مصير الحديدة .. !!!

 

حمير العزكي

يحاول تحالف العدوان ومرتزقته وأبواقه الإعلامية تصوير معركة الحديدة على أنها معركة في مواجهة الكهنوت الحوثي في سبيل التحرر من ظلمه واستبداده وعلى أن هذه المعركة في حال تحقيق أي تقدم للتحالف ومرتزقته ستشكل ضربة موجعة قاسية قاصمة لظهر الحوثي ومليشياته المتوحشة !!!؟
فمن الخاسر حقا في هذه المعركة ؟؟!!!!
إن حسمت المعركة لصالح التحالف ومرتزقته وهذا حسب المعطيات الميدانية مستبعد جدا فالخسارة ستكون موزعة على النحو التالي
الخاسر الأول والأكبر هم أبناء الحديدة الشرفاء الذين سيفقدون الأمن والأمان والحرية وسيخضعون لسلطات احتلال ساقطة أخلاقيا تحكمهم بأحذيتها من المرتزقة!!
والخاسر الثاني هم المليشيات الجنوبية التي ساقت إلى مذابح الموت الألوف المؤلفة من الجنوبيين لتجد نفسها خارج اللعبة مسروقة التضحيات والأمور مسلمة إلى يد غيرها بلاقرار لها ولا خيار !!
والخاسر الثالث التحالف الذي انكمشت فرقعات أهدافه من السيطرة على كل الأراضي اليمنية إلى السيطرة على الحديدة كانتصار يحقظ ماء الوجه ويبدأ من خلاله التفاوض لإيقاف العدوان وقد ضمن قاعدة انطلاق لمرتزقته الجدد العفافيش وقد رفض كل مرتزقته القدامى استيعابهم !!!
فما حقيقة ما سيخسره الحوثي لو سقطت الحديدة!!!؟
لا أعتقد أن الحوثي كجماعة سيخسر الكثير لو سقطت الحديدة لأن عمقه الاستراتيجي وخزان أمداده البشري مازال وسيظل بعيدا عن أحلام السيطرة الأمريكية السعودية ولمسافات تحتاج قرونا لقطعها !!!
لن يخسر الحوثي باعتباره المكون السياسي الرئيسي والأساسي للسلطة في صنعاء فلسا واحدا من الموارد المالية القانونية المستحقة لخزينة الدولة ولن يحتاج لأكثر من نقطة تحصيل لتلك الموارد !!!
لن يخسر الحوثي في اطار حاضنته الشعبية شيئا بل ستنزاح عن كاهله الاشاعات التي يروجها العدو ضده بخصوص سيطرة الحوثي على ميناء الحديدة وحصاره وتجويعه للشعب من خلاله !!!!
لن يخسر الحوثي شيئا يذكر أكثر مما سيخسره اليمنيون الأحرار في كل اليمن بطولها وعرضها من سقوط بعض أراضيهم المقدسة الطاهرة في تكوينهم الوجداني تحت نير الاحتلال وسيتشارك الجميع الشعور بالغضب لاحتلال جزء من وطنهم وانتهاك حرمات ابناء شعبهم وسيترجمون ذلك الغضب إلى التزام وتعهد بالسعي لتحريرها .
ولكن ….
ما الذي استفاده الحوثي ومعه كافة اليمنيين الاحرار حتى لوسقطت الحديدة !!!؟؟؟
استفاد أنه خاض ببسالة وشجاعة معركة التحرر الوطني واستحق عليها الخلود في تاريخ الشموخ والكبرياء
واستفاد أنه نال اسمى أوسمة البطولة والفداء وقدم ازكى التضحيات في طريق الحرية والسيادة والاستقلال
واستفاد أنه أثبت للعالم أن ارادة اليمني لايمكن أن تقهر ولا أن تكسر وأنه بإيمانه بالله واعتماده عليه قادر على صنع المعجزات والإنجازات في أزمنة الخضوع والانبطاح .

قد يعجبك ايضا