يحيى علي الحباري :يجب أن نشعر الجميع بشعارنا الإنساني المعروف “خلف القضبان يوجد إنسان”

رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة السجين الوطنية الاستاذ يحيى علي الحباري لـ” الثورة”:

لا يمكن أن نحقق نجاحاً.. بمفردنا ونعمل بالتعاون والشراكة مع الجهات الرسمية بما يحقق المنفعة العامة وخدمة المجتمع

المؤسسة تعمل على تبني قضايا السجناء المعسرين وفقاً لشروط ومعايير محددة

مؤسسة السجين الوطنية تفرج عن قرابة 400 سجين منذ بداية نشأتها حتى العام 2017م

نعمل على رعاية السجين وإعادة تأهيله ليكون إنساناً سوياً ومنتجاً في المجتمع وبما يضمن عدم عودته للسجن
حوار/
رجاء عاطف
أنشئت مؤسسة السجين الوطنية بموجب تصريح رقم (13) صادر من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بتاريخ (13 /6 /2013م) من أجل الإنسان المحبوس بين أربعة جدران داخل السجون وهو من سُلبت حريته واختياره وكان لهذا الإنشاء أثر كبير في نفوس السجناء أنفسهم في كل محافظات الجمهورية.. وكما تسعى المؤسسة بالشراكة مع الجهات الرسمية المعنية ومنظمات المجتمع المدني والدولي والخيرين إلى رعاية السجين واعادة تأهيله ليكون إنسانا سويا ومنتجا في المجتمع وبما يضمن عدم عودته للسجن من خلال الالتزام بتقديم أفضل الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتدريب والتأهيل وتوفير المساندة القانونية والحقوقية ودعم البنى التحتية للسجون.
تفاصيل أكثر تجدونها في اللقاء الذي أجرته ” الثورة ” مع الأستاذ/ يحيى علي الحباري – رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة السجين الوطنية.

