صبري لـ “الثورة”: 21 سبتمبر.. من أهداف تتحقق إلى معركة وجود نكون أو لا نكون

 

*الأستاذ عبدالله صبري رئيس اتحاد الإعلاميين لـ “الثورة”:

لقاء / احمد السعيدي

أطلت على اليمنيين الذكرى الرابعة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي انتصرت للمواطن اليمني وأوقفت مشاريع الفساد والاستئثار بالسلطة والتوريث ونفضت عن الوطن غبار الوصاية والتبعية وأزعجت من فرضها على اليمنيين منذ عقود مضت حتى اقبلوا بدولهم وعتادهم ليشنوا عدواناً غاشماً لم يسجل لغيرهم في الوحشية والجرائم اللا إنسانية في حق الأبرياء نساء وأطفالاً .
في هذا الصدد يطل على هذه السطور الهامة الإعلامية المعروفة الأستاذ عبدالله صبري – رئيس اتحاد الإعلاميين، ليتحدث عن أهمية هذه الثورة وأهدافها ومكاسبها والمراحل السياسية التي مرت بها وعلاقتها بالثورات الأخرى ودور الإعلاميين الوطنيين المواكب لهذه الثورة في مواجهة الترسانة الإعلامية لدول تحالف العدوان.
وأوضح الأستاذ عبدالله صبري الأسباب التي جعلت دولاً مجاورة تشن عدواناً غاشماً على اليمن خوفا من انتصار أهدافها.
كما وجه صبري في هذه الذكرى الرابعة رسالة لأبناء الشعب اليمني عموما والإعلاميين بشكل خاص ،،،

في البداية وبرأيكم.. ماذا تعني ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر لأبناء الشعب اليمني؟
– شكراً جزيلاً، في الحقيقة إن ثورة 21 سبتمبر هي الثورة التي أنعشت الآمال للانتقال باليمن إلى مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح السياسي والوطني الكامل خاصة أن هذه الثورة استطاعت ان تقضي على النفوذ الذي كان يحتكر الثروة وكل مقدرات البلد ومن هنا جاءت الثورة والالتفاف الشعبي حولها خاصة أنها جاءت تصحيحا لثورة 11 فبراير ودعني أتحدث عن هذه الثورة عن بعد سياسي كون الحكم على الثورات يأتي بنتائجها وثمارها ومدى قدرتها على تغيير جذري في ارض الواقع وحتى الآن من المبكر الحديث عن نجاح هذه الثورة وماذا حققته للشعب اليمني.
البعض يقول ان 21 سبتمبر ليست ثورة وإنما حراك شعبي، ما الفرق بين المفهومين من وجهة نظرك؟
-كما أخبرتك ان الحكم على الثورات وما يعرف باسم الربيع العربي هو حكم سابق لأوانه وربما يكون مفهوم الحراك اقرب إلى الصحة من الثورة على اعتبار أن الثورة تغيير جذري وشامل لكن أياً تكن تسمية 21 سبتمبر فقد كانت مطلباً شعبياً مهماً فالتغيير بشكل عام كان ضروريا وملحا فقد جاءت 11 فبراير وفتحت الطريق وعندما وصل التغيير إلى طريق مسدود وكادت قوى النفوذ ان تعود مجددا للتحكم في الثروة والسلطة جاءت 21 سبتمبر كحركة تصحيحية وكانت أيضا مسنودة شعبيا وستحقق الأهداف المرجوة مستقبلا.
