ماضون على درب التحرر والاستقلال وسيبزغ فجر نوفمبر من جديد

منسق الجبهة الوطنية لمواجهة الغزو والاحتلال أحمد العليي لـ(الثورة) :

لقاء / مصطفى المنتصر
نبذل كافة الجهود والإمكانيات لمنع تدفق أبناء الجنوب المحتل الى المحارق التي يسوقهم اليها المرتزقة في الساحل وغيرها من الجبهات
ما تسمى بالشرعية كانت الشماعة الوحيدة التي مثلت مدخلا لشن العدوان على بلادنا اليمن ومكنت المحتل من نهب الثروات
مؤسف جدا اننا نحتفل بذكرى الـ30 من نوفمبر 1967م ولأربعة اعوام متتاليه وذلك الجزء العزيز من وطننا الكبير اليمن يخضع لاحتلال جديد أحدث واقعا لم يألفه الناس وقل نظيره في العالم من خلال الممارسات الوحشية والإجرامية التي يرتكبها المحتل في الشطر الجنوبي الشرقي من وطننا. هذا ما اشار اليه الاستاذ احمد العليي نائب وزير السياحة ومنسق الجبهة الوطنية لمواجهة الغزو والاحتلال في هذا الحوار مؤكدا ان ممارسات قوات الاحتلال الإماراتي الإجرامية في الأعوام الماضية قد كشفت لأبناء شعبنا اليمني في المحافظات المحتلة طبيعة الاحتلال وأهدافه القذرة مما ساهم ايضا في زيادة نسبة الوعي بدرجة كبيرة لدى المواطنين وتجلى ذلك في مواقفهم المناهضة لتواجد المحتل ..
إلى التفاصيل:
لو تطلع القارئ عن الجبهة الوطنية. لمواجهة الغزو والاحتلال وأهدافها ؟
– في البداية شكرا لكم على اتاحة هذه الفرصة والتحية موصولة لكل العاملين في صحيفة الثورة احدى وسائلنا الإعلامية الفاعلة ضمن برنامجنا الوطني للتصدي للعدوان وفضح أكاذيب إعلامه القذر .
عودة إلى سؤالكم الكريم أقول لقد مثلت اللحظات الاولى للعدوان الظالم على بلادنا اوائل العام 2015 م تحديا كبيرا للكثير من شرفاء الوطن عموما وابناء المحافظات الجنوبية خصوصا وهو أمر حرك مشاعر الحب والولاء لهذا الوطن العظيم وضرورة التحرك للدفاع عنه وعن سيادته واستقلاله بإعلان الكثير من الشخصيات الجنوبية سياسية واجتماعية وعسكرية رفضها للعدوان ما لبث ذلك الموقف أن ترجم إلى الواقع العملي بإشهار قيام الجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة العدوان والاحتلال اوائل العام 2016 م كإطار واسع ينضوي فيه كل ابناء المحافظات الجنوبية بكافة مشاربهم السياسية بهدف رئيسي هو مواجهة ذلك التحدي الخطير الذي يواجه اليمن ويهدد وحدته ويسعى الى تمزيق نسيجه الاجتماعي واحتلال جزء من اراضيه ونهب ثرواته والتصدي للعدوان والاحتلال .
ونحن نعيش الذكرى الـ51 للاستقلال ما هي قراءتكم للواقع الذي تعيشه المحافظات الجنوبية في ظل الاحتلال الجديد ؟
– مؤسف جدا اننا نحتفل بذكرى الـ30 من نوفمبر 1967م ولأربعة أعوام متتاليه وذلك الجزء العزيز من وطننا الكبير اليمن يخضع لاحتلال جديد احدث واقعا لمَّا يألفه الناس وقل نظيره في العالم من خلال الممارسات الوحشية والإجرامية بحق ابناء المناطق المحتلة المتمثلة في غياب تام للخدمات الاجتماعية من مياه وكهرباء وغذاء إلخ ناهيكم عن حالة انعدام الأمن وانتشار جرائم القتل اليومية والسرقة والترويج للمخدرات والخمور كجزء من سياسة معتمدة تنفذها قوات الاحتلال الإماراتية إضافة إلى اتخاذها أسلوب القمع ضد الشرفاء الذين تصدوا من اللحظة الاولى لقوات الاحتلال ومرتزقتهم من خلال معتقلات سرية انشأتها ومارست فيها شتى أنواع التعذيب وصلت حد الاعتداءات الجنسية بحق الموقوفين .
