هل يتخلّى الشيطان عن قرنه !

عبدالعزيز البغدادي
لصوص المال والصفقات في واشنطن والرياض وتل أبيب يخططون لسرقة بطولات المجاهدين ودماء الشهداء اليمنيين الذين جرى ويجري كل هذا الاستهتار بطهرها وإيهام هذا العالم الذي أظهر الإعلام الغربي أنه عاش في غيبوبة عن رؤية أشلاء آلاف أطفال اليمن على مدى أربع سنوات وأن منشار الأمير الشاب الطموح هو من أيقظه مع آخر خطوات الصحفي السعودي المتداولة وهو يدلف إلى قنصلية بلده لمقابلة فريق الموت ممثل الأمير عن رؤية الأشلاء والجثث المتفحمة !، هذا ما بدا ويبدو مع بروز دراما اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وتكشف جزء من حقائقها ،كيف تم التخطيط للاغتيال والتفنن في التدرج للتصعيد الإعلامي بشأن هذه القضية واستدراج القاتل البدوي الأرعن إلى شِباك الاعتراف المنقوص وتعدد أكاذيبه من نفي دخول خاشقجي إلى القنصلية السعودية التي كان المفترض منذ تبين وقوع الاغتيال داخلها أن يتم التعامل معها على أنها مسرح لارتكاب جريمة بشعة ينتفي فيها حق النظام السعودي في التلاعب بالوقت بحجة التمسك بالحصانة تلقيا سواءً للقنصلية كمقر وكذا اعتبار جميع العاملين الدبلوماسيين والإداريين على السواء المتواجدين داخلها عند ارتكاب الجريمة رهن الاستدلال ، إلى اعتراف هذا القاتل الطموح مباشرة بأن خاشقجي دخل الى القنصلية وأنهى معاملته في مدة عشرين دقيقة تماماً وغادرها ! ،
ثم تم التراجع عن ذلك إلى الاعتراف بالقول أنّ هناك عناصر مارقة ارتكبت الجريمة إثر شجار تم داخل القنصلية ولأن هناك فريقا للاغتيال مكونا من (16) من القتلة المقربين من القاتل (الأمير حملتهم طائرتان خاصتان تم استئجارهما بواسطة (المطرب) قائد الفريق المقرب منه والذي يرافقه في جميع رحلاته ومنها الرحلة الأخيرة الى واشنطن .
كما يضم الفريق خبراء على أعلى مستوى في تشريح الجثث وإخفاء الأدلة وأدوات للنشر والتقطيع والتذويب !؛
وبعد أن تبين أن وقائع القتل بطريق الخنق والتقطيع وكامل تفاصيل الجريمة والأدلة مسجلة ومتوفرة لدى الادعاء العام التركي انتقل الأمير إلى مرحلة جديدة هي الاعتراف بأن جريمة القتل جاءت من هذا الفريق دون أي توجيه وعن طريق الاجتهاد الشخصي إذ كان لديهم أي الفريق توجيهات بإحضار خاشقجي إلى المملكة للتفاهم معه طوعاً بعد أن علمت السلطات السعودية بأن لديه رغبه في العودة إلى بلده وما ذلك سوى حرس شرف في خطوة ليس لها مثيل في استدراج المعارضين أو شبه المعارضين ولابد أن يكون الوفد بهذا الشكل الذي يعكس الاهتمام بالمعارضة وتشجيعها على العودة إلى بلاد الحرمين الشريفين !!،
وفي خطوة أخيرة من خطوات الاعتراف التي تعكس مصداقية الأمير الطموح صرحت السلطات السعودية بأن الجريمة شنيعة وأنها كانت مع سبق الإصرار والترصد وأنها تحقق ليل نهار مع الفريق تحقيقاً سرياً لتصل حتماً إلى كامل الحقيقة التي هي في بطن الأمير وليست في بطن الشاعر!
آخر ما تفتقت عنه قريحة هذا النظام هو استمرار السعودية بالمطالبة بإعطاء المتهم (ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ) حق التحقيق والمحاكمة فهو وحده صاحب الحق في التحقيق مع نفسه لإظهار الحقيقة وبذلك يكون التحقيق من جهة محايدة ونزيهة 100‎%‎ !!
