أبو طالب لــ”الثورة”: نعمل بكل قدراتنا ونقدم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين

 

*رئيس هيئة مستشفى الثورة العام النموذجي بصنعاء الدكتور عبداللطيف أبو طالب لــ”الثورة”:
*نقدم الخدمات الطبية مجاناً لجرحى الجبهات ولأسر الشهداء والنازحين والمعدمين
*العدوان والحصار تسبب بكارثة كبيرة نتيجة استهدافه المباشر للقطاع الصحي

حوار: محمد الفائق

قال رئيس هيئة مستشفى الثورة العام النموذجي بصنعاء الدكتور عبداللطيف حسين أبو طالب، استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير وأستاذ كلية الطب بجامعة صنعاء، أن مستشفى الثورة يعمل بكل طاقاته الطبية والفنية ويقدم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين ، مشيرا الى ان جرحى الجبهات يحظون بتسهيلات خاصة حيث يتكفل المستشفى بتقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية وتوفير الأدوية وشرائها لهم من خارج المستشفى اذا انعدمت في المخازن.
وأوضح الدكتور أبو طالب في حوار صحفي مع «الثورة» أن المستشفى يقدم أيضاً الخدمات الطبية المجانية لأسر الشهداء وضحايا العدوان والنازحين والمعدمين، مؤكداً أن المستشفى شهد مؤخرا انشاء مصنع للأكسجين بعد أن كان يكلف المستشفى مبلغ 51 مليون ريال شهرياً.
الدكتور أبو طالب تطرق في هذا الحوار إلى الكثير من القضايا والملفات المهمة خصوصا في ما يتعلق برفض العدوان دخول قطع غيار الأجهزة الطبية الكبيرة والمهمة، وكيف يسعى حالياً إلى تصنيع قطع غيار بديلة وإعادة تشغيل الأجهزة المعطلة، تفاصيل كثيرة تجدونها في هذا الحوار … نتابع:
* بداية صف لنا كيف أثر العدوان والحصار على عمل المستشفى وخدماته الطبية المقدمة للمواطنين؟
– التأثير الذي تم خلال أربعة أعوام من العدوان والحصار كان له تأثير كبير حيث كان هناك في بداية العدوان مخازن للأدوية ومستلزمات طبية حتى نفد هذا المخزون الى جانب عدم القدرة على التخزين او شراء المستلزمات الطبية تزامنا مع ارتفاع عدد ضحايا العدوان من الجرحى وزيادة استهلاك الأدوية أدت جميعها الى ظهور شحة كبيرة في المستلزمات الطبية والأدوية ، وهذا اثر بشكل كبير على الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين، كذلك تمادى العدوان في استهداف القطاع الصحي بشكل عام وبطريقة مباشرة من خلال استهداف المستشفيات والفرق الطبية وسيارات الإسعاف والمخيمات الطبية وأيضاً الاستهداف غير المباشر للمناطق القريبة من المستشفيات، كما تعرض مستشفى الثورة العام لأضرار جسيمة وكبيرة ودمار تام للبنية التحتية نتيجة استهداف جبل نقم بقنبلة فراغية ، إلى جانب استهداف العدوان بغاراته سيارة اسعاف تابعة لمستشفى الثورة في الساحل الغربي وكذلك استهداف فريق اطباء بلا حدود ورغم كل تلك الوحشية لا يزال القطاع الصحي يقدم خدماته الطبية وفق الإمكانات المتاحة، ولكن الأصعب من ذلك والوحشية الأكبر التي يبديها العدوان هي في حصاره الغاشم ورفضه دخول الأدوية والمستلزمات الطبية وقطع الغيار الخاصة بالأجهزة الطبية التي توقفت نتيجة الأعطال والإصابات من غارات العدوان، وأغلب قطع الغيار غير موجودة في السوق المحلية وتوقفت أجهزة طبية مهمة اثرت بشكل كبير على الخدمة الطبية وانقاذ الكثير من المرضى.
