مساع سعودية – اماراتية لتقويض أمن واستقرار المنطقة

 

لاشک بأن توجه السعودية والإمارات الأخير يشكل خطر كبيرا على استقرار المنطقة كما ان استعانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونظيره الإماراتي محمد بن زايد بجماعات ارهابية تربطها علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة، في الحرب ضد اليمن مكنت التنظيم الارهابي في بعض الأحيان من تعزيز قبضته على الأقاليم النائية شرق البلاد.
ونشر موقع “بلومبيرغ” الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الدور الخطير الذي تلعبه المملكة العربية السعودية والإمارات على استقرار المنطقة اليوم .
وأضاف الموقع أن أي شخص مطلع على تاريخ المنطقة الحديث، بما في ذلك حرب الولايات المتحدة في الثمانينيات في أفغانستان والحرب في كل من سوريا وليبيا، يدرك أن توجه السعودية والإمارات الأخير يشكل خطر كبيرا على استقرار المنطقة.
وكشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن ولي العهد السعودي محمدبن سلمان، ونظيره الإماراتي محمد بن زايد؛ مازالا يستعينان بجماعات تربطها علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة، في حربهما ضد اليمن.
وقالت الوكالة إن السعودية والإمارات عقدتا أحلافا مع جماعات مسلحة محلية لمحاربة الجيش واللجان الشعبية في اليمن، بما في ذلك أحلاف مع راديكاليين لهم صلات بتنظيم القاعدة.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن الحرب الدائر رحاها في اليمن؛ مكنت تنظيم القاعدة في بعض الأحيان من تعزيز قبضته على الأقاليم النائية شرق البلاد، ولعبت دورا رئيسيا في الاستيلاء على محافظات جنوبية.
اتفاقات سرية مع القاعدة في اليمن
وسبق أن كشف تحقيق استقصائي لوكالة أسوشييتد برس أن تحالف العدوان بقيادة السعودية عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة في اليمن، ودفع أموالا للتنظيم مقابل انسحاب مقاتليه من بعض المناطق في البلاد.
وأفاد التحقيق بأن فصائل مسلحة مدعومة من التحالف جندت مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن، وتم الاتفاق على انضمام 250 من عناصره لما يسمى قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا في محافظة أبين جنوب البلاد.
وقالت بلومبيرغ، إن اختيار التحالف الذي تقوده السعودية لحلفائه المتشددين في اليمن، قد ينتهي به الأمر إلى تدمير جهود السلام، خاصة مع الدعوات الدولية المتصاعدة، لوقف هذه الحرب المكلفة.
وذكرت بأن القيادي السلفي عادل عبده فاري، المعروف باسم أبي العباس، يفك لغز تحالفات السعودية مع القاعدة، حيث بدأ أبو العباس بتكوين مليشيا مسلحة له بدعم من السعودية، والإمارات، حيث كان مقاتلوه يرفعون الأعلام اليمنية والإماراتية على عرباتهم، وشاركوا في قتال الجيش اليمني واللجان الشعبية في مناطق بتعز، قبل أن تضعه أميركا ثم السعودية والإمارات على قائمة الإرهاب.
نظام ملكي آخر قاتل
وسبق نشر موقع “ذي أمريكان كونسرفاتيف” الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن أن جرائم السعودية العلنية تصرف نظر المجتمع الدولي عن الممارسات القمعية والتعسفية التي تنتهجها الإمارات العربية المتحدة على المستويين الداخلي والخارجي.
وقال الموقع إنه منذ مقتل جمال خاشقجي على يد فرقة قتل سعودية في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، غاب محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي وحليفه محمدبن سلمان ولي العهد السعودي، عن دائرة الضوء.
من الواضح أن المغامرة الإقليمية الكارثية لابن سلمان قد نجحت في حجب أعين واشنطن عن مسؤولية دولة الإمارات العربية المتحدة في المذبحة التي تعصف بالمنطقة. لكن، لا ينبغي أن تمضي الإمارات في طريقها دون محاسبة. وفي حال رفض البيت الأبيض محاسبتها على تقويض مصالح الولايات المتحدة، فيجب على الكونغرس أن يستخدم سلطته الدستورية للتدخل في ظل فراغ القيادة.
وأضاف الموقع أنه طوال فترة الحرب في اليمن، التي اندلعت منذ ثلاث سنوات ونصف، لم يختلف الإماراتيون عن السعوديين كثيرا في وحشيتهم وتهورهم.
