الحديدة.. أجواء روحانية ودينية تبهج النفوس

 

■ شخصيات دينية واجتماعية لـ«الثورة» : التصعيد العسكري لقوى العدوان لن يثنينا عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

تعيش محافظة الحديدة هذه الايام أجواء روحانية ودينية بمناسبة المولد النبوي الشريف الذي يصادف غداً الثلاثاء 12 ربيع الأول 1440هـ.
ويمثل المولد النبوي الشريف لدى سكان محافظة الحديدة مناسبة دينية واجتماعية اعتادوا على إحيائها كل عام وترتبط بعاداتهم وتقاليدهم ، والذين لازالوا يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم لإحياء هذه المناسبة الدينية بطقوس وعادات وابتهاجات تثلج الصدور رغم التصعيد العسكري من قبل دول العدوان لتعكير الاجواء واقلاق السكينة العامة ..
صحيفة ( الثورة ) أجرت جولة سريعة في محافظة الحديدة لمعرفة انطباعات أبناء المحافظة بهذه المناسبة العظيمة واستعدادهم للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف « أمبهجة « وكيف يقضون هذه الليلة المباركة في الأسطر التالية :

الحديدة / غمدان أبوعلي

* البداية كانت مع الاخ / محمد الأهدل شخصية اجتماعية من ابناء محافظة الحديدة والذي عبر عن سعادته بهذه المناسبة الدينية المباركة بالقول : نحن نعيش هذه الايام المباركة ذكرى المولد النبوي الشريف ذكرى ولادة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الذكرى العزيزة والغالية على قلوبنا جميعا» والتي يحاول البعض ان يشوهها بأنها بدعة وانه لا يصح الاحتفال بها كما يروج لها أعداء الدين واعداء الاسلام وخدام وأزلام اليهود في حين ان الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يعتبر عيد الأعياد وعيد جميع المسلمين .. بل انه يعتبر عيد ميلاد سيد الاولين والآخرين وعيد الرسالة النبوية الشريفة ..
وأضاف الأهدل: يأتي الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف هذه الايام في ظل ما تقوم به دول العدوان السعودي الامريكي الاماراتي من عدوان غاشم على بلادنا وعلى محافظة الحديدة على وجة الخصوص ويسعى من خلاله إلى ابعادنا عن التزود بتعاليم ومبادئ وحياة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم لكن الله سبحانه وتعالى أتم نوره ولو كره الكافرون فهو من اخرج الناس من الظلمات إلى النور مهما عمل العدوان ومهما عمل اليهود فينا والنصارى وأزلامهم لإبعادنا عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهذا محال ولن يستطيعوا اطلاقا» ..
* من جانبه يرى الشيخ ابراهيم واصل ،إمام جامع، بأن ذكرى المولد النبوي الشريف تعتبر ذكرى لكل المسلمين وهي اعظم ذكرى تحل على هذه الامة كيف لا وهو مولد الأمة والبشرية ومولد اطهر البشر فعلينا ان نحتفل ونحشد للاحتفال بمولد النور والهداية بمولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
ويضيف بأن ذكرى المولد النبوي الشريف من أعظم وأهم الذكريات التي يجب الاحتفاء بها وإحياؤها لأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي انقذ البشرية من الضلالة إلى النور وهو الذي جعل الناس كلهم أمة واحدة وبالتالي فإن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف اقل ما يمكن ان نقدمه للتعبير عن حبنا ووفائنا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم..
بدوره يؤكد الدكتور / محمد النظاري، دكتور جامعي ،من أبناء الحديدة قائلاً: إن للحديدة وسكانها علاقة ارتباطية وثيقة بليلة المولد النبوي الشريف ، فمنذ عرفت نفسي وأنا أجد الناس يبتهجون ويحتفلون بهذه المناسبة الدينية العظيمة التي تبهج النفوس ..
وأضاف النظاري: كنا ونحن أطفال كبقية الأطفال ننتظر الكسوة الجديدة التي يشتريها آباؤنا لنا، حيث تعد ليلة المولد النبوي عيدا» يزدان باللبس الجديد وذهاب الأطفال إلى الحدائق العامة وتلك التي تقام خصيصا» للمولد النبوي الشريف أولها بجوار مدرسة خولة بنت الازور (الصديقية) والثانية بجوار مدرسة النور (المشرع) وبين المساحتين يتنقل الأطفال على العربات التي تجرها الحمير وهم يرددون الأهازيج المعبرة عن فرحتهم.
أما بالنسبة للكبار فإنهم يخففون تعاطي القات في ذلك النهار استعداداً لما يعرف بالسمرة ، ويذهبون للمساجد وعلى رأسها الجامع الكبير بحارة السور، لسماع العظات عن السيرة العطرة للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن العادات التي لازالت متأصلة منذ القدم حتى الآن في محافظة الحديدة ولازال ابناء الحديدة يتداولونها ،تخصيص الأسر عشاءً خاصاً بتلك الليلة بل و(تتحول وجبة الغذاء الرئيسية لعشاء) ويجتمع الاهل في بيت اكبرهم سنا وبعد تناول العشاء يجتمع الأهالي في البيوت أو المبارز (أماكن مخصصة لاجتماع يومي لأهل الحارة لتناول القات مع ذكر الله) وتتم قراءة سورة يس والمولد النبوي الشريف وتستمر الجلسة حتى ساعات الصباح الاولى وسط حضور المنشدين .
ويستطرد النظاري قائلا: لازالت هذه الطقوس موجودة حتى اليوم وان كانت الحالة الاقتصادية قلصتها إلى حد ما، ولكن لم يمنع ذلك إطلاقا من مواصلة نفس الطقوس التي تميز محافظة الحديدة وبقية مدن ريفها عن بقية المحافظات نظرا للحضور الصوفي اللافت بين سكانها.
