هذه هي “الشرعية”

 

*هادي جَبُل على العمالة والعبودية ولا فرق بين أن يمارس الحكم من السبعين أو معاشيق أو الرياض
*فساد “الشرعية” هو الأبرز .. والسلطات المحلية ديكورية وعلى مسافة واحدة من المليشيات

الثورة/ عباس السيد
في اليوم التالي لشن الحرب على اليمن ، الـ 27 من مارس 2015، وصل هادي إلى الرياض قادما من مسقط بعد رحلة فرار بدأت من صنعاء إلى عدن ، ثم إلى سلطنة عمان . استقر هادي في الرياض ولا يزال يمارس نشاطه كرئيس جمهورية من خارج الحدود في سابقة غير معهودة في التاريخ ، فالشرعية التي يدعيها هادي تتناقض مع أحكام الدستور اليمني ، ومع كل المواثيق والدساتير التي تنظم العلاقة بين السلطات والشعوب في كل دول العالم .
رئيس خارج الحدود
جُبل هادي على العبودية والتبعية ، فقد بدأ حياته جنديا مخلصا في خدمة الاحتلال الأجنبي ، ثم خادما مطيعا في بلاط الديكتاتور المحلي ، وها هو يكمل مسيرته كدمية بيد الخارج ، عميلا خائنا لشعبه ووطنه . والقول بأن هادي يعيش رهن الإقامة الجبرية ، أو مختطف في الرياض ، مجاف لحقيقة هادي وفطرته كأداة بيد الآخر ، سواء مارس نشاطه من القصر الجمهوري بصنعاء ، أو معاشيق في عدن ، أو من فندق بالرياض .


بقاء هادي في الرياض يخفف عنه بعض المسؤوليات والحرج ، ويمنح المحتل وأدواته في المحافظات الخاضعة للاحتلال هامشا أكثر من الحرية لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أطماعها . وما يتم تسريبه بين فترة واخرى ، حول إجراءات سعودية أو إماراتية لمنع هادي من العودة إلى اليمن ، أو ممارسة نشاطه من العاصمة ” المؤقتة ” عدن ، هي محاولات لرفع الحرج عنه ، وترميم قناعه الوطني .
لا يخشى النظام السعودي من خروج هادي أو عودته إلى اليمن ، لكنه يفضل بقاء هادي قريبا منه كي يسهل التحكم به وضبط إيقاعه ، ولكي يبقى على تواصل مستمر ومباشر مع قيادات تحالف الحرب على اليمن .
ومن يتتبع أنشطة هادي اليومية خلال 2017 ، يجد أن لقاءات هادي بالسفير الأميركي ماثيو تولر بين مرتين إلى ثلاث مرات في الشهر الواحد . ويأتي السفير البريطاني في المرتبة الثانية .
البيئة الآمنة في الرياض لحركة مسؤولي الخارجية والاستخبارات بدول الحرب على اليمن ، لا يمكن توفيرها لهم في مدينة عدن مثلا . وهم يفضلون بقاء هادي قريبا منهم .
إذا ، يمكن القول ، أن بقاء هادي في السعودية ، كل هذه المدة ـ أكثر من ثلاث سنوات ـ هي حاجة خارجية ، وليست خوفا على هادي الذي يمكن تأمين مقر إقامته في معاشيق بعدن أو في غيرها من المحافظات الخاضعة لقوى الاحتلال .
وفي لقاء مع قناة العربية بتاريخ 23سبتمبر 2017م ، لم يبتعد هادي عن هذا الواقع ، حيث قال أنه قادر على العودة إلى عدن في أي وقت يشاء ولكنه تقاسم المهام مع قيادات الدولة حيث تم تكليف نائبه الفريق علي محسن بالتواجد في مأرب ورئيس وزرائه أحمد عبيد بن دغر بالتواجد في العاصمة المؤقتة عدن .
حالة هادي مختلفة عن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، وحلفاء السعودية في اليمن يختلفون عن حلفائها اللبنانيين ، فقد أفرط النظام السعودي كثيرا في استغلال هادي الذي لم يعد صالحا للاستخدام الداخلي . أحد الناشطين السياسيين الذي كان مؤيدا لـ ” الشرعية ” علق مؤخرا على بقاء هادي وأركان سلطته في الرياض قائلا : ” كنا نعتقد أنكم محتجزون ، وتبين لنا أنكم مجرد جواري ” .
