ثورة 21 سبتمبر امتداد للفكر التحرري والثوري للشهيد القائد

 

الحباري:
ثورة 21 سبتمبر أخرجت اليمن من عهد الهيمنة والنفوذ الخليجي

العامري:
ثورة 21 سبتمبر أعادت الاعتبار والكرامة للشعب اليمني

المروني:
21 سبتمبر طهرت اليمن من الخونة والعملاء والمفسدين

لقاء/حميد القطواني

واليمن يمر بمرحلة بالغة الخطورة ويعيش ظرفاً سياسياً وعسكرياً أمنياً صعباً نتيجة لبقائه عقوداً من الزمن تحت الوصاية والهيمنة وما رافق تلك المرحلة من أخطار سلبية على كافة الأصعدة بالإضافة إلى ما وصلت إليه الأمة الإسلامية من خنوع وإذلال نتيجة هيمنة الدول الاستعمارية وما فرضته من واقع جعل الدول العربية تحت رحمة القوى الاستكبارية ..أتت ثورة 21 سبتمبر 2014م بنهج وفكر ثوري تحرري خط مساره الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه، هذه الثورة التي وقفت حجر عثرة أمام المشاريع الهدامة والأطماع الاستعمارية للقوى الاستكبارية العالمية.. فلم تتحمل تلك القوى سقوط مشاريعها وأحلامها فبادرت إلى شن حرب عدوانية على الشعب اليمني لإفشال ثورته وإبقائه تحت الوصاية وإعادته إلى بيت الطاعة.. “صحيفة الثورة” التقت بعدد من السياسيين والأكاديميين والذين أدلوا بدلوهم في هذا الجانب، فإلى الحصيلة:

في البداية تحدث الأستاذ/محمد حمود الحباري قائلا:
فشلت الثورات العربية في خمسينيات القرن العشرين بتحقيق أهدافها من خلال استيلاء قيادات عربية لم ترتق إلى مستوى المسؤولية فحرفت مسير الثورات عن أهدافها التي قامت من أجلها، وكان ذلك الفشل سببا في اندلاع ثورات الربيع العربي ولم تكن تلك الثورات مجرد تقليد لثورات البعض كما حاولت تلك الأنظمة المستبدة توصيف تلك الثورات بأنها ثورات تقليدية ومقتبسة من بعضها تبريراً لأعوانهم ولأسيادهم وتغطية لعيوب أنظمتهم وإنما كانت نتيجة لانتهاج تلك الزعامات العربية نفس النهج ونفس الأساليب المقتبسة من بعضها البعض حيث تشابهت الأساليب فتشابهت المعاناة لدى الشعوب العربية وهو ما عكس ردة فعل متشابهة لدى الشعوب الثائرة كانت نتيجتها احتقاناً ثورياً وتذمراً شعبياً قاد إلى ثورات ربيع عربي متشابهة بأساليبها ومطالبها نابعة من رحم معاناة واحدة ولكن وبنفس الأسلوب حاولت بعض الأنظمة التدخل في تغيير مسار هذه الثورات وسلبها من أهدافها كما سلبت سابقها وجعلها نافذة تسلل منها الخارج عبر أياد داخليه تم تجميلها سلفا لتبقى نفس المعاناة وبنفس التبعية ونفس منظومة الفساد. بعض تلك الثورات تعدت عنق الزجاجة وأخرى حولتها تلك القوى الخارجية عبر أدواتها الداخلية إلى حرب أهلية ومنها ما رأت فيها القوى الخارجية مغنما لها ولأتباعها دون الشعب، كما هو الحال في ثورة الشباب 2011م في اليمن، ولكن قيادات حرة وشخصيات يمنية أدركت ذلك ولم ترضخ أو تستسلم للإرادة الخارجية فهبت تلك القيادات لتصحيح مسار الثورة واستعادة ما حاولوا سلبه والتخطيط له عبر عدة مراحل كان أولها المبادرة الخليجية والتي أفضت إلى حوار انتهى بالوصول إلى تقسيم وشرذمة الشعب اليمنى عبر الأقلمة للجغرافيا والهيكلة للجيش والتي لا تخدم أي طرف يمني وإنما كانت خدمة وتمهيداً لتحقيق أطماع الدول الاستعمارية وأدواتها في المنطقة .
محاولة تقويض الثورة
وأضاف الحباري: عادة يأتي نظام الأقاليم لغرض جمع المشتت وليس لتشتيت المجمع ولا يمكن أن تشكل حلا لشعب اليمن وإنما ضم مشكلة جديدة إلى مشاكل سابقة لكن يقظة القيادات الفذة الرافضة للتبعية والارتهان والتي كان على رأسها قيادة أنصار الله هبت هبة رجل واحد لإنقاذ ثورة الشعب والتخلص من أيادي العمالة والتبعية واضعة الأنظمة الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهما من الأعراب والأيادي الداخلية في مأزق وأمام أمر واقع تجلى في اتفاق السلم والشراكة تحت رعاية أممية مما سبب خيبة أمل لتلك الدول والتي سارعت إلى إغلاق سفاراتها ومغادرة أرض الجمهورية اليمنية ولجأت تلك الدول إلى تحريك أدواتها من قاعدة ودواعش لتنفيذ مخططات التفجيرات والاغتيالات لإربكاك المشهد السياسي مستعينة بالقيادات العميلة لتنفذ مخططاتها لتقويض ثورة 21سبتمبر ،وشنت حرباً عدوانية مباشرة على شعب اليمن بعد أن فشلت أياديها في تنفيذ تلك المخططات, ولم يكن جديدا على جارة السوء المهلكة السعودية مثل هذه المؤامرات، فقد تآمرت على كل الثورات العربية بدءا من مؤامرتها على ثورة 26 سبتمبر عام 62م ومحاولتها إفشال الوحدة اليمنية عام 1995م ثم تآمرت على ثورة11فبراير 2011م وسعت لتقحم نفسها بمبادرة خليجية ظاهرها الرحمة للشعب وباطنها تفكيك الشعب وتمزيقه إلى ستة أقاليم كما سبق ذكره .
الخروج من الوصاية
واختتم الحباري حديثه قائلاً : آخر مؤامرة هي ما نشهده اليوم من عدوان تحت مبرر استعادة الشرعية والتي هي في الحقيقة محاولة لاستعادة النفوذ والهيمنة في الداخل اليمني بعدما رأت في هذه الثورة خروج الشعب اليمني من التبعية الخليجية مدعيه إنقاذها لشعب اليمن وبحجة إنقاذ اليمن واستعادة الشرعية شنت على اليمن حرباً باسم عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل.
نعم هي إعادة أمل لهم ولأياديهم بالرجوع للهيمنة ولكن آمالهم خابت بصمود الشعب اليمني أمام تلك الطموحات الخارجية والتي لا تختلف عن أساليب البلطجية سوى أنها برعاية دولية .
