الدبلوماسية الشعبية.. استعادة تاريخية للدور المشرف للمغتربين اليمنيين

حققت نجاحات خارج أسوار السفارات المخطوفة من قبل تحالف العدوان والحصار

النهام:
الاحتجاجات محظورة في الصين لكن جالياتنا عبرت عن إدانتها لجرائم التحالف في اليمن بطرق مختلفة
أ.د. المشجري:
الوزارة فعلت الدبلوماسية الشعبية بالتواصل والدعم وتعيين مستشارين لها خارج الوطن من المغتربين

أ. المعمري:
نثمن عاليا جهود المغتربين في فضح جرائم العدوان التي ترتكب في اليمن في ظل تخاذل دولي مشين
د.الهديس:
الحرب حالت دون عودتنا لخدمة الوطن والاحتجاجات مستمرة حتى انهاء العدوان والحصار
الكبسي:
نكافح لأجل لقمة العيش لكن العدوان على الوطن الأم دفعنا للاتجاه المناهض له بكل ما نستطيع

د.طواف:
رغم قلتنا في باريس إلا أننا اخترقنا جدار الصمت الدولي وأوصلنا مظلومية اليمن للبرلمان الفرنسي
استطلاع / محمد إبراهيم

إن اليمنيين كشعب حضاري شقوا طريقهم إلى شعوب العالم، وعكسوا الصورة الحضارية لمجتمعهم، أينما نزلوا أو حلوا، وعبر هجراتهم التاريخية المعروفة، بل وفرضوا احترام وجودهم وتاريخهم لدى الحضارات والأمم والشعوب الأخرى.. إن هذا الحضور التاريخي يعني بالأصح معنى الدبلوماسية الشعبية، حيث كان المغتربون اليمنيون هم سفراء شعب الحضارة وبلد السعيدة، فصنعوا نجاحات في دول الشرق والغرب.
اليوم في زمن العدوان والحصار، استطاعت الجاليات اليمنية في بريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا الوصول إلى مراكز صناعة القرار عبر تفعيل علاقات المغتربين مع أصدقائهم من جاليات العالم، ونفذوا احتجاجات ومظاهرات أمام المؤسسات والمنظمات الدولية والأممية، للتنديد بالمجازر التي طالت الشعب اليمني، مطالبين بإيقاف العدوان والحصار ……. إلى التفاصيل:

وسط مجتمع دولي مخطوف بالمغالطات إزاء الملف اليمني وما يجري فيه من مجازر، تحت شعار إعادة ما يسمى بـ”الشَّرْعِيَّة” -التي لا تتجاوز سوى التوقيع على طلعات الطيران العدوانية على كل ما هو يمني- وفي مدن عالمية كبرى صودرت فيها سفارات وقنصليات صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية، تحت مسمى رئاسة وحكومة تحكم اليمن من فنادق الرياض، وفي ظروف صعبة يعيشها الوطن في الداخل، يكافح أبناء اليمن الشرفاء في الخارج ممن يدركون خطورة العدوان والحصار على اليمن، فمنهم من يعمل بكل قواه وامكاناته في المساهمة الفاعلة والمجْدِيَة في تخفيف معاناة اليمنيين في الوطن الأم، جراء تداعيات الأوضاع المعيشية الصعبة، ومنهم من فعلوا علاقاتهم مع الشعوب ومن يمثل تلك الشعوب في مراكز القرار في دول أمريكا وأوروبا ذات التأثير في مسار القرار الدولي، وقد حققوا نجاحات ملموسة على صعيد مكاشفة الرأي العام العالمي، بحقيقة ما يرتكبه التحالف السعودي الاماراتي الأمريكي من جرائم حرب إبادة ومن حصار ظالم لشعب هو أفقر دول المنطقة العربية والشرق أوسطية.
هذا ما ألمح إليه مستشار الجالية اليمنية في نيويورك، الناشط الحقوقي يحيى حسين الكبسي، لافتاً إلى ان هذه النماذج من المغتربين اليمنيين العصاميين استطاعوا اختراق حاجز الخوف والمغالطات، فأثمرت جهودهم وعلاقاتهم واحتجاجاتهم الرافضة للحرب العدوانية على اليمن.. مضيفاً: “في ظل الحصار الذي اطبق على البعثات الدبلوماسية تحت ذريعة الشرعية الدولية لهادي وجماعته، كان لا بد من الدبلوماسية الشعبية أن تنشط في الشارع الأمريكي من أبناء الجاليات اليمنية”.
وقال الكبسي: لقد دفعنا الواجب الوطني والديني منذ بدء العدوان صبيحة الـ 26 من مارس 2015م إلى ضرورة الوقوف ضد العدوان وأدواته في الداخل والخارج، لإيضاح الصورة التي بدت من أول ليلة مضللة ومغالطة للعالم، غير أنه استفزتنا بزيفها ودفعتنا ليس كمغتربين فقط في نيويورك، بل في كل دول العالم، وفي أمريكا التقينا كمغتربين موزعين على مختلف الولايات المتحدة الأمريكية، لتنظيم المسيرات والوقفات الاحتجاجية، أمام الأمم المتحدة والبيت الأبيض من أجل اليمن.
من جانبه قال المهندس الدكتور علي حزام الدهيس: الحصار الظالم الذي ضرب على اليمن للعام الرابع على التوالي، لم يحاصر اليمنيين في الوطن فحسب بل حاصر اليمنيين خارج الوطن، فأغلق المطارات وصادر السفارات وشل عمل البعثات الدبلوماسية التي تمثل الجمهورية اليمنية- صنعاء، وهذا شدد الحصار على المغتربين اليمنيين خصوصا الكوادر العلمية والمدنية، من العودة لليمن بسبب تدمير بيئة الأعمال داخل الوطن، فحوصروا خارج الوطن، وهو ما قاد تلك الكوادر إلى الاحتجاجات اليومية منذ بداية العدوان والحصار في مارس 2015م، معززين بذلك حراك الدبلوماسية الشعبية خارج الوطن، والتي خلقت رأيا عاماً حقيقياً، أزاح ستار المغالطات التي تكتنف الحرب السعودية على اليمن”..
وأضاف الهديس: تخرجت من إحدى الجامعات الأمريكية بولاية واشنطن، ثم واصلت الدراسات العليا، في احدى الجامعات بولاية نيويورك، وأخذت الدكتوراه في تخصص هندسة مدنية، ونظرا لتفوقي عُرض عليّ من قبل عميد الكلية بعد التخرج بالعمل كدكتور، فقبلت بشكل مؤقت وريثما أرتب عودتي لأخدم بلدي، غير أن الأزمة السياسية اشتعلت في الوطن بين الأطراف السياسية منذ العام 2011م، وتصاعدت الأزمة تحت تأثير المال السعودي، ونظامه التوسعي على شبه الجزيرة العربية، وهو نظام قائم على العداوة التاريخية لليمن، أرضاً وإنساناً، بل هو المرض المزمن والجاثم على بلادنا منذ ما يقارب سبعة عقود زمنية اي منذ عام ????م وهو اليوم وراء ما يجري من سفك دماء وتدمير بنية وموارد اقتصادية على كل الأصعدة..
وقال الهديس: ما تشهده اليمن من عدوان وحصار هو تنفيذ لأجندة خبيثة في المنطقة العربية يقف وراها مشروع صهيوني بحت يمثل بسرطان الأمة العربية المستعصي وما اليمن إلا جزء لا يتجزأ من معركة الاقليم العربي سواء في العراق أو سوريه أو لبنان او فلسطين او ليبيا او مصر او السودان.. موضحاً أن الخليج العربي برمته للأسف الشديد أصبح سفارة تمثل الكيان الصهيوني.. مؤكداً أن هذا المشهد بسوداويته وقتامته كفيل بأن يوقظ الدبلوماسية الشعبية اليمنية والعربية أيضاً في دول الغرب والشرق، حيث أصبحت الدبلوماسية الرسمية لا تمثل شعوبها وقضاياها المصيرية.