بداية صف لنا دور مؤسسة السجين الوطنية في دعم السجناء ومساندتهم؟
– مؤسسة السجين الوطنية تسعى إلى رعاية السجين وإعادة تأهيله ليكون إنساناً سوياً ومنتجا في المجتمع وبما يضمن عدم عودته للسجن، من خلال برامج ومشاريع منها برامج الحماية الذي يندرج تحته مشروع مساعدة السجناء المعسرين بتبني قضاياهم ودفع الحقوق التي عليهم ومشروع العون القضائي الذي يقدم عبر محامين متطوعين لدى المؤسسة والترافع عن قضايا سجناء متوقفة قضاياهم بسبب عدم استطاعتهم دفع اتعاب المحاماة وكذلك تقديم الاستشارات القانونية.
هل ذلك الدعم يشمل جميع السجناء أم فقط المعسرين؟ وهل يشمل مختلف السجون في المحافظات؟
– نعم.. المؤسسة تعمل في عدة مجالات وفي جميع المحافظات، أن تبني قضايا السجناء المعسرين واحد من أبرز مشاريع المؤسسة والمساعدة الخاصة بالمعسرين تخضع لشروط معايير محددة ومن تنطبق عليه الشروط والمعايير يحصل على المساعدة.
ماذا عن مساعدة السجينات؟
– توليها المؤسسة اهتماماً خاصاً ويوجد دعم ومخصص دوري لتوفير احتياجات السجينات في 9 محافظات تقريبا ويعود هذا الفضل بعد الله للإخوة في مجموعة الحاج علي محمد الحباري التي اعتمدت الدعم المخصص شهرياً.
هناك سجناء لا يستطيعون إيصال مظلوميتهم الى الجهات ذات الاختصاص، كذلك لا يجدون تكاليف المحاماة، ما دور المؤسسة في مثل هذه الحالات؟
– يوجد قسم العون القضائي بالمؤسسة وهو يهتم بمتابعة مثل هذه الحالات ويعود نجاح هذا المشروع إلى تعاون إدارة السجون لمعرفة القضايا المتعثرة والتي تحتاج لمتابعة ونحن مستعدون لتقديم العون اللازم عبر فريق المحامين في جميع المحافظات، كما ويوجد خط هاتف لاستقبال أي شكوى من السجناء لمتابعتها.
هناك من يقول أن مؤسسة السجين الوطنية ظاهرة صوتية فقط ولا يوجد شيء ملموس على الواقع حسب قولهم، ما ردكم على ذلك؟
– من الطبيعي أن نجد من يقول هذا الكلام فالشجرة المثمرة ترمى بالحصى، كما أن المؤسسة موجودة على أرض الواقع ولا أحد يستطيع أن ينكر ما تقوم به من أعمال إنسانية، وأبواب المؤسسة مفتوحة لكل الداعمين والمهتمين بالعمل الإنساني، ونتمنى زيارة المؤسسة عن قرب والاطلاع على ما تنفذه من أنشطة وفعاليات ومشاريع يجب ان نكون منصفين وعقلانيين ونحرص على المحافظة على تنمية الأعمال الخيرية والإنسانية كونها تخدم المجتمع وبالإمكان الاطلاع أكثر من خلال تصفح موقع المؤسسة وصفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها.
هل لدى مؤسسة السجين إحصائية عن عدد الذين أفرجت عنهم ودفعت ما عليهم من مستحقات؟
– نعم عدد المستفيدين من السجناء المعسرين والمساعدات المالية من المؤسسة قرابة 400 سجين منذ نشأتها وعملت المؤسسة عبر فريق اللجنة الاجتماعية بالتفاوض مع أصحاب الحقوق وقد استطاعت أن تحصل على تنازلات منهم مما كان له اسهام كبير في الافراج عن عدد كبير من السجناء وهذا ليس غريبا على قوم وصفهم رسول الله صلى عليه وآله وسلم بأنهم “الألين قلوبا والأرق أفئدة”.
ما الآلية التي من خلالها يتم ادراج أسماء المعسرين؟
– يتم استقبال جميع القضايا ويتم إخضاع قبولها أو رفضها للشروط القانونية والإنسانية الخاصة بالمؤسسة بدءاً بمرحلة القبول حيث يتم اعداد كشف بالقضايا التي توافق شروط المساعدة التابعة للمؤسسة وبعد ذلك يتم مفاضلة الاسماء من خلال مراعاة الجوانب الانسانية وفق معايير المفاضلة التابعة للمؤسسة حيث يتم مراجعة شروط المساعدة ومعايير المفاضلة بشكل دوري من قبل المؤسسة بالتعاون مع مستشارين مهتمين بقضايا السجون والسجناء.
ماذا عن برامج ومشاريع المؤسسة الأخرى؟
– إن رسالة مؤسسة السجين الوطنية العمل على رعاية السجين وتأهيله وتمكينه من حقوقه واعداده ليكون إنسانا سويا ومنتجا في مجتمعه من خلال تنفيذ برامج متعددة استفاد منها منذ التأسيس 104851 فرداً حتى نهاية 2017 من هذه البرامج (برنامج الحماية والتعزيز القانوني، وبرنامج الأمن الغذائي، وبرنامج الصحة والصحة النفسية، وبرنامج المياه والاصحاح البيئي، وبرنامج التعليم والثقافة، وبرنامج المأوى والمواد غير الغذائية، وبرنامج الرعاية اللاحقة والتمكين الاقتصادي، وبرنامج المرأة والطفل وبرنامج الإغاثة الوطني، وبرنامج الرعاية الاستباقية، برنامج تحسين البنى التحتية للسجون).
هل تتلقى المؤسسة دعماً أو تمويلاً من منظمة دولية ذات الشأن الإنساني؟