حكومة هادي والتواجد الشكلي
لا يختلف حال حكومة ” الشرعية ” التي يرأسها بن دغر ، من حيث تواجدها وأدائها وتأثيرها في المحافظات والمناطق التي تدعي سيطرتها عليها ، عن حال هادي نفسه . يتواجد بن دغر وأعضاء حكومته في عدن ، لكن ، علاوة على أنه تواجد غير مستقر ، وغير مكتمل ، هو أيضا تواجد شكلي ، ديكوري ، وليس له تأثير حقيقي في حياة المواطنين بتلك المناطق الذين تتفاقم معاناتهم باستمرار .
وفي حين تتكاثر القوى المتنافسة على النفوذ والسيطرة ، وتتعدد الولاءات ، تتمدد حالة الفوضى ، وتغيب المسؤوليات . وفي خضم تلك المناخات ، يمارس المحتل نشاطه بكل حرية ويمضي قدما في تنفيذ مخططه القذر لتفتيت تلك المناطق والسيطرة عليها ونهب ثرواتها .
حكومة هادي والسلطات المحلية الموالية لشرعيته في تلك المحافظات ، ليس لها تأثير فعلي أو وجود حقيقي في تلك المناطق ، وهي تعمل تحت رقابة وإشراف من ضباط المخابرات السعوديين والإماراتيين ـ الحكام الفعليين لتلك المناطق ـ الذين يعملون على إضعاف سلطة الشرعية المزعومة ، وأولا بأول ، يتخلصون من الشخصيات والقوى ذات التأثير السلبي على مخطط تحالف العدوان مهما بلغ تأييدها لـ ” الشرعية ” والتحالف ، فالمخطط يتجاوز أحلام الانفصاليين والفيدراليين .
فساد الشرعية .. النشاط الأبرز
فشلت حكومة الشرعية في تحقيق أبسط مسؤولياتها تجاه المواطنين في نطاق تواجدها بشهادة الكثير من قيادات الشرعية وأنصارها وناشطيها . لكن الفضيحة الأكبر هي تلك التي كشف عنها خالد بحاح ، النائب السابق لهادي ، حيث قال في تغريدة على تويتر إن ” الشرعية نهبت ما قيمته سبعمائة مليون دولار من نفط المسيلة حضرموت خلال عام واحد ” .
وأضاف بحاح ” إن المبلغ الذي تم نهبه من قبل السلطة الشرعية بالعملة اليمنية يبلغ قرابة 400 مليار ريال يمني ” وأكد بحاح أن هذه المبالغ موثقة .
فساد الشرعية لم ينحصر في الجوانب المالية فقط ، بل شمل مجالات متعددة ، بينها فساد التعيينات العائلية في المناصب الحكومية ، والتي كشف عنها الكثير من الناشطين والإعلاميين الموالين للشرعية في حملة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت إسم ” اللهم لا حسد ” .
المنح الدراسية في الخارج ، هي الأخرى تم الاستحواذ عليها ، وخصصت معظمهما ، لأبناء قيادات الشرعية وأعضاء سفاراتها في الخارج .
السلطة المحلية .. تعز وعدن نموذجا
علي المعمري ، الذي عينه هادي محافظا لتعز ، أمضى معظم فترته خارج المحافظة ، ولم يتمكن من ممارسة مهامه من داخل المدينة ” المحررة ” بسبب سطوة الميليشيات المدعومة من التحالف ، ولم تسمح له قوات ” التحالف ” بزيارة مديرية المخا ، التابعة للمحافظة .
وفي الـ 26 من سبتمبر 2017 ، اضطر المعمري إلى تقديم استقالته والتي اتهم فيها البنك المركزي في عدن بعرقلة صرف المرتبات لموظفي محافظة تعز . .
وقال في بيان استقالته “إن البنك المركزي مع الأسف الشديد يصر بشكل غير مفهوم على عرقلة كل أمر مالي يتعلق بتعز بالعرقلة وسياسات التطفيش بصورة توحي بالعنصرية والتعالي كما لو أنها منة وفضل وليست استحقاقات محافظة ” . المحافظ الجديد ، أمين محمود ، الذي عينه هادي خلفا للمعمري والذي جاء حاملا شعار ” استعادة الدولة ” في المدينة ، لم يستطع حتى الآن استعادة مقر المحافظة ، ولا يزال يعمل من مبنى شركة النفط في شارع جمال ” الواقع على مسافة واحدة من الميليشيات التي تقتسم المدينة في ما بينها .