ما هي ابرز المكاسب التي تحققت لليمنيين عقب هذه الثورة السبتمبرية الكبيرة؟
-ثورة21 سبتمبر جاءت لتعيد الأمل للتغيير بعد أن وصل إلى طريق مسدود عندما توافق هادي وبعض قوى النفوذ لإدارة البلاد بطريقة فيها نوع من الإقصاء والاستئثار والخروج عن مخرجات الحوار الوطني التي أكدت على الشراكة الوطنية فكان هادي يعمل على حصر الشراكة على قوى بعينها بعيدا عن القوى الفتية التي كانت جزءاً من الحوار الوطني وبالذات أنصار الله والحراك الجنوبي وفئة الشباب وكان الحكم منحصراً في قوتين فقط وهادي بينهما ومن هنا جاءت ثورة 21 سبتمبر وأعادت الشراكة الوطنية إلى نصابها وأعادت الأمل بأن يكون الحكم في إطار وطني ووضعت هذه الثورة أيضا حداً لمرحلة الفساد التي وصلت ذروتها بإعلان جرعة وزيادة في أسعار المشتقات النفطية دون مراعاة لظروف المواطنين وكانت البلاد تحظى بدعم دولي وكان الأحرى ان يكون هذا الدعم للاقتصاد لكي لا يتحمل المواطن أعباء الفساد الذي كان يمارس ليل نهار في حكومة الوفاق لكن الثورة وضعت حدا وبالفعل عادت الأسعار الى ما قبل اندلاع هذه الثورة ثم ان 21 سبتمبر وضعت اليمن في تحد مهم واجهناه منذ نصف قرن وهو الاستقلال فاليمن كانت في نظر كثير من الدول مجرد حديقة خلفية للنظام السعودي وعندما جاءت هذه الثورة حررت اليمن من هذه الوصاية ووضعت حداً للتدخل الخارجي وأعلنت سيادة الشعب وان الوطن في الطريق الصحيح فبعد ان تحررنا من الاستبداد الداخلي بدأنا نحرر البلاد من الهيمنة الخارجية وربما هذا الذي أزعج أهم دولة جارة لليمن وهي السعودية والدول المهيمنة في المجتمع الدولي وعملت على إجهاض الثورة منذ شرارتها الأولى
حدثنا عن أبرز المراحل السياسية التي مرت بها ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر؟
– أنا دائما ما اربط ثورة 21 سبتمبر بثورة 11 فبراير باعتبارها كانت الموجة الثانية لثورة الشباب الشعبية التي شهدتها اليمن في 2011 لكنها جاءت في مسار التصحيح وبعد ان كنا بداية الطريق الصحيح بتشكيل حكومة وفاق وطني وتسليم السلطة لهادي وإزاحة الرئيس السابق ثم دخلنا في مرحلة من الحوار الوطني باتجاه صيغة عقد اجتماعي جديد للبلد وكانت الأمور تمشي في هذا السياق إلا أن بداية ثورة 21 سبتمبر التصحيحية كانت بالتزامن مع الانحراف الذي قام به الفاسدون وهذا الانحراف تمثل في استئثار بعض القوى بالسلطة وبالقرار وفرض تصور معين عن الأقاليم والتعامل مع بعض مكونات الحوار الوطني على أنها ديكور لا أكثر ومع نهاية الحوار الوطني كانت بعض القوى النافذة تتعامل مع أنصار الله كأنها حركة مليشاوية وهذا يعني أنهم استنفذوا الغرض من إشراكهم في مؤتمر الحوار وتحت لافتة تحقيق مخرجات الحوار أرادوا إقصاء هذه الحركة سياسيا ويحاصروها اقتصاديا امنيا وهكذا اندلعت حرب أخرى في صعده بتواطؤ هذه القوى وتحت إشراف الدولة والرئيس هادي ومن هنا بدا الاتجاه نحو محاسبة ومحاكمة هذه السلطة ورئيسها وبدا الحديث عن ضرورة الشراكة الوطنية الحقيقية للسلطة وبدأت القوى الثورية التي كانت ما زالت في الساحة تنشط باتجاه مسيرات ومظاهرات وكانت هذه المرحلة الأولى، وأما المرحلة الثانية فكانت الحراك الشعبي المباشر وجاءت بعد إقرار زيادة جرعية جديدة وكانت حكومة باسندوة تعمل وكأنها بمعزل عن التطورات الأمنية والشعبية ولم يكن يهمها سوى الأرقام في الموازنة بالرغم من التحذيرات الداخلية والخارجية بأن إقرار جرعة على حساب المواطن في ظل هذه الظروف ستعني المزيد من السخط الشعبي الا أنهم ضربوا بكل هذه التحذيرات عرض الحائط وهذا شكل المناخ الايجابي لأنصار الله والقوى الثورية الأخرى فبدأنا بالحركة الشعبية من خلال المسيرات في صنعاء وصعده وعمران وغيرها من المحافظات وصولا إلى نصب الخيام حول العاصمة صنعاء ومن ثم دخول اللجان الشعبية صنعاء وتوقيع اتفاق السلم والشراكة ووصلنا إلى تفاهم سياسي وطني يعيد الاعتبار للشراكة الوطنية والمواطن وأزماته وخاصة الأزمة الاقتصادية وأيضا يفتح الطريق من جديد لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتحقيق أهداف الثورة الشعبية في بناء دولة مدنية حديثة .
