نيران الجحيم تفتح أبوابها على خامس أقوى اقتصاد في العالم

 

كاليفورنيا/
تشهد ولاية “كاليفورنيا” الأمريكية منذ أكثر من أسبوع حرائق كبيرة وعظيمة لم يسبق لها مثيل ولقد أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن جهود السلطات الأمريكية فشلت فشلاً ذريعاً في وقف هذه الحرائق حتى الآن ولفتت تلك المصادر إلى أن هذه الحرائق انتشرت بشكل مخيف لدرجة أنه تم وصفها بأنها أكبر الحرائق التي حدثت خلال المئة عام الماضية ولهذا فلقد قامت السلطات الأمريكية بإرسال أكثر من أربعة آلاف من رجال الإطفاء للسيطرة وإطفاء هذه الحرائق التي انتشرت بشكل سريع فيما يقرب من 570 كيلو متراً مربعاً داخل مناطق شمال ولاية “كاليفورنيا”، ووفقاً لما ذكرته إدارة الإطفاء الحكومية، فلقد تمكّن رجال الإطفاء خلال الأيام القليلة الماضية من تقليل سرعة انتشار ألسنة اللهب في المناطق المأهولة بالسكان ولفتت تلك الإدارة إلى أنه لا يوجد أي أمل للسيطرة وإخماد تلك الحرائق خلال الأيام العشرة القادمة.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء “سي إن إن” الأمريكية، بأن عدد الوفيات ارتفع ووصل حتى الآن إلى 63 شخصاً ووصل عدد المفقودين إلى 631 شخصاً، ولفتت تلك الوكالة إلى أن المفقودين على الأغلب هم من المسنين والمعوقين الذين لم يستطيعوا الهرب من هذه الحرائق وإنقاذ حياتهم، وأعربت تلك الوكالة أن عدد الأشخاص الذين تركوا منازلهم وفرّوا من تلك الحرائق وصل إلى أكثر من 250 ألف شخص، وبالإضافة إلى ذلك أعلنت السلطات المحلية في هذه الولاية الأمريكية عن انتشار فيروس قاتل في مخيمات اللاجئين الذين فرّوا من جحيم تلك الحرائق، لكن المسؤولين في البيت الأبيض لم يبالوا بهذا الفيروس الذي يسبب القيء والغثيان والإسهال للاجئين القاطنين في تلك المخيمات، وأشارت تلك الوكالة الإخبارية إلى أن الحرائق التهمت بشكل كلي مدينة “بارادايس” الواقعة شمال ولاية “كاليفورنيا”، وأضافت بأن الخبراء لا يزالون يبحثون عن جثث الضحايا بين رماد الحرائق وبقايا المدينة.
الخسائر المالية الكبيرة التي تعرّض لها أكبر خامس اقتصاد في العالم
كل عام تحدث حرائق عظيمة في ولاية “كاليفورنيا” الأمريكية وهذا الأمر يتسبب في حدوث خسائر مادية كبيرة وعظيمة لاقتصاد هذه الولاية التي تحظى بأكبر اقتصاد في أمريكا وخامس أكبر اقتصاد في العالم ويبلغ عدد سكان هذه الولاية الأمريكية حوالي 40 مليون نسمة، ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي حوالي 2.8 تريليون دولار سنوياً، وهنا تشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن مكتب الغابات والوقاية من الحرائق في ولاية “كاليفورنيا”، إلى أنه في عام 2018، حدث ما يقرب من 7579 حريقاً في هذه الولاية، التهم “6750” كيلو متراً من الأراضي ولقد بلغت الخسائر المالية لهذه الحرائق بالفعل 2.975 مليار دولار.
الجدير بالذكر هنا، بأن ولاية “كاليفورنيا” الأمريكية تمتلك أعلى معدلات الفقر والتمييز الطبقي والعنصري في أمريكا والتكلفة المعيشة في هذه الولاية مرتفعة جداً مقارنة بباقي الولايات الأخرى ومن جهة أخرى يتمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الحكومة الأمريكية في هذه الولاية، في زيادة تكاليف السكن والإيجارات ولهذا فلقد أطلق الحاكم الجديد لهذه الولاية “غافن نيوسوم”، العديد من الوعود ببناء ثلاثة ملايين ونصف منزل سكني بحلول عام 2025 ووفقاً لمدير الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، “بورك لانج”، فلقد دمّرت الحرائق أكثر من 12500 منزل خلال الأيام القليلة الماضية، ولفت “لانج” قائلاً: “سيستغرق الأمر سنوات لاستكمال البنية التحتية في مناطق مكافحة الحرائق واستعادة الناس لحياتهم الطبيعية”.
لقد تسببت تلك الحرائق إلى إلحاق أضرار بمليارات الدولارات لشركة “باسيفيك للغاز” وشركة الكهرباء التي اعتبرهما الكثير من الناس بأنهما المقصرتان والمسببتان لنشوب مثل هذه الحرائق كل عام في هذه الولاية الأمريكية وهذا الأمر أدّى إلى خسارة هاتين الشركتين لأكثر من 20 في المئة من أسهمها السوقية خلال الأيام الماضية.
الحرائق أداة الرئيس “ترامب” لمهاجمة الديمقراطيين
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس “دونالد ترامب” سيتوجه إلى ولاية “كاليفورنيا” اليوم السبت للاجتماع مع عدد من عائلات ضحايا تلك الحرائق التي انتشرت بشكل سريع وتسببت في وقوع الكثير من الوفيات والجرحى وذلك بطلب من حاكم ولاية كاليفورنيا، فلقد أعلن الرئيس “ترامب”، بأن حرائق ولاية “كاليفورنيا” تعتبر كارثة وطنية، ونتيجة لذلك، سيتم تخصيص الكثير من أموال الحكومة الاتحادية للتعامل مع هذه الفاجعة وللتعويض عن الأضرار التي شهدتها هذه الولاية وساكنوها.
وفي حين أعلن المسؤولون المحليون في هذه الولاية أن الغطاء النباتي الجاف والظروف الجوية والمناخية هي التي تسببت في انتشار تلك الحرائق بشكل سريع، إلا أن الرئيس “ترامب”، أعتبر بأن السبب الرئيسي لنشوب وانتشار مثل هذه الحرائق يعود إلى عدم كفاءة السلطات المحلية في هذه الولاية ولهذا فلقد هدد الرئيس “ترامب” بقطع الميزانية عن هذه الولاية، حيث قال على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” :”عالجوا هذا الآن وإلا لن تحصلوا على مزيد من الأموال الفدرالية”، وهذه التصريحات دفعت برئيس منظمة عناصر الإطفاء المحترفين في كاليفورنيا “برايان رايس” إلى التنديد بتغريدة الرئيس “ترامب” واعتبارها بأنها مبنية على معلومات خاطئة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن تصريحات وتهديدات “ترامب” هذه جاءت في الوقت الذي فاز فيه “غافن نيوسوم” المحسوب على الحزب الديمقراطي كمحافظ لولاية “كاليفورنيا” خلال انتخابات الكونغرس النصفية الأخيرة والذي سيبدأ في يناير 2019 عمله كمحافظ لهذه الولاية.

قد يعجبك ايضا