العدوان يحكم على 878.570 يمنياً بالإعدام

 

* نفاد الأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبية التي تنقل عبر الجو تسبب بوفاة 100ألف مريض يمني
* مصير مجهول لـ200 ألف مريض حالاتهم مستعصية بحاجة للسفر إلى الخارج
* سبعة مراكز غسيل كلوي أغلقت و7آلاف مريض بحاجة لزراعة كلى في الخارج

الثورة / محمد شرف الروحاني
إغلاق مطار صنعاء الدولي للعام الثاني على التوالي هو انتهاك للقانون الدولي والإنساني وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بما في ذلك القرار الجائر رقم 2216 الذي لا يخول للعدوان فرض حظر على الرحلات وإغلاق المطارات ، 80% من اليمنيين يستفيدون من مطار صنعاء الدولي ، ويعد البوابة الرئيسية لتدفق حركة الشحن الجوي من الأدوية والمستلزمات الطبية التي لا تنتقل إلا عبر الجو وخصوصا للأمراض المزمنة كالسرطان والسكري والفشل الكلوي ، والقلب والأوعية الدموية ، وأمراض الدم الوراثية و الثلاسيميا ، واستمرار إغلاقه هو حكم بالإعدام للكثير من المرضى لعدم مقدرتهم على السفر ولتأخر وصول الأدوية الضرورية لإنقاذ حياتهم.
كارثة إنسانية
أدى إغلاق مطار صنعاء الدولي منذ عامين إلى كارثة إنسانية لا توصف حيث تشير إحصائيات وزارة الصحة إلى أن أكثر من 27.010 حالة وفاة سجلت من الحالات المرضية المستعصية بسبب عدم القدرة على السفر نتيجة استمرار إغلاق المطار كما تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من مائة ألف حالة وفاة كانت بسبب نفاد الأدوية و المستلزمات والمحاليل الطبية التي كانت تنقل عبر الجو، وبحسب آخر إحصائية صادرة من وزارة الصحة هناك ما يقارب 878.570 مريضاً مهددون بالموت نتيجة انعدام العديد من الأدوية المزمنة والمحاليل والمستلزمات الطبية التي تنقل عبر الجو ، منهم ما يقارب 200 ألف مريض حالاتهم مستعصية بحاجة ماسة إلى السفر إلى الخارج وينتظرون مصيراً مجهولاً في حالة عدم فتح مطار صنعاء الدولي يتوفى منهم 15- 25 مريضاً يومياً .
وأوضحت وزارة الصحة في تقريرها أن أكثر من سبعة مراكز للغسيل الكلوي أغلقت وان هناك 7000 مريض بالفشل الكلوي بحاجة إلى عمليات زراعة كلى في الخارج ناهيك عن 32.000 مريض بالأورام السرطانية أصبحوا مهددين بالموت المحقق نتيجة استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي.
كما أشارت وزارة الصحة إلى أن إغلاق مطار صنعاء الدولي أدى إلى ارتفاع حالات الإعاقة في اليمن من جرحى القصف الجوي إلى حوالي 2090 حالة إعاقة .. وتشير الإحصائيات إلى أن 1 من كل 10 مرضى يتوفون في الطريق نتيجة مغامرتهم للسفر برا ما بين صنعاء وعدن وسيئون .
وبحسب التقرير فرض الحصار الخانق على استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية التي تلبي حاجات المواطنين اليمنيين يعد حكما عليهم بالموت حيث تشير الإحصائيات إلى أن 54 صنفاً من أدوية علاج الأورام السرطانية و58 صنفاً من أدوية العمليات الجراحية و31 صنفاً من أدوية الإنعاش والتخدير و60صنفاً من الأدوية المزمنة و65 صنفاً من محاليل المختبرات وفحوصات الأنسجة وغيرها من الأصناف الهامة قد نفدت من مخازن الأدوية في مخازن المستشفيات ومخازن الأدوية التجارية .
مراحل استهداف المطار
