تدمير البنية التحتية لقطاع الاتصالات

تورط “هواوي” في تنفيذ مشاريع أخلت باتفاقياتها

جريمة يجب مقاضاة المتورطين فيها محليا ودوليا
مشاريع تشطيرية وتدميرية تستهدف السيادة اليمنية
تحقيق/ أمل الجندي
ما يجري في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية من مشاريع تدميرية تتعلق بالاتصالات، هي تأتي في إطار مخطط تدميري يتعمد القضاء على مقدرات اليمن والانتقام من الإنسان اليمني واستهداف خدماته الحيوية والمباشرة كوسيلة لابتزازه وتركيعه بعد أن فشل عدوان التحالف في إذلال هذا الشعب الذي يأبى إلا أن يعيش بعزة وكرامة، هذا المخطط الانتقامي يجري تمريره من قبل تحالف العدوان عبر أدواته ومرتزقته والتي تعد أساليب ممنهجة تمهد لاستقدام شركات احتلالية بديلا عن الشركات الوطنية كجزء من مخطط واسع يستهدف هوية ووحدة وسيادة اليمن.
تقول أروى أحمد مهندسة اتصالات: إن استهداف العدوان لقطاع الاتصالات مخطط استعماري يريد من خلاله أن نبقى أذلاء تحت وصايتهم يتصرفون في شؤوننا وفق ما يريدون حسب مصالحهم وأهدافهم إلا أن قطاع الاتصالات أثبت قدرته على التماسك والصلابة ومرونة عالية في أدائه طيلة سنوات العدوان من حيث استمرار تقديم خدمات وسط تعقيدات سياسية وأمنية وحصار خانق ومثلت حيوية خدمات الاتصالات وجهاً من أوجه صمود شعبنا اليمني وإصراره على النضال واستمرار مظاهر الحياة التي أراد العدوان القضاء عليها.
حظر 500 صنف من الأجهزة والمعدات
وعن استهداف ومحاربة قطاع الاتصالات من قبل قوى العدوان ومنع دخول التجهيزات والمعدات اللازمة لأعمال صيانة الشبكات والسنترالات ومحطات التغطية إلى اليمن، سواء تلك التابعة للدولة أو الشركات الخاصة والمساهمة، يقول عصام الكبسي وكيل وزارة الاتصالات: إن هناك أجهزة ومعدات تابعة للمؤسسة العامة للاتصالات ولشركة يمن موبايل لازالت محتجزة في موانئ ومطارات ومنافذ الجمهورية التي باتت تحت سيطرة العدوان، وتم حظر دخولها سابقاً من ميناء الحديدة، حيث تقدر بـ 500 صنف من أصناف التكنولوجيا والاتصالات وهذه تعتبر حرباً اقتصادية. ما أدى إلى إعاقة بعض أعمال الصيانة وإيقاف مشاريع التطوير والتوسعة في كل المحافظات بما فيها المناطق والمدن الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان في المحافظات الجنوبية.
أما المشاريع التي تنفذ في عدن ما هي إلا استكمال لاستهدافهم الأوسع وخطط استعمارية تستهدف وحدة وسيادة اليمن.
محاولة عزل جرائمهم
محمد الرياشي رئيس نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليمنية يشير الى أن سبب تدمير قطاع الاتصالات وقطاع الانترنت بشكل عام وضرب الابراج واستهداف السنترالات والمحطات من قبل العدوان لعدم وصول جرائمهم للعالم الخارجي لأن كل شيء أصبح عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعندما يضعف النت بالذات فإن التواصل يضعف أيضا وفي حالات كثيرة ينقطع عندها لا نستطيع إيصال جرائمهم وانتهاكاتهم للعالم.
وقال: إن ضرباتهم ليست عشوائية وإنما أهداف مباشرة ورئيسية على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لغرض تدمير البنية التحتية وإضعافها في اليمن ولعزل جرائم العدوان التي ترتكب داخل اليمن وعدم وصولها الى العالم الخارجي والمنظمات والمجتمعات الدولية حتى لا تصلهم انتقادات كونها تعتبر أدلة وإثباتات على واقع جرائمهم.
كسر الاتفاقات الدولية
