الكابتن حسين مسعد والكأس الفارغ

 

حسن الوريث

حسين مسعد الكميم “الشهير بـ”حسين مسعد” اسم لا أعتقد أن الكثير من الرياضيين مازالوا يتذكرونه رغم انه كان من أبرز نجوم كرة القدم اليمنية لاعباً ومدرباً وتخرج على يده نجوم حفروا أسماءهم في ذاكرة كرة القدم اليمنية، بينما لم يعد يتذكر الناس اسم حسين مسعد إلا فيما ندر وهذه هي مشكلتنا التي نعاني منها فذاكرتنا الرياضية ما تزال مثقوبة والثقب يزداد يوماً بعد يوم وسيأتي يوم لا نجد فيه من تاريخنا الرياضي سوى ما تجود به علينا بقايا قصاصات هنا وهناك.
حسين مسعد التقيته مصادفة في ميدان التحرير برفقة الحكم الدولي كمال الغيل الذي عرفني عليه وبدأ يسرد بعضاً من حكايته وتاريخه الرياضي مع زملائه في السبعينيات من القرن الماضي عندما كان لاعباً في كل من الطليعة والصحة من تعز وشعب صنعاء ثم حين أصبح مدرباً للناشئين في ذلك الوقت وسرد لي أسماء نجوم تدربوا على يده وحكايته التي تحتاج فعلاً إلى توثيق مثله مثل غيره من نجوم اليمن الذين مات الكثير منهم دون أن يذكرهم احد أو حتى يجدوا لفتة من الجهات المعنية على مدى السنوات الماضية ويبقى اهتمامنا محصوراً في أمور أخرى.
تحدثت معه في بعض التفاصيل عن تاريخ كرة القدم اليمنية وبعض نجومها الذين لم يعد احد يتذكرهم لأننا نفتقد إلى عنصر مهم جدا وهو توثيق الأحداث الرياضية بشكل علمي ومهني ويبقى التوثيق فردي للبعض كما يفعل الكابتن حسين طنطن الذي بدأ بمحاولة إصدار كتيب يوثق فيه جزء من تاريخ الرياضية اليمنية وربما أنها تعثرت لأسباب عديدة أهمها عدم وجود قطاع أو إدارة في وزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية تعنى بالتوثيق مع استثناء بسيط للنادي الأهلي بصنعاء مع مشروع متحف النادي الذي مازال بحاجة للمزيد من الدعم والتنظيم لكن في الغالب الأعم بأننا نفتقد إلى من يوثق لنا تاريخنا الرياضي وحكايات النجوم ومنهم نجم زاويتنا هذه حسين مسعد الكميم.
حسين مسعد الذي يعيش أوضاعاً صعبة لا تتناسب مع كونه كان أحد نجوم الرياضة اليمنية حكى لي أنه تم استدعاؤه لحضور إحدى المباريات قبل أكثر من ستة أشهر وفي نهاية المباراة تم تكريمه بكـأس لكن هذا الكأس كان فارغاً على حد تعبيره والذي فهمته أنا من كلامه انه كان يتوقع أن يكون مع الكأس تكريماً مادياً لمساعدته على التغلب على أوضاعه الصعبة التي يعيشها وهذه نقطة ربما لم يلتفت إليها أحد حيث يتم استدعاء نجم رياضي كبير لتكريمه بشهادة ورقية أو كـأس فقط وفي نهاية المطاف يخرج من التكريم للبحث عن مواصلات للعودة إلى منزله بينما كما حصل في يوم من الأيام مع النجم الكبير أحمد زايد بعد تكريمه الشهير عقب فوزه بالميدالية الذهبية في البطولة العربية للألعاب الرياضية التي أقيمت في المغرب وخرج من حفل التكريم ليبحث عن سيارة تنقله إلى منزله بينما خرج المسؤولين كل بسيارته الفارهة دون أن يلتفت أحد منهم للنجم وربما أن البعض منهم استلم مقابل حضوره التكريم أكثر مما حصل عليه النجم احمد زايد.
أريد هنا ومن خلال حديثي عن النجم حسين مسعد أن أنبه إلى شيئين مهمين أولهما ضرورة الاهتمام بنجوم الرياضة القدامى الذين قدموا الكثير والكثير للبلاد ومن الواجب أن يجدوا تكريماً يليق بما قدموه وهذه رسالة إلى رابطة نجوم الرياضة اليمنية ورئيسها الكابتن القدير نصر الجرادي أما النقطة الثانية فهي موضوع التوثيق الرياضي وسد ثقب ذاكرتنا الرياضية وتشجيع مبادرات التوثيق التي بدأت سواء فردية أو جماعية وختاماً سأقول لكم بأن الشهادة الورقية والكأس الفارغة لا تكفي للتكريم ولنبدأ من تكريم الكابتن حسين مسعد الكميم وبالطريقة الصحيحة.

 

قد يعجبك ايضا