الدفتيريا.. الخانق الصامت يفتك بالعشرات من المواطنين

 

إعداد/ رجاء عاطف – أمل الجندي

156 حالة وفاة بسبب مرض الدفتيريا

العديد من الجرائم والانتهاكات خلال أربعة أعوام من العدوان والحصار والجوع والفقر والأمراض المختلفة وآخرها جريمة الوباء الخطير الذي انتشر في أوساط أطفال اليمن ليحصد 156 حالة، رصيد يحسب لقوات تحالف العدوان الى جانب جرائمه المنتهكة للقوانين والأعراف الدولية، فبسبب صعوبة الحياة وغلاء المعيشة والعدوان والحصار القائم صار المواطنون لا يفكرون إلا كيف يدبرون الأمور الاساسية للعيش ومنهمكين في خلق ظروف تواكب الظروف التي سببها هذا العدوان الهمجي متناسين أن يتثقفوا ويبحثوا عن ما يخلفه العدوان غير المباشر على بلادنا الذي جاء بأمراض باتت تؤرق مجتمعاً بأكمله .. تفاصيل أكثر في التحقيق التالي:
ملاك ذات الأربع سنوات من عمرها وصلت الى المستشفى وهي في أردأ حالتها كونها استمالت إلى شبه شلل تام وتعتبر أطول حالة لا زالت متواجدة في مستشفى السبعين منذ ما يقارب الشهر وأكثر حسب إفادة الممرضة في قسم العزل ولا زالت حالتها تحتاج للملاحظة اليومية.
156 حالة وفاة
لم تكن بشرى عزيز أحمد، ذات الثمان سنوات وابن أخيها عبدالله عبده عزيز – 8 سنوات، بمديرية السبعين ضحايا مرض الدفتيريا فهم أيضاً ضحايا آخرون من أطفال اليمن جراء الاستهداف المباشر والغير مباشر للقطاع الصحي من قبل تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية بل وأيضاً أحمد سيلان 7 سنوات – بمحافظة عمران وعائشة عبدالله المري- 10 سنوات- من محافظة صعدة الذين توفوا بسبب مرض الدفتيريا، وهذا هو أسلوب آخر من أساليب قتل أطفال اليمن سببه الرئيسي الحصار والعدوان الذي يقوده تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن منذ أربع سنوات.
فهناك ضحايا آخرون من ضحايا العدوان والحصار الأمريكي السعودي على الشعب اليمني منذ1320يوما وقد سجلت وزارة الصحة عدد الإصابات منذ ظهور أول حالة في أكتوبر 2017م وحتى 9نوفمبر 2018م، ( 2732 ) حالة منها 156 حالة وفاة جلهم أطفال بنسبة 90 %.
لا نعلم ما الدفتيريا غير الاسم
لا أعرف عن هذا المرض سوى اسمه فقط، هذا ما تحدثت به كوكب أبو حاتم- ولية أمر، حيث قالت: يرجع السبب للقصور في التوعية بمعنى الأمراض المعدية والتي تهدد بالخطر، إضافة إلى أنه لازال الوعي متدنياً لدى الكثير من المواطنين خاصة الفئة غير المتعلمة والتي في المناطق الريفية بما يتعلق بالأمراض المعدية والمنتشرة ومستواهم ضعيف، رغم خطورة المرض كان لا بد من تكثيف التوعية والتحذير منه كما سبق للتوعية بمرض الكوليرا حتى بات يعلم أعراضه الصغار والكبار لما كان للموضوع من صدى دون غيره من بقية الأمراض المنتشرة.