أكبر دليل على أن هناك مؤامرة وحقداً على قطاع الاتصالات هو تفاجئنا أنهم الآن في عدن بدأوا بفتح شركات اتصالات وإلى الآن مختلفون عليها ولم يستطيعوا تشغيلها بالرغم من استعانتهم بخبراء من الإمارات وكوادر يمنية تساعد العدوان على تشغيل قطاع الاتصالات ولم يدركوا أنها تعتبر تدميراً لليمن لأن الاتفاقات الدولية والعربية واتفاقات الوحدة أيضا أن صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية وهي المركز الرئيسي لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهذا دليل المؤامرة والحقد من قبل التحالف لتدمير قطاع الاتصالات ودعمهم لعدن وتشغيل الاتصالات من عدن وقطعها على صنعاء على الرغم من أنه لا يوجد إشكالية إن كانت في عدن أو في صنعاء المهم أن يكون القائم عليها كوادر وإدارة يمنية بحتة ولا يكون هناك تدخل أجنبي في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
يجب مساءلة العدوان قانونيا
وأضاف الرياشي ” لقد بدأوا في تفعيل الــ ( 4g) في شركة عدن نت لكن مع الأسف رغم الامكانيات التي يمتلكونها ولكن لم يستطيعوا تشغيلها وهذا بسبب تآمرهم على بلادنا فهم يريدون أن يحكمونا في مجال الاتصالات ونكون دولة مستعمرة وان يكون لديهم كل المعلومات عن الاتصالات وعن البنية التحتية لنا واذا أراد أن يوقفها فلن يستطيع أحد منعه لأنه المزود والمشغل والمالك، ولكن هذا بعيد كل البعد عنهم بأن يحكموا اليمن في مجال تكنولوجيا المعلومات.
ودعا الرياشي الى تصفية الصراعات الداخلية أولا لنكون يداً واحدة ويجب على وزير الاتصالات أن يشكل لجنة لمخاطبة الاتحاد الدولي للاتصالات ورفع كل الجرائم التي استهدفت بشكل مباشر لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعاملين فيها وتحمل العدوان المسؤولية الكاملة ومساءلتهم قانونيا كونها ليست سياسية ولا علاقة لها بالحروب وليس لها أي علاقة بالجيش ولا بالصراعات السياسية لذا يجب مخاطبة الجهات المعنية والوقوف احتجاجا أمام المحاكم الدولية لمحاكمة العدوان الغاشم.
مشاريع خارقة للسيادة اليمنية
وبحسب تصريح سابق لوزير الاتصالات نشر في صحيفة سبتمبر فإن مكونات هذه المشاريع التدميرية الجاري تنفيذها في عدن بالتنسيق مع شركة هواوي الصينية في الإمارات تهدف الى إنشاء بوابة اتصالات صوتية دولية مستحدثة في مدينة عدن بديلة للبوابة الدولية الحالية التي تديرها شركة تيليمن والتي تعتبر البوابة الدولية المرخصة لخدمات الاتصالات الدولية والانترنت الدولي في الجمهورية اليمنية منذ العام 1972م، بالإضافة الى إنشاء بوابة وشبكة انترنت مستقلة في المناطق الجنوبية خارج إطار المؤسسة العامة للاتصالات ( يمن نت) وتوصيلها في المناطق الجنوبية وعزل المحافظات الشمالية، أيضا إنشاء شبكة تراسل في المناطق الجنوبية مستقلة عن شبكة التراسل الوطنية التابعة للمؤسسة العامة للاتصالات الممتدة حالياً على كامل أراضي الجمهورية اليمنية باستخدام البنية التحية لشبكة الألياف الضوئية التابعة للمؤسسة العامة للاتصالات وهذه المشاريع التشطيرية والتدميرية تعد خرقاً للسيادة اليمنية.
بالإضافة الى المخاطر الاقتصادية والإنسانية التي ستكون بشكل أساسي على الشعب والمواطن اليمني فهي ستكون أشد كارثية وأكثر فظاعة بحق الإنسان، حيث ستفضي إلى تدمير شبكة الاتصالات الوطنية وإنهاء خدماتها الحالية وكذلك توقف خدمات الاتصالات والانترنت وبالتالي توقف جميع الأعمال المرتبطة بها، وتحويل اليمن الى مدينة أشباح.

قد يعجبك ايضا