– إلى هذه اللحظة لم تتلق المؤسسة أي دعم دولي في ما يخص السجون والسجناء، ولكن لدينا شراكة مع مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في مشاريع أخرى تخص النازحين والمتضررين فقط لكننا نسعى بكل جهد لخلق شراكات دولية لدعم مشاريع السجون والسجناء.
هل هناك تعاون مشترك بين المؤسسة والجهات الرسمية؟
– يوجد تعاون بين المؤسسة والجهات الرسمية فنحن لا يمكن أن نحقق نجاحاً بمفردنا ولكن نعمل بالتعاون والشراكة مع الجهات الرسمية، ويعتبر دور المؤسسة مكملاً لدور الدولة وبما يحقق المنفعة العامة وخدمة المجتمع.
ما أبرز الصعوبات التي تواجهها المؤسسة؟
– الوضع المالي للمؤسسة بسبب أن أغلب الداعمين للمؤسسة غير متواجدين في اليمن، وأصبح الدعم متركزاً على جهات محدودة مثل مجموعة الحاج علي محمد الحباري وكذلك بسبب الحصار والعدوان أصبح وضع القطاع الخاص صعباً وبالتالي نحن نعتبر هذا من أعظم الصعوبات التي تواجهها المؤسسة.
هل تسبب العدوان في ايقاف أو عرقلة تنفيذ مشاريع المؤسسة؟
– مؤسسة السجين الوطنية تأثرت بسبب العدوان مثل غيرها من المؤسسات والجمعيات والقطاعين العام والمختلط على سبيل المثال نحن غير قادرين على الوصول لبعض السجون لتقديم المساعدات بسبب سيطرة ما يسمى بالشرعية على بعض المحافظات بالإضافة الى ارتفاع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية من سجناء وأسر سجناء واحتياجات السجون بسبب الحصار الذي نتج عنه تردي الوضع الاقتصادي للبلد.
هل يقتصر عمل المؤسسة فقط في شهر رمضان؟ أم ماذا؟
– نحن نعمل طوال العام وبرامج ومشاريع المؤسسة تنفذ بشكل مستمر وليس في شهر رمضان فقط، على سبيل المثال برنامج الحماية الذي نعمل من خلاله على تقديم مساعدات مالية للسجناء المعسرين بغرض الافراج عنهم، ومشروع العون القضائي الذي يتم من خلاله تنصيب محامين للسجناء غير القادرين على دفع تكاليف المرافعات أمام النيابات والمحاكم، ومشروع الصلح الاجتماعي الذي يتم من خلاله التواصل مع أطراف القضية لتقريب وجهات النظر بين السجين وصاحب الحق، إضافة إلى المشاريع الانسانية التي تنفذها المؤسسة طوال العام مثل مشاريع السلال الغذائية لأسر المفرج عنهم ومشاريع المساعدات العلاجية ومشاريع تحسين البنى التحتية …الخ.
هل هناك دور توعوي للمؤسسة يستهدف السجناء والقائمين على السجن والمجتمع ككل؟
– عملت المؤسسة الكثير من ورش العمل والندوات من أجل نشر الوعي وايصال رسالة السجين بشكل أوسع آخرها حلقة نقاشية حول المعايير القانونية والإنسانية لمساعدة السجناء المعسرين وتقديم خدمة العون القضائي، وورشة عمل تدريبية حول التطوع في مجال العون القضائي، كما وزعت المؤسسة كتيب الدليل الشامل للسجين يوضح حقوق وواجبات السجناء في السجون والمؤسسة تشارك في برامج اذاعية يتم من خلالها توعية المجتمع بمخاطر الوقوع في الجريمة وتحسين الصورة الذهنية للسجينات والسجناء فالمؤسسة تؤمن بأن الخطأ وارد وإصلاحه ممكن.
ماذا عن برنامج الإغاثة الوطني الذي أطلقته المؤسسة مؤخرا؟
– اطلقت مؤسسة السجين الوطنية بتاريخ: 16 /4 /2015 برنامج الإغاثة الوطني إثر إعلان العدوان على اليمن واطلق البرنامج بالتعاون مع رجال المال والأعمال لتقديم مساعدات عاجلة للنازحين في مناطق الصراع والمناطق التي استهدفت بالغارات الجوية كان أول برنامج قدم المساعدات العاجلة والطارئة للنازحين في أمانة العاصمة وصعدة وعدن بعد ذلك تطور نشاط البرنامج فاستطعنا من خلاله تقديم مساعدات طارئة للمتضررين في محافظة الحديدة مديرية القناوص والزيدية والتحيتا والزهرة والحيمة الساحلية بتمويل مجموعة الحاج على محمد الحباري كما تضمن برنامج الاغاثة الوطني مشروعي مياه في مديرية الجراحي والمنصورية بمحافظة الحديدة التي مولت من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية تم من خلالهما تأهيل ثلاثة آبار ارتوازية بمنظومات ضخ بالطاقة الشمسية وتوعية المجتمع بمفاهيم النظافة والاصحاح البيئي وسيتم في القريب العاجل توفير وقود لخمس عشرة مضخة في مديرية المنصورية والجراحي لمدة عام كامل نظرا لأزمة الوقود التي يمر بها البلد.
ما هي كلمتكم الاخيرة ختام هذا اللقاء؟
– ندعو منظمات المجتمع المدني والدولي للتحرك نحو السجون لتنفيذ مشاريع انسانية تسهم في تحسين وضع السجون والسجناء وأسرهم فالسجون والسجناء مجتمع كامل يفتقرون لمعظم الخدمات كما ندعو المنظمات الدولية تحديدا لإدراج السجناء وأسرهم ضمن الفئات المحتاجة إلى مختلف المساعدات الإنسانية.

قد يعجبك ايضا