لابد من التوعية العلمية بحجم الكارثة
ويقول الاستاذ عزيز منصور – وكيل مدارس الأمجاد: إن توعية الطلاب في المدارس لا تقل أهمية عن توعية المواطنين بشكل عام، ودورنا كمدرسة يأتي من خلال عمل دورات تثقيفية صحية داخل المدرسة تقوم بها مجموعة من المعلمات والمسؤولة الصحية طوال العام مواكبة للأمراض المنتشرة ونقدم التوعية للوقاية منها وطريقة علاجها عند الطلاب إلا أنه يجب أن تكون هناك توعية للمواطنين وأولياء الأمور عبر وسائل الإعلام كونها أقوى تأثيرا وإدراكا بحجم المسؤولية، وقال: لا أخفيكم صراحة بأنه لا علم لنا ما هو وباء الدفتيريا علميا إلا كمرض معد له أعراضه الخاصة كونها كانت أمراضاً في الماضي واندثرت وظهرت الآن، وكونه وباء خبيثاً يتطلب تكثيف التوعية العلمية عن هذا المرض والتركيز على خطورته لتصل إلى اكبر عدد مستهدف.
علمنا بعد حالة وفاة
لم نسمع عن المرض من أي جهة إلا بعد ظهور حالات وفاة بسبب مرض الدفتيريا وهذا ما قاله عبدالغني العلفي – ولي أمر الذي يرى أنه من الضروري أن تكون هناك توعية تقوم بها الجهات المختصة والاعلامية خاصة في المدارس بعد ظهور اول حالة ثبتت بها الوباء كونهم أكثر الفئات عرضة للعدوى، وقال: إن مستوى الوعي متدنى لدينا حتى مع اختلاطنا بكثير من فئات المجتمع لم نجد أحدا يتحدث عن هذا المرض رغم العدوى وخطورته والذي ربما تكون نسبة من لا يعلمون 70 – 80 % وإنما قد يظنون انها أعراض برد أو لوزتين وانفلونزا بينما هناك تشابه كثير بين أعراض البرد والدفتيريا لذلك يجهلون خطورة المرض الذي علمنا عنه بعد وفاة بعض الحالات منهم طلاب في المدارس.
مدى خطورة انتشار الوباء
وهناك حالة من المرض ظهرت في المدرسة بين أوساط الطلاب هذا ما أكدته أديبة السقاف- مديرة مدرسة الابتدائية، بمديرية السبعين التي قامت بالإبلاغ والتواصل مع طوارئ وزارة الصحة بضرورة النزول للمدرسة وفحص الطلاب والتأكد من خلوهم من العدوى بالمرض، وأضافت إنه من خلال التواصل حضر مدير المنطقة التعليمية في السبعين والوكيل وتم نزول المسح الطبي من المحافظة إلى المدرسة وتم فحص الطلاب في الصفوف التي وجدت فيها الحالة وكذا نزول فرق التطعيم ضد المرض والوقاية منه عبر منسق الصحة في الأمانة، وتم تلقيح جميع طلاب المدرسة وتوعية الطلاب بارتداء الكمامات، وأشارت إلى أنه كان للمدرسة دور في التوعية من خلال الإذاعة المدرسية في طابور الصباح بنوعيه مرض الدفتيريا وكيفية انتشاره وتعليق الملصقات، ولازلنا مستمرين في تطعيم بقية الطلاب ممن كان أولياء أمورهم رافضين فكرة التطعيم كون نسبة الوعي لديهم ضعيفة جدا، لكن بعد التوعية للطلاب وأيضا فهم البعض من أولياء الأمور بخطورة هذا المرض ووجود وفيات في المدارس وغيره جعلهم يدركون حجم انتشار الوباء ومدى خطورته.