كما قامت قوات الاحتلال الإماراتية بإضعاف وتدمير الكثير من المؤسسات الاقتصادية التي كانت تمثل فرص عمل لآلاف الأسر ضمن عمل ممنهج يهدف الى زيادة معدلات الفقر والبطالة داخل المجتمع في المحافظات المحتلة ومن ثم استغلال ذلك في دفع الكثير من الشباب العاطل عن العمل وتحت ضغط الحاجة الى معسكرات وجبهات عسكرية غير وطنية تخدم فقط أهداف وأجندة دول العدوان والاحتلال .
وإن قيام قوات الاحتلال الإماراتي بإنشاء مليشيات عسكريه بمسميات مناطقية كالنخب الحضرمية والشهوانية يهدف الى استحضار وإذكاء صراعات مناطقية قديمة .
لقد قدم الاحتلال والعدوان معا صورة قذرة ودامية عاشتها العاصمة الاقتصادية عدن من خلال تلك المواجهات الدامية التي نشبت في الثامن والعشرين من يناير لعامنا الحالي بين مرتزقة ما يسمى الشرعية ومرتزقة ما يسمى بالمجلس الانتقالي دفع ثمنها أكثر من 300 قتيل وجريح .
كما أن قيام قوات الاحتلال الإماراتية باستقدام جماعات ارهابيه أمريكية صهيونية لممارسة جرائم القتل اليومي بحق العشرات من مواطنينا عسكريين وسياسيين وأئمة مساجد وعلماء مثلت أخطر وأقذر الجرائم التي شهدها الوطن العربي خلال الأعوام الماضية .
ان الحديث عن جرائم قوات الاحتلال يطول ويطول لكن وبعجالة أقول إن قيام دولتي العدوان والاحتلال بدعم الجماعات الإرهابية وتمكينها من الانتشار والعمل في أكثر من منطقة في محافظاتنا الجنوبية يشكل بعداً آخر زاد من معاناة مواطنينا وأوجد فرصة لتكاثر هذه الجماعات الإرهابية مع ما يشكله ذلك من خطورة على الأمن والسلم العالميين .
ما هو الدور الذي اضطلعت به الجبهة الوطنية لمواجهة الغزو والاحتلال سياسيا وعسكريا وأمنيا؟
– في الحقيقة اتخذت الجبهة من العمل السياسي والاعلامي وسيله لنشاطها الوطني المقاوم للغزو والاحتلال وكان لها حضور طيب وفاعل منذ الإشهار وحتى اليوم من خلال الندوات والفعاليات والبيانات السياسية ناهيكم عن نشاط قياداتها وحضورهم الكبير في معظم وسائل الإعلام مرئية ومقروءة ومكتوبة .
لكننا في الواقع لم ننخرط في أي نشاط عسكري أو أمني حتى اليوم رغم وجود عسكريين وامنيين ضمن عضوية اللجنة التنسيقية للجبهة لكن خيار العمل العسكري والامني لدينا يبقى قائما يفرضه واقع الحال للمحافظات الجنوبية كحق مكفول لشعبنا لتحرير ارضه كوسيلة تتفق بشأنها كل المواثيق والقوانين الدولية .
كيف تقيم أداء الجبهة الوطنية حتى الآن.. وما هي السبل لتفعيل الأداء لاسيما مع استمرار العدوان والاحتلال ؟
– راضون تماما عن دور الجبهة في مقاومة العدوان والاحتلال منذ الاشهار وحتى اليوم من خلال نشاطها السياسي والإعلامي المتفق عليه لكن استمرار العدوان والاحتلال يفرض علينا ابتكار وسائل أخرى أكثر قدرة على تحقيق أهدافنا الوطنية لا يمكنني سردها أو الخوض فيها لكنها إن شاء الله ستكون صادمة حتما لقوى العدوان والاحتلال بالتنسيق مع قيادة الثورة الحكيمة والقيادة السياسية باعتبارنا حركه ثوريه مرتبطة فكرا وروحا بثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م ونتطلع الى وطن يمني حر وعزيز بعيد عن كل أشكال الوصاية الخارجية على قراره السياسي طبعا بعد تحرير كل شبر فيه والذي يمثل أهم أهدافنا الوطنية إن شاء الله.