بمعنى كلامك أن ثورة 21 سبتمبر مكملة لثورة 11 فبراير؟ وكيف ذلك؟
– بل كانت مصححة لها فأنت لا تستطيع ان تفصل 21 سبتمبر عن 11 فبراير، وبسبب المناكفات السياسية قام البعض بتجاهل هذا الثورة الشبابية فلولا 11 فبراير فما وصلنا الى 21 سبتمبر لتكون تصحيحاً للمسار الانحرافي الذي بدا بالمبادرة الخليجية الذي اعتبر ثورة فبراير أزمة سياسية وقدمت حلا بمناصفة السلطة الحزب الحاكم سابقا المؤتمر وبين قوى المعارضة وعلى رأسها اللقاء المشترك وبالرغم من ان مؤتمر الحوار الوطني كان من مخرجاته ان يعالج هذا الخلل ولكن السلطة عادت للتقاسم لقوى بعينها وهذا جعل الحديث عن 11 فبراير انه أوصلنا إلى طريق مسدود فكان لابد من موجة ثانية في إطار هذه الثورة الشعبية فجاءت ثورة 21 سبتمبر.
هل هناك علاقة تربط ثورة 21 سبتمبر بثورات السادس والعشرين من سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر من حيث الأهداف والمكاسب وأبرز التحديات؟
-أنا ممن يعتقدون بواحدة الثورة واستمرارية الحركة الوطنية فثورة 26 سبتمبر هي الأهم التي حررت اليمن من النظام الاستبدادي الملكي الذي كنا نعيشه وأيضا مهدت الطريق لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني فكانت بوابة الشعب اليمني للخروج من أزمته المفروضة إلى نهضة تعليمية كبيرة وبناء دولة مؤسسات وان كنا لم نصل إلى الغاية المرجوة وبهذا التغيير الكبير اصطدم بعوائق وصل إلى أن الطرف الذي تحكم بالسلطة أكثر من 30 عاما أراد ان يعيدنا إلى ما قبل 26 سبتمبر حين فكر في مشروع توريث السلطة وكان ذلك القشة التي قصمت ظهر البعير، وقد رأت القوى الوطنية حينها أننا نعود إلى الاستبداد من جديد فكان لابد من ثورة مكملة فجاءت ثورة 11 فبراير وأهداف 26 سبتمبر لازالت، اليوم أهداف للحركة الوطنية وسوف يقاس نجاح ثورة 21 سبتمبر بمدى التزامها بهذه الأهداف.