الحصار أحد اسباب الوباء
ومن جانبه يقول الدكتور محمد الشامي مدير المنطقة التعليمية بالسبعين: إن موضوع الأوبئة والأمراض أصبح هاجساً يؤرق المجتمع الذي يعاني من الحصار الجائر والظالم من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي وتفشي امراض كثيرة ناتجة عن سوء التغذية وتدهور في الجانب الصحي وانعدام الأدوية المناسبة، وقد تم ابلاغنا من ادارة الصحة المدرسية بأن هناك بلاغاً من مكتب الصحة بأمانة العاصمة عن حالة اصابة لطالب في إحدى المدارس الأهلية والمنقول لها من مدرسة معاذ بن جبل التابعة لمحافظة صنعاء وحالات مشتبه بها، حينها تم التنسيق بين المنطقة التعليمية ومكتب الصحة بمديرية السبعين والمسؤول عن الترصد الوبائي والصحة المدرسية للنزول الميداني الى المدرسة واللقاء مع إدارة المدرسة للاستيضاح اكثر، وقد تم ابلاغ إدارة المدرسة بإرسال رسائل لأولياء الأمور لإشعارهم بأهمية اخذ التلقيح المناسب لهذا المرض، وأضاف: انه بعد إجراءات الوقاية والتوعية والنزول إلى المدارس التي وجدت فيها الحالات كان هناك تعاون وتفاعل كبير من قبل اولياء الامور في موافقتهم على أخذ اللقاح، مع الشكر والتقدير لفريق الترصد الوبائي ومكتب الصحة بالأمانة ومديرية السبعين وكذلك إدارة الصحة المدرسية ومسؤولي الصحة المدرسية بالمنطقة التعليمية على جهودهم المبذولة والسريعة في الاتصال والتواصل والسيطرة على هذا المرض.
ظهور حالات مؤكدة ومشتبهة
لابد من اخذ الإجراءات الوقائية بين اوساط البيئة المدرسية بل وعلى مستوى المجتمع ككل حيث وان وباء الدفتيريا له انتشار سريع للغاية هذا ما لفت النظر اليه علي محمد مرغم – مدير الصحة المدرسية بأمانة العاصمة، واكد خلال حديثه انه بعد اكتشاف حالات إصابة بمرض الدفتيريا تم التنسيق بين ادارة الصحة المدرسية ومكتب الصحة والسكان بالأمانة لاتخاذ الإجراءات الوقائية بين أوساط جميع طلاب المدرسة التي ظهرت فيها حالتان تحملان هذا الوباء.
وقال: انه تم الكشف على الطلاب وصرف علاجات للطلاب المشتبه بهم الذين يعانون من التهابات تنفسيه وعزلهم ومنحهم إجازة مرضية، كما تم التعميم من قبل الصحة المدرسية ومكتب التربية بأمانة العاصمة الى جميع مدراء المدارس الحكومي والأهلي بأمانة العاصمة لعمل حملة مكثفة بين أوساط الطلاب في طابور الصباح وداخل الفصول للتوعية بمرض الدفتيريا والوقاية منه وكذلك مرض الكوليرا المتزامن معه وعمل توعية شاملة من قبل المشرف الصحي يوميا، بالإضافة الى دكاترة مختصين من الترصد الوبائي والتحصين من مكتب الصحة والسكان وكذلك تم عمل إشعارات لجميع أولياء الأمور بأنه سيتم تحصين طلاب المدارس ضد مرض الدفتيريا، وتم النزول من قبل الصحة المدرسية بالأمانة مع فريق التحصين من مكتب الصحة بمديرية السبعين وصرف اللقاحات مجاناً والتطعيم لجميع الطلاب بالمدرسة مما أدهش الفريق بالإقبال والموافقة على التطعيم من الطلاب وحضور أسر كثيرة من الحي من يريدون تطعيم أبنائهم من غير المسجلين في المدرسة، وتم التلقيح والتطعيم ضد هذا المرض في جميع مدارس الثلاث المديريات (آزال والوحدة ومعين) ، مشيرا إلى وجود حالتين وفاة طالبين بمرض الدفتيريا الأولى في مديرية بني الحارث والثانية في مديرية السبعين وحالات عدوى تم عزلهم ونقلهم الى مستشفى السبعين وأخذ العلاجات اللازمة.
85 حالة مرضية
وترى الدكتورة فايزة الجعدي – مسؤولة قسم رقود الأطفال بمستشفى السبعين أن أنعدام الوعي في أوساط الناس بخطورة المرض مأساة يعاني منها المريض واسرته، وقالت: هناك حالات وصلت الى المستشفى وبعد الفحص تبين انها تحتاج الى رقود إلا أن الآباء رفضوا رقودهم وهذا القصور يجعل من المريض عرضة للوفاة لان مرض الدفتيريا خطير جدا فهو يجعل اعضاء الجسم شبه مشلولة إذا ما تم تلافيها سريعا وخطورته تكمن في ضرب الأعصاب والدماغ والكلى والقلب وله أعراض ظاهرة على بعض المرضى من خلال المشي أو جشاوة الصوت وكذلك خروج الماء من الأنف، واشارت الى أن قسم الأطفال استقبل 85 حالة منذ أكتوبر 2017م وحتى الآن منها 16 حالة وفاة.
