كلمة الرئيس المشاط أطلقت سبع رسائل خلاصتها: الهيبة والقوة والوحدة اليمنية

عبدالفتاح حيدرة

تضمنت كلمة فخامة الرئيس مهدي المشاط أمس الأول بمناسبة العيد لثورة 14 اكتوبر المجيدة، سبع رسائل القوي الأمين، سبع رسائل كل رسالة منها تحمل وعي المقاتل اليمني وقيم الشعب اليمني ومشروع القائد اليمني، للتحرر والسيادة والاستقلال اليمني بهويته اليمنية وتاريخه اليمني وجغرافيته اليمنية، كلمة استعرضت أمام كل يمني تاريخه التحرري وثورته ضد المحتل والمستعمر الاجنبي، كلمة أعادت التاريخ بشكل دائري في ذهنية كل يمني حر وشريف، رفض ويرفض التبعية والارتهان والاحتلال والغزو..
كلمة فخامة الرئيس المشاط، نقلت رسائلها للداخل والخارج، وازاحت الستار عن الوجه الحقيقي الصحيح لبسالة وصمود وتحدي وبطولات اليمنيين، الوجه الذي تلمسون منه اليوم القوة والهيبة والوعي، الوجه الذي سوف يريكم أيضا مدى خوف ورعب وقلق وارتباك دول العدوان والغزو والاحتلال وأدواتهم الخيانية الارتزاقية والعملاء ، من مثل هكذا خطاب جماهيري، الخوف من أي ظهور ثقافي شعبي ومجتمعي يمني متماسك يوحد الجبهة الداخلية اليمنية ضد قوى الغزو والاحتلال، إنها تلك الرسائل التي أظهرت وعي المقاتل اليمني المتمسك بقيمه وعاداته وتقاليده الشعبية اليمنية الاصيلة، والمؤمن بأن لديه قائدا ورئيسا يمنيا وجيشا يمنياً، يمنحانه العزة والكرامة والبطولة والتضحية لمواجهة مشاريع وأجندة دول العدوان والاحتلال ونشاط أو عمل أدواته الخيانية والارتزاقيه في كل محافظة يمنية..
خطاب لم ينقل فقط المرحلة التاريخية لثورة 14 اكتوبر بل نقل وعي وقيم ومشروع الشعب اليمني التراكمي، الذي عمره 7000 سنة، الشعب اليمني الذي ثبت وصمد وانتصر على كل محاولات تغيير هويته وقيمه ووعيه ومشروعه، ليس فقط خلال الخمسين السنة الماضية، بل خلال تاريخه الجغرافي والمكاني، الشعب الذي يوحد نفسه لمنع تحويله من مجتمع يمتلك معرفة وثقافة القيم التراكمية التي ورثها من أرضه وبيته وقبيلته منذ آلاف السنين، ولا يمكن ان يتخلى عنها بسهولة، لا يمكن ان يبيع أرضه أو أن يسمح لأحد أن يهدم بيته، أو أن يخون قبيلته، من أجل أن يتحول إلى مجتمع سطحي لا يمتلك اي قيم ولا أرض ولا بيت ولا قبيلة..
لقد اوضحت الكلمة للعدو نفسه ان مشروع استهدافه للمنطقة كلها بمشروع ما يسمى مشروع (التغيير الديموغرافي) مشروع الوهبنة السعودي، وليس هدف هذا المشروع كما روج له سياسيا في تلك الفترة من ثمانينيات القرن الماضي لمواجهة المد الشوعي الاشتراكي الجنوبي، ولو كان الأمر كذلك، وكان الأمر لمنع المد الشيوعي الجنوبي، فلماذا نجدهم اليوم في صف واحد هم والجنوبيون لمقاتلة ومحاربة وغزو واحتلال الشعب اليمني والمدن اليمنية والمحافظات اليمنية، فقط ليمنحوا التمدد الإسرائيلي على حساب الأرض والعرض، على حساب تحقيق هدف تحويل الإرث الثوري العظيم للشعب اليمني المتماسك بقيم وأخلاق الشهامة والشرف والعزة والبطولة والتضحية أمام أي معتد أو خائن أو عميل يدنس أرضه أو يهدم بيته أو ينتهك عرضه وأرضه..
إن استدعاء كلمة فخامة الرئيس المشاط لثورية الهوية اليمنية، هو استدعاء المقاتل النبيل الذي يرى خصمه ضعيفا وهزيلا وخائفا، استدعاء يرى ان الهدف من مشروع العدوان السعودي والاماراتي هو مسخ المجتمع والشعب اليمني من قيمه اليمنية الأصيلة والثابتة وسلخه عن هويته وقبيلته وأرضه اليمنية، وتحويله إلى مجتمع لديه ثقافة ومعرفة قيم وأخلاق ذل وهوان البقرة الحلوب للأمريكان، الذي إذا خانوا أو عابوا أو قتلوا اصبحوا مرتزقة أو عملاء ، لا يهمه شيء، فليس لديه تاريخ ولا أرض ولا قبيلة ولا مجتمع يعيب عليه ذلك، ويعيش خارج الزمن والتاريخ والواقع بدون هوية وبدون قيم وبدون اخلاق، وعلى الرغم من ذلك، يمكن للهوية اليمنية أن تنقذه من هذا وتدافع عنه، إنه خطاب و موقف البطل الكريم والنبيل، الذي عفى وأصلح وأقام الحجة وهو مرفوع الرأس وأجره على الله ..

قد يعجبك ايضا