بوتين يرفض استقبال قائد سلاح الجو الإسرائيلي

 

أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينوي استقبال قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكام نوركين الذي وصل موسكو على رأس وفد عسكري.
وذكر بيسكوف في حديث للصحفيين أن بوتين لن يستقبل المسؤول العسكري الذي حمل إلى موسكو نتائج التحقيق الإسرائيلي في حادثة إسقاط طائرة “إيل-20” الروسية في سوريا ما أودى بأرواح 15 عسكرياً روسياً.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن تصرّف الطيارين الإسرائيليين خلال حادث إسقاط الطائرة الروسية “إيل-20” كان غير مهني على الأقل، مشيرة إلى أن الواقعة تتطلب توضيحات إضافية من “إسرائيل”.
وأضافت المسؤولة الروسية أنه ستتوافر قريباً معلومات جديدة تتعلق بدور الطيارين الإسرائيليين في تحطم الطائرة عند الساحل السوري في الـ17 من سبتمبر الحالي، وقالت زاخاروفا: “من المتوقع أن تتوافر في المستقبل القريب معلومات جديدة سيتم نشرها وستعطي الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالمأساة ومدى تورّط الطيارين العسكريين الإسرائيليين فيها”.
وأسقطت الطائرة الاثنين الماضي بنيران الدفاعات الجوية السورية أثناء هجوم للطيران الإسرائيلي على محافظة اللاذقية، وحمّلت موسكو تل أبيب المسؤولية عن الحادث المأساوي، مشددة على أن إسرائيل لم تبلغ روسيا بالهجوم إلا قبل دقيقة واحدة من تنفيذه، ما منع الجيش الروسي من إبعاد طائرته من منطقة الخطر.
على صعيد متصل, أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن اتفاق الروسي التركي بشأن إدلب يقضي بانسحاب جميع مسلحي “جبهة النصرة” الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح حتى منتصف أكتوبر المقبل، لافتا الى أن الاتفاق ليس حلا نهائيا.

وأضاف لافروف أمس، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في ساراييفو مع نظيره، وزير خارجية البوسنة والهرسك، إيغور تسرناداك: “أما بخصوص الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب فهو يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على تحدي الإرهاب، وهو خطوة مرحلية من دون أدنى شك، لأن الحديث يدور فقط عن إنشاء منطقة منزوعة السلاح، لكنها خطوة ضرورية لأن ذلك سيتيح منع القصف المتواصل من منطقة خفض التوتر في إدلب لمواقع القوات السورية وقاعدة “حميميم” الروسية”.
وذكر لافروف أن الاتفاق يقضي بانسحاب جميع مسلحي “جبهة النصرة” الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح حتى منتصف أكتوبر المقبل، مؤكدا أن موسكو وأنقرة نسقتا الأربعاء الماضي معايير عبور المسلحين لحدود المنطقة منزوعة السلاح.
وأشار عميد الدبلوماسية الروسية، تعليقا على تصريحات ممثلين عن المعارضة السورية بأن اتفاق إدلب نسف تطلعات الرئيس السوري بشار الأسد للسيطرة على المحافظة، أشار إلى أن تقييمات المعارضة هذه لا تصب، حسب رأي موسكو، في مجرى احترام مهمة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، كما تنص عليه قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وقال لافروف إن أكبر تهديد لسيادة سوريا ووحدتها يأتي من شرق الفرات، من المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، حيث تُقام تحت إشراف أمريكا هياكل تتمتع بحكم ذاتي، مشددا على أن موسكو كانت وستظل تطالب الولايات المتحدة بوقف هذه الأنشطة غير المشروعة.
وأعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان عقب قمة في سوتشي في 17 سبتمبر، عن اتفاق بين البلدين لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب (شمالي سوريا) بعمق 15 كم بحلول 15 أكتوبر.
إلى ذلك قال السفير الأمريكي لدي روسيا جون هانتسمان أمس، إن واشنطن وموسكو تعملان من وراء الكواليس بهدف دفع التسوية السياسية في سوريا.
وأضاف السفير الأمريكي في حديث مع وسائل إعلام روسية “بالطبع، نحن نقوم بعمل يجري وراء الكواليس للتأكد من أننا نستطيع إنهاء العنف والتقدم في نهاية المطاف من حيث التسوية وفيما يخص الحكومة في دمشق”.
وكشف هانتسمان عن لقاء محتمل بين مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون بسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشوف، وقال السفير الأمريكي: “كما تبين من الأشهر القليلة الماضية، زادت اتصالاتنا، إنها ليست مثالية، لكننا ندعم وتيرتها، عقد رؤساؤنا اجتماعاً، وفتحنا قناة اتصال بين مستشارينا للأمن القومي – التقوا بالفعل وسيجتمعون قريباً مرة أخرى”.
كما أشار السفير الأمريكي، إلى أن وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري، وصل مؤخراً إلى موسكو، فضلاً عن زيارة وفود برلمانية سابقة إلى العاصمة الروسية.
هذا وعُقِد لقاء بين سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ومستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون، في أغسطس في جنيف، حيث تمت مناقشة عدد من القضايا الرئيسية في جدول الأعمال الدولي، فضلاً عن آفاق التعاون الروسي الأمريكي في مجال الأمن.

قد يعجبك ايضا