ولا يختلف اثنان على أن آل سلول رأس العمالة للدول الاستعمارية والوكلاء الحصريون للصهيونية وعدو لكل ما هو عربي وبشكل عام ولكن بعون الله سيكون كسر قرن الشيطان على أيادي المقاتلين اليمنيين الصامدين وبكل ثقة واقتدار بعون من الله وبسواعد أبطال الجيش واللجان الشعبية ولينصرن الله من ينصره وما النصر إلا من عند الله .
ثورة الكرامة
بدوره تحدث د. باسم محمد العامري قائلاً : نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الباسلة.. هذه الثورة الشعبية الشريفة التي أسقطت نظام العمالة والتبعية والفساد وأطاحت برموز التخلف والإرهاب وفتحت الباب لانعتاق القرار السياسي اليمني من مرحلة الوصاية والهيمنة الخارجية التي ظلت تكبل شعبنا عقوداً من الزمان حيث شكلت ثورة 21 سبتمبر تحولاً مهماً في اليمن وأعادت الاعتبار والكرامة للشعب اليمني..
وأردف قائلاً : إنَّ الظروفَ التي ولدت فيها ثورةُ الـحادي والعشرين من سبتمبر كانتْ بالغةَ التعقيد، خاصة بعد أحداث الربيع العربي وما رافق تلك المرحلة من أحداث دامية بين طرفي السلطة آنذاك وكذلك تغلغل القاعدة وقيامها بأعمال إرهابية، حيث وضعت ثورة 21 سبتمبر الحد لتلك الأعمال الإجرامية، وقامت بالقضاء على أوكار الإرهاب.. فما كان من رعاة الإرهاب بقيادة أمريكا إلا التدخل عسكرياً لحماية أذرعها وقاموا بشن حرب عدوانية ظالمة على الشعب اليمني سعياً منهم لإفشال ثورته وإبقائه تحت الوصاية، ليتسنى تنفيذ أجندتها ومؤامراتها الدنيئة التي لا تخدم مصالح الشعب اليمني..
ثورة فكر وعمل
* من جانبه تحدث الأستاذ / عبدالكريم المروني قائلاً :
من الدروس والعبر أن الدم ينتصر على السيف من خلال المبادئ والقيم والمنهجية التي أسسها ووضع أركانها الإمام الحسين عليه السلام عمليا، فمن أجل الحق يجب التضحية بالمال والنفس في مواجهة الباطل فمن ثمار ثورة الحسين أن الحق له طريق ومنهج وعمل وإلا فلا نعتبر من أهل الحق وإن صلينا وصمنا وزكينا الخ .
فقد امتدت ثورة الإمام الحسين عليه السلام ووصل صدها إلى كل حر في العالم.
يقول غاندي وهو قائد الثورة الهندية ضد الاستعمار البريطاني: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر.. وأيضا نيلسون مانديلا وحتى فلاسفة وكتاب مسيحيون تحدثوا عن عظمة ثورة الإمام الحسين والتي أصبحت مناراً ومنهجاً وطريقاً لكل حر في العالم، فما ثورة21 سبتمبر المباركة إلا امتداد لثورة الإمام الحسين فها نحن في ظل ثورة 21 سبتمبر التي لولاها من بعد الله لما تخلصنا من حكم السفارات الذي كان قائما قبل الثورة فلا سيادة للبلاد ولا قانون يحمي المظلوم ولا ثروات البلاد ملك لليمنيين فكانت السعودية وأمريكا تقدم نفسها كمساعد ومنقذ للشعب اليمني ولم تفضحهم وتكشف خططهم ومؤامراتهم وتفشلها سوى ثورة 21 سبتمبر، فمن الذي ينظر اليوم من أبناء الشعب اليمني إلى الدنبوع على أنه رئيس دولة وليس خائنا وعميلا، حتى أتباعه وفي قرارة أنفسهم يعتبرونه خائنا وعميلا وفاسدا، كما أن أهلنا وأحباءنا في الجنوب أصبحوا واعين وأدركوا أنهم خُدعوا وظُلموا وأصبحوا تحت الاحتلال وأن هناك مؤامرة ليست وليدة اليوم أو الأمس وإنما كما قال الشهيد القائد السيد حسين- رضوان الله عليه، مؤامرات منذ مئات السنين .
وأضاف المروني : إن الحرب على اليمنيين كشفت زيف الأمم المتحدة وحقيقتها وفضحت دور المنظمات الدولية أمام العالم, كل ذلك من بعد الله كان بفضل ثورة 21 سبتمبر، وقيادة الثورة ممثلة بالقائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وحكمته- حفظه الله، وبصبر وتضحيات الشعب في حماية ثورته والتفاف الشعب حول قيادتها ومبادئها وثورتها التي قدم من أجلها آلاف الشهداء والجرحى، وقد عملت الثورة على تطهير بلادنا من المنافقين والعملاء والمفسدين والخونة وأصبح الجيش اليمني اليوم يصنع صواريخ مداها 1500كيلو ويصنع الطائرات المسيرة والصواريخ البحرية واستطاعت اليمن مواجهة أكثر من سبع عشرة دولة تحاربنا, عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً وأصبح العدوان اليوم عاجزا أمام هذا الصمود الذي استلهمه اليمنيون من منهج الإمام الحسين عليه السلام.

قد يعجبك ايضا