ماذا استفدنا من الحصار الاقتصادي؟

محمد صالح حاتم
على الرغم أن الحروب العسكرية والحروب الاقتصادية لا تأتي بالخير ولا يستفاد منها،بل إنها تأتي بالقتل والدمار والخراب،والجوع والمرض والنزوح،والتشرد للمواطنين، وهذا هو الذي وصل إليه حال اليمن وأبنائه نتيجة للعدوان والحرب الذي يشنه تحالف العدوان والحصار الاقتصادي الذي يُفرض على اليمن من قبل هذا التحالف، إن علينا كيمنيين ان نستفيد من هذا الحصار والحرب الاقتصادية، وان نستفيد من هذا الدرس في المستقبل وقادم الأيام، وكما يقال (الحاجة أم الاختراع ) .
ومن هنا ومن هذه اللحظة ومن هذا الوضع الصعب ،وهذه الحرب التي تستهدف كل أبناء الشعب،لا تستهدف حزباً او نظاماً، او جماعة بعينها،او نخباً سياسية، او فكراً او مذهباً او عقيدة،بل تستهدف كل الشعب،والهدف هو تجويع الشعب وقتله جماعيا ، حتى يخضع ويركع ويستسلم لمشاريع ومخططات الأعداء، فإن علينا ان نقوم بوضع الإستراتيجية الوطنية للاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية والضرورية للحياة والعيش، وتنفيذا لمشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد (يد تحمي ويد تبني) والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي، فإن علينا:
أولا : التوجه الجاد والفاعل نحو الزراعة وخاصة زراعه الحبوب والقمح، وتشجيع التجار ورؤوس الأموال المحلية وخاصة التجار المستوردين للقمح والحبوب الذين يستوردون القمح والحبوب سنويا بمليارات الدولارات، على الاستثمار في زراعه الحبوب والقمح ،وتقديم التسهيلات لهم وإعفائهم من الضرائب والجمارك، وكذا تقديم القروض للمزارعين،والأدوات والمعدات الزراعية، ولتشجيع المزارعين على استخدام الطاقة الشمسية بدلا عن الديزل في ري وسقي المزارع، وكذا استخدام وسائل الري الحديثة.
ثانيا : دعم صندوق التشجيع الزراعي والسمكي من خلال تحويل مخصصات الصناديق الأخرى التي ليست ذات أهمية في الوقت الراهن إلى صندوق التشجيع الزراعي مثل صندوق النشء والشباب، وصندوق الترويج السياحي، وبقية الصناديق باستثناء صندوق المعاقين ،وصندوق النظافة .
ثالثا : تشجيع الصناعات المحلية التي مواد خامها محلية.
رابعا: إيجاد سياسة تسويقية وتخزينية للمنتجات الزراعية المحلية من خضار وفواكه، والتي تتكدس وتتلف بكميات كثيرة في مواسم الإنتاج.
خامسا:منع استيراد مواد الخام للمنتجات الغذائية المحلية مثل مصانع الصلصة، والبقوليات والعصائر والبسكويتات،والزيوت وإلزام أصحاب المصانع باستخدام مواد خام محلية كونها متوفرة وبكميات كبيره.
سادسا: إعادة تشغيل مصانع الغزل والنسيج ،وتشجيع التجار والمستثمرين اليمنيين على الاستثمار في زراعة القطن وإنشاء مصانع للغزل والنسيج والملابس كون اليمن بيئة صالحة لزراعة القطن وبكميات كبيرة تكفي للاستهلاك المحلي وتصدير الفائض بكميات تجارية كبيرة.
سابعا: تشجيع تربية الحيوانات والمواشي من أغنام وأبقار وماعز وإبل، والتوجه للاستثمار في هذا الجانب، وإنشاء مزارع نموذجية لها ،ومنع ذبح الإناث وصغار الحيوانات، ومنع تصدير الجلود ،وتشجيع الصناعات الجلدية حتى نكتفي ذاتيا من الجلديات .
ثامنا: إنشاء شركات ومصانع لإنتاج وصناعه الأدوية والمحاليل الطبية محليا وإلزام تجار ومستوردي الأدوية على الاستثمار في هذا الجانب وتقديم التسهيلات لهم وإعفائهم من الضرائب والجمارك.
تاسعا: أقامه جائزة تشجيعية سنوية لأفضل إنتاج زراعي وحيواني وصناعي ودوائي.
فهذه الخطوات يجب البدء بها فوراً، وأن لا نجعل من الحرب والعدوان عائقا ،او شماعة للتأخير والتسويف ،بل نجعل منه حافزا ومنطلقا ،نحو البناء والاكتفاء الذاتي، وأن تكون هذه الحرب فرصة للتحرر من الاستعمار الاقتصادي والفكري والسياسي، وان نعتمد على أنفسنا في بناء وطننا ،وان لا نظل مرتهنين للخارج وخاضعين له، ومنتظرين للمساعدات والمعونات من المنظمات العالمية الاستخباراتية.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء

قد يعجبك ايضا