ما دور الجبهة الوطنية لمواجهة الغزو والاحتلال في توعية أبناء المحافظات الجنوبية الذين تحشدهم قوى الارتزاق الى الجبهات؟
– توعية أبناء المحافظات الجنوبية الذين تم حشدهم إلى جبهات غير وطنية تأخذ اهتماما كبيرا لدينا ونعطيها اهتماما خاصا لخطورة ذلك المسار الذي ذهب اليه البعض للأسف ولا نألو جهدا وعبر الوسائل المتاحة في تعريف اولئك المغرر بهم او المدفوعين عبر تعبئة خاطئة سواء كانت دينيه أو مناطقية بحجم الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه ومخاطر الاستمرار في ذلك على الوطن بشكل عام وعليهم بشكل خاص ولا شك أن دعواتنا المتكررة ومناشداتنا المستمرة قد لقيت تجاوبا طيبا عاد على إثره الكثير من الشباب إلى بيوتهم في أكثر من منطقه والحمد لله .
واستطيع القول إن ممارسات قوات الاحتلال الاماراتي الإجرامية في الاعوام الماضية قد كشفت لأبناء شعبنا اليمني في المحافظات المحتلة طبيعة الاحتلال واهدافه القذرة مماساهم أيضا في زيادة نسبة الوعي بدرجة كبيرة بحيث بدت مؤشرات ذلك الوعي من خلال الهبة الشعبية لأبناء عدن والمكلا والمهرة الذين طالبوا وبشكل واضح بخروج قوات الاحتلال ورفضوا كافة ممارساته واعلنوا بشكل صريح تحديهم لكل دول تحالف العدوان .
هل هناك تنسيق بينكم وبين الحكومة في صنعاء لتكون الجبهة موحدة سياسيا وعسكريا؟
– كما أشرت في سابق حديثي إن جبهتنا جزء من فكر وروحية الثورة وبالتالي فإننا في قيادة الجبهة نلتزم بتلك الروح وذلك الفكر .. موضوع الوحدة السياسية داخل الجبهة قد حسم تماما بعد أحداث ديسمبر 2017م. وعلى ضوء ذلك تخلصنا من بعض النتوءات وتعززت الوحدة السياسية لقيادة الجبهة وطبيعي التذكير بأن التجاذبات السياسية بين شركاء حكومة الإنقاذ أثرت علينا كثيرا في بداية الأمر وكي أكون أكثر وضوحا فالتنسيق مع الحكومة معدوم تماما لذات السبب وتنسيقنا أساسا قائم مع القيادة السياسية وبرعاية كبيرة من قيادة الثورة .
ماذا أضاف اشهار الجبهة الوطنية لمواجهة الغزو والاحتلال لأبناء الجنوب ام أنها مجرد حبر على ورق ؟
– لاشك أن إشهار الجبهة الوطنية قد أوجد إطارا واسعا شكل منطلقا للكثير من أبناء المحافظات الجنوبية ليعبروا عن رفضهم للعدوان والاحتلال وأوجد ثقافة التصدي للمحتل وعدم الخنوع له كما أن أنشطة الجبهة المتعددة كشفت عن اهداف العدوان والاحتلال الحقيقية وبمعنى آخر الجبهة خاضت تجربة نضالية لرفع مستوى الوعي بين المواطنين في المناطق المحتلة
كل ذلك العمل أنتج ثمارا طيبة لخدمة القضية الوطنية اليمنية وقلب الطاولة على دول العدوان والاحتلال الذين كانوا يعتقدون أنهم سيستقبلون بالورود وهو ما عكسه تحرك الشارع الجنوبي اليوم وأكيد كل ذلك لم يأت من فراغ.