يطالب جميع من تحدثوا لـ “الثورة” بأن يفُعل التثقيف الصحي بوزارة الصحة دوره في نشر التوعية بشأن الأمراض المنتشرة والوقاية منها، ويجب أن يتم التطعيم ضد مرض الدفتيريا على مستوى مديريات امانة العاصمة كاملا خصوصا مديريتي السبعين ومديرية بني الحارث التي وجدت فيها حالات وفاة.

 

مدير برنامج مكافحة الدفتيريا الدكتور بشير ابو اصبع لــ”الثورة”:

العدوان والحصار سبب رئيسي في انتشار وباء الدفتيريا ونقص الأدوية وتردي الخدمات الصحية


الدفتيريا إحدى جرائم دول العدوان والتي عصفت باليمن واليمنيين، هذا الوباء الذي لم تعرفه اليمن منذ الثمانينات عاد مجتاحا الأطفال والنساء والرجال بسبب الحصار القائم، وها نحن اليوم نعاني العديد من الأمراض الفتاكة التي تحاول دول العدوان أن تقضي على أبناء الوطن بأحد أسلحة جرائمها في ظل صمت وخنوع دولي مزرٍ لا يملك إلا أن يدين ويستنكر، وفي طيات هذا الحوار مع الدكتور/ بشير أبو اصبع – مدير برنامج الدفتيريا ونائب مدير عام الترصد الوبائي ومتابعة الأمراض،.. ثمة تفاصيل تستدعي أن نستشعر مدى خطورة هذا المرض وما أسبابه، فإلى الحصيلة:
في البداية حدثونا كيف يتم التعرف على مرض الدفتيريا؟
– إن التعريف المعياري لمرض الدفتيريا يعني كيف يوحد المواطنون رؤيتهم لهذا المرض وهو معيار قياسي واحد فالحالة المشتبهة هي كل حالة مرضية تكون مصابة بزكام حاد والتهابات في الجزء التنفسي العلوي ويكون هناك غشاء فوق اللوزتين أو على سقف الحلق فتبدأ البكتيريا بإفراز سمومها لتصيب معظم أجهزة الجسم بالشلل منها القلب ومنها العقل فتحتاج مضاداً للتسمم أو ترياق الدفتيريا وهذا لا يوجد إلا عبر طلب خاص من المنظمات الدولية وهو يصنع في مناطق قليلة جدا لذا نحاول أن نحتفظ بمخزون استراتيجي منه كونه المنقذ الأول للحياة في حال الإصابة، وللتأكد منها يجب أخذ جزء من الغشاء للفحص المخبري والتأكد من نمو هذه البكتيريا داخل المزرعة وهذه تصبح حالة مؤكدة.
برأيكم ما سبب انتشار هذا المرض؟
– دخل لقاح الدفتيريا في السبعينيات وكان يعتبر لقاحا ثلاثيا بالإضافة الى التيتانوس والكزاز ثم دخل المرض الرابع وهو إلتهاب السحايا البكتيري ثم المرض الخامس وهو الكبد الوبائي وهذا ما يسمى حاليا اللقاح الخماسي، بعدها دخلت اول جائحة وباء للدفتيريا عام 1982م حصدت عشرات الوفيات وتم اتخاذ اجراءات وعمل حملات تلقيحية كبيرة ومن الثمانينات إلى العام 2017م كانت الأمور مستتبة تماما حتى استجدت وانتشر هذا الوباء بشكل كبير جدا بسبب الحصار وبسبب نقص الأدوية والخدمات الصحية التي يحاول المحتل والغازي أن يفرض سياسته القمعية ليدفع الشعب اليمني ثمن أطماعه، بالإضافة إلى ظروف تأخر العلاجات ومحاصرة اليمن وإقفال مطار صنعاء وما يحدث في الحديدة أيضا، وهذه كلها تساعد في انتشار المرض وعدم القدرة على السيطرة عليه.
