الوادعي لـ”الثورة”: ما يجري في الساحل الغربي كارثة بحق الصيادين ومسرحية أمريكية تستهدف المدنيين

 

*عبدالقادر الوادعي – رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر لـ”الثورة”:

حوار/ أحمد المالكي

أكد الأخ عبدالقادر الوادعي رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر أنه في الآونة الأخيرة بعد إعلان أمريكا بوجوب انتهاء الحرب خلال شهر يحاولون بمسرحية جديدة ويحركون أحذيتهم من النظام السعودي والإماراتي والسوداني والمرتزقة للتصعيد.
حيث شنت مقاتلات التحالف الجوية والبحرية بعد إعلان ماتيس ما يقارب 200 غارة تستهدف المدنيين ويروح ضحيتها عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء والمواطنين في الساحل الغربي.
وقال الوادعي: إن التصعيد والاستهداف المباشر في السواحل والحديدة يؤثر على ما يتجاوز المليوني نسمة من سكان الشريط الساحلي وتطرق إلى جملة من التفاصيل حول التضييق والاستهداف الذي يتعرض له الصيادون في الساحل الغربي وتفاصيل أخرى تقرأونها في سياق الحوار التالي الذي أجرته “الثورة” معه.. إلى التفاصيل:
بداية ما هي التعسفات والاعتداءات التي يتعرض لها الصيادون من قبل قوى العدوان في الساحل الغربي؟
– العدوان يضيق ويعتدي على الصيادين ناهيك عن الجرائم والاستهدافات المباشرة للصيادين والتي راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح فإن قوات التحالف الإجرامية تمارس عددا من التعسفات بحق الشعب اليمني بصورة عامة والصيادين بصورة خاصة أبرزها منع الصيادين من الاصطياد في المياه الاقليمية اليمنية وممارسة أسوأ انواع التنكيل بهم واحتجازهم ومصادرة قواربهم وتعرض الكثير منهم للضرب والاعتداء ناهيك عن الحصار وما يترتب عليه من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وبالتالي ارتفاع تكاليف رحلة الاصطياد التي لا تغطيها قيمة الإنتاج في كثير من الحالات ولعلكم ترون هنا العدد الكبير للقوارب التي اضطر ملاكها لتوقيف نشاطها بسبب الخسائر وإغلاق منافذ التصدير وإجبار التجار على تصدير اسماكهم عبر طرق طويلة ترفع تكاليف التصدير وتؤثر على جودة الاسماك واسعارها الأمر الذي ينعكس سلبا على الأسعار المقدمة للصياد .
قوات العدوان ترتكب جرائم في مياهنا الإقليمية وتجرف الثروات البحرية برأيكم ما هو الأثر البيئي الناجم عن هذه الممارسات؟
– تقوم سفن التحالف المتواجدة في مياهنا الاقليمية بعدد من الجرائم التي سيكون لها اثر بيئي كبير قد يمتد لمئات السنين ويدمر بيئتنا البحرية من ابرزها السماح لعدد من سفن الصيد الأجنبية بممارسة الاصطياد في مياهنا الاقليمية بحماية بوارج العدوان دون وجود أي رقابة عليها وما يترتب على ذلك من صيد جائر باستخدام وسائل الاصطياد غير القانونية كالجرف القاعي والصيد بالمتفجرات وما يسببه ذلك من تدمير للشعاب المرجانية البيئة الحاضنة للأسماك والاحياء البحرية والتي لا يتم تعويضها إلا بعد عشرات السنين وقيام سفن التحالف برمي مخلفاتها في مياهنا الاقليمية بما قد تحتويه تلك المخلفات من مواد كيميائية او مشعة يمتد تأثيرها على البيئة البحرية لمئات السنين.
برأيكم ما هو دور القطاع السمكي في الاقتصاد الوطني؟ وكيف سيؤثر استهداف القطاع على معيشة المواطنين؟
– يلعب قطاع الصيد دورا اساسيا في الاقتصاد الوطني من عدة جوانب اهمها :
