نهاية الدولة السعودية الثالثة!!

 

عبدالله الاحمدي

ترى من سيكتب الفصل الأخير في نهاية الدولة السعودية الثالثة؟ الأتراك – كما جرت العادة – ام على يد أبو يمن هذه المرة ؟!
الأتراك اسقطوا الدولة السعودية الوهابية مرتين؛ المرة الأولى في العام 1818 م والمرة الثانية في العام 1871 م. في 11 سبتمبر من العام 1818 م استولى فيلق عسكري عثماني مؤلف من جنود أتراك وألبان على العاصمة الوهابية الدرعية، واقتاد الأتراك بقيادة إبراهيم بن محمد علي باشا الملك عبدالله بن سعود جد الملك سلمان الحالي، اقتادوه بالسلاسل إلى اسطنبول، وعرض أمام الحشود المبتهجة خارج مسجد أيا صوفيا، ثم قطع رأسه وسط الألعاب النارية الاحتفالية، ثم علقت جثته مع رأسه المقطوع لمدة ثلاثة أيام.
أما قرن الشيطان محمد بن عبدالوهاب فقد أرسل إلى سوق اسطنبول لتقطع رأسه كذلك. وبذلك أفلت شمس الدولة السعودية الأولى.
وفي أواخر العام 1871 م تم تدمير الدولة السعودية الثانية بغزو عسكري عثماني تحرك من خلاله العثمانيون إلى جنوب الخليج العربي وبذلك انتهت الدولة السعودية الثانية.
ومن هنا تأكد للهالك عبد العزيز السعودي انه لا يمكن ان يقيم دولة في نجد والحجاز الا بالتحالف مع اليهود والنصارى، ولذلك قدم خدمات جليلة لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى، وحارب ضد الدولة التركية تحت قيادة ضابط المخابرات برسي كوكس، ولورانس العرب، ووقع على وثيقة إعطاء فلسطين لليهود، وتعهد خطيا انه لن يخرج عن طاعة بريطانيا، حتى تقوم الساعة. وبذلك ضمن قيام الدولة السعودية الثالثة بإسقاط حكم آل رشيد، بعد هزيمة الخلافة التركية.
في 2002 م أمر الهالك فهد بن عبد العزيز بهدم قلعة اجياد التي تعتبر إحدى معالم مكة المكرمة، ويعتبرها الأتراك جزءاً من بقايا وجودهم في الحجاز، لذلك احتجوا على ذلك الهدم.
بين الأتراك وآل سعود صراع حافل بالمرارات منذ ظهور قرن الشيطان ابن عبد الوهاب. كما ان هناك صراعا بين الإسلام السني الذي يتزعمه الاتراك ( الأخوان ) وبين الإسلام الوهابي الذي يتزعمه آل سعود وخدمهم آل الشيخ على زعامة العالم الاسلامي السني.
وإذا كان دم جمال خاشقجي ذي الأصول التركية قد أيقظ غبن ومطامع الأتراك في زعامة العالم الإسلامي، وإحياء الخلافة العثمانية، فإن لليمنيين ثأرات متسلسلة لدى عصابة بني سعود المجرمة عبر اعتداءات متكررة؛ ابتداء من مجزرة الحجاج في وادي تنومة ( 3000) حاج قتلهم عبد العزيز السعودي في العام 1923 م مرورا بعدوان 1934 م واحتلال أراضي جيزان ونجران وعسير، ثم حرب الستينات وفرض الوصاية على اليمنيين وقتل زعمائهم، وليس أخيرا بعدوان التحالف الذي تقوده هذه العصابة الفاشية والذي دمر الحجر والشجر وقتل الحيوان قبل البشر.
استغل الأتراك مقتل خاشقجي ففتحوا النار على بعض المسؤولين في مملكة بني سعود، واستطاعوا ان يعولموا هذه القضية لتصبح قضية رأي عام دولي، وتلقف الغرب، وبالذات إدارة ترامب هذه القضية لابتزاز المملكة وتسجيل أهداف في مرماها.
استطاع الأتراك تعرية النظام السعودي، وإظهاره بمظهر العصابة التي تتصرف خارج كل الأنظمة والقيم.
حتى الآن يتعامل الاتراك مع قضية خاشقجي بحرفية عالية، ولم يفتحوا النار على كل النظام في المملكة. في مقابل ذلك يظهر النظام السعودي غباء فاضحا تجاه هذه القضية، ويمارس أكاذيب مفضوحة تزيده تورطا في الجريمة، وتجرده من صفة الدولة، وتحيله إلى كونه عصابة تقتل خارج القانون.
كل تصرفات مملكة بني سعود حيال هذه القضية لا تقيم وزنا للعدالة، وهذا اوجد فرصة للأتراك، وكثير من الدول والمنظمات الحقوقية لاتخاذ موقف من المملكة.
من المؤكد ان قضية خاشقجي ستذهب إلى محكمة دولية، والى جانبها ستبرز قضايا أخرى، مثل جرائم الحرب في اليمن، وقضايا الإرهاب، وقضية 11 سبتمبر الجاهزة في ملفات واشنطن. وستكون تلك بداية لمحاكمة النظام ومسؤوليه في المملكة.
ومن هذه النقطة سيتم فرض العقوبات على المملكة، وسيتم عزلها، والحظر على ودائعها في البنوك. وهنا سيبدأ فصل جديد في التعامل مع هذا النظام الدموي.
الأوضاع الداخلية في المملكة ليست متماسكة، فهناك الكثير من المعارضين، وبالذات الشيعة في الشرق والجنوب الذين يحملون مظلومية كبيرة منذ عشرات السنين.ً وهناك رجال الدين الوهابي الذين تم إقصاؤهم من مجالهم ويقبع الكثير منهم في السجون، وهناك الجماعات الليبرالية والمرأة.
أما في الخارج فقد صنعت لها المملكة أعداء كثر يحيطون بها من كل جانب.
بالنسبة للأتراك سيكون دورهم هو استخدام جماعات الأخوان، ودولة قطر. أما الشيعة فهم أصحاب المظلومية الكبرى فسيهبون من كل مكان لإسقاط نظام القهر السعودي الذي استباح دماء المسلمين، وخاصة في مواسم الحج.
اليمنيون أصحاب المظلومية الأكبر قد بدأوا مقارعة همجية بني سعود، وهم الآن على الحدود الجنوبية، وقد اسقطوا الكثير من المناطق المحتلة في جيزان ونجران وعسير.
الغرب سيتخلى عن نظام، بني سعود، لأنهم أصبحوا ورقة حارقة، وسيتعامل مع من يضمن له مصالحه، وجماعات المعارضة جاهزة في لندن وواشنطن وكل أوروبا، وحتى في كندا. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وإن غدا لناظره قريب.

قد يعجبك ايضا