ما مدى خطورة هذا المرض؟
– تعتبر الدفتيريا من الأمراض الخطيرة التي تسبب الوفاة للأطفال إذْ لا يستطيع الطفل تحمل أعراضه فقد تصل مدة المرض من 4 – 5 أيام وتتم الوفاة، وأكثر خطر فيه أنه ينتقل عبر الجهاز التنفسي فينتشر بسرعة، خاصة وأن الأسر أصبحت مزدحمة بسبب العدوان والنزوح من محافظة إلى أخرى، ومتوسط نسبة الإماتة في اليمن 8.3 % وهذه تعتبر نسبة كبيرة جدا مقارنة بنسبة الإماتة العالمية المسموح بها والتي لا تتجاوز 5 % ونسبة الوباء في العالم لا تتجاوز الـ 10 %، بينما تعاني اليمن فئتين عمريتين تجاوزت الـ 10 % فئة من 5 – 10 أعوام بلغت نسبة الإماتة فيها 38 % وهذه نسبة كبيرة جدا وفئة من 20 – 30 عاما تتجاوز الـ 12 %، لذا فاليمن أصبحت تمر بالموجة الثانية من الوباء بينما كانت الموجة الاولى في العام 2017م.
مَنْ هي أكثر الفئات عرضة لهذا الوباء؟
– يعتبر الاطفال هم اكثر الفئات العمرية دون الــ 15 عاما وأكثر الوفيات تحدث من عمر 5-10 سنوات كون استجابة المرض لديهم بسرعة فائقة.
كجهة تَرَصُّد وبائي ما دوركم في الحد من انتشار مرض الدفتيريا؟
– تم إنشاء الادارة العامة للترصد الوبائي منذ تأسيس وزارة الصحة وقد تم الترصد من خلالها لعدة أمراض ونحن حاليا نعاني من 33 مرضا معديا، إلا أننا نقوم بجمع معلومات حول الأمراض لاتخاذ إجراءات ضد انتشار الاوبئة للحد منها كبيانات لاتخاذ ردود أفعال.
كم وصل عدد الحالات المصابة منذ بداية العدوان؟
– هناك اكثر من 2250حالة منها 156 حالة وفاة وترتفع وتيرة الوفيات بسرعة كبيرة جدا وخاصة في الأشهر الاخيرة، فالدفتيريا لها أثر فصلي حيث تزداد في موسم الشتاء، و25 الف حالة مخالطة مع أسرة المريض وهذه تتطلب أخذ جرعة علاجية وقائية وأكثر من 2250 حالة اشتباه، وعند حدوث أي حالة تقوم فرق الاستجابة على مستوى جميع المديريات بالتوجه إلى مكان الإصابة والتأكد من الحالة المرضية وإعطائها العلاج أو تحويلها إلى مراكز علاجية أخرى تتوفر فيها سبل الانعاش، كما يتم إعطاء الحالات المخالطة مضادا حيويا بجرع مختلفة تناسب جميع الأعمار.
ماذا عن اللقاحات الوقائية هل هي متوفرة، وماذا عن أسعارها؟
– نحاول ان نقدم خدمة مجانية للمواطن بقدر الإمكان واللقاحات موجودة ومتوفرة ضمن اللقاح الخماسي المعروف الذي يتم عبر ثلاث جرعات خلال نصف شهر ثم شهر ونصف ثم 6 أشهر، وهناك جرعات تنشيطية موجودة في كل المراكز الصحية على مستوى الجمهورية نتمنى أن يتوجه إليها المواطنون للتحصين فيها.
هل كل المراكز والمستشفيات لديها القدرة على تشخيص المرض ومعالجته واستقبال المرضى ؟
– نحن رفعنا نسبة التحسيس للمرض وقدرة الكوادر الصحية على التعرف عليه وهنا تدريبات قائمة للعاملين الصحيين في معظم أنحاء الجمهورية وهم يقومون بالتعامل مع الحالات بقدر الإمكان، أما في الحالات الصعبة فإنه يتم إحالتها.