* ماذا لو تحدثنا عن القدرة الفعلية لمستشفى الثورة من غرف عمليات وطوارئ وغيرها؟
– طبعاً مستشفى الثورة هو المستشفى المرجعي للجمهورية اليمنية ويستقبل كل الحالات القادمة من مختلف المحافظات ويحتوي على 820 سريراً ويعادل هذا الرقم الأسرة في مستشفيات الجمهورية وكل الأسرة الموجودة لدينا تعمل بشكل مباشر في جميع الأقسام منها 111 سرير عناية مركزة بمختلف أنواعها: باطنية وقلب ومسالك وحمل وولادة وجراحة .
إلى جانب مراكز الطوارئ التي يحتويها المستشفى والتي تعمل على مدار الساعة، وأيضاً يعتبر المستشفى مرجعاً تعليمياً وتجد فيه جميع خريجي الجامعات والكليات الطبية لتدريب طلابها ، ولدينا مراكز متخصصة لا توجد في اي مستشفيات اخرى كمركز القلب الذي تجرى فيه عمليات القلب المفتوحة وزراعة الكلى وغيرها من المراكز المتخصصة، ونستقبل كل المرضى حتى أولئك القادمين من المحافظات التي يسيطر عليها الغزاة والمحتلون.
* كل ذلك يقوم به مستشفى الثورة، ولكن هل هناك إشكاليات أو عراقيل يواجهها مستشفى الثورة في ظل العدوان والحصار؟
– نعم لدينا اشكالية الموازنة التي كانت تقدر بـ 12 مليار ريال ما قبل العدوان والآن نشتغل فقط بـ6% من الموازنة المخصصة لمستشفى الثورة، ومع ذلك نحن نعمل بنفس الوتيرة ونقدم نفس الخدمات التي كان يقدمها المستشفى سابقا بل زادت علينا الضغوط نتيجة ارتفاع أعداد ضحايا العدوان من المدنيين، إلا اننا نعمل بكل طاقاتنا ودورياتنا في مختلف الاقسام وغرف العمليات، ونأمل رفع نسبة الموازنة المخصصة لمستشفى الثورة حتى تتحسن الخدمات الطبية ويخف الضغط علينا.
* ماذا عن الجرحى من أبطال الجيش واللجان وأيضاً ضحايا العدوان من المدنيين ماذا تقدمون لهم من مميزات؟
– جرحى الجبهات وضحايا العدوان وأسر الشهداء والمرابطين والمعدمين والنازحين نقدم لهم في مستشفى الثورة الخدمات الطبية والعلاجية مجانا ، اما جرحى الجبهات فلهم مميزات خاصة كرد للجميل حيث نتكفل بكل الخدمات الطبية والصحية والعلاجية حتى شراء الأدوية د اذا كان لا يوجد لدينا في المخازن، فنحن نقوم بشرائها، كما نقدم كافة الخدمات الطبية والمستلزمات للنازحين وأسر الشهداء وضحايا العدوان والمعدمين بعد دراسة حالتهم من قبل اللجنة المتخصصة.
* ألا يشكو مستشفى الثورة من نقص في الكادر الطبي المتخصص؟
– طبعا ًمع الأوضاع الاقتصادية والعدوان والحصار رحل الكثير من الكادر الطبي إما إلى دول الجوار أو إلى مستشفيات خاصة، ونحن نعمل جاهدين مع الخدمة المدنية ووزارة الصحة على ضبط المتغيبين، وكذلك نعمل على توفير مبالغ بسيطة من الايرادات للكادر الطبي المرابط والمتواجد في المستشفى تعينهم على العيش وتغطي تكاليف المواصلات .
* هل هناك تخصصات بعينها يشكو من ندرتها مستشفى الثورة؟
– الحمدلله كادرنا كبير جداً ويعمل في مستشفى الثورة 3 آلاف و200 موظف، صحيح أن البعض منهم غير متواجد ولكن لدينا كل الكوادر المتخصصة وفي مختلف المجالات.
