي لا ترزح تحت هيمنة الاحتلال والعدوان نستطيع القول ان العملية السياسية الانتقالية التي حصلت في أغسطس عام 2016 والتي حصل بموجبها تسليم اللجنة الثورية العليا التي تقود وتتزعم ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر زمام مقاليد الحكم والسلطة للمجلس السياسي الأعلى الذي يشمل أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام المناهض للعدوان تعتبر عملية انتقال سياسي للسلطة بإرادة الثورة وقيادتها وجمهورها ومن اجل مصلحة اليمن واليمنيين ونتيجة الظروف التي تمر بها اليمن بسبب العدوان وتوجه جاد قائم على الوطنية والوحدة والجمهورية والتعددية ولم الشمل وتوحيد الصف في مواجهة العدوان، وفي نفس الوقت يعتبر تسليم قيادة ثورة الـ 21 من سبتمبر لـ السلطة للمجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد.
دحض المبررات
مبينا انه وفي هذه الظروف يعد ذلك بمثابة قطع الطريق على العدوان ومرتزقته الذين يبررون عدوانهم على اليمن بأنه من اجل الشرعية وحينما حصل تسليم للسلطة من قبل الثورة رغم أنها شرعية والشعب هو الشرعية ولكن لقطع الأعذار ودحض المبررات التي يروج لها العدوان حصل المجلس السياسي على شرعية ثورية وشعبية ودستورية وقانونية فتلاشت ادعاءات العدوان ومرتزقته وأصبحت الثورة والشرعية الحقيقية هي التي تحكم صنعاء واليمن.
الوصاية الخارجية
ومضى البعوة يقول : ولو جئنا للحقيقة سنجد ان المجلس السياسي الأعلى لم ينحرف عن مسار الثورة فإذا كانت مطالب الثورة هي التحرر والاستقلال ورفض الوصاية الخارجية فهذه المطالب هي نفسها ما يسعى لها المجلس السياسي وهذا ما يريده الشعب وهو الأهم وهذا يعني ان الثورة مستمرة عبر قيادتها المتمثلة في السيد عبد الملك واللجنة الثورية العليا برئاسة محمد علي الحوثي او عبر المجلس السياسي الأعلى بقيادة الرئيس المشاط وحكومة الإنقاذ والمؤتمر الشعبي العام المناهض للعدوان وهذا يدل على ان مبادئ الثورة وأهدافها هي التي يجب ان تحكم وليس شخصيات محددة وفي نفس الوقت وفي مثل هذه الظروف ومن خلال التجربة الطويلة في مواجهة العدوان نجد ان العدوان يسعى لسحق أهداف الثورة وقتلها ان استطاع ولو كان يجد في المجلس السياسي الأعلى ما يلبي رغبته وطموحاته من القبول بالوصاية وإعادة العملاء والفاسدين إلى هرم السلطة لتوقف عن عدوانه لكن لأنه يصطدم بمبادئ وأهداف الثورة يواصل عدوانه ويرفض السلام.
وقال انه وفي المقابل الخيار الوحيد أمامنا كشعب يمني ثائر صامد يطمح للحرية ويسعى للاستقلال هو مواصلة مشوارنا الثوري والتحرري مهما كانت التحديات.
ثمار ثورية
الناشط محمد الفقيه يرى ان تسليم السلطة رسميا ونقلها من اللجان الثورية إلى المجلس السياسي الأعلى هو إحدى ثمار ثورة الـ21 من سبتمبر ثورة العزة والكرامة ثورة تصحيح المسار والخروج من الوصاية , ثورة الخروج من عباءة الفساد والمفسدين.
هوية اليمن
وأضاف : كان يوم 21من سبتمبر يوم صنع تاريخ جديد لهوية اليمن يوم احتفل به الصغير قبل الكبير لأنه يوم شهده الجميع ففيه تم اجتثاث عروش الظلم والفساد يوم كان للإنسان اليمني كلمته لان يقول للظلم والفساد كفى عبثا بمقدرات الوطن كفى نهبا لثروات البلاد.
وتابع الفقيه : ولأنها ثورة أخلاق وقيم ومبادئ كان من المسلم به ان تنقل السلطة رسميا ولتنقل الصلاحيات إلى المجلس السياسي الأعلى وتم إنشاء هذا المجلس بعيدا عن التعصب والاستبداد والانفراد بالرأي بعيداً عن إقصاء الآخرين وتهميشهم والاستحواذ على السلطة لأنصار الله فقط بل رحبت المسيرة باتفاق السلم والشراكة بالجميع ومن ضمنهم المؤتمر الشعبي العام وبقية الأحزاب لمشاركتها السلطة والمسئولية وإدارة أمور البلد لأننا لا نسعى لسلطة بل لبناء بلد ولم يكن أنصار الله هم من يملون شروطهم وقراراتهم على الآخرين بل مدوا أيديهم للجميع لبناء وطن لا للاستحواذ عليه وكان إنشاء المجلس السياسي الأعلى دليل صدق على مشروع المسيرة القرآنية كونها مسيرة حق لا ظلم واستبداد.