في أي المحافظات ترون هذا المرض أكثر انتشارا ؟
– هناك 10 محافظات من أصل 21 محافظة منها إب والحديدة وذمار وصعدة وعمران وأبين والضالع وريمة والتي نسبة الإماتة بها كثيرة كونها من المحافظات الضعيفة طبيا وبسبب الحصار لا يمكن النزول إليها بسهولة، وأوجه نداء للمواطنين للذهاب بأبنائهم إلى مراكز التحصين الروتيني لأخذ الجرعة التنشيطية فهو خط الدفاع الأول للمرض.
هل لدى وزارة الصحة خطة استراتيجية واضحة لذلك؟
– تحاول وزارة الصحة التطوير من الاجراءات الوقائية لهذا الوباء ووضع خطة استراتيجية شاملة لإعداد مسودة لتكون قاعدة أساسية للترصد الوبائي للدفتيريا والامراض الأخرى، وقد استطعنا التفاوض الصعب مع منظمات الصحة العالمية أن نحصل على تأثيث لعناية مركزة وغرف عزل من أربعة أسرة لكل شيء في أكثر من 52 مستشفى ومركزاً صحياً في أمانة العاصمة والمحافظات الأخرى على مستوى الجمهورية اليمنية شمالا وجنوبا، وقد بدأ العمل في 11 مركزاً كلها تستقبل جميع الحالات وهناك أدوية وصلت الى جميع المستشفيات على الرغم من بعض القصور أو النقص الذي ما يزال موجودا وما نزال نحاول توفيره بقدر المستطاع بسبب ظروف الحصار، إلى جانب وجود فرق الاستجابة على مستوى المديريات ومكاتب الصحة على مستوى المحافظات حيث تقوم بعملها ويتم تبليغنا بتقارير يومية وهناك جهود مبذولة من قيادة الوزارة والقيادة السياسية بمتابعة الحالات إدراكا لما يعانيه المواطن.
هل هناك أي تعاون بين الوزارة وإدارة الصحة المدرسية خاصة وأن الطلاب هم أكثر عرضة لنقل العدوى ؟
– تعتبر المدارس جزءاً أساسياً من الاستهداف الرئيسي لحملات التحصين، هناك بلاغات وصلتنا من بعض المدارس وتم النزول الميداني إليها لتوعيتها وتثقيفها بحجم الوباء الكارثي سواء على الطفل أو أسرته أو أقاربه والمحيطين به وفي حالة ثبوت أن هناك حالات نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة.
هل هناك تعاون من قبل المنظمات مع وزارة الصحة؟
– نعم، وزارة الصحة تقوم بجهود المكافحة والترصد وتحصل كثير من البرامج والأنشطة على دعم مادي من قبل بعض المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف والاوتشا وغيرها وهي تعمل وفق اطار الأمم المتحدة ورؤية وزارة الصحة حيث نقوم بإعداد السياسات والأهداف وهذه المنظمات تساعدنا في تحقيقها .
لماذا لا يوجد برامج توعية بحجم الوباء؟
قادمون على حملة توعوية تثقيفية كبيرة جدا كون هذه الموجة جاءت قاسية.
ما التحديات التي تواجهونها في مكافحة الدفتيريا ؟
– ما يواجهنا هو عدم توفر أماكن ومع وجود وباء مثل الكوليرا التي ما زالت مستمرة في موجتها الثالثة وكذا وباء الحصبة أصبحت المستشفيات تعج بالحالات الوبائية والسعة السريرية لعزل الأمراض تحتاج إلى توسعة كبيرة حتى لا تتم العدوى، إلى جانب حصار دول التحالف لكثير من المساعدات المحجوزة في الموانئ وفي جيبوتي حتى إفسادها والتشديد على نقل الأدوية في أماكن التماس وكذا نقص الكادر الطبي بسبب استقطاب أفضل الكوادر الطبية من قبل دول تحالف العدوان من أجل إخلاء اليمن من أمهر أطبائها.
