رسالة مجلس “القلق” الدولي إلى الشعب اليمني

 

أمل المطهر

عقد مجلس الأمن جلسة طارئة مؤخراً وكما هي العادة عند عقد مثل هذه الجلسات وخصوصا الطارئة منها التي تغلف بغلاف الإنسانية والقلق الاممي من تدهور الأوضاع في اليمن، بدأ أعضاء المجلس بالتحدث وكل أدلى بدلوه ولكنها نفس الاسطوانة المشروخة التي نسمعها في كل جلسة طارئة تعقد إلا ان الحديدة كانت محورا أساسيا لكل تصريحاتهم وغالبا ما يكون الغرض من عقد هذه الجلسات إرسال رسائل للشعب اليمني مفادها بدون أية رتوش كالتالي:
أيها اليمنيون وضع وطنكم أصبح صعباً للغاية والحالة الإنسانية متدهورة أطفالكم يموتون كل ثانية بسبب الحصار والقصف ونقص الدواء والغذاء, نساؤكم أيضا يستهدفن بكل أشكال الاستهداف العسكري والإنساني، اقتصادكم منهار تماما وعملتكم في نزول متسارع وبنيتكم التحتية استهدفت بالكامل تتعرضون للقصف يوميا وترتكب بحقكم أبشع الجرائم والمجازر الوحشية تحاصرون حصاراً خانقاً وكل هذا بسبب أنكم لم ترضوا بحلنا السياسي منذ البداية وفضلتم الدفاع عن حقوقكم وأرضكم، طبعا نحن لم نعرض عليكم الحل السياسي، لأننا لا نريد ان تتوقف الحرب في بلدكم أبدا أو لأن ضمائرنا استفاقت فجأة وعادت للحياة كل ما في الأمر أننا تعبنا من استنزافكم لنا طوال الأربعة أعوام، فعملاؤنا لم يوفقوا بكسر إرادتكم ومحو صمودكم وهزيمة إصراركم، أصبحنا قلقين جدا من هذا الوضع الذي انتم عليه ثابتون.
لذلك نعرض عليكم الحل السياسي لكن بشروطنا نحن وهو ان تسلموا الحديدة ببحرها وارضها لنا، فنحن سنحميها منكم وستكون بمأمن بين أيدينا ولكم في عدن نموذج مشرف وكل يوم ترون أفضل نماذج للحرية والتعامل الحضاري والرقي هناك، نريدكم ان ترفعوا راية الاستسلام وأن تعيدوا أذرعنا المخلصة إلى قصورهم وكراسيهم ليعينونا على نهب ثرواتكم والتحكم بمصيركم وقراراتكم، عليكم ان تتخلوا عن فكرة المواجهة والمقاومة وترضخوا للأمر الأمريكي الواقع، باختصار عليكم أن تقبلوا بأن نحتلكم أرضاً وشعباً، هذا هو ما نريده وما اجتمعنا لأجله، فقد ضقنا ذرعاً بعنادكم وشموخكم وقوة إيمانكم، فأنتم خطر محدق بنا يجب احتواؤه ومحوه، أوجعتمونا جداً في الحديدة التي كنا نؤمل في أنها ستعيد لنا بعض ماء الوجه الذي أرقتموه طوال أربعة أعوام، فرغم كل الإعدادات لهذه المعركة وتزويد البنتاجون الأمريكي الامارات بأسلحة ومعدات عسكرية هامة جدا في معركة الحديدة حيث تعد من زبدة الصناعات الحربية الأمريكية والتي من ضمنها مدرعات اشكوش القتالية التي لا تقهر ومدرعات الكايمان التي تتمتع بحماية عالية جدا بفضل الدروع الحديثة القادرة على تحمل انفجار 6 كلغ من مادة تي إن تي ومزودة بشبكة مضادة للرؤوس المضادة للدبابات الشديدة الانفجار وتعتبر هذه من أكثر المدرعات الباهظة الثمن والدعم الجوي المتواصل بمئات الغارات ..لكن في النهاية أحرقتموها ودمرت على أيدي مقاتليكم الحفاة، هذا من دون ان نحسب القتلى المرتزقة الذين سقطوا صرعى على أيديكم لأن مايهمنا هو هيبة آلياتنا التي سحقت …
وفوق كل هذا نراكم تخرجون في مسيرات مليونية في أرجاء وطنكم رغم تحليق طائراتنا وغضبها لتحيون ذكرى ثورات كانت سببا في هدم أحلامنا على رؤوسنا، لذلك كان لا بد من جلسة طارئة لنتدارس الوضع ونعرف ماذا تبقى لنا لم نفعله بكم لنفعله حتى تسلمون لنا، فجبروتنا انكسر وهيبتنا ضاعت تحت أقدام اصغر طفل من أطفالكم، كيف سنصنع، فلم يعد بأيدينا شيء، فقد رمينا بكل ما لدينا وفشلنا أمام شعب قادته شهداء.

قد يعجبك ايضا