اليوم العالمي لغسل اليدين

منصور محمد علي

يعتبر الاحتفال باليوم العالمي لغسل اليدين الذي يصادف الخامس عشر من شهر أكتوبر من كل عام من أهم المناسبات التي تستدعي تفاعل جميع شرائح المجتمع في نشر الثقافة التوعوية بأهمية غسل اليدين بالماء والصابون .
في بلدنا اليمن كما يعرف الجميع تطغى علينا الكثير من السلوكيات التي تجعلنا نتهاون ونتساهل في كثير من الجوانب الوقائية والتي من اهمها استخدام الصابون اثناء غسل اليدين في الأوقات التي تتطلب ذلك .
فعلى سبيل المثال لو تخيل أحدنا مقدار الوقت الذي نحتاجه كي نعتاد على استخدام الصابون اثناء غسل اليدين قبل الأكل وبعد الانتهاء من استخدام المرحاض ، وذلك نتيجة انعدام الوعي بأهمية استخدام الصابون ، وتكمن أهمية اليوم العالمي لغسل اليدين أنه يذكرنا بروشتة صحية مهمة جدا لكل فرد لتجنب الإصابة بالكثير من الأمراض ، الروشتة تحمل عنوان ” إغسل يديك بالماء والصابون” لأنه من الصعب جدا ان تقنع أطفالك أو أفراد أسرتك بين ليلة وضحاها أن يلتزموا بغسل ايديهم بالماء والصابون خاصة في الأوقات الحرجة والمهمة، فتغيير السلوك يحتاج إلى وقت كي نعتاد جميعا على غسل أيدينا بالماء والصابون .
في واقعنا اليمني نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لمعرفة الكثير من الروشتات التوعوية المرتبطة بحياتنا اليومية والذي يفترض أن تكون جزءاً أساسياً من سلوكنا اليومي ، وبالطبع فإن تغيير السلوك يتطلب من الشخص بدرجة أساسية أن تكون لديه الرغبة والقناعة في تغيير سلوكه ومن هنا يستطيع الإنسان البدء تدريجيا في ترويض نفسه والاعتياد على ممارسة السلوك الأفضل والتعود عليه ، وهذا يعتمد أيضا على مدى قدرتك في إقناع الآخرين ..
وقبل كل شيء عليك أن تدرك أن إقناع الآخرين يعتمد بدرجة أساسية على مدى التزامك أنت كي تكون القدوة لأسرتك وللبيئة المحيطة بك .
وبحسب دراسات سابقة فإن غسل اليدين بالصابون بوصفه سلوكا تلقائيا يمارس في المنازل والمدارس ومختلف المجتمعات في العالم من أنجع الطرق وأقلها تكلفة للوقاية من الإسهال والعدوى التنفسية الحادة. ويعد الالتهاب الرئوي، أحد أهم أمراض العدوى التنفسية الحادة، السبب الأول لوفيات الأطفال دون الخامسة إذ يحصد أرواح ما يربو على 1.8 مليون طفل سنويا. ويحصد الإسهال والالتهاب الرئوي معا أرواح حوالي 3.5 مليون طفل سنويا .
ومن المهم جدا الاستغلال الأمثل لإحياء اليوم العالمي لغسل اليدين من خلال نشر الثقافة التوعوية كي يصبح “غسل اليدين بالصابون سلوكاً تلقائياً” بحيث يُمارس في المنازل والمدارس ومختلف المجتمعات الحيوية أهمها المستشفيات والمراكز الصحية .
ويتطلب غسل الأيدي في كثير من الأوقات أهمها :-
*غسل اليدين قبل إعداد الطعام
*غسل اليدين قبل الأكل
*غسل اليدين بعد الاعتناء بشخص
*غسل اليدين بعد الأكل
*غسل اليدين بعد التغيير للطفل
*غسل اليدين بعد قضاء الحاجة ( الخروج من الحمام )
ومن الحقائق التي يجب أن ندركها أن غسل اليدين بالماء والصابون يساعد على منع انتقال العدوى لعدة أمراض منها كما ذكرنا سابقا “أمراض الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي”، كما أن غسل اليدين يحد من العدوى بالديدان المنقولة عن طريق التربة ويحد من انتقال الجراثيم من الأيدي غير النظيفة ويساعد أيضًا على منع التهابات الجلد والعين. ويقي آلاف الأشخاص من شتى بقاع العالم نتيجة العدوى المكتسبة أثناء تلقي الرعاية الصحية.
لذلك نجدها مناسبة هامة ودعوة في نفس الوقت نوجهها لجميع الجهات والمؤسسات والهيئات المعنية للعمل على تنظيم الحملات التوعوية الهادفة إلى تعزيز ودعم ثقافة غسل اليدين بالماء والصابون وتسليط الضوء على أن اليدين هما السبب الرئيس لانتقال الميكروبات إلى الشخص وإصابته بالعدوى، وأهمية تثقيف المجتمع حول ضرورة غسل اليدين بشكل دوري لمنع انتقال العدوى.

قد يعجبك ايضا