كلمة أخيرة تضيفونها في ختام اللقاء؟
– نهيب من خلال “صحيفة الثورة ” بجميع المواطنين التوجه الى مراكز التحصين الروتيني وألا ينتظروا حملات التحصين من منزل إلى آخر كون اللقاح التنشيطي لوباء الدفتيريا هو السلاح الأول لمنع الإصابة وأسهل الطرق للوقاية حتى لا ندخل إلى مراحل المرض والعلاجات، سائلين المولى عز وجل التوفيق والشفاء للجميع.

 

 

في حالة الاشتباه بنذر وباء الدفتيريا من الضروري إحالة المريض إلى أقرب مرفق صحي وإعطاؤه المصل المضاد

ليس بخافِ ما يمر به القطاع الصحي في اليمن منذ 1320 يوما للعدوان والحصار الأمريكي السعودي أدت إلى خروج ما تجاوز 55 % من سعته الفاعلة عن تقديم الخدمات نتيجة لاستهداف منشآته ووقع الحصار الجائر على ركائزه الأساسية والتي لم تقف حد شحة إلى انعدام الإمدادات بل طالت حتى كوادره ومستحقاتهم مخلفة ملايين الأطفال يعانون سوء التغذية وخطر المجاعة وانتشار الأوبئة وحرمان الكثير من السكان من الحصول على أبسط الخدمات الصحية الأساسية.
وهنا لم يكن انتشار وباء مرض الكوليرا وحمى الضنك والكثير منها في الآونة الأخيرة هو من قضى على حياة الكثير من المواطنين الذين لم يجدوا رعاية صحية متكاملة بسبب ما خلفه العدوان بل زاد عن ذلك تفشي وباء مرض الدفتيريا الذي إن لم يجد تخطيطا مسبقاً لمكافحته سيقضي على من تبقى من المواطنين الذين لم يطلهم قصف العدوان.. فإلى التفاصيل:
نبذة عن مرض الدفتيريا
الدفتيريا (الخناق) هو مرض معدي يصيب الجهاز التنفسي العلوي وينتقل عبر تنفس رذاذ الشخص المصاب والاتصال المباشر بالمريض، وتسببه بكتيريا الخناق الوتدية، وأعراضه أنه يتميز بالتهاب في الحلق وحمى ويتكون غشاء ابيض ملتصق على اللوزتين والبلعوم وتجويف الأنف وأيضا يكون مصاحب سعال وتغير صوت المريض حتى يصبح خشنا ويشبه صهيل الحصان مع وجود رائحة بالفم كريهة جدا وأيضا يكون هناك صعوبة في البلع وخروج افرازات من الأنف قد تكون مصحوبة بدم وقد يأتي مع المرض غثيان وطرش وصداع وكذلك تضخم الغدد اللمفاوية المصحوبة بألم.
وفي حال وجود حالة واحدة مؤكدة مخبريا فهذا انذار بالوباء وتكون فترة الحضانة للمرض من 2-10 ايام، علماً بأن الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالدفتيريا هم الاطفال غير المطعمين عوض الذين لم يستكملوا كل جرعات اللقاح وأيضا المخالطين مباشرة للحالات المصابة، إلى جانب المصابين بسوء التغذية وضعف المناعة وكذا الاشخاص الذين يعيشون في اماكن مزدحمة كالنازحين وغيرهم .
فمعدل الوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة تتراوح بين 5 – 10 % وقد تصل إلى 20 % لدى البالغين من تتجاوز أعمارهم 40 سنة، وكما أن نسبة الحالات التي تعاني من مضاعفات 20 % وتلك المضاعفات تشمل التهاب عضلة القلب 20 % من الحالات الاعتلال العصبي المحيطي 10 % من الحالات، عنق الثور وتورم الرقبة 10 % من الحالات .
وتكون معالجة هذا المرض بوجوب إحالة المريض الي اقرب مرفق صحي واعطاء المصل المضاد للدفتيريا كما يجب اعطاء المضادات الحيوية لمدة 14 يوما، ويجب تطبيق اجراءات العناية بالمريض مثل (عزل المرضى المصابين – نصح المرضى بالاهتمام بالنظافة الشخصية والنظافة العامة – استخدام الكمامات والقفازات اثناء معالجة المصابين والتغذية الجيدة) .