برأيك ما هي سيناريوهات إيقاف العدوان لإكمال تحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر؟
-هو التحدي الكبير بالفعل الذي واجهته ثورة 21 سبتمبر، العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا، فقد جاء بعد 6 أشهر من توقيع اتفاق السلم والشراكة وقد جاء العدوان كرد مباشر لخطاب الثورة وقائدها والذي كان واضحا عندما قال ان اليمن سيكون حرا وان علاقتنا مع الخارج لا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشروعة وفي إطار الندية وليس التبعية كما في الفترات الماضية وعندما أدركت السعودية ودول الهيمنة ان اليمن سيمضي في هذا الاتجاه خططت وهيأت كل الأجواء لشن هذا العدوان الهمجي البربري على شعبنا الذي سبقه حصار دبلوماسي وسياسي من خلال الفراغ السياسي ومغادرة جميع السفارات من البلد ثم رافق هذه الحرب العسكرية حصار شامل على الأجواء والبر والبحر وكل ذلك لتركيع الشعب اليمني والقوى الثورية وإعادتها إلى بيت الطاعة السعودي وهذا التحدي العسكري نقل البلاد من مرحلة بناء الدولة وتحقيق أهداف ثورتي فبراير وسبتمبر إلى مرحلة التحدي الوجودي فنحن الآن إما نكون او لا نكون فلم يعد الأمر ثورة 21 سبتمبر وإنما مظلومية الشعب اليمني كله فهم يريدون ان يجعلوا اليمن أداة بيد الخارج وبالتالي هذا الصمود الشعبي الكبير في مواجهة العدوان واستمراره هو التحدي الأكبر لثورة 21 سبتمبر وقيادتها والقوى الملتفة من حولها.
ماذا خسرت دول تحالف العدوان عقب نجاح هذه الثورة حتى قرروا شن هذا العدوان الغاشم على الشعب اليمني؟
– الوصاية هي العنوان العريض ويندرج تحت ذلك المصالح غير المشروعة، لسنا ضد المصالح المشروعة مع جيراننا ودول العالم بالعكس هذا هو الطبيعي فلا نتصور ان يكون لليمن مستقبل بالعزلة الدولية لكن ان تكون علاقات اليمن بالخارج قائمة على أساس التبعية لنظام ودولة معينة هذا يجعلك ملحقاً فقط لهذه الدولة، وللأسف ان الأنظمة السياسية المتعاقبة على اليمن كانت تمضي تحت هذا المخطط وتقدمه كأنه أمر طبيعي ولهذا عندما يأتي البعض يتحدث عن ضرورة أن تكون اليمن حرة مستقلة ثمة من لا يتجاوب باعتبار أننا ألفنا هذا الأمر وألفنا أن تدار اليمن من قبل السعودية وحكومة اليمن لا تقوم إلا بالدعم والمساعدات الخارجية وان التدخل الأمريكي في اليمن طبيعي وخاصة بعد أن جاءت مرحلة الحرب على الإرهاب اصبحت كل أجهزتنا الأمنية والعسكرية مكشوفة أمام الأمريكان فهذا ابرز ما خسرته السعودية وأمريكا التي فوجئت بسيطرة اللجان الثورية على العاصمة صنعاء والمؤسسات السيادية قال سفيرها في البنتاجون انه لم يعد هناك شيء نعمله في اليمن باعتبار ان جميع عملهم كان ذا طبيعة استخباراتية وجاءت الثورة وقطعت هذه اليد الاستخباراتية في اليمن.
وبالعودة إلى الخسارة السعودية هي أيضا خسرت إلى جانب النفوذ والوصاية خسرت السوق اليمنية فاليمن كانت ومازالت سوقا للبضائع السعودية والخليجية والميزان التجاري بين اليمن والسعودية فيه فجوة كبيرة لصالح السعودية، وفي 2010 تقريبا كان الفارق ما يوازي 400 مليار ريال يمني والآن في ظل هذه الحرب العدوانية نرى كيف أن السعودية والإمارات تفرضان على اليمن سلعا خليجية وتغطي كل الأسواق وليس أمامك خيارات كشعب محاصر سواها وعندما تحركت اللجنة الثورية العليا بداية العزلة السياسية قبل العدوان واتجهوا إلى إيران أدركت السعودية حجم الخسارة الكبيرة ان تركت هذا السوق لدولة أخرى ولذلك التدخل السعودي في اليمن ليس لإعادة الشرعية كما يزعمون ولكن لمواصلة الوصاية والتحكم في الثروات، والحرب نفسها كشفت عن مطامع إماراتية في موانئ اليمن وفي جزر اليمن وموقع اليمن الاستراتيجي والآن يتكشف الجديد باتجاه السعودية نحو المهرة والحديث عن منفذ بري يربط السعودية ببحر العرب عبر الأراضي اليمنية وهذا مشروعهم الجديد الذي خسروه بعد ثورة 21 سبتمبر.
