وجهة نظر.. رسالة ودية لوزير الإعلام

 

حسن الوريث

اختفت الرياضة من على شاشات القنوات الفضائية اليمنية بشكل تام رغم أن الأنشطة الرياضية في بلادنا لم تتوقف تماماً والمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب مازالت تشارك في المسابقات الإقليمية والدولية والبعض منها يحقق نجاحات لا بأس بها ويفترض على الأقل أن يكون هناك مواكبة لها من قبل القنوات وخاصة أن منتخبنا الوطني لكرة القدم يستعد للمشاركة في نهائيات بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم في يناير القادم.
من قبل كان اهتمام القنوات المحلية بالرياضة مقبولاً إلى حد ما ولو انه لم يكن بالشكل المطلوب لكن الجميع كانوا يقولون شيء أفضل من لا شيء ولم يكن أحد يتوقع أن تختفي الرياضة تماماً من الخارطة البرامجية لهذه القنوات هكذا وبدون مقدمات أو أسباب منطقية، وفي اعتقادي أن هذا الغياب يعود إلى قصر النظر الموجود لدى المعنيين في هذه الأجهزة الإعلامية وعدم الفهم الكامل لديهم بأهمية الرياضة في حياة الشعوب ودور الإعلام في هذا الجانب لذلك تجد الرياضة في آخر اهتمامات الإعلام.
البعض يقول إن بلادنا تتعرض للعدوان وأن الوقت ليس وقت برامج رياضية وهذا المبرر مع احترامي لمن يطرحه لكنهم لا يعرفون أن استمرار الأنشطة الرياضة جزء من الصمود في مواجهة العدوان ولا يعون بأن الرياضة هي رسالة سلام ومحبة بين الشعوب كما أنها تعزز قيم المحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد وفي كل بلدان العالم يكون للرياضة مساحة لا بأس بها في كافة وسائل الإعلام ومنها القنوات التلفزيونية إلا في بلادنا اليمن، فالرياضة كانت شبه غائبة في القنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية لكنها الآن غابت تقريباً دون أي مبرر منطقي فكل الحجج التي نسمعها عن غياب الرياضة في القنوات المحلية لا يمكن أن تبرر هذا الغياب ولا يمكن أن يقتنع بها أحد وبالتالي، فهذا الغياب كما قلت بسبب عجز القائمين على الإعلام بشكل عام والقنوات التلفزيونية بشكل خاص عن الفهم والإدراك بأهمية الرياضة ودورها المحوري في صنع السلام والتقارب بين الشعوب وبأن ما تفرقه السياسة يمكن أن تجمعه الرياضة وهناك كثير من الأمثلة في العالم دليل واضح على ما نقول وفي اليمن اقرب مثل هو منتخبنا الوطني للناشئين الذي وحد الجميع وراءه من المهرة إلى صعدة وفي اعتقادي لو كانت هناك مواكبة إعلامية لما يحققه الشباب والرياضيون لكنا في غنى عن الكثير من الجهد لتحقيق التقارب والوصول إلى السلام الذي يعم الوطن.
هل يمكن أن يعيد المسؤولون على الإعلام النظر في هذه الأفكار القاصرة حول البرامج الرياضية وتكون هناك برامج رياضية في مختلف القنوات المحلية لنقل كافة الأحدث الرياضية المحلية والدولية والوقوف عند الإشكاليات التي تواجه الرياضة اليمنية وكيفية معالجتها من خلال استضافة المسؤولين والخبراء والرياضيين والمهتمين بالشأن الرياضي لتكون هذه البرامج متنفسا جديداً للرياضيين؟ والأكيد أن البرامج الرياضية ستسلط الضوء على جرائم العدوان الذي استهدف كل المقدرات والبنى التحتية والتي منها المنشآت الرياضية كما ستكون هذه البرامج هي صوت الرياضيين اليمنيين إلى دول العالم لشرح مظلوميتهم وتوصيل رسالتهم عبر هذه البرامج الرياضية وفي اعتقادي أن هذه البرامج لن تكلف القنوات الشيء الكثير وربما تستفيد منها إذا ما كان التسويق لها بشكل جيد بل أنها ستكون مصدراً من مصادر الدخل لهذه القنوات وهذه رسالة ودية إلى الأخ وزير الإعلام الجديد الأستاذ ضيف الله الشامي الذي أثق في أنه يتفهم أهمية وجود الرياضة في الإعلام انطلاقا مما طرحناه في هذه الزاوية.

قد يعجبك ايضا