خارطة طريق
وأضاف الفقيه : لقد فاجأوا الجميع بهذه الخطوة الجبارة في رسم خارطة طريق جديدة للبلد بعد ثورة الـ21 من سبتمبر وقد وضح هذا الاتفاق الكثير من الأشياء التي كان يبني عليها الخارج ويشكك فيها حول مشروع المسيرة القرآنية وكانت المسيرة هي القشة التي يتعلق فيها الغريق لتقوده إلى بر الأمان واتضحت التوجهات وبانت النوايا السليمة لبناء بلد وقيادة أمه وكانت المسيرة هي من بناء المشروع الوطني للإنقاذ للمحافظة على الوطن وثرواته فكانت هي تصدت للعدوان الغاشم في حين تخلى البعض ممن كانوا يتغنون بالوطنية وحب البلد فكانوا هم اشد عداوة للبلد من العدوان وأثبتت المواقف والأيام من يسعى لبناء البلد ومن يسعى لتركيعه وإخضاعه عبر وسائل العدوان الغاشم وأثبتت الأيام والمواقف حنكة وقيادة علم الهدى السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي سلام الله عليه ومدى حبه وانتمائه لهذا التراب الطاهر ومدى تحمله المسؤولية في ظل الوضع الراهن والحساس.
ضرورة ملحة
الإعلامي محمد الحاضري ـ المسيرة يقول من ناحيته : جاء تشكيل المجلس السياسي الأعلى من كافة القوى السياسية المناهضة للعدوان السعودي الأمريكي كضرورة ملحة لتشكيل جبهة سياسية لمواجهة العدوان وأدواته، وبنيل المجلس مباركة مجلس النواب سقطت جميع ذرائع العدوان بأن حربهم جاءت من أجل إعادة الشرعية.هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أثبتت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بقبولها الشراكة مع مختلف أطياف العمل السياسي في البلاد عدم تشبثها بالسلطة بقدر ما تهدف إلى محاربة الفساد والتبعية والارتهان للخارج.
وأضاف قائلاً : كما أن تشكيل المجلس السياسي الأعلى لم يكن جديدا بالنسبة للثوار، فقد وقعت جميع الأطراف السياسية في سبتمبر 2014 على اتفاق “السلم والشراكة” برعاية أممية لتشكل على إثره حكومة والوفاق حينها وتنطلق مفاوضات موفمبيك التي كانت في مراحلها تتفاوض على تشكيل مجلس رئاسي لقيادة البلاد من مختلف الأطياف السياسية، ذلك قبل أن يجهض العدوان المسار السياسي في محاولة لإعادة اليمن للهيمنة الخارجية.
معادلة النصر
حُميد القطواني ناشط وإعلامي يرى أن ثورة 21 من سبتمبر المباركة,هي معادلة النصر والصمود صمام أمان التضحيات والمظلومية وحماية مشروع الثورة والقائد, و الحلم اليمني , سر الصمود المتعاظم للقلاع, وقدرات الردع والصمود , في معركة الدفاع المقدس عن اليمن أرضا وشعبا وقيما وثوره ومشروع الاستقلال والسيادة والحرية والكرامة وتنمية الفرد والأسرة والمجتمع والنهوض بالوطن في كل مجالات الحياة.
تخليها عن السلطة
وقال أن سبب تخلي ثوار الـ21 من سبتمبر عن السلطة , يظهر من قراءة مسار مواقف واستراتيجية الثورة ,أنها تبنت مبدأ ثابتا لضمان مسار الثورة حتى تحقيق أهدافها المشروعة بعدم تذويب الثورة في الدولة او العكس, فلم تقدم يوما أنها البديل لتولي الدولة وسلطاتها , بعد تحريرها وإسقاط منظومة الوصاية والهيمنة على القرار اليمني وأدواته من نخب الفساد والعمالة والظلم
المشاركة العملية
وأوضح القطواني أن الثورة قدمت رؤية ودعت القوى السياسية المحلية للمشاركة في العملية السياسية دون استثناء لكل من يمتلك قراره على قاعدة اليمن لليمنيين والحلم اليمني بدولة مدنية يحكمها الشعب وتعبر عن مصالحه وتتحمل مسؤوليتها ودورها تجاه القضايا الاقليمية وفق قيم ومحددات العروبة والإسلام , بينما تكون الثورة على مسافة واحدة من الجميع حتى من حركة أنصار الله كجزء من البنية السياسية, وان تدعم نجاح اي فريق يقدم نموذجاً مسؤولاً في خدمة الشعب.
وقال انه عندم تنصلت القوى المحلية التي يتحكم في قرارها نخب فاسدة وعميلة مرتهنة هي صنيعة الوصاية السعوامريكية , عن مسؤولياتها لسد الفراغ السياسي المفتعل كمؤامرة تستهدف إفشال الثورة وانهيار مؤسسات الدولة وإغراق الشعب في الفوضى . تصدرت الثورة المشهد لحماية الدولة من الانهيار والشعب من الفوضى في وضع وظروف وقدرات فعلا قد تكون قريبة من الصفر فاعلية وموارد.
وأضاف : وضعت الثورة إستراتيجية لإعادة ترتيب البيت اليمني عبر التفاوض مع القوى السياسية مع نخبها الفعالة في وسط هرمها التنظيم والنخب الميدانية التي عملت على سد الفراغ السياسي بشرعية دستورية وثورية وتسلم السلطة من الثورة , كاستحقاق ثوري بسقف محدود من فاعلية السلطة التنفيذية , على ان يتم استكمال تحرير وإصلاح وتفعيلها في استراتيجية إعادة ترتيب البيت اليمني وبناء الدولة وتحرير وإصلاح وتفعيل السلطة القضائية بخطوات ثابتة ونفس متوازن ,وهذا ما تم انجازه في أغسطس العام 2017م..

قد يعجبك ايضا