ماذا عن دور اللجان الثورية والشعبية عقب انتصار ثورة 21 سبتمبر. البعض يتحدث عن دور ايجابي والبعض يوجه لها التهم بعرقلة عمل مؤسسات الدولة؟
– اللجان الشعبية والثورية كانت ضرورة في البداية باعتبار أن ثورة 21 سبتمبر كان لا بد ان تضع حداً للفساد ودخلت اللجان الثورية من هذا الباب ولا ننسى ان القوى السياسية تعاملت بكيد مع أنصار الله بعد توقيع اتفاق السلم والشراكة حيث أوعزت إلى أفرادها بالانسحاب من أقسام الشرطة وخلقت فراغا امنيا في العاصمة وكان يراد أن تصبح العاصمة مسرحا لحرب أهلية وجاءت اللجان الشعبية وقامت بدور كبير لتوفير الأمن داخل العاصمة صنعاء واستمرت هذه المهمة في ظل العدوان، ولا ننسى التنظيمات الإرهابية كانت ترى في الاختلال الأمني في العاصمة صنعاء المناخ المناسب لتنفيذ هجمات إرهابية نفذت الكثير منها في ظل حكومة هادي ووصلت ذروة هجماتها الوحشية في مارس بجريمي تفجير مسجدي بدر والحشحوش وهذه الهجمات الإرهابية فرضت على اللجان الشعبية والثورية ان تستمر في أداء مهامها ثم مع العدوان السعودي الأمريكي كانت هذه اللجان هي خط الدفاع الأول في مختلف الجبهات للدفاع عن سيادة الوطن وكرامته واستقراره وأمنه واليوم وبعد أربع سنوات من الثورة لابد من تعزيز مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية عبر دمج اللجان الشعبية وتأهيلها لتكون جنبا إلى جنب المنظومة العامة وأعتقد أننا قد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الجانب اما دور اللجان الثورية فقد تراجع كثيرا ونريد ان يختفي بالكلية وتعود مؤسسات الدولة وهذه الدولة التي جاءت اللجان الشعبية والثورية لتحميها وتحافظ عليها من الانهيار والتلاشي في ظل الحرب والفراغ السياسي القائم والأزمة الاقتصادية الحالية.
ما تقييمكم لدور الإعلام الوطني المواكب لثورة 21 سبتمبر والمواجه للترسانة الإعلامية لدول تحالف العدوان؟
– لن أضيف شيئاً في هذا الصدد، فقد سبق وتحدثنا عن الدور الإعلامي الوطني وهو دور مهم في كل الجبهات فالإعلام الوطني والحزبي والأهلي شكلا جبهة دفاعية واحدة فكان وما يزال دور الإعلام الوطني موازيا للدور العسكري للجيش والجان الشعبية خاصة أن الحرب على اليمن رافقتها حرب تضليلية تولتها كبريات المؤسسات الإعلامية العربية الممولة من المال الخليجي وبإدارة صهيو أمريكية وأيضاً في ظل انحياز كبير في دور الإعلام المهني وخاصة في الأشهر الأولى وغض الطرف عما يرتكبه العدوان من جرائم واليوم نرى تحركا ملحوظاً للإعلام الدولي والمنظمات الحقوقية تجاه هذه الجرائم، والفضل في ذلك للإعلام الوطني الذي استطاع أن يوثق الجرائم وأن يرصدها ويواكبها وان يقدمها للعالم وحتى عندما جاءت المؤتمرات كانت تستعين بما وثقته عدسات الإعلام الوطني ورجال الإعلام الحربي الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فقد قدم الإعلام عشرات الشهداء من اجل كشف الحقيقة ونقل مظلومية الشعب اليمني للخارج، وإضافة إلى ذلك الإعلام كان مواكبا لمظاهر الصمود الشعبي الذي تمثل في المظاهرات المليونية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات وفي مظاهر المدد والعطاء التي تأتي من كل مكان وفي تدفق الشباب الى ساحات النزال والفداء كان الإعلام الوطني جزءاً من ملحمة الدفاع المقدس مع وجود بعض القصور الذي يمكن تجاوزه بالمزيد من المثابرة ويتطلب أيضا المزيد من الدعم والاهتمام بهذه المؤسسات الإعلامية الرسمية التي تعيش ضائقة مالية تتفاقم من يوم لآخر وندعو القيادة السياسية ان تقوم بدورها لاستمرار دور الإعلام الوطني في مواجهة العدوان.