” العاصمة المؤقتة” بلا محافظ
وفي عدن ، لم يستطع محافظ هادي ” عبدالعزيز المفلحي ” دخول مبنى المحافظة ، حتى تقديم استقالته في 16 نوفمبر 2017 ، وأوضح المفلحي أسباب استقالته في الرسالة التي بعثها إلى هادي قائلا: ” لشديد الأسف وجدت نفسي في حرب ضارية مع معسكر كبير للفساد كتائبه مدربة وحصونه محمية بحراسة يقودها رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر .
وأضاف : ” إن الأوضاع المتدهورة والغاية في السوء التي تعيشها عدن وصلت إلى مراحل غير مسبوقة من خلال غياب الخدمات الأساسية وارتفاع الأسعار، بالتزامن مع الانهيار السريع والمخيف للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وذلك في ظل الحرب الدائرة في البلاد منذ 2015 .
وقال المفلحي في رسالته لهادي والتي تناقلتها وسائل الإعلام على نطاق واسع : ” إن الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطة المحلية بمحافظة عدن لإيقاف هذا “التدهور الممنهج” فشلت بسبب الحكومة التي “دأبت على وضع العراقيل تلو العراقيل أمامنا لأسباب ينبغي مساءلتها عليها ” .
هادي واسطوانة ” الخطر الإيراني ”
ليس لهادي أي دور أو تأثير سوى تقديم الذرائع للخارج لتدمير اليمن . ولأنه لا يستطيع تبرير الجرائم البشعة لتحالف العدوان وميليشياته ، يحاول هادي تصوير ما يجري في اليمن بأنه معركة ضد إيران . وفي كل خطاباته وتصريحاته ، يكرر كالببغاء مفردات ” التمدد الإيراني ، الغزو الفارسي ، الميليشيا الإيرانية ..
وفي حين يعتبر أن تحالف الحرب على بلاده وشعبه يأتي في إطار معركة الدفاع عن ” الهوية العربية ” بارك هادي بقوة ، العدوان الأميركي السافر على الجمهورية العربية السورية ، والذي أطلقت فيه البحرية الأميركية 59 صاروخا من طراز ” توماهوك ” على مطار الشعيرات العسكري في حمص بتاريخ 7 أبريل 2017 . وقد أشاد مسؤولون أميركيون في أكثر من مناسبة بموقف هادي من الهجوم ، وعبر السفير الأميركي ماثيو تولر عن ارتياحه البالغ لموقف هادي وتطابق مواقف ” البلدين الصديقين ” من إيران وسوريا .
ويذهب هادي بعيدا في إظهار ولائه للإدارة الأميركية الجديدة ورئيسها الأكثر تطرفا وعنصرية وعدوانية ضد العرب والمسلمين ” دونالد ترامب ” . فهو يبرر رفضه لـ ” مبادرة كيري ” حول اليمن ، بأنها أتت في إطار سياسة الرئيس أوباما الذي لم يكن حازما في قضية الملف النووي الإيراني ، ومبادرة كيري تمنح إيران نفوذا في اليمن ـ حسب زعمه في لقافء مع قناة العربية في 23 سبتمبر 2017.
هادي و ” اليمن الاتحادي ”
خلال مؤتمر الحوار الوطني ” 18 مارس 2013 ـ 25 يناير 2014 ” كان هادي يظهر حماسا مثيرا لصيغة ” اليمن الاتحادي ” ورأس بنفسه لجنة الأقاليم ، التي تشكلت بقرار خاص ، ومنحت مخرجاتها صفة النفاذ بعيدا عن توافق وإجماع المؤتمر .
فشلت مهمة هادي في تفتيت اليمن سلميا خدمة لأجندات ومصالح خارجية ، لكنه حتى الأن يعمل بنفس الحماس من أجل تحقيق حلمه التفكيكي بالقوة . وهذا ما أكد عليه هادي في 25 أبريل 2017، خلال لقائه مشائخ وأعيان حضرموت ، حيث قال : “سنعمل على توجيه الحكومة باستمرار العمل على استكمال تأسيس الاقاليم وكافة الاطر ذات العلاقة والاسراع بوتيرة العمل والبناء والامن والاستقرار وخلق التنافس الايجابي لخدمة المواطن والمجتمع” .
