قاوَمَ الغـَـزوَ صَامِـداً عَطَّــــــانُ

 

عبدالجليل الرفاعي

أنتَ طودٌ أم ماردٌ غضبانُ
يتهاوى أمامَه العُدوانُ؟!
أيَّ صَبرٍ نرى وأيَّ شموخٍ
أذهلَ الكونَ فيكَ يا عطَّانُ؟!
أنتَ رمزُالإباءِ في أرضِ سامٍ
أنتَ للعِزِّ في الورى عنوانُ
أنتَ أرعبتَ بالتَّحَدِّي عُتَاة ً
أنتَ طَود ٌيَهابُه الإنسانُ
هاهيَ الطائراتُ في الجَوِّ تترى
يتصدَّى لِقصفِها عَطَّانُ
لا يُبالي بما أتتْ مِنْ دَمَارٍ
فلهُ في الصُّمودِ في الحَربِ شانُ
هُو أقوى مِن عَصفِهم وسيبقى
قوة ً لا يُخيفُها شيطانُ
هُوَ طَودٌ لا يعرفُ الذلَّ يوماً
هُو كالشّعبِ مِلؤُهُ عُنفوانُ
ليس يخشى عُدوانَ جمعٍ لئامٍ
كلُّهم في حِسَابهِ جُرذانُ
=فَلِهذا أَبدَى صُمُوداً فريداً
تَتَهاوى حِيالَه الأوثانُ
ولِهذا فيه الثباتُ تجلَّى
ولِهذا تغيَّرَ المِيزانُ
فَغَدا النَّصرُ قابَ قوسين مِنّا
وَعلى الغَزوِ خيَّم الخُسرانُ
أيَّ طودٍ كطودِ عَطَّانَ أضحى
رَمزَ فَخرٍ يَحِجًّه الشّجعانُ
هُوَ طَودٌ مميَّز ٌيتحدَّى
فَلِعطَّانَ مَنطِقٌ وَلِسَانُ
مَنطِقٌ يفضحُ الغُزَاةَ وصوتٌ
عربيٌّ يهابُه العربانُ
صوتُ حُرٍّ لا ينحني لِعَدُوٍّ
مَا إلى الرُّعبِ فِي حَشَاهُ مَكانُ
هُوَ باللهِ واثقٌ فلهذا
قاوَمَ الغَزوَ صَامِداً عَطَّانُ
قلْ لِسلمانَ ليسَ يخشاكَ طَودٌ
يتهَاوى أمامَه العُدوَانُ
هُوَ ليثٌ وأنتَ فأرٌ حَقِيرٌ
ومِنَ الأُسْدِ تَهربُ الفِئرَانُ
كَمْ تماديتَ يا عميلَ النَّصارى
وبحلف ٍ يقودُه الشيطانُ
عِشتَ في حُلمِ كاهلٍ يتمنَّى
فَتَصَدَّى لحُلمِه الفُرسَانُ
غرَّك المَال ُوالسِّلاحُ ولمَّا
جِئتَ لِلحَربِ دبَّ فيك الهَوَانُ
لستَ أهلاً لخوضِ حَربٍ ضروسٍ
أنتَ فِي سَاحةِ الحُروبِ جَبَانُ
لَستَ بالمَالِ قَائِداً لِرجَالٍ
أنتَ بِالمَالِ ثَعلبٌ حَيرَانُ
قدْ تهاوى تَحَالُفُ الشّرِّ حتَّى
دَبَّ في الحِلفِ للتَّوى الإِذعَانُ
كلُّهم أذعَنُوا لِطَودٍ عظيمٍ
وَتَحَدَّى جُموعَهم عَطَّانُ

قد يعجبك ايضا