هذه مقتضيات نظرية الإدارة الأمريكية التي تضرب بكل القيم عرض الحائط بناءً على نظرتها الأحادية إزاء مفهوم المصلحة ، فمن حقها الدخول في الاتفاقات والخروج منها بإرادتها المنفردة مهما كانت طبيعتها ومن حقها أن تعتمد لحلفائها أو بالأصح أتباعها أي تصرف يقدمون عليه وتعمل على شرعنته عبر منظمة الأمم غير المتحدة أو جامعة الدول العربية بل إن هذه الجامعة أطوع لرغبات أمريكا من أي مؤسسة من مؤسسات ترامب الخاصة ألا تدير أمريكا السعودية والإمارات في عدوانهما البدوي الوحشي على اليمن وتحاول شرعنته بعنوان دعم شرعية الدمية القبيحة ( هادي ) وبالفعل صدرت في سبيل ذلك عدة قرارات في هذا الاتجاه؟!،
هذه أكاذيب الأمير الشاب الجامح الطموح أما مسلسل أكاذيب الرئيس الأمريكي ترامب البالغ من العمر 72 عاماً صاحب أكبر عدد من الأكاذيب والأحاديث المضللة التي بلغت وفق إحصائية متداولة خمسة آلاف كذبة وحديث مضلل منذ تولى رئاسة أمريكا أي خلال عامين فقط ، و ليس بحاجة لأن يحصل على شهادة موسوعة غينيتس للأرقام القياسية لأن هذه الأكاذيب والأحاديث المضللة أداة استراتيجية تقوم عليها الإدارة الأمريكية في سياساتها وبالذات الخارجية منذ زمن ولا تبدو معالم خروجها منها قريبة مادام في العالم الثالث والعرب على وجه الخصوص أمثال هذه الدمى والمحسوبين على الثقافة المرتمين في أحضانها !،
أكاذيب ترامب وأحاديثه المضلِّلَة بحاجة إلى مقالات اخرى !
المهم في الأمر هنا أنه ومع كل هذه السلاسل من الأكاذيب والتضليل ومع الانتصارات والإنجازات المتلاحقة لأبطال الجيش واللجان الشعبية والصمود في مختلف الجبهات والتطور النوعي اللافت للوحدات الصاروخية اليمنية بدأت جرائم آل سعود وبخاصة سلمان وابنه وأولاد زائد الذين صار الشارع اليمني يطلق عليهم لقب (الحماراتيين ) ولايلام الشارع اليمني هنا لقوله تعالى (لايحبُّ الله الجهر بالسوء من القول إلاّ من ظُلِمْ) صدق الله العظيم ولأن الشعب اليمني لم يكن يتوقع من هذه الدويلة كل هذه الممارسات الوقحة التي لولا استقواؤها بالكيان الصهيوني وأمريكا واعتمادها عليها بشكل كامل لاستعاد اليمنيون الإمارات والسعودية لأن أراضيهما كانت عبر التأريخ امتداداً لنفوذ الدول اليمنية القديمة في أقل من أسبوع دون مبالغة !فهما كيانان مصطنعان يسيرهما الاستعمار الأمريكي وعمرهما لا يتجاوز سبعين عاماً ويحاولان استعمار دولة عمرها آلاف السنين ولم تعتدي عليهما من قبل ولم يكن في نيتها دائما الاعتداء على أحد !؛
مع جريمة مقتل خاشقجي بدأت اليمن تأخذ حيزاً ملموساً في وسائل الإعلام الغربية التي انتهجت منهج إخفاء الحقائق والتضليل منذ اربع سنوات ، فهل ما يجري صحوة ضمير إنساني بالفعل أم مخطط لسرقة انتصارات المجاهدين ومحاولة جديدة لإهدار دماء الشهداء والوقوف ضد تحقيق أهداف الثورة التي ضحوا من أجلها .
هل هناك نية فعلية لمحاكمة القاتل الحقيقي وغيره من الصحفيين والعلماء وأصحاب الرأي ومشعل العدوان السعودي الأمريكي الهمجي على اليمن وهل يتخلى شيطان الإدارة الأمريكية عن قرنه ويقدمه للمحاكمة ؟؟؟!؛
الأيام المقبلة تضع ضمير الإنسانية على المحك وتكشف إرادة أحرار العالم ومعادن الثوار ومدى تمسكهم بالحرية والكرامة والسيادة !!.

قد يعجبك ايضا