توفير المنتجات الغذائية للسوق المحلية بأسعار مناسبة وتوفير العملة الصعبة من خلال الصادرات السمكية وتوفير فرص عمل لشريحة واسعة من السكان سواء في مهنة الصيد أو المهن المصاحبة والمساعدة لها وبالتالي استهداف القطاع السمكي يكون له أثر كبير على معيشة ملايين الناس من العاملين في القطاع والصيادين وكذلك على الشركات والمستثمرين في هذا القطاع ما سيؤثر على شريحة واسعة من الأسر المعتمدة عليه.
ما الذي تقومون به بخصوص توثيق جرائم العدوان بحق مجتمع الصيد؟
– نقوم حاليا برصد وتوثيق الاعتداءات والجرائم التي يتعرض لها الصيادون الا اننا نواجه صعوبات كثيرة بسبب صعوبة الانتقال ووجودها في مناطق مواجهات عسكرية.
ما دور المنظمات الدولية وموقفها من تلك الجرائم؟
– بالرغم من المناشدات المتكررة الاّ ان المنظمات الدولية لايكاد يكون لها دور يذكر عدا قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوزيع مبالغ مالية بسيطة لأسر الشهداء من الصيادين و تعويض وترميم قوارب في خمس حوادث استهداف للصيادين. أو توزيع بعض السلال الغذائية من بعض المنظمات .
في ظل التصعيد الراهن في الحديدة ما هي المخاطر التي يتعرض لها الصيادون أثناء خروجهم إلى البحر؟ وكيف تؤثر إجراءات العدوان على نشاطهم؟
– كونهم يتعرضون لخطر الموت في عرض البحر جراء الاستهداف المباشر وكذلك الحصار وطبع العملة سبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والمواد التموينية لرحلة الصيد التي تعتبر الركيزة الأولى لخروج الصياد تشكل معاناة وعائقا كبيرا أمام الصياد فانعدامها يمنعه من الخروج إلى البحر ويعرضه وأهله إلى الموت جوعا كون معظم الصيادين لا يجدون اي مصدر آخر لكسب لقمة عيشهم . .اما من يستطيع أن يوفر تجهيزه القارب من محروقات وثلج وتغذية بالرغم من ارتفاع أسعارها . يخرج إلى البحر وعندما يعود لبيع سمكه لايجد السوق المربح بل أن معظمهم يعودون إلى منازلهم وقد منيوا بخسارة كبيرة تثقل كاهلهم وتولد عندهم حالة اليأس من الخروج مرة أخرى .
أخيراً أعلن ماتيس مطالباً بوقف الحرب خلال شهر في الوقت نفسه نلاحظ تصعيدا غير عادي في الساحل والحديدة برأيكم كيف تقرأون هذه المناورة ومدى تأثيرها على مجتمع الصيادين في الساحل الغربي؟
– في الآونة الأخيرة وبعد الإعلان الامريكي بوجوب انتهاء الحرب .وهو الأمريكي الذي وجه قوى التحالف بشن الحرب على شعبنا اليمني العزيز بل إنه من مولها عسكريا ولوجستيا ومعلوماتيا . وكذلك لا ننسى أنه من هدد بنقل البنك المركزي إن لم يرضخ وفدنا المفاوض لشروطهم وإملاءاتهم .
ها هم اليوم يحاولون بمسرحية جديدة هي مسرحية وجوب إيقاف العدوان خلال شهر . ها هم يحركون احذيتهم من النظام السعودي والإماراتي والسوداني للتصعيد ومن بعد إعلان ماتيس شنت مقاتلات التحالف الجوية والبحرية ما يقارب الـ 200 غارة راح ضحيتها الأبرياء .
هل قمتم بمناشدة المجتمع الدولي بالاطلاع على ما يجري من تعسف محكم بمجتمع الصيادين؟
– ناشدنا وطالبنا الأمم المتحدة عدة مرات بتحييد الصيادين والقطاع السمكي من الاستهداف . لان توقف الصيادين قد أثر على ما يتجاوز المليوني نسمة من سكان الشريط الساحلي للبحر الأحمر حتى الصيادين الذين مازالوا في المناطق المسيطر عليها من قبل تحالف العدوان والمرتزقة المنافقين ..لم يسلموا من إجرام التحالف حيث أن العديد منهم قد تعرضوا لشتى انواع التعذيب والقتل والتنكيل بهم .. بالرغم من انهم خرجوا من المراكز المحتلة من قبل قوات تحالف العدوان.
اعطونا لمحة موجزة عن آخر وعدد الاعتداءات التي يتعرض لها الصيادون؟