في الذكرى الرابعة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ، ما هي الرسالة التي توجهها عبر صحيفة الثورة للإعلاميين الوطنيين ولأبناء الشعب اليمني؟
-نوجه تحية لكل الإعلاميين الأحرار الذين صمدوا وما يزالون يواجهون هذه الحرب التضليلية وأيضا صمدوا تحت القصف والحصار والذين يقدمون التضحيات باستمرار من رجال الإعلام الأمني ولكل الأقلام الحرة التي تكتب وتدافع عن مظلومية الشعب اليمني سواء في الميادين الإعلامية او في وسائل التواصل الاجتماعي وأيضا كل ذي رأي يعبر بقلمه وبصوته وبريشته، ولا يسعنا في هذه الذكرى الا أن نقدم له الشكر والتقدير والتحية ونقول للشعب اليمني من خلالهم في معركة النفس الطويل حققنا الكثير والكثير من الانجازات ونحن على درب الانتصار الوشيك بإذن الله تعالى وتضحيات وعطاء وصمود هذا الشعب يستحق الانتصار والكرامة والاستقلال والنصر قريب
من خلال عملكم في اتحاد الإعلاميين. ما هي أبرز الصعوبات والتحديات التي يواجهها الإعلاميون في كل المؤسسات الإعلامية الوطنية المناهضة للعدوان؟
– في الحقيقة نحن كاتحاد نقدم أنفسنا كجبهة وطنية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي وكل الإعلاميين الذين يندرجون تحت الاتحاد يتعاملون في هذا الإطار، لكن ثمة صعوبات كبيرة نواجهها سواء كاتحاد إعلاميين او إعلاميين في مؤسسات أخرى ونحن نعمل بمعزل عن اهتمام القيادة السياسية وكنا وما زلنا نأمل الاهتمام باتحاد الإعلاميين وتقديم خدمات الإعلاميين وفي ظل الظروف الصعبة لا نستطيع تقديم الدعم المطلوب وكل ما نقدمه هو دعم معنوي ونقدم رسالتهم للعالم وهذا لا يلغي دور الخدمات التي يطالب بها الإعلاميون ونجد كل المؤسسات الإعلامية تشكو من وضعها نتيجة الحصار المطبق، لكن لا زلنا ننتظر المزيد من الاهتمام بالإعلاميين ليس فقط من ناحية الدعم المادي بل وفي جانب التأهيل والتدريب ورعاية الكفاءات وتطوير الرسالة الاعلامية للخارج عن مظلومية الإعلاميين في بلادنا الذين يعملون تحت القصف وضربات تحالف العدوان.
كلمة أخيرة تود إضافتها؟
– أشكرك وأشكر صحيفة الثورة وأشد على أيديكم وأنتم في جبهة من جبهات الإعلام الوطني الصامد والمناهض للعدوان قدمتم وما زلتم تقدمون رسالة وطنية تفاخرون بها الأجيال إلى مدى بعيد.

قد يعجبك ايضا