البرلمان الفرنسي
الدكتور محمد علي طواف أحد المغتربين اليمنيين النشطين في باريس أفاد في تصريح لـ الثورة: أن المغتربين اليمنيين في باريس لا يتجاوزون (200) مهاجر يمني، بين طلاب، وموظفي قطاعات اقتصادية مختلفة، ورجال أعمال فالجالية في مارسيليا.. مؤكداً أنه على الرغم من قلة عددهم إلا أنهم لم يقفوا مكتوفي الايدي، فبتجمعاتهم القليلة والتفاف بعض الجاليات العربية والأصدقاء الفرنسيين قاموا بالعديد من الوقفات الاحتجاجية في ساحة حقوق الانسان أمام برج ايفل تنديداً بجرائم العدوان.. وحققنا نجاحات كبيرة بفضل تفاعل الإخوة من أبناء الجالية في مارسيليا ، وفي هذا المقام نشكر الجميع ومنهم رئيس تكتل سلام من أجل اليمن الأستاذ صادق الصعر على المشاركة في العديد من المؤتمرات لاختراق جدار الصمت الدولي وتنوير الرأي العام الفرنسي بحقيقة العدوان السعودي على اليمن.
وقال طواف: لقد استقبلنا وفد صنعاء الذي شارك في المؤتمر البرلماني للسلام المقام في البرلمان الفرنسي بباريس2018/11/8 والذي شارك فيه العديد من البرلمانيين الفرنسيين والاوربيين المنددين بالحرب على اليمن وطالبوا دولهم بوقف بيع السلاح للسعودية وكذلك الدعوة إلى وقف الحرب.
الصين وروسيا
المغترب اليمني في الصين صلاح النهام قال من جانبه: قد تختلف أوضاع الجاليات اليمنية في الصين عن الجاليات اليمنية في امريكا لأسباب أو فرنسا أو بريطانيا لأمور تتصل بسياسات هذه الدول.. فالصين لا يوجد فيها جمعيات أو منظمات لكي يتم التخاطب معهم، لأن الدولة تمنع ممارسة أي نشاط سياسي على أراضيها، ايضا تمنع المظاهرات والتجمعات والتكتلات الحزبية ولا يستطيع أي أجنبي ان يخاطب الدولة إلاّ بصفة رسمية، لذلك يقتصر دور الجاليات في الصين على جانبين: الأول: التنديد بسياسات ما تسمى بالشرعية والدول الحليفة لهم تجاه المواطن اليمني وحرمانه من ابسط حقوقه, حيث اقتصر دور السفارة اليمنية في الصين على تقديم المطالب الشخصية للجانب الصيني وتجاهل العديد من القضايا منها مرتبات الطلبة والأشخاص الذين يقبعون في السجون الصينية منذ سنوات…أيضا أصبح المواطن اليمني في الصين لا يستطيع أن يقطع كرت في البنك أو إرسال حوالة خارجية مما اضر العديد من التجار والطلاب في استلام رواتبهم.. أما الثاني فتقوم الجاليات بدور كبير جدا في دعم الاقتصاد اليمني بالعملة الصعبة، حيث أن معظم أبناء الجاليات والطلبة أيضا يرسلون الملايين لأهاليهم شهريا، أيضا هناك جمعيات شخصية خاصة بالجاليات اليمنية والطلاب منها ما هو في الجانب الصحي والإغاثي.
وأضاف النهام: كما تقوم الجاليات بالتواصل مع جهات خارج الصين لتنظيم وقفات احتجاجية تناشد المجتمع الدولي فك الحصار على اليمن. كما يبرز دور الجاليات أيضا في توعية أفراد الجالية وحدهم على الوقوف صفا واحدا ضد انتهاكات الشرعية والدول الحليفة لهم بعد الانقسام الطويل بين أفراد الجاليات إلا أن الحقائق أصبحت أمام العيان بأن التحالف لم يأت لإنقاذ اليمن بل لهدمها وقتل شعبها واحتلال أراضيها.
وفي روسيا وفي الوقت الراهن نظرا للنزوح الكبير في السنوات الأخيرة من اليمنيين خاصة من كانوا متزوجين من روسيات أو لهم صلة دراسية بـ”موسكو” تشكل الجالية اليمنية قوة بشرية كبيرة. فالطلاب فقط يقدرون بـ 3500 طالب. أضف إلى هذا العدد مجموعة من الأسر المقيمين في حدود 1200-1000 فرد..
الاستاذ احمد محمد صفي الدين – رئيس الجالية اليمنية بروسيا تحدث قائلاً: عمدت الجالية اليمنية في روسيا إلى إقامة عدد من المؤتمرات والندوات والوقفات الاحتجاجية منها على سبيل المثال وقفات احتجاجية منددة بجرائم التحالف بحق اليمنيين الأبرياء، وجرائمه المدمرة للبنية التحتية والاقتصاد والموارد اليمنية، وكذلك حصاره الظالم للشعب اليمني”.. مؤكداً أن الوقفات نفذت أمام السفارة الأمريكية وأمام السفارة السعودية في موسكو وأمام مكتب الأمم المتحدة وغيرها من سفارات الدول المشاركة في العدوان والحصار. وأضاف: “لقد تعرضنا للاحتجاز في بعض الاحتجاجات وأدخلنا السجن مع بعض من أصدقائنا الروس”.
