تحقيق لموقع بازفيد الأمريكي كشف استئجار الإمارات مرتزقة أمريكيين لاغتيال شخصيات يمنية بعدن

السعودية إلى الحرس الحديدي

 

محمد بنكاسم
فرق الموت، فرق الاغتيال، قتلة مأجورون، قتلة مرتزقة وغيرها أسماء عديدة لمسمى واحد يتعلق بأشخاص أو شركات خاصة أو فرق تابعة لمؤسسات عسكرية أو أمنية نظامية مثل الجيش أو الاستخبارات، وتسند إليهم مهام سرية قذرة خارج نطاق القانون بتصفية شخص أو أشخاص بأوامر من جهات ترى في هؤلاء خطرا.
وكان أول استخدام لاسم فرق الموت في رومانيا من قبل الحرس الحديدي الشيوعي، والذي أعلن عن تأسيس فرق موت عام 1936 لتصفية خصوم سياسيين.
وأعاد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018 داخل قنصلية بلاده في إسطنبول على يد فرقة تابعة لسلطات السعودية إلى الواجهة موضوع فرق الموت.
وفي ما يلي بعض من أشهر فرق الموت في المنطقة العربية والعالم:
فرقة النمر-السعودية
كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني في أكتوبر/تشرين الثاني 2018 -نقلا عن مصدر سعودي على معرفة وثيقة بأجهزة المخابرات في بلاده- عن وجود فرقة اغتيالات تعمل تحت توجيه وإشراف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تعرف «بفرقة النمر».
وقد تأسست تلك الفرقة قبل أكثر من عام، وتتألف من 50 من أفضل الشخصيات المخابراتية والعسكرية بالسعودية. وتتشكل المجموعة من فروع مختلفة من الأجهزة الأمنية ومن كافة الخِبرات.
وأعضاء فرقة النمر موالون لولي العهد الذي يختارهم من بين الأكثر ولاء والأجدر بالثقة بمفرزته الأمنية الشخصية، ومنهم الـ 15 رجلا الذين أرسلوا لقتل الصحفي بمن في ذلك ماهر عبد العزيز مطرب ومحمد سعد الزهراني وثائر غالب الحربي.
مهمة الفريق النمر هي اغتيال المعارضين السعوديين داخل المملكة وخارجها، واستهدفت أولُ عملية لها الأمير منصور بن مقرن نائب أمير عسير، ونجل ولي العهد السابق بإسقاط مروحيته في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في جنوبي البلاد.
فرقة سبير أوبريشن-اليمن
كشف موقع «بزفيد» الإخباري الأميركي في أكتوبر/تشرين الثاني 2018 أن الإمارات مولت برنامجا لاغتيال ساسة وأئمة في اليمن، وخاصة قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح، مستخدمة مرتزقة أميركيين يعملون لصالح شركة «سبير أوبريشن» التي يديرها الإسرائيلي المجري أبراهام غولان.
ووفق تفاصيل كشفها تحقيق للموقع الأميركي فإن أبو ظبي تعاقدت مع الشركة عام 2015، والتي بدورها استأجرت مرتزقة أميركيين كانوا يعملون بأجهزة عسكرية أميركية مختلفة.
وتتمثل المهمة -التي أوكلتها الإمارات لمرتزقة شركة سبير أوبريشن- في تنفيذ برنامج الاغتيالات بمدينة عدن جنوبي اليمن، ويقول قائد هؤلاء المرتزقة الذي أجرى موقع بزفيد مقابلة معه إن اثنين من منفذي الاغتيالات عملا سابقا ضمن القوات الخاصة بالبحرية الأميركية.
وينص الاتفاق الموقع بين أبو ظبي وشركة المرتزقة على حصول الأخيرة على 1.5 مليون دولار شهريا، فضلا عن تزويد الإمارات لفريق الاغتيالات بكافة أنواع العتاد.
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول 2015، كانت مهمة فريق المرتزقة تنفيذ عملية اغتيال إنصاف علي مايو القيادي بحزب التجمع اليمني للإصلاح بوضع قنبلة تحمل شظايا على باب مقر الحزب في عدن.
فرق الاغتيال-إسرائيل
يعرف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وجيش وشرطة الاحتلال بتاريخ طويل من الاغتيالات السياسية، إذ نفذت هذه الأجهزة عددا كبيرا من الاغتيالات ضد قياديين ومسلحين فلسطينيين داخل الأراضي المحتلة ومناطق عديدة من العالم.
ومن بين أبرز ملفات الاغتيالات ما جرى تنفيذه عام 1988 ضد أحد مؤسسي حركة التحرير الوطني (فتح) خليل الوزير «أبو جهاد» الذي تم قتله وحراسه في تونس على يد وحدة خاصة تابعة لجيش الاحتلال.
كما حاول عملاء الموساد عام 1997 اغتيال خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالعاصمة الأردنية عمان عبر رش مادة سامة قوية ضد الأعصاب في أذنه.
ويتهم الموساد أيضا بكونه وراء عملية اغتيال قائد الجناح العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية بالعاصمة السورية دمشق عام 2008.
وآخر عمليات الاغتيال -التي يشتبه بأن يكون وراءها جهاز الموساد- تصفية فادي البطش العالم والمهندس الفلسطيني في 21 أبريل/نيسان 2018 بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.
كما نفذت وحدات المستعربين التابعة لشرطة الاحتلال سلسلة اغتيالات لناشطين وقيادات بفصائل المقاومة. وقد ذكر المؤلف غسان دوعر بكتابه «المستعربون فرق الموت الإسرائيلية» أن وحدة للمستعربين اغتالت قرابة 422 فلسطينيا بالفترة الفاصلة بين عامي 1988 و2004.
جهاز «كي جي بي»-روسيا
كانت الاغتيالات جزءا من السياسة الخارجية للزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، وذلك بهدف القضاء على معارضيه داخل الحدود وخارجها، وأوكلت المهمة لوحدة المهام الخاصة بجهاز الاستخبارات «كي جي بي».
ومن أشهر عمليات الاغتيالات السوفياتية ما جرى عام 1937 من اغتيال للمعارض أجناس رايس قرب مدينة لوزان السويسرية، وفي السنة الموالية اغتيل الزعيم الأوكراني النازح في هولندا يفهين كونوفاليتس بواسطة صندوق شوكولاته مفخخ أهداه إياه صديق له كان جاسوسا سوفياتيا، وعام 1940 اغتيل المعارض الأشهر ليون تروتسكي بواسطة معول على يد عميل سوفياتي في المكسيك.
واستمر مسلسل الاغتيالات عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، وكانت الأداة الأبرز لعمليات القتل مواد كيميائية سامة يحقن بها المستهدفون، أو توضع بمشروبات.
وعام 2006، اغتيل الضابط السابق بالاستخبارات ألكسندر ليتفينينكو بعد تناوله كأس شاي بأحد فنادق لندن، حيث وضعت فيها مادة البولونيوم القاتلة، وبعد مرور 8 سنوات خلص تحقيق الداخلية البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقف على الأغلب وراء مقتل ليتفينينكو.
وفي مارس/آذار 2018، تعرض العميل المزدوج سيرجي سكريبال لمحاولة اغتيال مع ابنته بمدينة سالزبيري البريطانية بواسطة غاز الأعصاب البلوتونيوم، والذي طورته روسيا.

قد يعجبك ايضا