كيف تفسرون دور ما يسمى (بالشرعية) في تسيهل مهام قوى الاحتلال في الجنوب وتمكينهم من احتلال الارض ونهب الثروات؟
– ما تسمى بالشرعية كانت الشماعة الوحيدة التي مثلت مدخلا لشن العدوان على بلادنا اليمن وعبرها استطاعت دول العدوان وعلى رأسها السعودية افراغ جام غضبها على كل ما هو جميل في اليمن قتلا وتنكيلا ودمارا لا لشىء انما لأنها تريد وطننا حديقة خلفية لها ليس من حق شعبه الحياة بعزة وكرامة وينعم بخيراته ويختار نظامه السياسي بما يلبي احتياجاته المحلية فقط بعيدا عن الوصاية والهيمنة على القرار السياسي.
كما أن قيام النظام السعودي بنشر قواته داخل محافظة المهرة والبدء بتنفيذ انبوب نقل النفط السعودي عبر أراضيها وصولا الى البحر العربي يمثل تحديا لأبناء المهرة خصوصا وكل اليمنيين عموما كما يثبت حجم دور ما يسمى بالشرعية وتواطؤها في تسليم محافظة المهرة للقوات السعودية وصمتها تجاه تنفيذ مشروع انبوب النفط .
ماذا عن دوركم في حماية المدنيين من انتهاكات قوى الاحتلال والارتزاق وما الذي قامت به الجبهة تجاه ذلك على المستوى المحلي والدولي؟
– لم تألُ قيادة الجبهة جهدا في كشف جرائم قوات الاحتلال الإماراتية للرأي العام حيث عقدت ندوة اوائل العام 2017 م في العاصمة صنعاء تم فيها استعراض جميع جرائم الاحتلال بحق مواطنينا بمشاركة إحدى المنظمات المحلية .. وكل تلك الجرائم موثقة وقمنا بنقلها إلى الكثير من المنظمات الحقوقية الدولية.. كما أقامت الجبهة الوطنية منتصف العام الحالي امام مبنى الأمم المتحدة بصنعاء وقفة قمنا من خلالها بطرح كافة جرائم الاحتلال ومعاناة أبناء شعبنا أمام المسؤولين في الأمم المتحدة مناشدين ومن خلال وسائل الإعلام كافة المنظمات الحقوقية وشرفاء العالم الوقوف إلى جانب شعبنا اليمني الذي يتعرض لإبادة حقيقية في ظل صمت مريب من معظم دول العالم.
لماذا غاب دور الجبهة الوطنية خلال الفترة الماضية على عكس ما كانت عليه في السابق؟
– لم يغب دور الجبهة اطلاقا بل ظل العمل متواصلا لكن ربما تكون إمكاناتنا المحدودة وعدم امتلاكنا لوسيله إعلامية خاصة أحد العوامل المؤثرة في عدم القدرة على إبراز معظم أنشطتنا في الفترة الماضية لكننا راضون عما نقوم به من أنشطة نأمل منها تحقيق كل الأهداف التي من اجلها قامت الجبهة وهي أهداف وطنية عظيمة كما اننا نتعشم خيرا في رعاية أوسع وأكبر لجبهتنا من قبل قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي وفخامة الرئيس مهدي المشاط حفظهما الله .
رسالة أخيرة ؟
– لا شك أن رسالتي الأهم ونحن نعيش ذكرى الاستقلال المجيد الذي تحقق بطرد آخر جندي بريطاني في الـ 30 من نوفمبر 1967 م هي التذكير بأن ذلك الإنجاز جاء على إثر تضحيات جسيمة قدمها آباؤنا الابطال تجسدت فيها كل معاني العزة والكرامة والتضحية والفداء ورسمت لوحة جميلة لوحدة النسيج الاجتماعي اليمني وحب أبناء اليمن وولائهم لأرضهم واستماتتهم من أجل تطهيرها من كل غاصب أجنبي الأمر الذي يجعلنا اليوم نخجل ونحن نحتفل بذكرى الاستقلال ونفس الأرض تخضع لاحتلال جديد وقذر وفي ذلك مدعاة وإلهام لنا لكي نمضي على طريق الحرية والتحرير والتطهير.

قد يعجبك ايضا