ولا تعتبر الإمارات بريئة من الكارثة الإنسانية التي تحصل في اليمن. ففي الوقت الذي تسببت فيه العمليات الجوية للطيران السعودي في مقتل مدنيين أبرياء في قاعات الأفراح، والجنازات، والمنازل، والأسواق، والمدارس، والموانئ، مثل الهجوم العسكري الذي قادته دولة الإمارات في مدينة الحديدة كارثة إنسانية حقيقية. فقد أدى الهجوم إلى نزوح أكثر من 400 ألف يمني منذ يونيو الماضي، كما أدى القتال إلى تفاقم أزمة الغذاء والمجاعة في البلاد.
التدخل الإماراتي في ليبيا
وأفاد الموقع أن التدخل الإماراتي في ليبيا ساهم في تقويض السياسة الأمريكية وحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، حيث قدمت أبوظبي دعما عسكريا مكثفا لخليفة حفتر والجيش الوطني الليبي، في خطوة تعتبر انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ووفقا لمراقبين أممين في ليبيا، زودت الإمارات الجيش الوطني الليبي بمروحيات هجومية وناقلات جند مدرعة وعربات عسكرية أخرى.
علاوة على ذلك، أشارت تقارير إلى أن الطائرات المقاتلة الإماراتية تقدم دعما جويا لقوات خليفة حفتر. وقد ناقش مسؤولون إماراتيون، خلال الصيف الماضي، خطة لتصدير النفط الليبي عن طريق المؤسسة الوطنية للنفط الموازية شرق ليبيا من أجل زيادة الضغوطات على الولايات المتحدة وحكومة الوفاق الوطني. وباختصار، يمكن القول إن الإمارات تسببت في تعقيد الوضع أكثر في ليبيا، مما يجعل تحقيق الاستقرار هناك أمرا صعب المنال.
وفي سياق متصل جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي قال فيها “إنه لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة” كمحاولة لتبرئة بن سلمان من دم خاشقجي، كما أنها تؤكد حقيقة العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني. وهذا التأكيد الأمريكي لم يكن الأول من نوعه، فقد اعترف ترامب سابقا بوجود علاقات متينة بين السعودية والكيان الاسرائيلي، ففي أكتوبر الماضي قال ترامب إن السعودية حليف عظيم بالنسبة لامريكا، وأحد أكبر المستثمرين، وربما الأكبر، وساعدتنا كثيراً في دعم “إسرائيل” دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل وقتها بحسب موقع “كان” العبري.
محاولات مستميتة لتبرئة بن سلمان من دم خاشقجي
ويرى مراقبون أن الرئيس الأمريكي بهذه التصريحات قد وصف بكل صراحة واقع العلاقة بين السعودية والكيان الصهيوني، مؤكدين أن تلك التصريحات موجهة بالأساس لأعضاء الكونجرس الغاضبين بسبب اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، كما أنها تستدعي اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة لمؤازرته في محاولات تبرئة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من دم خاشقجي.
وقالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شدد على أهمية بقاء السعودية مستقرة في تعليقه على جريمة اغتيال خاشقجي. وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن السعودية و”إسرائيل” دخلتا منذ عام 2014 في اتصالات غير رسمية لدعم المصالح الاستراتيجية المشتركة بينهما.
أولى الدول العربية والأجرأ التي فتحت باب التطبيع الكامل مع الاحتلال
وتؤكد مصادر فلسطينية أن الرياض قدمت لـ “تل أبيب” ما لم تقدمه أي دولة عربية منذ سنوات طويلة. وأوضحت المصادر أن السعودية هي أولى الدول العربية والأجرأ التي فتحت باب التطبيع السياسي والعسكري والفني والثقافي مع الاحتلال على مصراعيه بشكل علني وأمام الجميع؛ بل أنقذتها من عزلتها حين وسَّعت- من خلال ضغوطها ونفوذها- الدائرة لتلحقها بقية الدول العربية، وعلى رأسها مصر والإمارات والبحرين.
وذكرت المصادر أن الرياض خلال سنوات تولي بن سلمان منصب ولي العهد قدَّمت الكثير من الخدمات السياسية المجانية لإسرائيل، ولعل أبرزها دعوات بن سلمان الصريحة للتعامل مع كيان الاحتلال كأمر واقع على الأرض، والتوجه إلى الحوار والسياسة بعيداً عن الخيارات الأخرى كالمقاومة.

قد يعجبك ايضا