وفي اجتماع له بأركان شرعيته في 21 مايو 2017 ، جدد هادي تعهده بالعمل من أجل تحقيق ” يمن اتحادي ” قائلا : ” .. أقول لهم مستندا بأيمان لا يلين وثقة لن تهتز بشعب لا يمكن أن أخذله يوما ومستعد أن أقدم روحي في سبيل ذلك ، إن اليمن الاتحادي خيار اليمنيين ولن تستطيع اي قوة أن تنتزع منا هذا الحق وفينا عين تطرف ” .
وأضاف : ” مشروع اليمن الاتحادي الجديد، باعتباره ضماناً ضرورياً واجباً لمقاومة الانقلاب وتأمين البلاد من مستقبل مظلم أسود الملامح ، كما أنه يشكل ضماناً حقيقيا لأمن أشقائنا الذين بذلوا مع اليمن كل غال وثمين في سبيل الحفاظ على الوطن ارضا وإنسانا وقيادة وشرعية وتفعل ذلك ببصيرة ثاقبة وحكمة بالغة ” .
وبالتوازي مع جهود هادي التفكيكية ، تعمل قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات لفرض التقسيم والتفتيت ، من خلال وسائل وآليات عدة ، أبرزها تأسيس ميليشيات مناطقية ، وتشكيل أحزمة أمنية ، وغيرها .. تمهيدا لقيام كيانات سياسية جغرافية متعددة يصعب التنبؤ بعددها وهوياتها .
سقطرى والمهرة وهادي
السيطرة الإماراتية على جزيرة سقطرى ، حظيت ولا تزال باهتمام واسع من وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم ، وأثيرت الكثير من الأسئلة حول مستقبل الجزيرة وهويتها والمخاطر التي تهدد بيئتها في ظل السيطرة الإماراتية . لكن هادي لا يرى خطرا على الجزيرة إلا من إعصاري ” “ميج و تشابالا ” هذا ما حذر منه هادي في كلمته بقمة المناخ التي انعقدت بالعاصمة الألمانية بون 6 ـ 17 نوفمبر 2017 .
وقال هادي في كلمته ، إن محمية جزيرة سقطرى، المدرجة في قائمة التراث العالمي تحتوي على كم هائل من التنوع الحيوي المتميز والفريد من نوعه ، وقد تعرضت للعديد من العواصف الطبيعية بسبب التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية .. مؤكداً حاجتها الأن لبرامج تقييم الاضرار والمحافظة على تنوعها الحيوي والفريد .
أما المهرة ، فحدث ولا حرج ، فقد بلغ تواطؤ هادي في تمكين السعودية من احتلال المحافظة حد الفضيحة ، وزيارة هادي الأخيرة للمحافظة واستقباله من قبل السفير السعودي آثاراً عاصفة من السخرية في وسائل الإعلام العربية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي .
ومن المفارقات الغريبة في الوضع باليمن ، هو مطالبة أبناء المهرة بـ ” الشرعية ” وتمكينها من السيطرة على المنافذ البرية والجوية والبحرية في المحافظة ، لكن هادي لا يلقي بالا لهذه المطالب ، بل ويعمل على معاقبة وإقصاء من يرفعون هذه المطالب خدمة للمشروع السعودي في المحافظة .
هادي والحل العسكري
في مواقفه حول الحرب والسلام في اليمن ، يتماهي هادي كليا مع المواقف السعودية والأميركية التي تسعى لإدامة الحرب والحصار وفرض شروطها على اليمنين ، فهو يكرر دائما أن الحل في اليمن لا يمكن إلا باستمرار الحرب ، وأن العمليات العسكرية لن تتوقف ، ولا حوار أو مشاورات إلا على قاعدة المرجعيات الثلاث ـ المبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار ، والقرار 2216 ـ .
رئيس يحاصر شعبه
بهدف استدرار الدعم والمساعدات الخارجية ، يقدم هادي نفسه إلى المجتمع الدولي ، باعتباره رئيسا لكل اليمنيين ، ومسؤولا عن رعايتهم في كل المحافظات . لكنه يقدم باستمرار معلومات مضللة عند الحديث عن معاناة أكثر من ثلثي السكان الذين يعيشون في المحافظات والمناطق التي لا تخضع لـشرعيته المزعومة .
