ارخبيل سقطرى.. تراث انساني زاخر يتعرض لعبث غير مسبوق من قبل الاحتلال الجديد

إعداد/ إدارة الاخبار

ارخبيل سقطرى الذي حافظ على خصوصياته الطبيعية والجغرافية على مر العصور، بات اليوم أمام التحدي الاكبر إذ أصبحت هذه المحمية الطبيعية الأكبر على مستوى العالم في مواجهة التحدي الأكبر له على الاطلاق بفعل ممارسات وانتهاكات قوات الاحتلال السعودي الاماراتي والتي مارست خلال العامين الماضيين ولاتزال تمارس تجاوزات واعمالاً عابثة وغير مسؤولة وتدمير وسرقة محتويات هذا الكنز الطبيعي والانساني النادر وجعل تنوعه البيولوجي المميز والفريد على هذا الكون في مهب الرياح والاعاصير التي لا ترحم. كما يقول الباحثون والمهتمون بشؤون البيئة والتراث الانساني والذين حذروا مرارا من التصرفات الخرقاء التي يقوم بها المحتلون من أعراب الصحراء، حيث أفرغوا كل أحقادهم منذ وطأت أقدامهم أرض الارخبيل على كل شيء جميل فيه.. وهو ما لم يفعله حتى الانجليز إبان احتلالهم لأجزاء واسعة من الجنوب اليمني.
جزيرة من الجنون
“جزيرة من الجنون” هكذا يصفها الباحثون والمهتمون بشؤون البيئة والتراث الانساني.
إنها جزيرة سقطرى اليمنية القابعة في اعماق المحيط الهندي على بعد آلاف الأميال البحرية من شواطئ اليمن.. هناك كل شيء متفرد ونادر ويتجلى الجمال الطبيعي في أجمل الصور والمشاهد. ويقول المختصون في علم الاحياء :إن ما تتميز به سقطرى من مكونات طبيعية وخصائص نادرة وخاصة فيما يتعلق بالنباتات والإحياء البرية والبحرية التي لا يوجد مثيل لها على مستوى العالم ولا يمكن ان تتوافر إلا بها دونا عن سائر بقاع الارض يجعلها اشبه ما يكون بـ ” المتحف الحي للتاريخ الطبيعيّ”
موقع مميز وخصائص نادرة
تقع جزيرة سقطرى والتي تم تصنيفها في قائمة التراث العالمي من قبل منظمة “اليونسكو” في العام 2008م في المحيط الهنديّ قبالة سواحل القرن الأفريقيّ على بعد 350 كم من جنوب شبه الجزيرة العربية ويتكون ارخبيل سقطرى من أربع جزر فإلى جانب جزيرة سقطرى التي تستحوذ على أكثر من 90%من مساحة الارخبيل البالغ حوالي 27الف كيلو متر مربع تقريبا توجد ثلاث جزر صغيرة أخرى وهي جُزر عبد الكوري وسمحة ودرسة.
ويعد ارخبيل سقطرى وفقا لكثير من الباحثين أكبر محميّة طبيعيّة للنّباتات والحيوانات النّادرة في العالم ،وحافظ هذا الارخبيل الذي يرجح علماء الجيولوجيا انفصاله جغرافيا عن اراضي عن افريقيا قبل نحو 7ملايين سنة على خصوصياته وتفرد مكوناته ..والى وقت قريب جدا لم ترضخ سقطرى أو تتأثر بعوامل التّلويث البيئيّ ومعطيات المدنية الحديثة مستفيدة من بعدها الواسع عن أراضي جنوب شبه جزيرة العرب شمالا من ناحية وعن اراضي القرن الافريقي غربا لتعيش عزلة “ايجابية” كان لها الاثر الكبير في بقاء شواطئ سقطرى نقية وبقاء بحرها محافظاً على لونه اللازورديّ ومخلوقاته الجميلة والمتفردة ، كما حافظت أرض سقطرى على تكاثر الاشّجار والنباتات النادرة الّتي لا توجد في أي مكان آخر من العالم ومنها تلك النباتات الطبية التي يُستخرج منها الأدوية والعلاجات ناهيك عن الطيور والزواحف والثديات والكائنات البرية الأخرى التي منها مالا يمكن رؤيته إلا في أراضي سقطرى.
جمال أسطوري
هناك من الباحثين والعلماء من وصف الطبيعة في سقطرى بالجمال الاسطوري الذي يتجاوز الى عالم الخيال والأحلام ومنهم من أطلق عليها بالأرض المنتمية الى كوكب آخر وذلك لأنها تحتوي على الأشجار والنباتات القديمة جداً والتي تعود الى ما قبل 20 مليون سنة ومن تلك الاشجار ما تعرف بـ”دم الاخوين” وهي إحدى السمات البارزة من معالم الجزيرة كما تسمى ” شجرة تنين الدم أو أخوين الدم ”وقد اُستخدمت كما يقول المؤرخون في طقوس السحر مُنذ القرون الوسطى كما تستخدم أيضا في الابحاث الكيميائية وهي الشجرة الغريبة ذات الفروع السامقة والتي تأخذ شكل التاج على رأس الملوك لا يوجد مثيل لها في أي مكان آخر على أرجاء المعمورة. كما تحتوي سقطرى على طيور وحشرات وكائنات نادرة كثيرة لا يمكن رؤيتها إلا على تلك الجزيرة .
ويقول أعضاء البعثة الفرنسية للآثار والتي زارت الجزيرة منذ سنوات خلت :إن أرخبيل سقطرى يتميز بحشرات لا توجد في أي مكان آخر من الأرض مثل فراشات النهار والتي يوجد منها نحو 15 نوعاً مستوطناً إضافة إلى 60 نوعاً من فراشات الليل الى جانب وجود 100 نوع من الحشرات الطائرة 80 نوعاً منها لا يوجد إلا في سقطرى .لكن هذا الكنز الطبيعي الجميل والنادر تعرض ويتعرض حاليا لأسوأ همجة شرسة على أيدي أعراب الحقد والكراهية ممن لا يمتلكون أي تراث أو مقومات سياحية ليصبوا جام حقدهم على سقطرى ومحتوياتها الطبيعية النادرة.

قد يعجبك ايضا