– بلغ عدد الاعتداءات المباشرة على الصيادين والقوارب ومراكز الانزال السمكي 75 استهدافا حتى 22/ 10 / 2018م وبلغ عدد الشهداء ( 248 ) شهيدا وعدد الجرحى ( 206 ) جرحى وعدد المختطفين ( 53 ) حتى22/ 10 / 2018م.
ما حجم الخسائر التي تعرض لها القطاع السمكي في البحر الأحمر والتي تم حصرها حتى الآن؟
– اجمالي خسائر القطاع السمكي في البحر الأحمر التي تمكنا من حصرها نتيجة العدوان السعودي الامريكي على بلادنا والاستهداف المباشر للصيادين وقواربهم وموانئ ومراكز الانزال السمكي حتى نهاية يوليو2018م مبلغ (5,642,015,108 )دولارات.
أما الخسائر في البنية التحتية الناتجة عن تدمير ميناءي ميدي والحيمة بشكل جزئي وتدمير11 مركز إنزال سمكي بشكل كلي إضافة الى مركز الصادرات ومختبر الجودة بمنفذ حرض وصلت إلى مبلغ(13,032,558) دولاراً. فيما بلغ عدد القوارب المدمرة بشكل كلي والتي تمكنا من حصرها في سواحل محافظتي الحديدة وحجة (205) قوارب في حين لم نتمكن من حصر القوارب المدمرة في محافظة تعز كونها منطقة مواجهات عسكرية وبلغت الكلفة الإجمالية للقوارب التي دمرت بسبب الاستهداف المباشر لطائرات العدوان مبلغ (5,248,536) دولاراً كما بلغ عدد القوارب التي أوقفت نشاطها نتيجة استهداف مراكز الإنزال أو وقوع بعض المراكز في مواقع مواجهات عسكرية( 4586 ) معظمها في مديرية ميدي م/حجة ومديرية ذباب وباب المندب والمخا م/تعز فاقد إنتاجها بلغ (1,371,866,512) دولارا.
وبلغت الخسائر المترتبة علي توقف تنفيذ المشاريع السمكية في البحر الأحمر (1,036,384,424 $)دولاراً.
ماذا عن الخسائر الناجمة عن الاصطياد غير المرخص تحت حماية قوى العدوان؟ وخسائر الصناعات والنشاط السمكي؟
– بلغ إجمالي الخسائر بسبب الاصطياد الجائر غير المرخص تحت حماية سفن العدوان (1,750,000,000)$.
في حين بلغ إجمالي تقييم الأثر البيئي الناتج عنه ( 1,400,000,000)$.
فيما بلغت خسائر الصناعات والخدمات المصاحبة للنشاط السمكي مبلغ (10,608,419)$.وبلغت الخسائر في الرسوم والعائدات مبلغ (54,874,660)$.كما بلغ عدد الصيادين الذين فقدوا مصادر دخلهم(36,688 ) صيادا في حين بلغ عدد من فقدوا أعمالهم من الموظفين( 96 ) رسميا ومتعاقدا. كما بلغ عدد الأيادي العاملة للأعمال المساعدة( 18,652 ) شخصا وبلغ عدد المصدرين للأسماك والأحياء البحرية من الشركات والإفراد الذين تأثر نشاطهم (30).
ماذا عن الشركات والمصانع التي تأثرت جراء العدوان؟
– توقفت شركة بامسلم للتصدير والاستزراع السمكي المنتجة للجمبري بشكل تام بسبب الاستهداف المباشر للمزرعة في ساحل اللحية حيث كانت تنتج حوالي ( 1000 )طن سنوياَ.
بلغ عدد المصانع التي توقف نشاطها نتيجة انخفاض الإنتاج السمكي ما يزيد عن( 50 ) مصنعا ومعملاً متنوعة بين مصانع ومعامل تحضير وغيرها.
بشكل عام ما حجم التأثير على المجتمع جراء استهداف قطاع الصيد والأسماك؟
– يتراوح عدد من تسبب العدوان لهم بأضرار مباشرة على مستواهم المعيشي أكثر من مليوني نسمة من مواطني المدن والقرى الساحلية علي امتداد الشريط الساحلي للبحر الأحمر.
– تدني متوسط استهلاك الفرد من الأسماك سنوياَ للفرد الواحد علي مستوى الجمهورية اليمنية حيث كان متوسط ما يحصل عليه الفرد ( 14 )كج سنوياَ حتى وصل إلى (2.5) كج سنوياَ أي بنسبة (85%).
– الاستهداف المباشر لقرى وتجمعات الصيادين من قبل طيران وبوارج العدوان تسبب بموجة نزوح كبيرة، كان لها اثر كإرثي علي النازحين وأسرهم وعلي المناطق التي تم النزوح اليها خصوصا وأن الصيادين هم من أفقر فئات المجتمع لا سيما موجة النزوح الاخيرة من مدينة الحديدة .

قد يعجبك ايضا