لهذا فإن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الحديدة ليس وليد هذه الفترة بل هو من العادات الأصيلة المتجذرة التي تميز السكان اظهارا لمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وفي الحديدة يقيمون الموالد (قراءة المولدة مع القيام للحضرة) باستمرار في الأحزان والأفراح على حد سواء.
وعن عظمة هذه المناسبة يقول الشيخ سليمان محمد الفقيه مدير عام مكتب الاوقاف والارشاد في محافظة الحديدة بأن عظمة هذه الليلة المباركة لها تأثير عظيم في اوساط المجتمع عامة والمجاهدين خاصة في بث روح الجهاد والذود عن حرمات وخيرات الوطن وخاصة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان باعثا لروح الجهاد في قلوب أصحابه.. فتتجلى عظمته في قلوب محبيه والمحتفلين به قولا وفعلا وعملا ومظهرا يعقبها انتصارات عظيمة ودحر للغزاة وانكسار لقوى الكفر والطاغوت والاستكبار ..
وأضاف الفقيه :أن مكتب الاوقاف والارشاد بمحافظة الحديدة قد استعد منذ وقت مبكر للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية العظيمة حيث اعد برنامج عمل سيتخللها العديد من الفعاليات والمحاضرات والدروس والوعظ عن عظمة هذه الليلة وأهمية الاحتفال بهذه الليلة المباركة الى جانب صيانة وترميم عدد من المساجد والقباب وتزيينها باللون الاخضر الى جانب ترشيح قافلة ارشادية تتخرك في اوساط المجتمع والمساجد والمقايل والمدارس والجامعات والمعاهد للتوعية بأهمية هذا المولد العظيم والاحتفاء به وتعميم خطبة كاملة حول اهمية الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف لكل مساجد المحافظة ومنع اي جامع يعارض خلاف ذلك الى جانب اقامة الندوات الفكرية والثقافية الاخرى ..
والرسالة التي نود ان نبعثها لقوى العدوان هي :انكم أيها المعتدون معتصمون بحبل امريكا واسرائيل ونحن وجيشنا ولجاننا وكافة ابناء اليمن الواحد معتصمون ومستمسكون بحبل الله ونهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورهاناتكم خاسرة مذمومة مخذولة على الحديدة او غيرها فسترون ما يغيظكم ويكسر شوكتكم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..
من جانبه يقول الأخ نزار أحمد.. سعيد باننا نحن اليمنيين سنحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف أطهر بشر على الامة الاسلامية فهي مناسبة عظيمة تذكرنا بخير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ..
ويفترض علينا أن نحتفل بهذه المناسبة لأنها مناسبة تخص الاسلام والمسلمين وترسخ فينا حب التسامح والاخاء ومبادئ الاسلام لنكون على كلمة سواء لنصرة الاسلام والمسلمين ولمواجهة الظلم والغطرسة التي تقوم بها دول تحالف والعدوان..
من جانبه يقول الدكتور هشام محمد الجنيد إن أعظم الاحتفالات والمناسبات والأعياد على الإطلاق هو الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الإمام وهو القائد المثالي، وهو القدوة والرحمة وإيماننا برسول الله هو تجسيد لطاعتنا وإيماننا بالله وجميع الرسل والأنبياء، وهو تجسيد لانقيادنا واقتدائنا بمنهجية رسول الله محمد ابن عبدالله عليه وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين أفضل الصلاة والسلام، انقيادنا بمنهجية رسول الله، تعني طاعتنا والتزامنا بالسير على منهج الصراط المستقيم (القرآن الكريم) والأحاديث النبوية الشريفة.
وأضاف: أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، هو تجسيد لإيماننا بوجوب الحفاظ على الدين الإسلامي ونصرته، وهو تجسيد وتعبير عن وحدتنا وقوتنا وعزتنا وإبائنا وكرامتنا. فكيف نحتفل بعيد ميلادنا وميلاد أولادنا ولا نحتفل بالمولد النبوي؟! . ومنزلة ومكانة النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المنتجبين أفضل من نفوسنا. وأساس هذا الإخلاص والحب هو نتاج عن الإيمان بسيد الأنبياء والمرسلين … ومن لا يملأ قلوبهم هذا الإيمان ويدركون أهمية ومكانة النبي, وفي نظرهم الاحتفال بمولده بدعة, فهم حتماً منافقون وظالمون ومارقون.
ويضيف الجنيد :إن مكانة وعظمة النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام لم تدرس وفقاً لمضمون القرآن الكريم، بل أضيفت قصص ومواقف افتراءً وكذباً على نبي الله تتنافى قطعياً مع أخلاقه وعظمته ومكانته. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تساهل وتغاضي النظام السياسي السابق عن السير بمنهجية القرآن الكريم. وبالتالي إخفاء الأهمية والدرجة العظيمة العالية لمكانة الرسول صلى الله عليه وعلى أصحابه الطيبين الطاهرين لأغراض نسيان وعدم اتباع منهجيته وسيرته. وهذا يعني عصيان تنفيذ أوامر الله. قال الله تعالى في سورة محمد (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) الآية (33). وعاقبة عصيان الله ورسوله هي الضلال، قال تعالى في سورة الأحزاب (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) الآية (36).. والأوضاع السياسية الاقتصادية والمالية والاجتماعية الناتجة عن مخلفات النظام السياسي السابق هي دليل قاطع على الضلالة التي تحيط بنا منذُ أكثر من (50) عاماً التي أبعدت عامة الناس عن السير على خطى ومنهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،المنهج القرآني والأحاديث النبوية الصحيحة المتوافقة مع القرآن الكريم.

قد يعجبك ايضا