ولدينا في الوردية الواحدة للمناوبة 700 فرد موزعين على أطباء أخصائيين وفنيين واداريين في مراكز النساء والولادة والقلب والباطنية والجراحة والطوارئ أشبه بخلية نحل لا تقف حتى دقيقة واحدة.
* بالعودة الى الحديث عن مركز القلب كيف تقيّمون جاهزية المركز اليوم؟
– مركز القلب كان متوقفاً خلال السنين الماضية نتيجة عطل في الآلات والأجهزة حتى جهاز القسطرة كان معطلاً، ولكن الحمدلله تمت صيانتها واليوم مركز القلب يعمل على مدار الساعة ويقوم بإجراء ثلاث إلى أربع عمليات وتصل الى خمس عمليات وأكثر من العمليات الجراحية المفتوحة، كما يقوم المركز بإجراء أكثر من خمس عمليات قسطرة وتشخيصية وعلاجية في اليوم الواحد.
بمعنى أن 99% من عمليات القلب المفتوح وغيرها يقوم بها مركز القلب بمستشفى الثورة، ولدينا كادر طبي كبير ومتخصص ونسبة الوفيات قليلة جدا مقارنة بمراكز القلب الاخرى، صحيح هناك بعض الحالات النادرة والتي تصعب معالجتها لعدم توفر الامكانيات كعمليات قلب الاطفال والتي تتطلب امكانيات جبارة ولا نقوم بإجرائها.
* ماذا عن دور المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي والانساني ودورها في دعم المستشفى؟
– هناك دعم محدود ، ولكن نقول لا بأس به خصوصاً تلك الجهود التي تقدمها لجنة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية في دعم وتوفير المشتقات النفطية وتوفير بعض المستلزمات الطبية والأدوية، ولكن يظل الدعم محدوداً ولا يفي بالغرض ولا يغطي كل احتياجاتنا المالية والفنية والطبية والعلاجية.
* ماذا عن المشاريع والإضافات التي شهدها مستشفى الثورة خلال العام الجاري 2018م؟
– استطعنا تحقيق وإنجاز بعض المشاريع التي عجزت الانظمة السابقة عن تحقيقها، حيث قمنا بإنشاء مصنع الاكسجين وينتج 270 اسطوانة في اليوم، وكانت الى وقت قريب تكلف المستشفى 15 مليون ريال شهريا قيمة اكسجين من خارج المستشفى، كما قمنا بالتعاون مع الصليب الاحمر بترميم المباني الرئيسية للمستشفى التي لم ترمم من قبل 40 سنة، الى جانب تغيير 360 قصبة أو ماصورة على بعد 300 متر، وقمنا أيضاً بتغيير الغطاسات، وقمنا بإعادة هيكلة الطوارئ وفصلنا قسم الطوارئ عن قسم الباطنية النساء عن الرجال، أسسنا 3 غرف عناية جديدة تحتوي كل واحدة على 15 سريراً، توفير ثلاجة موتى نتيجة ارتفاع أعدا ضحايا العدوان.
وأيضاً من أكبر الانجازات أننا قمنا بالتعاون مع الصليب الأحمر بتوريد مولد كهربائي بقوة 800 كيلو لتزويد المستشفى وأقسامه بالكهرباء على مدار الساعة، حيث انه لا يوجد لدى المستشفى سوى مولد واحد كان على وشك الانفجار وكان سيسبب كارثة.
بقية المشاريع بالإمكان ان أحصيها وهي كالآتي:
* اعادة تأهيل وتوسيع وترميم مركز الطوارئ والحوادث ويشمل…
– إنشاء مشروع عناية خاصة للأطفال
– إنشاء مشروع طوارئ الاطفال الجديدة
إنشاء مشروع مصنع انتاج الاكسجين الطبي الخاص بالهيئة
– مشروع رصف وصب الشارع الخلفي لمركز القلب بالخرسانة المسلحة المؤدي إلى مصنع الاكسجين
– افتتاح مشروع تزويد الهيئة بالطاقة الكهربائية
– إنشاء مشروع التغذية وتزويد المرضى والكادر المناوب بالوجبات الغذائية الصحية
– مشروع إعادة تأهيل مصادر المياه الرئيسية التي تغذي الهيئة
– مشروع إعادة تأهيل وترميم شبكة المياه والصرف الصحي وكذلك الكهرباء والبنية التحتية لعموم المباني الرئيسية للهيئة.
