حذاء في وجه الوزير الخائن

 

عبدالفتاح علي البنوس

قلناها مرارا وتكرارا بأن العميل الخائن لا وزن له ولا قيمة ، ومهما قدم من تنازلات ومهما أظهر من عمالة وانبطاح وسقوط ، فإنه يظل محتقرا مهانا حتى في عيون من ارتهن لهم ، وباع نفسه ووطنه وشعبه من أجلهم وفي سبيل الحصول على رضاهم وثقتهم ، فالقاعدة التي يؤمن بها هؤلاء تقول بأن من خان مرة ، سيخون ألف مرة ، ومن باع من اشتروه وأكرموه ورفعوا من شأنه ، ومكنوه من الوصول إلى منصب وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ الوطني على حساب كفاءات وقيادات إعلامية بارزة ، كانت لهم وما تزال مواقف تشرئب لها الأعناق في مواجهة العدوان وتعزيز روح الصمود والثبات ، وفضح أكاذيب وافتراءات قوى العدوان ، وبينهم من قاتلوا في الجبهات وشاركوا أبطال الجيش واللجان الشعبية ملاحم البطولة والتضحية والفداء في أكثر من جبهة ، من السهل والهين عنده أن يبيع خلانه وأحباءه الجدد ، مهما تظاهر لهم بالولاء ، ومهما حاول ادعاء الإخلاص والولاء ، وأقرب شاهد على ذلك ما لحق بالخائن العميل المرتزق الجديد عبدالسلام جابر الذي أعلن من سفارة الدنبوع بالرياض انشقاقه وتمرده على الدولة والنظام الذي منحه الكرامة والعزة والمكانة الرفيعة التي لا يمكن أن يحصل على مثيل لها في أي مكان على وجه المعمورة فكان الجزاء من جنس العمل ، فكانت الحذاء هي الهدية التي تليق بمقامه ، والتي أهداها له أحد الصحفيين مباشرة وعلى الهواء في المؤتمر الصحفي الذي عقده في السفارة الدنبوعية لإعلان تمرده وانقلابه الذي ظن بأنه سيمنحه المكانة العالية والموقع المرموق ضمن حكومة الفنادق وشرعية الدنابيع ، وإذا به يحصل فقط على حذاء في وجهه ، حذاء مرغت سمعته ومكانته في الوحل ، وجعلته يدفع مقدم ثمن الخيانة ، وما يزال بانتظاره الكثير والكثير من المفاجآت التي ستجعله يندم ألف مرة على إقدامه على ارتكاب هذه الحماقة الكبرى .
بالمختصر المفيد، على الخائن المرتزق عبدالسلام جابر من الآن أن يتوقع الصفعات الواحدة تلو الأخرى ، مادام قبل على نفسه الإهانة والمذلة والاحتقار ، والتحول من نعيم الحرية إلى جحيم الاستعباد والاستبداد والوصاية والتبعية التي تجعل منه مجرد ممسحة بيد أسياده من السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهم من الأحذية والقباقيب الذين باعوا الوطن والشعب من أجل مكاسب ومصالح رخيصة ومبتذلة ، وأجدها فرصة للتأكيد على أن الهاربين من العزة إلى المهانة لا يليق بالوطن أن يكونوا من صفوته المخلصين والأوفياء له والمنتمين له والمدافعين عنه ، وهي نعمة أن يتطهر الوطن منهم في هذه المرحلة ، فالوطن لا ينتصر بالخونة والمرتزقة والعملاء .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا