مِن الحُسينِ تعلّمنــــا الإبـــــاء

 

الشاعر / عبدالجليل الرفاعي

جاءَ المحرَّمُ والأحزانُ في بَلَدِي
تَترى فتفتِكُ بالأرواحِ والجَسَدِ
جاءَ المحرَّمُ والطاغوتُ يقتُلُنا
وكلُّ يومٍ لهم قصفٌ على بَلَدِي
جاءَ المحرَّمُ والعُدوانُ منهمرٌ
يقضي على الأهل والأحبابِ والوَلَدِ
جاءَ المحرَّمُ والآلامُ مابرحتْ
تَفري الحشا بالأسى والحُزنِ والكَمَدِ
جاء المحرَّمُ والغاراتُ مافتئت
تَطغى على كُلِّ شِبرٍ في ذُرى جَسَدِي
جاءَ المحرَّمُ والماساةُ طاغية ٌ
حتى متى صبرُ أهل العزمِ والجَلَدِ
جاءَ المحرَّمُ والأوجاعُ جاثمة ٌ
على صدور الثكالى,جاءَ بالكَمَدِ
كم يا ضحايا بهذا الشعب قد قُتِلوا
وخلَّفُوا حسرة ً في فلذةِ الكَبِدِ
فللمجازرِ سفَّاح ٌينفِّذُها
أَوْدتْ ضَرواتُها بالشِّبلِ والأَسَدِ
عادَ الزمانُ بطاغوتٍ وعادَ لنا
بألف حُرٍّ يفوقُ الحُرَّ بالجَلَِد
عاد الزمانُ بسفَّاحٍ وعاد لنا
بكربلاءَ ولكن زاد في العَدَدِ
في كلِّ يومٍ نرى شمراً وحرملة ً
وكلُّ يومٍ نرى حمَّالةَ المَسَدِ
نرى ابنَ سعدٍ يُنادي بالقضاءِ على
آلِ النبيِّ ولا يُبقي على أَحَدِ
نرى شموخَ حبيبٍ في القتالِ نرى
وَهْبَاً يخوضُ الرَّدى في هَيبةِ الأَسدِ
نرى ليوثاً إلى الهيجاءِ قد برزوا
نرى أبا الفضلِ ضرغاماً بغيرِ يَدِ
كم كربلاءَ بهذا الشعبِ قد حصدت
أرواحَ شعبٍ نَعَتهم آيُ معتقدي
في كلِّ يومٍ لنا قتلى نُشيِّعُهم
أنقى من الثلج بلْ أصفى من البَرَدِ
نَالُوا الشهادةَ في عزٍّ وودَّعَهُمْ
شعبٌ أبى أنْ يُوالي طُغمة َ الحَسَدِ
جاءَ المحرَّمُ فازدادت عزيمتُنا
على المُضِيِّ بركبِ القادةِ الجُدُدِ
أبناءِ خير الورى طه وعترته
أولي النُّهى والتُّقى والصبرِ والجَلَدِ
فيا رجالَ التحَدِّي خلفَ قائدكم
سيروا ولا تسمعوا صوتاً لمنتقِدِ
ويا مسيرةَ آيِ الذكرِ لا تَهبي
أعداءَ دينكِ,يا أفكارنا اتَّقِدِي
فلن نهابَ طواغيت الحجازِ ولنْ
نخشى ابنَ آكلةِ الأكبادِ يا بَلَدِي
فبالمحرَّمِ نزدادُ الثباتَ على
منهاجِ آلِ الهُدى هم خيرُ معتمَدِ
مِن كربلا نستمدُّ النصرَ في ثقة ٍ
ونحن إيماننا بالواحدِ الصَّمَدِ
فلنْ نهابَ جيوشَ الأرضِ لو هجمتْ
على رجالٍ أعدَّت خيرَ معتقَدِ
مِنَ الحُسين تعلّمنا الإباءَ ولنْ
تَخفى شجاعتُه يوماً على أَحَدِ
نسيرُ في دربِ سبطِ المصطفى أبداً
ولا نفرِّطُ في شبرٍ من البَلَدِ
صنعاء
16تشرين الأول 2015م
2محرم الحرام 1437هـ

قد يعجبك ايضا