في فجر الخميس الموافق 26 مارس 2015م تم استهداف المطار بأربع غارات استهدفت المطار الرئيسي استهدافاً مباشراً، وألحقت به أضراراً كبيرة ومنعت جميع الرحلات لشركات الطيران بما في ذلك الخطوط الجوية اليمنية من الهبوط، والإقلاع في المطار نتج عن ذلك مشكلة ومعاناة العالقين في الداخل والخارج ، وفي الفترة من 6 ابريل 2015م وحتى 27 ابريل 2015م وبعد أن قامت الهيئة بإعادة ترميم وتأهيل مدرج المطار تم السماح لرحلات إجلاء الرعايا والأجانب من اليمن فيما تم منع رحلات الناقل الوطني الخطوط الجوية اليمنية من نقل العالقين اليمنيين في الداخل والخارج ، وفي الفترة 28 ابريل 2015م تعرض مدرج المطار لعدوان وقصف مباشر اخرج المطار عن الجاهزية لكن الهيئة قامت بإعادة المطار إلى الجاهزية لاستقبال الرحلات الجوية ، وفي الفترة من 20 مايو 2015م وحتى السابع من أغسطس 2016م قيد ما يسمى بتحالف العدوان رحلات الناقل الوطني الخطوط الجوية اليمنية من 10 رحلات يوميا اي رحلتين فقط اقتصرتا على وجهتين هما عمان والقاهرة بدلا من 30 وجهة كما منعت رحلات 14 شركة طيران عربية وأجنبية منعاً نهائياً ، وفي الثامن من أغسطس 2016م وفي إجراء تعسفي وغير مبرر تم إغلاق مطار صنعاء الدولي بقرار من وزارة الدفاع للعدوان السعودي ومنع جميع رحلات الخطوط الجوية اليمنية حتى اليوم واقتصرت الرحلات على رحلات الأمم المتحدة وبعض المنظمات فقط مما فاقم المعاناة الإنسانية .
الخسائر الاقتصادية
تقدر الخسائر المباشرة التي تعرض لها المطار بمبلغ 107.987.000 دولار ناهيك عن فقدان العديد من موظفي المطار لوظائفهم ولم تكتف دول العدوان بالاستهداف المباشر لمطار صنعاء الدولي بل قامت باستهداف مطار صنعاء الجديد قيد الإنشاء والذي تقدر خسائره بمئات الملايين من الدولارات علاوة على الأضرار المباشرة لاستهداف طائرات مدنية كانت في المطار وكذا الخسائر التي تعرضت لها القطاعات المرتبطة بشكل مباشر او بشكل غير مباشر بالطيران المدني ، وأدى الاستهداف المباشر للمطار إلى إحداث تدمير واسع بمدرج المطار الرئيسي والمدرج الفرعي ،و تدمير كلي لطائرتين مدنيتين من طائرات النقل الحكومية من طراز il/76 التي تم استهدافها بصورة مباشرة بمرسى وقوف الطائرات ، وتدمير كلي لطائرة تتبع شركة السعيدة من طراز crj/200 وكذا تدمير لطائرة أخرى من نفس الطراز، كما أدى استهدف المطار المباشر إلى إحداث تدمير كبير في مرافق المطار ومحطة وعربات الإطفاء، ومبنى الركاب ومحطة الكهرباء بالإضافة إلى صالة السفر وطواقم الطائرات ومنظومة الإنارة الخاصة ومبنى ومعدات محطة توليد الكهرباء وغيرها .
المعاناة النفسية والصحية
أدى إغلاق المطار إلى حرمان المواطنين من حقهم القانوني في السفر والتنقل بحرية ، وحرمان المرضى وكبار السن من السفر وتلقي العلاج في الخارج ومنع وصول الأدوية والمساعدات وغذاء الأطفال والرضع ، بالإضافة إلى فقدان أعداد كبيرة من الموظفين لمصدر دخلهم هم ومن يعولون، وتدمير بعض المنازل المجاورة للمطار وإرهاب الأهالي في الأحياء المجاورة للمطار ، كما خلف استهداف المطار حالة من الهلع والخوف والرعب في نفوس بعض العاملين والمسافرين جراء القصف أثناء تواجد المسافرين داخل المطار ، ومنع المغتربين العالقين في الخارج من السفر بغرض زيارة ذويهم ومنع الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين للوصول إلى صنعاء لمشاهدة الكارثة الإنسانية والمجازر التي ارتكبها العدوان.

قد يعجبك ايضا