– تأسيس المعهد الصحي بالهيئة
* انجازات هامة في مجال الصيانة الطبية
– إصلاح جهاز الاشعة المقطعية (scan.T.C )
– إصلاح أجهزة منظار الجهاز الهضمي
– انجازات هامة في مجال الصيانة الطبية
– المختبر الرئيسي
في مجال التموين الطبي وتزويد الهيئة بالأدوية والمستلزمات الطبية
– ترتيب مبنى التموين الطبي
– المختبر الرئيسي توفير الادوية والمستلزمات الطبية
– توفير الادوية والمستلزمات الطبية
– إنشاء توسعة جديدة لمركز القلب
– إعادة تأهيل ارضية القسطرة القلبية
– إعادة تأهيل وترميم غرفة رقود القدم السكري بقسم الجراحة العامة
– إعادة تأهيل وترميم غرف رقود قسم العيون
– انشاء عناية جديدة مركزة لقسم النساء والولادة
– إنشاء مشروع وحدة جديدة للعلاج الطبيعي
– مشروع إعادة تاهيل وترميم عناية القلب (الباطنة)
– إنشاء مشروع مركز استقبال رئيسي
– إنشاء مشروع خزان جديد أرضي للمياه
ثلاجة الموتى
– إنشاء مشروع حمامات خارجية في حرم الهيئة
– انجازات مالية وإدارية هامة
– معالجة وتحسين الوضع المالي للكادر
– إعادة تأهيل ادارة المشتريات غير الطبية
– إعادة ترتيب سكن الاجانب
– ترميم عنابر أمن المنشأة
– إصلاح الهبوط في أرضية الممر بجانب مركز الطوارئ والحوادث
– مشروع اصلاح الهبوط في ارضية ساحة مركز القلب
– إنشاء مشروع الحزام الامني الداخلي
– تجميع الاثاث غير المستخدم والتالف ( الخردة )
– إعادة تأهيل وحدة الخياطة.
* ما شاء الله ونبارك لكم تحقيق كل ذلك في المستشفى منذ تعيينكم رئيسا للهيئة، دكتور عبداللطيف نختتم الحوار إلى هنا.. هل لديكم كلمة ختامية تريدون قولها ؟
– طبعاً الجهود والعمل بإخلاص والمثابرة هي ثمرة النجاح، ومن رحم المعاناة يولد النجاح، والحرب هي من صنعت نهضة الانسان والدليل على ذلك النهضة الأوروبية، ونحن من بين جحيم الحرب ووحشية العدوان والحصار سنحقق النجاح ما دمنا متمسكين بالقرآن الكريم ومتوكلين على الله.
وقد علمتنا الحرب على مدى أربعة أعوام أشياء كثيرة، مثلاً كنا نقوم باستيراد المحاليل للمختبرات لفترة ثلاثة أشهر محددة بكمية معينة، ولكننا اليوم نستخدم تلك الكمية لمدة تسعة أشهر وليس لثلاثة، وقمنا بقوننة العمل وتخفيض الاستهلاك من خلال آلية استرشادية قمنا بوضعها مؤخرا ووفرت لنا الكثير، ليس فقط في المحاليل، بل وفي مختلف المستلزمات الطبية.
ونحن الآن نسعى الى اختراع قطع الغيار الخاصة بالأجهزة المعطلة والتي منع العدوان دخولها إلينا، وبإذن الله سنحقق هذا النجاح قريباً وسنعيد تشغيل الأجهزة الطبيبة المعطلة وسنواجه التحدي بالتحدي علميا وطبيا.
وأتقدم بالشكر الجزيل لطاقم صحيفة الثورة واهتمام الصحيفة بشكل عام بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء ودورها في تسليط الضوء على الجهود التي تقوم بها الهيئة في سبيل تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.

قد يعجبك ايضا