وأردف قائلا: “كما قمنا بنشر مقالتين باللغة الروسية في مجلة الدبلوماسية الروسية تناولنا فيها أسباب وتداعيات الحرب الهمجية على اليمن وما آلت إليه الأوضاع نتيجة للحصار والقصف البربري المتواصل.. موضحاً إن هذه الجهود الرمزية قوبلت بسخط وغضب من السفارة اليمنية المخطوفة في موسكو من قبل التحالف والمرتزقة وتم تهديدنا وكل من يخرج بالطرد والفصل والحرمان من المنحة المالية.
فعاليات الجاليات
من جانبه أشاد وكيل وزارة شؤون المغتربين لقطاع الجاليات، الاستاذ علي المعمري بالدور الدبلوماسي على المستويات الشعبية الممثلة للشعوب في مراكز القرار، والذي تقوم به الجاليات اليمنية في كل من امريكا وكندا وبريطانيا وألمانيا وهولندا والسويد وإيطاليا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وغيرها، خصوصاً تلك الاحتجاجات والفعاليات المناهضة للحرب العدوانية على اليمن والحصار الظالم على مطاراتها ومنافذها البرية والبحرية، مضيفاً: نثمن عالياً ما يقوم به المغتربون اليمنيون في العديد من بلدان الاغتراب بفعاليات متواصلة، وما لعبته تلك الاحتجاجات والتفاعلات، من دور اعلامي في فضح مغالطات وجرائم تحالف العدوان على اليمن، وجرائمه الشنيعة المنافية للأديان السماوية والأعراف الإنسانية في ظل تخاذل دولي، بحيث لا يمر أسبوع إلا وهناك فعاليَّة سواء مسيرة أو معرض صور أو ندوات يقيمها المغتربون اليمنيون لتوضيح ما يجري من عدوان همجي على اليمن وحصار وتجويع وتوضيح للرأي العام المجتمعي في تلك البلدان ممارسات انظمتهم الداعمة للعدوان سواء ببيع الأسلحة أو المشاركة في الحرب والعدوان. لافتاً إلى أن هذه النجاحات تعيد للذاكرة الانسانية الدور المشرف للمغتربين اليمنيين، منذ التاريخ القديم والوسيط والحديث، مؤكداً استمرار وزارة شؤون المغتربين ممثلة بقطاع الجاليات بدعم أنشطة وفعاليات الجاليات اليمنية في بلدان الاغتراب وتنشيط دور المغتربين، والإشراف والمساندة والتواصل المستمر مع المغتربين اليمنيين الناشطين في هذا المجال..
وقال المعمري: هناك رجال من المغتربين يعملون ليل نهار في سبيل إيصال مظلومية الشعب اليمني لدوائر صناعة القرار في الدول الغربية في أوروبا وأمريكا وغيرهما وبدأت تلك الفعاليات المختلفة تأتي بنتائجها الطيبة، بارتفاع أصوات عالمية معروفة، لوقف ما يتعرض له الشعب اليمني من قتل وتشريد وحصار وتجويع وعدوان بربري.
جهود حكومية
معالي وزير المغتربين البروفيسور محمد سعيد المشجري أكد أن حكومة الإنقاذ الوطني ممثلة بوزارة شؤون المغتربين حريصة كل الحرص على تفعيل الدبلوماسية الشعبية في الخارج خصوصاً في ظل الحصار المطبق على اليمن وبعثاتها الدبلوماسية، وسفاراتها المخطوفة، حيث عمدت وزارة شؤون المغتربين إلى مصفوفة متكاملة من النشاطات المتصلة بالتواصل مع المغتربين اليمنيين في الخارج، وتعزيز تلاحمهم وتزويدهم بكل ما تقتضيه الاحتجاجات والتظاهرات التي يقيمونها بغية مكاشفة الرأي العام العالمي، بحقيقة ما يجري في اليمن من مجازر وجرائم إبادة جماعية من قبل دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي.. ناهيك عن اتخاذ الوزارة قرارات جديدة قضت بتعيين عدد من المستشارين للوزارة من أبناء المغتربين أنفسهم في عدد في بلدان العالم.
وقال المشجري: لقد استطاعت الجاليات اليمنية في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، الوصول إلى صانعي القرار الدولي، ومكاشفة الرأي العام العالمي بحقيقة ما يرتكبه تحالف العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، من مجازر ودمار وأعمال تجزئة للنسيج الاجتماعي اليمني والعربي، ومن فرقة لا تخدم إلا الكيان الصهيوني الغاصب.. مضيفا: صحيح استطاعت السعودية بأموالها المدنسة أن تشتري الذمام العالمية، كما استطاعت كأداة لقوى الاستعمار الجديد (بريطانيا وأمريكا) أن تختطف السفارات والبعثات الدبلوماسية التابعة للجمهورية اليمنية، لكنها لم تستطع صمَّ مسامع شعوب العالم من أن تستمع للحقوقيين والسياسيين والمفكرين والمثقفين من أبناء المغتربين اليمنيين الشرفاء في كل المحافل الدولية..

قد يعجبك ايضا