وفي حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط” في 28 سبتمبر 2017، قال هادي : ” رغم شح الإمكانيات فإننا تصرفنا بمسؤولية تجاه كل أبناء شعبنا دون تمييز، ونحاول قدر الاستطاعة دفع رواتب بعض القطاعات الحيوية ، بالمقابل فما زالت الميليشيات تسيطر على أكثر من 70 ٪ من موارد الدولة، وهي تقدر بخمسة مليارات دولار سنويا من موارد الصناعات الوطنية والاتصالات وعوائد الجمارك ومداخيل ميناء الحديدة والضرائب ” .
هكذا يبرر هادي ، الذي تسيطر شرعيته وحلفاؤها على 80 % من الموارد الاقتصادية لليمن أسباب الحصار المفروض على ملايين اليمنيين الذي وصل إلى وقف دفع رواتب الموظفين . ومع ذلك يسعى هادي بدفع من الخارج إلى مزيد من الحصار ، وإغلاق ما تبقى من نوافذ ومنافذ .
هادي وأحداث ديسمبر
خلال أحداث ديسمبر 2017 ، والتي شهدتها العاصمة صنعاء وبعض المحافظات ، كشف هادي عن صورة أخرى تثبت سعيه إلى مزيد من القتل والتدمير في اليمن . وحاول مسرعا استغلال تلك الأحداث وتأجيجها ، باعتبارها انتفاضة شعبية ، وليست فتنة كانت تهدد بأكل الأخضر واليابس ، وإغراق اليمنيين في بحار من الدماء .
وفي الثاني من ديسمبر ، ترأس هادي اجتماعا لمستشاريه ، لمناقشة كيفية استغلال تلك الأحداث وتأجيجها ، باعتبارها فرصة لتعويض انتكاسات ثلاث سنوات من الفشل الذي مني به تحالف العدوان الداعم لشرعيته.
وصدر عن الاجتماع بيان جاء فيه : ” يحيي الاجتماع الوقفة الجادة في وجه تلك المليشيات ويدعو كافة أبناء الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات إلى جعلها انتفاضة شعبية مجتمعية عارمة تلفظ تلك المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من ايران ” .
وسرعان ما تناست الشرعية خلافاتها مع قيادة تلك الميليشيات ، وأعلنت فتح صفحة جديدة معها ، كما جاء في نفس البيان : ” .. نؤكد لكل من كان له علاقة ” بهم ” أثناء الحرب في الثلاث السنوات الماضية وحدد موقفا واضحاً مسانداً للانتفاضة الشعبية الهادفة لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والحفاظ على الجمهورية والمكتسبات الوطنية فالشرعية مظلة لهم وسيكونون جميعاً شركاء في حاضر و مستقبل اليمن .. ونعلن عن العزم على تصعيد تلك الجهود، وصولاً الى تحرير الإنسان والمكان في كل اليمن، والسعي للحفاظ على عروبة اليمن ووحدة أراضيها ، حيث سيتم دعم كل طرف يواجه عصابة الحوثي الإرهابية، والتعاون مع كل مواطن يمني مخلص يعمل لتخليص البلاد من هذه العصابة الآثمة ” .
في الرابع من ديسمبر، وجه هادي نائبه محسن بفتح عدد من الجبهات لدخول العاصمة صنعاء ابرزها جبهة خولان ، وسرعة تقدم الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحو العاصمة صنعاء من عدة اتجاهات وجبهات وأهمها جبهة خولان للالتحام بأبناء المقاومة الشعبية بالعاصمة صنعاء ـ بحسب ما جاء في النسخة السعودية من وكالة سبأ ـ .
أخيرا :
تلك هي الشرعية ، وتلك هي حكومتها وسلطاتها ، لا يحصد اليمنيون من ” الشرعية ” سوى حروفها الأربعة الأولى ” الشر ” فهل يمكن القول أن هادي وشرعيته وسلطاته يمكن أن يكونوا شركاء وطنيين في أي حال ؟ . هادي لا يمتلك رؤية ولا مشروعاً ولا انتماء ، وقد جسد خلال السنوات الماضية أنه مجرد مرآة يعكس الخارج من خلالها مواقفه ورغباته . علاوة على مسؤوليته ، هو وحكومته ، وشراكتهم الرئيسية في الجرائم التي ارتكبت بحق الوطن والشعب .

قد يعجبك ايضا