( 2732) حالة منها (156) وفاة حتى نوفمبر 2018
في اليمن تعتبر الدفتيريا من الأمراض المتوطنة وبحسب منظمة الصحة العالمية يسجل سنويا في المتوسط حوالي 50 حالة اشتباه وفي مطلع الثمانينات شهدت محافظة الحديدة أكبر وباء سجل في اليمن حيث سجلت 149 إصابة و20 وفاة فيما بين 29 أغسطس 1981م إلى 16 يناير 1982م.
وقد شهدت اليمن تزايدا ملحوظا في عدد الحالات المحتملة من الدفتيريا منذ أغسطس 2017م حيث سجلت 239 حالة حتى 4 ديسمبر 2017م في 56 مديرية من 15 محافظة وبنسبة إماتة 11,7 % وقد سجلت 61 % من إجمالي الحالات في محافظة إب وكانت أعمار 84 % منها فوق 5 سنوات، 59 % كانت غير مطعمة و24 % من الحالات تلقت أقل من 3 جرعات من لقاح، وكما أن إجمالي الحالات التي تم رصدها حتى 8 يناير 2018م وصلت 583 حالة من كافة المحافظات المذكورة بتفشي وباء الدفتيريا فيها.
والجدير بالذكر أن عدد الإصابات بمرض الدفتيريا المسجلة في وزارة الصحة منذ ظهور أول حالة أكتوبر2017م حتى يوم الجمعة 9 نوفمبر 2018م ( 2732) حالة توفي (156) 90 % منهم أطفال، وهذا صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان بتاريخ 10 نوفمبر 2018م.
وجود حالات في 15 محافظة
ونظرا لكون اليمن تمر في خضم عاصفة انتشار المرض في عدد من المديريات وبوتيرة سريعة مع ارتفاع معدل الوفاة وتفاوت ملحوظ لتوزيع الحالات العمري والجغرافي اضافة إلى تعرض كثير من المديريات المجاورة لها لخطر التفشي نتيجة لانخفاض نسب تغطية التحصين وغياب الوعي المجتمعي وعدم حصول البالغين على جرع تحفيزية من اللقاح (تي دي) الذي لم يدخل الى اليمن حتى اليوم وبحسب التقرير الصادر لعام 2017م، كان عدد المحافظات التي تم تسجيل الحالات فيها 15 محافظة حيث وان المحافظات الأعلى في عدد الحالات هي 6 محافظات إب والحديدة وعدن وذمار وعمران وتعز، وعدد المديريات التي تم تسجيل الحالات فيها 41 مديرية حتى 4 ديسمبر، وعدد المديريات المجاورة لها جغرافيا ونسب التغطية للتحصين منخفضة 95 مديرية .
تحديات تواجه الحد من الوباء
كما أن من التحديات التي تواجه جهود الحد من الوباء منها ما يتعلق بالمرض نفسه ومنها ما يشكل تبعات مباشرة لاستمرار العدوان والحصار المطبق على الوطن (ما يتعلق بالمجتمع بأكمله وعيا وتجمعات متضررة، ومنها ما يتعلق بفصل الشتاء والدراسة (قرابة 16000 مدرسة وتفاوت في التوزيع العمري للحالات)، إلى جانب ما يتعلق بالكادر الصحي كما وتدريبا ومستحقات، وايضا تحديات تتعلق بالمرافق الصحية وأهليتها حيث ان ما يعمل من المرافق لا يتجاوز 45 % من اجمالي سعة النظام الصحي في اليمن، وأخيرا ما يتعلق بالدعم اللوجستي أدوية ومحاليل ولقاحات وأمصال ومستلزمات، ما يتعلق بالقدرة على التأكيد والفحص لمختبري عدم توفر أوساط نقل العينات وأطباق التزريع وامكانيات اجراء الفحوص الجينية والتزريع النسيجي).

قد يعجبك ايضا